ملخص بحث حول " القطاع التطوعي وإسهاماته في تحقيق أهداف التخطيط الاجتماعي بالمحليات "
د. أحمد بشير - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5672
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في إطار التحولات الجذرية – سياسيا واقتصاديا واجتماعيا - التي يشهدها عالم اليوم وبخاصة في العقدين الأخيرين، لم يكن غريبا أن يحظى القطاع التطوعي Voluntary Sectore بالإهتمام المتنامي عالميا وإقليميا ومحليا، وعلى كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والاجتماعية بحيث أضحى هذا القطاع يشهد حضورا بارزا ومتصاعدا في كافة المجتمعات على اختلاف درجة تقدمها، كما أخذت مساهمات القطاع التطوعي أشكالا متعددة في شتى ميادين ومجالات الحياة الإنسانية، بحسب احتياجات كل مجتمع ودرجة تطوره من ناحية، وبحسب طبيعة العلاقة التكاملية وظيفيا بين القطاعين : الحكومي ( العام )، والإستثماري (الخاص ) (1)
وانطلاقا مما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج أكدت على محورية دور القطاع التطوعي في تحقيق أهداف المجتمع في مجالات الرعاية والتنمية الاجتماعية، وما كشفت عنه العديد من تلك الدراسات من جوانب قصور أثرت على فاعلية أدوار القطاع التطوعي وإسهاماته في بعض المجتمعات التي أجريت عليها تلك الدراسات، ومن هنا برزت مشكلة البحث الراهن والتي تتمثل في تساؤل رئيسي مؤداه : في ضوء التحولات التي يشهدها المجتمع المصري حاليا ما العوامل المؤثرة على دور القطاع التطوعي في تحقيق أهداف التخطيط الاجتماعي في مجالات الرعاية والتنمية الاجتماعية سواء فيما يتعلق بترشيد سياسات الرعاية الاجتماعية أو الرعاية الاجتماعية أو يوضع الخطط والبرامج والمشروعات وذلك في محافظة أسوان ؟
ولقد أجريت هذه الدراسة على القيادات الشعبية والتنفيذية بمحافظة أسوان، باعتبار ما لهم من أدوار وما عليهم من مسؤليات في مجال التخطيط الإجتماعي Social Planning على المستوى المحلي بالمحافظة، وذلك بهدف التوصل إلى مجموعة من المؤشرات التخطيطية لدعم دور القطاع التطوعي في مجالات الرعاية الاجتماعية والتنمية المحلية، من خلال تحديد اتجاهات المبحوثين نحو وضعية القطاع التطوعي، وطبيعة دوره في الرعاية والتنمية، والتعرف على اهم العوامل المؤثرة على القطاع التطوعي بمجتمع البحث،
وانطلقت الدراسة من مجموعة من الفروض العلمية والتساؤلات التي حاول الباحث الإجابة عليها، والدراسة من النوع " الوصفي التحليلي " وذلك في ضوء طبيعة موضوع الدراسة وأهدافها حيث سعت الدراسة إلى اختبار مجموعة من الفروض التي سبق التوصل إليها، دون التحكم في المتغيرات أثناء اختبار تلك الفروض، كما اعتمدت الدراسة على استخدام منهج المسح الاجتماعي بطريقة الحصر الشامل لأعضاء المجلس الشعبي، والتنفيذي لمحافظة أسوان ومركز كوم أمبو، وقرية سلوا، واستخدم الباحث " دليل الاستبار "، والمقابلة المفتوحة، كأدوات لجمع بيانات الدراسة،
واستخدم الباحث في تحليل البيانات اختبار (كا2)لاختبار صحة فروض الدراسة،
وأوضحت معطيات ونتائج الدراسة :
- إرتفاع معدل إدراك المبحوثين لأهمية دور القطاع التطوعي في الوقت الحاضر، وتوقع تزايد هذه الأهمية في المستقبل المنظور،
- صحة بعض الفروض التي انطلقت منها الدراسة، حيث تبين :
* وجود ارتباط موجب بين بعض المتغيرات الشخصية ( التعليم، مدة العضوية، صفة المبحوث : شعبي أو تنفيذي ) وبين اتجاهات المبحوثين نحو أهمية القطاع التطوعي،
* وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الشعبيين والتنفيذيين فيما يتعلق بالعوامل المؤثرة على دور وحركة القطاع التطوعي بالمحليات،
* عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين آراء الشعبيين والتنفيذيين فيما يتعلق بدرجة المساهمة الفعلية للقطاع التطوعي، ومدى تشجيع الأجهزة المحلية للقطاع التطوعي، وتوقع تزايد دور القطاع التطوعي مستقبلا،
وخلص الباحث في نهاية الدراسة إلى مجموعة من المؤشرات التخطيطية التي تستهدف تفعيل دور القطاع التطوعي في تحقيق أهداف التخطيط الاجتماعي بالمحليات من تحسين أحوال معيشة المواطنين، وإشباع احتياجاتهم ومواجهة مشكلاتهم وتنمية القدرات والطاقات والموارد البشرية والمادية والمساهمة الجدية في تحقيق التغيرات الاجتماعية المقصودة والمخططة لصالح المجتمع بمختلف فئاته، واستنادا إلى الموجهات النظرية للبحث، وما تم التوصل إليه من نتائج، وما توصلت إليه الدراسات السابقة حول موضوع البحث والتي أوضحت أن القطاع التطوعي ما زال محافظا وبطيئا وبعيدا عن تلمس الاحتياجات المجتمعية الحقيقية، وفي ضوء تجارب الدول الأخرى في هذا الشأن، وهكذا أمكن التوصل إلى مجموعة من المؤشرات التخطيطية التي تتعلق بالمجالات التالية :
- المجال المادي الاقتصادي،
- المجال التشريعي القانوني،
- المجال الإداري التنظيمي،
- المجال السياسي،
- المجال الاجتماعي،
- المجال البحثي والعلمي،
- المجال الإعلامي،
ويتوقع الباحث أن تسهم تلك المؤشرات في دعم مسيرة العمل التطوعى في ظل التحولات التي يتعرض لها المجتمع المصرى بعامة، ومجتمع البحث بوجه خاص - في ظل تنامي الإهتمام الحكومي بتنمية جنوب الصعيد - وما تتطلع إليه الأوساط الحكومية والشعبية من تفعيل دور القطاع التطوعي في تحقيق التنمية المنشودة،
--------
وقع اختصار العنوان الأصلي لطوله، والعنوان كما وردنا هو:
ملخص بحث حول " القطاع التطوعي وإسهاماته في تحقيق أهداف التخطيط الاجتماعي بالمحليات " - دراسة مطبقة على محافظة أسوان بمصر (*)
محرر موقع بوابتي
==================
(*) – تم نشر هذا البحث في " أعمال المؤتمر العلمي الرابع عشر لكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان "، القاهرة (28-29) مارس 2001م.
(1) – تشير الأدبيات الحديثة للرعاية الاجتماعية إلى أن الرعاية الاجتماعية في السنوات الأخيرة أصبحت تتوزع بين قطاعات ثلاث : القطاع الحكومي (العام )، ويبرز مسؤولية الدولة عن الرعاية الاجتماعية لمواطنيها، والقطاع التطوعي ( المنظمات غير الحكومية )، والقطاع الخاص ( المؤسسات الربحية )،
--------- د.أحمد يوسف محمد بشير
أستاذ مساعد بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: