البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس تئن و التونسي في "نوم العسل"

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8241


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عندما ثار الشعب التونسي ضد الديكتاتورية ذهب في ظننا جميعا أن هذه الثورة ستنتقل سريعا إلى العقول التي ستشهد حتما تغييرا يصاحب هذا الغيير السياسي مما قد يبشر بمستقبل واعد لتونس التي ستستفيد حتما من هذه الثورة الفكرية فالإطاحة بالحاكم المستبد تبين أنه ليس من الصعوبة في شيء بل الأصعب من ذلك الإطاحة بهذه العقليات البالية التي لا ترى في تونس إلا تلك الدجاجة التي تبيض ذهبا و نحن إذ نجد أنفسنا بعد أكثر من عام من الثورة أمام مشهد سياسي و فكري عام لا يبعث على التفاؤل خصوصا مع هذا التردي الواضح في المنظومة الأخلاقية التي تحكمنا.

أقول هذا الكلام ليس من باب التشاؤم أو تثبيطا للعزائم لكن هو توصيفا للواقع الذي تعيشه تونس فالتواكل أصبح السمة الغالبة على الشعب الذي يشتكي صباحا مساء من كل شيء في حين لا يقوم بأي مبادرة لتغيير هذا الواقع الذي يراه تعيسا و للأسف الشديد فروح التطوع عندنا منخفضة جدا إن لم نقل أنها معدومة و يكفي أن أشير إلى هذا الرقم حيث أن المجتمع الأمريكي تبلغ نسبة العمل التطوعي لديه أكثر من 20 % و هو ما يخفف العبء على الدولة في حين أن هذه النسبة لدينا لا تتجاوز 1 % و هو ما يفسر هذا الكم الهائل من المشاكل المتراكمة التي عجزت الدولة بما لديها من إمكانيات محدودة في بعض الأحيان عن إيجاد حلول لها كما أن المجتمع المدني الذي من المفترض أنه قائم أساسا على فكرة التطوع عجز بدوره عن القيام بدور فعال في هذا المجال بل على العكس تماما فقد كان في بعض الأحيان عائقا أمام حل بعض المشكلات.

إن المتأمل هذه الأيام في المشهد المجتمعي العام يلحظ بسهولة الخمول الكبير الذي أصبحت عليه اليد العاملة التونسية فالجميع يحلم بالمال الوفير دون بذل أي مجهود و يكفي أن يحاول أي منكم إيجاد عامل أو إثنين في أي مجال و سيرى النتيجة فالبحث يضنيه دون تحقيق هذفه لأن العامل في تونس أصبح متكبرا على العمل و يعتبر أن كسب المال دون مجهود هو حق ثوري مكتسب.

شيء أخر أدمى قلبي و أنا أتجول في العاصمة و هي أكوام القمامة التي تجدها في كل مكان فهذا المشهد المقرف و المقزز بالإضافة لما قد يعطيه من فكرة سلبية عن البلاد و ساكنيها فإنه يمثل خطورة كبرى على المحيط و على صحة المواطن أيضا لكن هذا المواطن لم يحرك ساكنا تجاه هذا الوضع المزري الذي يحاصره من كل مكان و الحكومة " شاهد ما شافشي حاجة " و من المضحكات المبكيات في هذا المشهد المحزن أنه حتى المثقف يساهم فيه و بقوة مما يطرح تساؤل كبير عن مثقفي تونس و دورهم الإصلاحي؟ و هل لنا أصلا نخبة يمكن الحديث عنها ؟ فعندما تشاهد ( و هذا رأيته بأم عيني ) طبيبة تقف بجانب الطريق وسط العاصمة وتقوم بإلقاء ما جادت به يداها من أكياس من الفضلات ثم تركب سيارتها و تذهب في سبيل حالها فإنك تصبح لا تميز بين النخبة في هذا البلد و العامة أو الدهماء كما يقال فالإثنان سواء ليس بينهما فروق كبيرة فكل منها لا يحس إلا بنفسه و لا يحمل أي إحساس تجاه الأخر سواء كان مواطن أو وطن.

فتونس تئن و لا يسمع أنينها إلا من رضع حليبها منذ صغره فيا أيها التونسي يا من ترى في نفسك أحد أبناء هذه البلاد يجب أن تستفيق من غفلتك و تشمر عن ساعد الجد لتبني هذا الوطن لأنه لا سبيل لإنتصار ثورتنا مادمنا لم ننتصر على هذه السلبية الكامنة في داخلنا التي خلفها لنا الماضي البغيض و يجب أن يسأل كل منا نفسه قبل أن يطلب أي شيء من تونس ماذا قدم لها؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الوضع الإجتماعي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د.محمد فتحي عبد العال، طارق خفاجي، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، عبد العزيز كحيل، سعود السبعاني، حاتم الصولي، عواطف منصور، صفاء العراقي، الناصر الرقيق، مراد قميزة، فهمي شراب، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، بيلسان قيصر، محمد علي العقربي، كريم فارق، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، سفيان عبد الكافي، محمود فاروق سيد شعبان، د - الضاوي خوالدية، يزيد بن الحسين، العادل السمعلي، د - المنجي الكعبي، د- محمود علي عريقات، حميدة الطيلوش، أشرف إبراهيم حجاج، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، المولدي اليوسفي، مجدى داود، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، د- محمد رحال، كريم السليتي، سلوى المغربي، حسن عثمان، وائل بنجدو، عبد الرزاق قيراط ، فتحي الزغل، د - عادل رضا، صلاح الحريري، الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، أحمد ملحم، جاسم الرصيف، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، صلاح المختار، الهيثم زعفان، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمر غازي، أنس الشابي، د. صلاح عودة الله ، صالح النعامي ، د - محمد بنيعيش، سامح لطف الله، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، صباح الموسوي ، رافع القارصي، فوزي مسعود ، علي عبد العال، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، محمد عمر غرس الله، مصطفي زهران، د. خالد الطراولي ، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، مصطفى منيغ، تونسي، إيمى الأشقر، د. مصطفى يوسف اللداوي، إياد محمود حسين ، أ.د. مصطفى رجب، حسني إبراهيم عبد العظيم، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، يحيي البوليني، رشيد السيد أحمد، ضحى عبد الرحمن، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، سامر أبو رمان ، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، أحمد النعيمي، أبو سمية، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، أحمد الحباسي، منجي باكير، ياسين أحمد، فتحـي قاره بيبـان، فتحي العابد، سليمان أحمد أبو ستة، محمد شمام ، د - شاكر الحوكي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة