البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التطرف اليساري : شكري بلعيد مثالا

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8444


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الإقصاء لا يولد إلا الإقصاء، و خطاب عدم الاعتراف بالآخر يؤدي إلى رفض الأخر لمن لم يعترف به، أما الأشنع من ذلك فهو التحقير و الإستهزاء و التهكم و التعدي على الآخرين بألفاظ لا يمكن أن يقال إلا أنها من بذيء الكلام، و لا نستغرب هذا خصوصا عندما يكون صاحب الطرح السيد شكري بلعيد و هو السياسي اليساري الذي عرف منذ صباه بمعاداة الإسلاميين و مشروعهم المجتمعي، فهو لا يفوت فرصة إلا و يهاجم من يخالفه التوجه الفكري حيث يكثر حديثه عن تخلفه و ظلاميته التي لا حدود لها، و نسي هذا الرجل أن الظلامي هو من يرفض الآخرين و يريد إقصائهم من جديد بعد أن ساهم في ذلك أيام الجمر خلال تسعينات القرن الماضي.

فالسيد بلعيد أصم أذاننا بحديثه عن عدم ديمقراطية خصومه الإسلاميين و الدكتاتورية التي يبطنوها مستعملين في ذلك التقية السياسية، لكن هل بإمكان الرفيق شكري أن يثبت لنا ديمقراطيته و حزبه العتيد و يطلعنا عن تركيبة القيادية، فنحن لا نعرف منها إلا شخصه المحترم و كأن حركة الوطنيين الديمقراطيين لا تضم إلا سياد،ته في حين نجد على الطرف الآخر أن خصومه يملكون من القيادات ما يجلب لهم الاحترام على هذا التنوع حتى من قبل خصومهم الذين يشهدون لهم بذلك كما ورد في مقال لصحيفة التونسية تحت عنوان " النهضة في عيون خصومها " فمن هو إذن الديمقراطي يا أستاذ؟

فأن تكون راديكاليا في توجهك فهذا حقك لكن أن تكون إقصائيا لا يؤمن بالعيش المشترك مع الآخرين فهذا مرض عضال يمكن أن يصيب السياسي الذي يعلم جيدا أن لا أمل له في الحصول على منصب معين في ظل ديمقراطية لا تعترف إلا بأحكام الصناديق.
فأستاذنا شكري بلعيد يبدو شاذا في مقولاته و طروحاته السياسية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتفاعل معها الشعب التونسي المتجذر في هويته العربية الإسلامية، لذلك نراه في جل المنابر التي يحل عليها ضيفا لا يتحدث إلا بطريقة متشنجة و لا يكثر إلا من السباب و الشتا،ئم و هذا الأسلوب على ما أعتقد سلاح الضعفاء الذين يلجأؤون للحديث بهذا الطريقة ليوارون سوءاتهم السياسية التي بدت للجميع عقب الثورة التي أسقطت جميع أوراق التوت عن الذين يرفعون شعارات حقوق الإنسان و الديمقراطية إذ بهم يفشلون في أول الاختبارات.

للجميع الحق في الاصطفاف إلى جانب الفريق الحاكم أو إلى جانب المعارضة و كذا الأستاذ شكري بلعيد الذي لا يرى نفسه إلا معارضا، لكن على المعارض الذي ينقد السلطة الحاكمة و يتربص بها في كل حين و لا يترك شاردة و لا واردة من أخطاء الحكومة إلا أحصاها، عليه أيضا ان يقدم مشاريع بديلة عن تلك التي يطرحها الفريق الحاكم، أما أن يعارض فقط فهذا لا يكفيه للوصول لكرسي الحكم فالشعب التونسي الذي أثبت أنه متقدم جدا على نخبه السياسية لا يمكن أن يسلم رقبته لمثل هذا المعارض الذي لم يرتق بخطابه السياسي، فكيف إذن يريد الأستاذ بلعيد ان ينجح في الإنتخابات و هو يقدم خطابا إقصائيا و يريد وطننا لا يحتمله إلا هو و من يشاركه التفكير، فالعديد من الناس الذين ألتقي بهم يوميا و يسألونني عن الوضع السياسي العام أغلبهم يقولون لي إن كانت المعارضة و هي معارضة تتحدث بهذه الطريقة الرافضة للاخر فكيف بها إذا وصلت للحكم ماذا ستفعل بمعارضيها؟

أظن أن الرسالة وصلت و ما على السياسي الناجح إلا أن يراجع فكره و توجهه من حين للآخر ليعدل ساعته على المتغيرات الحاصلة في المجتمع، فالعناد و الكبر و النظرة الفوقية لا تنفع أحدا و لو كانت نفعت لنفعت السابقين و لكم في التاريخ عبرة يا أولوا الألباب.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، شكري بلعيد، الوطنيون الديموقراطيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، يزيد بن الحسين، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، محمد عمر غرس الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، علي عبد العال، د- جابر قميحة، بيلسان قيصر، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن عثمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، ضحى عبد الرحمن، رافع القارصي، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي اليوسفي، أحمد ملحم، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، محمد أحمد عزوز، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود طرشوبي، د. أحمد محمد سليمان، نادية سعد، المولدي الفرجاني، صفاء العراقي، أحمد بوادي، فتحي العابد، طارق خفاجي، عواطف منصور، إياد محمود حسين ، خبَّاب بن مروان الحمد، عمار غيلوفي، صلاح المختار، سعود السبعاني، سليمان أحمد أبو ستة، محمد العيادي، أحمد النعيمي، د - المنجي الكعبي، الناصر الرقيق، أنس الشابي، د - صالح المازقي، عبد الله زيدان، محمد علي العقربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الياسين، فهمي شراب، د- محمد رحال، محمود فاروق سيد شعبان، ياسين أحمد، د - شاكر الحوكي ، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، محرر "بوابتي"، أحمد الحباسي، مصطفي زهران، أبو سمية، عزيز العرباوي، فوزي مسعود ، محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، كريم السليتي، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، محمد يحي، صالح النعامي ، تونسي، فتحي الزغل، صفاء العربي، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بنيعيش، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، محمود سلطان، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، رافد العزاوي، مجدى داود، د - الضاوي خوالدية، د. عبد الآله المالكي، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري، سلام الشماع، منجي باكير، مصطفى منيغ، عبد العزيز كحيل، عبد الله الفقير، حاتم الصولي، د- محمود علي عريقات، مراد قميزة، ماهر عدنان قنديل، عبد الغني مزوز، علي الكاش، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، عمر غازي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة