البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل تعاني تونس فعلا أزمة بطالة؟

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6971


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من أهم أسباب قيام الثورة في تونس البطالة التي تعتبر المحرك الأول للفعل الثوري، حيث أن أول شعار رفع خلال الثورة التونسية " التشغيل إستحقاق يا عصابة السراق ".
لكن المتأمل هذه الأيام في الساحة الإقتصادية في تونس يلاحظ النقص الواضح في اليد العاملة خصوصا في بعض القطاعات مثل قطاع الموبيليا، و لعل تصريحات السيد وزير التشغيل عبد الوهاب معطر أن تونس لا تعاني أزمة بطالة لاقت رفضا خصوصا من الباحثين عن شغل الذين رأوا في كلام السيد الوزير الكثير من المبالغة.

لكن من الممكن أن يكون كلام السيد عبد الوهاب معطر فيه جانب كبير من الصواب، وهذه حقيقة لم أكن لأصدقها لو لم تضعني الصدفة في محادثة مع مسؤول مصنع كبير للنسيج الذي أكد لي أنه في إطار توسيع نشاط مصنعه أراد أن ينتدب عاملات إضافيات لكن لم يجد و هو الأن بصدد البحث الذي أتعبه دون جدوى حتى أن العديد ممن إتصل بهم عن طريق مكاتب التشغيل رفضن العمل دون تبرير واضح.
هذه إحدى الحالات الحقيقية، كما أن المتأمل في قطاع الإنشاءات يلاحظ النقص الواضح في اليد العاملة لدرجة أن بعض الخبراء توقعوا في السنوات القليلة القادمة أن تقوم تونس بإستيراد اليد العاملة في هذا القطاع الحيوي، أضف إلى ذلك أزمة اليد العاملة في القطاع الفلاحي حيث أن المحاصيل على غرار الزيتون لم يجد الفلاحون عمالا لجنيها مما جعل أغلبهم يلتجأ لتشغيل النساء سدا للفراغ.

ففي أغلب الأوقات كلما مررت على مقهى تجده يعج بالشباب الذي يقضي معظم وقته إما في لعب الورق أو في إحتساء القهوة و تدخين الشيشة و إن دخلت في حوار مع أحدهم قصد إقناعه بضرورة التحرك و البحث عن شغل عوض العيش عالة على عائلته و المجتمع يجيبك بحثت و لم أجد إنها إذن مفارقة عجيبة بين مشغل لم يجد عمالا و بين عمال لم يجدوا من يشغلهم .

يبدو أن التونسي عوض أن تشحذ الثورة همته و تحفزه على العمل جعلت منه شخصا متواكلا يحب أن يأتيه الخير إلى يديه و هو جالس في بيته فالكل في تونس أصبح يحلم غداة الثورة بعمل مريح حيث يجد مكتبا و سكريتيرة و بعض الخدم الذين يسهرون على راحة سي السيد إنها الأحلام التي تعضف بواقع العديد من شبابنا الاهث وراء السراب لذا على كل شاب و شابة في تونس ان يشمر على سواعد الجد و أن يكون أكثر واقعية حتى يتسنى له الظفر بموطن يشغل يحفظ له كرامته التي لا يمكن أن تكون إلا عندما يأكل مما تتنجه يده.

لكن و الحقيقة تقال أن تونس تشهد أزمة في تشغيل أصحاب الشهادات تحديدا لذا تجد أن أغلب الباحثين عن شغل هم ممن أتموا دارستهم الجامعية و لم يحصلوا على عمل غير أن هذه الفئة بدورها تعاني عدة صعوبات أخرى غير البطالة حيث أن أغلب المتخرجين من جامعاتنا و للأسف الشديد يتمبزون بضعف واضح في التكوين و هذا تلحظه بسهولة إذا ما دخلت في نقاش بسيط مع أحدهم كما يتميزون أيضا بالتواكل و عدم النشاط فجلهم بقي لسنوات في بطالة كلية و مع ذلك لم يحاول فعل أي شيء قد يساعده في الحصول على عمل و للتخيلوا لو أن كل واحد من هؤلاء الذين بقوا لسنوات في بطالة حاولوا أن يقوموا بتكوين في أي مجال لكان أغلبهم اليوم بالإضافة لشهاداتهم الجامعية يتمتعون بمهارات أخرى قد تساعدهم في رحلة البحث عن موطن شغل غير الوظيفة العمومية التي تبقى العصفور النادر لجميع المتخرجين الذين يرضون بالبقاء في بطالة و لو طويلة على امل الحصول عليها في يوم من الأيام.

إذن أرجو من الإخوة العاطلين عن العمل او المعطلين كما يحلو لهم تسمية أنفسهم أن يبادروا بإيجاد الحلول بأنفسهم و ألا ينتظروا المنة من أحد فهم جيل الثورة الذي أطاح بالدكتاتورية و هم من سيبنون تونس الجديدة فلذا لا يجب أن يكونوا هم المشكل و العائق أمام بناء وطن جديد و ليعذرني زملائي خرجي الجامعات على هذا الكلام فانا واحد من تلك الجحافل المعطلة عن العمل في هذه البلاد و ها أني أحاول تجاوز مشكلتي حتى لا أكون عبئا على بلدي خصوصا في هذا الظرف العصيب من تاريخه و تمنياتي بالتوفيق للجميع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الشغل، التشغيل، البطالة، اليد العاملة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - المنجي الكعبي، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د.محمد فتحي عبد العال، الهادي المثلوثي، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، فهمي شراب، أحمد بوادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، محمد شمام ، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، وائل بنجدو، عواطف منصور، محمود سلطان، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، صلاح المختار، إيمى الأشقر، رمضان حينوني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامح لطف الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، تونسي، عبد الله زيدان، ياسين أحمد، محمود طرشوبي، صفاء العراقي، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، رضا الدبّابي، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، مراد قميزة، حسن عثمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد محمد سليمان، طلال قسومي، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، محمد العيادي، عبد الله الفقير، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الغني مزوز، سلام الشماع، منجي باكير، صفاء العربي، د - الضاوي خوالدية، د- جابر قميحة، جاسم الرصيف، صباح الموسوي ، عمر غازي، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، أ.د. مصطفى رجب، سعود السبعاني، كريم السليتي، مصطفى منيغ، سيد السباعي، خالد الجاف ، كريم فارق، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، محمد يحي، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي العابد، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، فتحـي قاره بيبـان، د- محمود علي عريقات، سليمان أحمد أبو ستة، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، أبو سمية، د - عادل رضا، صالح النعامي ، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد عمر غرس الله، د. عادل محمد عايش الأسطل، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، د. طارق عبد الحليم، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، سامر أبو رمان ، د - محمد بن موسى الشريف ، فوزي مسعود ، مجدى داود، صلاح الحريري، أحمد النعيمي، عراق المطيري، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة