ملخص بحث عن صلة الوقف الإسلامي بالرعاية الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية
د. أحمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7774
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعتبر مؤسسة الوقف الإسلامي Islamic Entailment Foundation عبر العصورعلى مر التاريخ الإسلامي من أهم أساليب ومظاهر الرعاية الاجتماعية في الإسلام، والتي كان لها دورها البارز في شتى مجالات الحياة الإنسانية، كما كان لها تأثيرها الواضح على الحضارة الغربية،
ورغم أن " الوقف " بوجه عام وفي صورته البدائية أمر عرفته المجتمعات الإنسانية عبر العصور – وبخاصة الوقف على دور العبادة في الأديان السابقة على الإسلام – إلا أن النقلة النوعية الكبرى في الوقف إنما جاءت من المجتمع الإسلامي الأول في المدينة المنورة، حيث تعددت أغراضه وتنوعت أهدافه، وانتقل من الصعيد الديني ( البحت ) إلى الصعيد المجتمعي ( في إطار شمول الإسلام كمنهج حياة متكامل )، حيث بدأ نظام الوقف يتحسس للحاجات الإجتماعية المختلفة القائمة التي تتطلب الإشباع، وبدأ فاعلوا الخير يتحركون لتلبيتها من خلال الأوقاف، ومن ثم فلقد أقام المسلمون للمرة الأولى في تاريخ البشرية مؤسسات – طويلة الأمد – تقوم على مبدأ خدمة المجتمع بشكل هو أشبه ما يكون بما يسمى اليوم بمؤسسات المجتمع المدني،
ويمكن القول أن الأوقاف الإسلامية في عمومها كانت تشكل إطارا أهليا عاما للتراحم الاجتماعي التلقائي، وكانت بمؤسساتها التي أنشئت في ظلها مظهرا من مظاهر الحيوية الاجتماعية، وتعبيرا عن النزعة التكافلية التي حضت عليها القيم الإسلامية، وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ الوقف الإسلامي في مصر إنما يرجع إلى السنة الأولى لدخول الإسلام إلى مصر، حيث كان أول وقف في مصر الإسلامية هو " مسجد عمرو بن العاص "، وتبعته بعد ذلك أوقاف كثيرة متنوعة أوقفها المسلمون في مصر على سائر مشاريع الخير،
وتأتي الدراسة الراهنة حول الوقف الإسلامي ودوره في الرعاية الاجتماعية في وقت يحظى فيه موضوع " الوقف الإسلامي " باهتمام فكري وثقافي واجتماعي متزايد في سياق التحولات الاجتماعية والاقصادية والسياسية، وأيضا التحولات الهامة في توجهات العامة للدولة، وفي مجمل سياساتها الاجتماعية والاقتصادية وهي التحولات الرامية الى اعادة الاعتبار للأنشطة الخاصة، وتشجيع المبادرات الاجتماعية المستقلة في مجال الخدمات والمنافع العمومية، في هذا المناخ بدأ التفتيش الثقافي والأكاديمي بحثا عن نظام الوقف، وسعيا إلى تجديد المعرفة والوعي به، وجذبا للأنظار إليه، ومحاولة لوضعه في دائرة الإهتمام العام والخاص على السواء، ولعل في إنعقاد المؤتمرات والندوات العلمية حول موضوع الوقف الإسلامي من زوايا متعددة والتي تزايدت بشكل ملحوظ بدءا من العام 1983م ما يؤكد هذا الأمر، كما يأتي هذا الإهتمام المتنامي بنظام الوقف وقضاياه متواكبا مع تصاعد موجة الإهتمام العالمي بالنشاط الأهلي وبالمنظمات غير الحكومية Non-Govenmental Organizations، كما أنه – من ناحية أخرى – يتزامن مع الهجمة الشرسة " للتمويل الأجنبي " لما يسمى " مؤسسات المجتمع المدني " Civil Society Institutions في بلداننا العربية والإسلامية وما ينذر به من آثار كارثية على حاضر ومستقبل تلك المجتمعات،
وفي هذا المناخ الذي يتزايد فيه تسليط الأضواء على نظام الوقف وكيفية عودته لممارسة دوره الحضاري في المجتمع الإسلامي، وفي ظل تنامي حركة التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية ومهن المساعدة الانسانية ومن بينها مهنة الخدمة الاجتماعية، والرعاية الاجتماعية كإطار عام لممارسة المهنة، تأتي هذه الدراسة كمحاولة علمية – بل هي الأولى من نوعها في محيط الخدمة الاجتماعية في حدود علم الباحث – لتقويم دور وجهود الأوقاف الإسلامية ومساهماتها في مجالات الرعاية الاجتماعية، وذلك سعيا للإجابة على مجموعة من التساؤلات التي تنطلق منها الدراسة، وحددتها طبيعة الموضوع وحدوده والمتمثلة فيما يلي :
- ما الإسهامات التاريخية لنظام الوقف الإسلامي في مجال الرعاية الاجتماعية بالمجتمع العصري ؟
- ما الأسباب والعوامل التي أدت إلى تقلص دور الوقف في هذا الصدد في العصر الراهن ؟
- ما الوضعية الحالية لبرامج الأوقاف في مجالات الرعاية الاجتماعية في مصر ؟
- كيف يمكن إعادة الإعتبار والفعالية والحيوية لنظام الوقف الإسلامي ودوره في تحقيق الرعاية الاجتماعية وتنمية المجتمع ؟
وحتى يتسنى للباحث التوصل إلى إجابات شافية عن تلك التساؤلات قامت خطة البحث على تغطية العناصر التالية :
* تحديد أهم المفاهيم المستخدمة في البحث، مفهوم التقويم، مفهوم الوقف، مفهوم الرعاية الاجتماعية،
* عرض وتحليل لأهم الدراسات والبحوث والأعمال العلمية التي تناولت موضوع الوقف الإسلامي وصلته بالمجتمع وجهود الرعاية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية،
* أهم البرامج والخدمات التي تقدمها وزارة الأوقاف المصرية في ميادين الرعاية الاجتماعية،
* متطلبات تفعيل دور الأوقاف في مجال الرعاية الاجتماعية والتنمية الاجتماعية،
* الاستخلاصات والتوصيات،
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: