البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التطرف اليساري : شكري بلعيد مثالا

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8013


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الإقصاء لا يولد إلا الإقصاء، و خطاب عدم الاعتراف بالآخر يؤدي إلى رفض الأخر لمن لم يعترف به، أما الأشنع من ذلك فهو التحقير و الإستهزاء و التهكم و التعدي على الآخرين بألفاظ لا يمكن أن يقال إلا أنها من بذيء الكلام، و لا نستغرب هذا خصوصا عندما يكون صاحب الطرح السيد شكري بلعيد و هو السياسي اليساري الذي عرف منذ صباه بمعاداة الإسلاميين و مشروعهم المجتمعي، فهو لا يفوت فرصة إلا و يهاجم من يخالفه التوجه الفكري حيث يكثر حديثه عن تخلفه و ظلاميته التي لا حدود لها، و نسي هذا الرجل أن الظلامي هو من يرفض الآخرين و يريد إقصائهم من جديد بعد أن ساهم في ذلك أيام الجمر خلال تسعينات القرن الماضي.

فالسيد بلعيد أصم أذاننا بحديثه عن عدم ديمقراطية خصومه الإسلاميين و الدكتاتورية التي يبطنوها مستعملين في ذلك التقية السياسية، لكن هل بإمكان الرفيق شكري أن يثبت لنا ديمقراطيته و حزبه العتيد و يطلعنا عن تركيبة القيادية، فنحن لا نعرف منها إلا شخصه المحترم و كأن حركة الوطنيين الديمقراطيين لا تضم إلا سياد،ته في حين نجد على الطرف الآخر أن خصومه يملكون من القيادات ما يجلب لهم الاحترام على هذا التنوع حتى من قبل خصومهم الذين يشهدون لهم بذلك كما ورد في مقال لصحيفة التونسية تحت عنوان " النهضة في عيون خصومها " فمن هو إذن الديمقراطي يا أستاذ؟

فأن تكون راديكاليا في توجهك فهذا حقك لكن أن تكون إقصائيا لا يؤمن بالعيش المشترك مع الآخرين فهذا مرض عضال يمكن أن يصيب السياسي الذي يعلم جيدا أن لا أمل له في الحصول على منصب معين في ظل ديمقراطية لا تعترف إلا بأحكام الصناديق.
فأستاذنا شكري بلعيد يبدو شاذا في مقولاته و طروحاته السياسية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتفاعل معها الشعب التونسي المتجذر في هويته العربية الإسلامية، لذلك نراه في جل المنابر التي يحل عليها ضيفا لا يتحدث إلا بطريقة متشنجة و لا يكثر إلا من السباب و الشتا،ئم و هذا الأسلوب على ما أعتقد سلاح الضعفاء الذين يلجأؤون للحديث بهذا الطريقة ليوارون سوءاتهم السياسية التي بدت للجميع عقب الثورة التي أسقطت جميع أوراق التوت عن الذين يرفعون شعارات حقوق الإنسان و الديمقراطية إذ بهم يفشلون في أول الاختبارات.

للجميع الحق في الاصطفاف إلى جانب الفريق الحاكم أو إلى جانب المعارضة و كذا الأستاذ شكري بلعيد الذي لا يرى نفسه إلا معارضا، لكن على المعارض الذي ينقد السلطة الحاكمة و يتربص بها في كل حين و لا يترك شاردة و لا واردة من أخطاء الحكومة إلا أحصاها، عليه أيضا ان يقدم مشاريع بديلة عن تلك التي يطرحها الفريق الحاكم، أما أن يعارض فقط فهذا لا يكفيه للوصول لكرسي الحكم فالشعب التونسي الذي أثبت أنه متقدم جدا على نخبه السياسية لا يمكن أن يسلم رقبته لمثل هذا المعارض الذي لم يرتق بخطابه السياسي، فكيف إذن يريد الأستاذ بلعيد ان ينجح في الإنتخابات و هو يقدم خطابا إقصائيا و يريد وطننا لا يحتمله إلا هو و من يشاركه التفكير، فالعديد من الناس الذين ألتقي بهم يوميا و يسألونني عن الوضع السياسي العام أغلبهم يقولون لي إن كانت المعارضة و هي معارضة تتحدث بهذه الطريقة الرافضة للاخر فكيف بها إذا وصلت للحكم ماذا ستفعل بمعارضيها؟

أظن أن الرسالة وصلت و ما على السياسي الناجح إلا أن يراجع فكره و توجهه من حين للآخر ليعدل ساعته على المتغيرات الحاصلة في المجتمع، فالعناد و الكبر و النظرة الفوقية لا تنفع أحدا و لو كانت نفعت لنفعت السابقين و لكم في التاريخ عبرة يا أولوا الألباب.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، شكري بلعيد، الوطنيون الديموقراطيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، أنس الشابي، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، د - الضاوي خوالدية، محمود طرشوبي، محمد اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فوزي مسعود ، عمر غازي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، نادية سعد، محرر "بوابتي"، محمد عمر غرس الله، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، حاتم الصولي، فتحي الزغل، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله زيدان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، عراق المطيري، فتحي العابد، كريم فارق، سلوى المغربي، د - صالح المازقي، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الياسين، علي عبد العال، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، أبو سمية، أحمد ملحم، خالد الجاف ، مجدى داود، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، حميدة الطيلوش، د - المنجي الكعبي، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، عواطف منصور، علي الكاش، مراد قميزة، د- محمود علي عريقات، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، طلال قسومي، صلاح الحريري، جاسم الرصيف، أحمد النعيمي، د - عادل رضا، حسن عثمان، عبد الله الفقير، كريم السليتي، د- محمد رحال، منجي باكير، أشرف إبراهيم حجاج، رافع القارصي، يحيي البوليني، مصطفي زهران، د. طارق عبد الحليم، سعود السبعاني، الناصر الرقيق، د- جابر قميحة، وائل بنجدو، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. أحمد بشير، مصطفى منيغ، سامر أبو رمان ، محمد يحي، إسراء أبو رمان، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، تونسي، إيمى الأشقر، عمار غيلوفي، سامح لطف الله، الهادي المثلوثي، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، د - محمد بن موسى الشريف ، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، سفيان عبد الكافي، صباح الموسوي ، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة