البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أمريكا تزداد تدينا وتصدر لنا العلمانية !!!

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5780


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تثبت الولايات المتحدة كل يوم أن هناك أفكارا ومعتقدات تؤمن بها حقيقة وتدافع عنها في مجتمعها المحلي، بينما توجد أفكار أخرى مضادة تصدرها لغيرها من المجتمعات وتدافع عنها بقوة وتدعمها ماليا ومعنويا لإغراق تلك المجتمعات في مستنقعات ومهالك تنجي الولايات المتحدة نفسها منها .

والعلمانية كمثال لهذه الأفكار ; يتبرأ منها المجتمع الأمريكي في كل مناسبة في واقعهم المحلي، بينما يدافع عنها النظام الأمريكي بشراسة لفرضها على الشعوب المستضعفة - وخاصة المسلمة - وينشئ المعاهد ومراكز الأبحاث ومنظمات المجتمع المدني وينفق عليها الملايين لدعم الفكرة العلمانية والترويج لها ولدعم المنخدعين والطامعين والمبهورين بتلك الثقافة الغربية المستهلكة .

والمجتمع الأمريكي لا يفتأ ترديد أن دولتهم دولة دينية حتى النخاع، وإنها دولة تهتم بالدين كأساس في كل التعاملات بدئا من اختيار رئيس الجمهورية إلى اختيار أصغر المسئولين، ولابد لكل مرشح لأي انتخابات أمريكية لكي يربح ثقة ناخبيه أن يعلن وثيق صلته بالدين، وتكون أكثر الأصوات لأكثر المرشحين الذين يقنعون الناخب الأمريكي أنهم أكثر تدينا .

فعندما جاء أوباما للعالم الإسلامي ليسوق له الوهم العلماني الأمريكي ويعلن أن في عام 2009 أن أمريكا ليست دولة مسيحية بل هي دولة علمانية ثارت عليه كل القوى الأمريكية التي أبت هذا النعت لها، وأبت أيضا أن لا يُطلق عليها دول مسيحية واعتبرت أن كلمة "علماني " أحد الاتهامات الموجهة لأوباما .

والمفاجئ لناس كمسلمين - يراد بنا تقبل العلمانية في بلدنا – أن المهاجمين لأوباما لم يكونوا من اليمين المتدين فقط، فكتب الجمهوري نيوت جينجريتش -رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق 1995 : 1999 والمرشح لمنافسة أوباما على الرئاسة الثانية - وهو يدافع عن اتهامه لأوباما بالعلمانية فقال : إن ما قاله الرئيس كان بمثابة تزوير للتاريخ، وأن الولايات المتحدة نشأت كبلد ديني يؤمن بأن حقوقنا تأتى من الله، بما في ذلك حقنا في التعبد بالشكل الذي تمليه علينا معتقداتنا " !! .
وهذا ما أكده أيضا صاحب نظرية صدام الحضارات عالم السياسة الأمريكي "صامويل هنتجتون " الذي وصف بلاده بأنها " أمة تحيا بروح كنيسة ".
والواقع الأمريكي يؤكد ذلك دوما في كل تصرفاته وأقواله وأفعاله .

فأي علمانية تلك التي تجعل الكونجرس يبدأ جلساته بالصلاة، وأن يصدر قرارا إلزاميا عام 1952 باعتبار الأسبوع الأول من مايو من كل عام أسبوعا للصلاة ويلزم الرئيس الأمريكي – أيا كان حزبه أو توجهاته – أن يطلب رسميا من الأمريكيين الصلاة فيما صار يعرف من وقتها باسم " اليوم الوطني للصلاة" ؟؟ !

وأي سياسة تدعو لفصل الدين عن الدولة التي تسمح بوجود ودعم أكثر من ألفى محطة مرئية ومسموعة دينية لا تكف أبدا في برامجها وأخبارها وتحليلاتها عن خلط الدين بالسياسة ؟!!

وأي علمانية هذه التي تجعل خطاب الرئيس – جمهوريا كان أو ديمقراطيا – متشابها تماما مع العظة التي يسمعونها في الكنائس، فتحفل دوما بالمفردات والتعبيرات الدينية والتي جعلت من بوش الابن مثلا يسمي تحرك الجيوش الأمريكية نحو المنطقة الإسلامية بأنها حرب صليبية جديدة ؟؟

وأي علمانية تسمح بأن تنمو وتزيد في عصر أوباما - المتهم بكونه علمانيا- تمويلات الحكومة الفيدرالية للمؤسسات الدينية على نحو لم يسبق له مثيل، وألا يصاحب ذلك أدنى اعتراض من الناخب الأمريكي دافع الضرائب ؟؟ .
ولا يمل الساسة الحاليون من ترديد تدينهم ليثبتوا للناخب الأمريكي جدارتهم باستحقاق المناصب التي يشغلونها، فها هي كلينتون تكرر دوما إشاراتها بتربيتها الميتودية – وهو مذهب ينتمي للبروتستانتية أسس في انجلترا عام 1722م – وتذكر دوما شغفها بالصلاة وتكرر أن قبولها بنوع من لاهوت الغفران كان أساسيا لإنقاذ زواجها الذي تعرض أكثر من مرة للانهيار .

ولم يكف أوباما أبدا عن تأكيد إيمانه المسيحي وأنه اهتدى إليه – كما قال - في كهولته ويردد بكثرة اسم القس " جيريميا رأيت " قس كنيسته في شيكاغو الذي يقدمه دوما كمرشد روحي له .

ولا يزال أوباما يكرر ذلك في كل محفل، ففي يوم الخميس 2/2/2012 قال أمام حشد لأكثر من 3000 أمريكي خلال حفل إفطار سنوي أقيم بأحد فنادق واشنطن كما نقلت وكالة رويترز : أنه " يصلي كل صباح وإنه رسم عناصر سياساته الاقتصادية وفقا لتعاليم السيد المسيح، وأن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة تحتاج منه أن يستمع إلى الرب وأن يتفادى التدين الزائف " .

وشرح أوباما برنامجه اليومي قائلا " أستيقظ كل يوم وأتلو صلاة قصيرة وأقضي بعض الوقت في قراءة الكتاب المقدس" وأضاف أن كهنة يمرون على المكتب البيضاوي من حين لآخر ويتصلون به هاتفيا ويراسلونه بالبريد الإلكتروني ليصلوا معا.
فإذا كان هذا حال المجتمع الأمريكي بناخبيه وساسته المنتمين لليمين واليسار وقادته ورئيسه ووزيرة خارجيته وهم يعلنون جميعهم تدينهم وارتباطهم بدينهم في كل سياساتهم الداخلية والخارجية وينفقون أموالهم وفقا لهذه المعايير ويدعمون بها المؤسسات الدينية ; فلماذا تُصدر لنا تلك الثقافة الرافضة للإسلام وتدخله في شئون الحياة ؟ ولماذا يتبناها بعض مثقفينا ؟ وهل هناك ارتباط بين تصديرها لنا وتمسكهم هم بدينهم ؟

ألا يحتاج مثقفونا ممن يتبنون الفكرة العلمانية الليبرالية في بلادنا العربية والإسلامية أن يقفوا مع أنفسهم وقفة صادقة ليتبينوا : هل يعملون حقا لمصالح أممهم ولرضا ربهم أم يستوردون بضاعة بالية لفظها أصحابها، وهل يقودون أمتهم – كمثقفين- نحو التقدم أم يقودونها فكريا نحو الهاوية ؟

المصدر مركز التأصيل للدراسات والبحوث


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العلمانية، أمريكا، التدين بالمجتمعات الغربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. أحمد بشير، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، محمد اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، العادل السمعلي، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، ضحى عبد الرحمن، سعود السبعاني، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، طلال قسومي، سليمان أحمد أبو ستة، إياد محمود حسين ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، علي الكاش، محمد علي العقربي، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، عبد العزيز كحيل، فهمي شراب، إسراء أبو رمان، أبو سمية، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، فتحي العابد، بيلسان قيصر، حسن عثمان، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، المولدي اليوسفي، محمود سلطان، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، رشيد السيد أحمد، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد شمام ، محمد عمر غرس الله، سامر أبو رمان ، أحمد الحباسي، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العراقي، محمد العيادي، يحيي البوليني، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، منجي باكير، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، فتحي الزغل، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، أنس الشابي، رمضان حينوني، د- محمد رحال، عمر غازي، الناصر الرقيق، محمد الياسين، صالح النعامي ، رافد العزاوي، يزيد بن الحسين، سيد السباعي، كريم السليتي، أحمد ملحم، سلوى المغربي، محمد يحي، خالد الجاف ، مجدى داود، جاسم الرصيف، ياسين أحمد، عواطف منصور، مصطفى منيغ، عراق المطيري، طارق خفاجي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العربي، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، الهيثم زعفان، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز