البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الصحبة الصادقة هل مازال بإمكاننا الحديث عن وجودها؟

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6687


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


شهدت المنطقة التي أسكنها هذه الأيام حادثة قد تبدو في ظاهرها عادية للعديد و هي من قبل الأحداث اليومية التي تحدت في أي زمان و مكان إلا أن المتأمل فيها يقف كثيرا أمامها للتفكير فيها بكل جدية لأنها ربما تنطوي على عدة تساؤلات مهمة قد تؤدي بنا إلى الكثير من الإستنتاجات.

لنعد إلى أصل الحكاية التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية و المتمثلة في أن إثنين من الأصدقاء الذين أعرفهما جيدا و هما صديقان حميمان منذ أمد بعبد و كلاهما يتردد على بيت الأخر و بينهما " ماء و ملح " كما يقال و العلاقة الأخوية التي تربطهما قوية جدا إلا أن أحدهما خان هذه الصداقة و الأخوة و قام بسرقة بيت صديقه و الغريب في الأمر أن السارق ينتمي إلى عائلة ميسورة جدا في حين أن الضحية يعتبر من العائلات التونسية المتوسطة إن لم نقل الفقيرة و هو بتعبيرنا اليومي " زوالي" أي أنه ليس في ترف من العيش و هو محتاج لكل مليم لديه.

حادثة السرقة هذه قد يراها البعض عادية لأن مجتعنا للأسف الشديد يعاني كثيرا من هذه الظاهرة و غيرها من الظواهر الأخرى السلبية غير أن ما يجعلنا نقف عندها أنها حدثت بين صديقين وهو ما يدعونا للتساؤل ألهذا الحد نخر الفساد الأخلاقي مجتمعنا حتى وصل إلى درجة ان يسرق الصديق بيت صديقه؟ و هل علاقاتنا الإجتماعية أصبحت مهددة جراء هذه الظواهر؟

ربما هذه الحادثة و غيرها ينطبق عليها قول الفيلسوف توماس هوبز " الإنسان ذئب لأخيه الإنسان" الذي يجعله دائما يبحث تدميره و الإضرار به و قد يؤكد هذه النظرية أيضا قصة قابيل و هابيل و لدي أدم حيث أن العلاقات الإجتماعية المتوترة بين البشر قديمة في الزمن أي منذ وجود الإنسان و هذا يدخل في باب التدافع السلبي في الحياة إذ أن الإنسان فيه جانب خير و جانب شر قد يكون حاضرا بإستمرار في جل أفعاله و معاملاته مع الأخرين خصوصا إذا لم يعمل على الحد من شر نفسه الأمارة بالسوء التي تبحث دائما عن سعادتها الذايتة و لو على حساب تعاسة الأخرين.

لكن في المقابل تبقى للصحبة و الصداقة معاني جميلة رغم كل هذه الشوائب التي نعتبرها مهما عظم شأنها إلا إستثناء و ليست أصلا في الإنسان فهي تدخل في باب الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه فأول من إتصف بوصف الصحبة هم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين ذكروا في القرأن الكريم حيث يقول الله عز وجل في سورة التوبة " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا و الله عزيز حكيم " فالله سبحانه و تعالى سمى أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بالصحابة و لم يسمهم بأي من الأسماء الأخرى و في ذلك مغزى و معنى وجب علينا تدبره كما أنه لنا في قصصهم عبرة فحبهم و تقديرهم لعضهم و حرصهم على علاقات قوية فيما بينهم كيفما رباهم على ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يقول في حديث شريف " مثل المؤمنيين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إن تداعى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر و الحمى" و الأمثلة عديدة في هذا المجال و يكفي أن أستحضر هذه المقولة لسيدنا عمر إبن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول " تمنيت أن أكون شعرة في صدر أبي بكر " و هذه في إعتقادي من أروع ما قيل و هي دليل على مدى الرابطة الروحية التي كانت تربط ذلك الجيل الذهبي من المسلمين لذا لم تنجح جميع محاولات أعداء الإسلام في شق صفهم و كم نحن في أمس الحاجة خصوصا في هاته الأيام عقب الثورة التي أطاحت بعرش الطاغية و غيرت الواقع إلى مثل هذه المفاهيم التي يجب أن تعاد و تفصل من جديد في حياتنا بعد أن فقدناها و لا نيأس من ذلك فحبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " الخير فيا و في أمتي إلى يوم الدين " صدقت يا حبيبي يا رسول الله


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الصداقة، العلاقات الإجتماعية، السرقة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمود علي عريقات، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، فتحـي قاره بيبـان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم السليتي، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، محمود فاروق سيد شعبان، سيد السباعي، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، منجي باكير، محمد الياسين، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، يحيي البوليني، سلام الشماع، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، حميدة الطيلوش، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، صفاء العراقي، محمود سلطان، مراد قميزة، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، فوزي مسعود ، سامر أبو رمان ، وائل بنجدو، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، د. صلاح عودة الله ، خالد الجاف ، د - المنجي الكعبي، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، د. طارق عبد الحليم، محمد أحمد عزوز، د. عادل محمد عايش الأسطل، صباح الموسوي ، عمر غازي، محرر "بوابتي"، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، ماهر عدنان قنديل، محمود طرشوبي، عبد الغني مزوز، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- جابر قميحة، أحمد بوادي، د- محمد رحال، فتحي الزغل، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، عراق المطيري، فتحي العابد، أنس الشابي، محمد شمام ، طلال قسومي، صلاح المختار، د. أحمد محمد سليمان، إياد محمود حسين ، أحمد ملحم، سامح لطف الله، صلاح الحريري، علي الكاش، د - مصطفى فهمي، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، حاتم الصولي، علي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، عبد الرزاق قيراط ، فهمي شراب، صالح النعامي ، محمد يحي، صفاء العربي، سلوى المغربي، كريم فارق، عزيز العرباوي، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، عواطف منصور،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة