د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6053
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
51- القدح فى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح فى الرسول ذاته
" إن القدح فى خير القرون الذين صحبوا الرسول قدح فى الرسول عليه السلام، كما قال مالك وغيره من أئمة العلم : هؤلاء طعنوا فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما طعنوا فى أصحابه ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين.
وأيضا هؤلاء الذين نقلوا القرآن، والإسلام وشرائع النبى صلى الله عليه وسلم، وهم الذين نقلوا فضائل على رضى الله عنه وغيره، فالقدح فيهم يوجب ألا يوثق بما نقلوه من الدين وحينئذ : فلا تثبت فضيلة لا لعلى ولا لغيره. والرافضة جهال، ليس لهم عقل، ولا نقل، ولا دين، ولا دنيا منصوره. فإنه لو طلب منهم الناصبى الذى يبغض عليا، ويعتقد فسقه أو كفره كالخوارج وغيرهم أن يثبتوا إيمان على وفضله، لم يقدروا على ذلك بل تغلبهم الخوارج، فإن فضل على إنما نقله الصحابة الذين تقدح فيهم الرافضة، فلا يتيقن له فضيلة معلومة على أصلهم.فإذا طعنوا فى بعض الخلفاء بما يفترونه عليهم من أنهم طلبوا الرياسة وقاتلوا على ذلك ، كان طعن الخوارج فى على بمثل ذلك وأضعافه أقرب من دعوى ذلك على من أطيع بلا قتال. ولكن الرافضة جهال متبعون الزنادقة.
والقرآن قد أثنى على الصحابة فى غير موضع كقوله تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضى الله عنهم ورضوا عنه}. وقوله تعالى : { لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى }. وقال تعالى :{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار، رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم فى وجوهم من أثر السجود }. وقال تعالى : { لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما فى قلوبهم : فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا }. وقد ثبت فى صحيح مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة. " وفى الصحيحين عن أبى سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " لا تسبوا أصحابى فوالذى نفسى بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " وقد ثبت عنه فى الصحيح من غير وجه أنه قال :" خير القرون الذى بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ". وهذه الأحاديث مستفيضة بل ومتواترة فى فضائل الصحابة والثناء عليهم، وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون. فالقدح فيهم قدح فى القرآن، والسنة، ولهذا تكلم الناس فى تكفير الرافضة بما قد بسطناه فى غير هذا الموضع والله سبحانه وتعالى أعلم " ( مجموع الفتاوى للشيخ ابن تيمية 4/429-430)
52- تباهى الغرب بالرفق بالقطط والكلاب
"..... وإذا كان الأوربيون يتباهون بالرفق بالحيوان، ويرعون القطط والكلاب، وهذا ليس عن رحمة، ولكن من أجل اللعب والتسلية، وإلا فيم تفسر مثلا مصارعة الثيران التى تسفك فيها دماء ذلك الحيوان المسكين،لاستجلاب المتعة إلى تلك القلوب الخاوية القاسية التى أفسدتها الحضارة الحديثة......أنا لا أدعى أن الرحمة نزعت من قلوب الأوربيين، لكن ألا يدعو ذلك إلى التهمة وسوء الظن رفقهم المزعوم بالحيوان، وظلمهم ووحشيتهم مع بنى الإنسان فى فلسطين والبوسنة والعراق وجوانتانامو وأخوانها.. ألا يدعو ذلك إلى سوء الظن بالرفق المزعوم ".( محمد على الخطيب، رسول الله الرحمة المهداة، دار الألومة للنشر 146)
53- أكبر ثغرة فى النظام القضائى الغربى
فى نهاية محاضرة لمؤرخ بريطانى كبير، وجه أحد الحاضرين السؤال الطريف التالى : لنترك التاريخ جانبا، ولنفكر فى المستقبل، ولتقل لنا : ماهى تلك الظاهرة فى حياتنا الاجتماعية الآن التى نتوقع زوالها فى المستقبل، بل ونتوقع أن يسخر أحفادنا منها بسببها، ويتعجبون من أننا لم نكتشف سخافتها وحماقتها ؟
فكر الأستاذ المؤرخ قليلا، ثم قال : نظام المحلفين ذلك أنى لا أتـصور كيف نسمح بالحكم على شخص بأنه مذنب مما قد يؤدى به إلى الإعدام، بناء على رأى مجموعة من الناس نختارهم عشوائيا من الطريق العام، دون أن يكون لدينا أى سبب للآعتقاد بحكمتهم وحسن تقديرهم. نعم، لا بد أن أحفادنا أو أحفاد أحفادنا سوف يسخرون منا لأننا طبقنا هذا النظام وتحملناه كل هذه السنين ". ( جلال أمين، العولمة، سلسلة اقرأ، دار المعارف 73)
54- لا وجه للمقارنة بين عدد من يحفظون القرآن من المسلمين ومن يحفظون الإنجيل من النصارى
"............والواقع فعلا أنه لا وجه للمقارنة بين عدد المسلمين الذين يحفظون القرآن، وعدد النصارى الذين يحفظون الإنجيل، إذ نرى الواعظ لا يكاد يقرأ خمس آيات متتابعة من الإنجيل دون أن يطالع الصفحة، فى حين ملايين المسلمين يحفظون أجزاء كاملة من القرآن، وآلاف منهم يحفظونه كاملا تاما، ومنهم أطفال دون العاشرة ". ( بنت مريم، هكذا أسلمت، دار الألوكة للنشر 142)
55- العاشق أذل الناس لمعشوقه
" يقول الشاعر : مساكين أهل العشق حتى قبورهم......عليها تراب الذل بين المقابر
إذا اقتحم العبد بحر العشق، ولعبت به أمواجه فهو إلى الهلاك أدنى منه إلى السلامة، والحب أمر يمنع القرار، ويسلب المنام، ويوله العقل، ويحدث الجنون، وهو نفسه جنون، وكم من عاشق أتلف فى معشوقه ماله وعرضه ونفسه، وضيع أهله ومصالح دينه ودنياه. وقال البعض فى الهوى أنه هوان، ولكنه خولف فى إسمه. وكم أكبت فتنة العشق رؤوسا على مناخرها فى الجحيم، وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم... وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين، كخروج الشعرة من العجين، وكم أزالت من نعمة، وأحلت من نقمة، وكم أنزلت من معقل عزة عزيزا فإذا هو من الأذلين، ووضعت من شريف رفيع القدر والمنصب فإذا هو من أسفل السافلين، وكم كشفت من عورة، وأحدثت من روعة، وأعقبت من ألم، وأحلت من ندم، وكم أضرمت من نار حسرات أحرقت فيها الأكباد، وأذهبت قدرا كان للعبد عند الله وفى قلوب العباد، وكم جلبت من بلاء وشقاء، وسوء قضاء، وشماتة أعداء، وقل أن يفارق العشق زوال نعمة، أو فجاءة نقمة، أو تحويل عافية، أو طروق بلية، أو حدوث رذية...." ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين لابن القيم )
56- حكم الشرع فى الجدل والمناظرة
"لا يجوز الجدل والمناظرة إلا لإظهار الحق ونصرته : ليعرف ويعمل به، فمن جادل لذلك فقد أطاع وأصاب، ومن جادل لغرض آخر فقد عصى وخاب.
ولا خير فيمن يتحيل لنصرة مذهبه مع ضعفه وبعد أدلته عن الصواب بأن بتأول السنة، أو الإجماع أو الكتاب، على غير الحق والصواب وذلك بالتأويلات الفاسدة، والأجوبة النادرة ". ( عز الدين ابن عبد السلام، القواعد الصغرى ص 144)
57- إظهار النعم والتعرض للحسد
ينبغى لمن تظاهرت نعم الله عليه أن يظهر منها ما يبين أثرها، ولا يكشف جملتها، وهذا من أعظم لذات الدنيا التى يأمر الحزم بتركها فإن العين حق.
وإنى تفقدت النعم فرأيت إظهارها حلوا عند النفس، إلا أنها إن أظهرت لوديد (صاحب مودة) لم يؤمن تشعث باطنه بالغيظ. وإن أظهرت لعدو فالظاهر إصابته بالعين، لموضع الحسد، إلا أننى رأيت شر الحسود كاللازم، فإنه فى حال البلاء يتشفى، وفى حال النعم يصيب بالعين....ولعمرى إن المنعم عليه يشتهى غيظ حسوده، ولكنه لا يؤمن أن يخاطر بنعمته، فإن الغالب إصابة الحاسد لها بالعين فلا يساوى الالتذاذ بإظهار ما غيظ به ما أفسدت عينه إصابتها. وكتمان الأمور على كل حال فعل الحازم. ( ابن الجوزى، صيد الخاطر ص 110)
58- الالتزام بالسنة عصمة من الزلل والخطأ
(....ما أحسن ما جاء عن "عبد العزيز بن عبد الله ابن أبى سلمة" أنه قال :" عليك بلزوم السنة، فإنها لك بإذن الله عصمة، فإن السنة إنما جعلت ليستن بها ويقتصر عليها، وإنما سنها من قد علم ما فى خلافها من الزلل والخطأ والحمق والتعمق. فارض لنفسك بما رضوا به لأنفسهم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا. ولهم كانوا على كشفها أقوى، وبتفصيلها لو كان فيها أحرى، وانهم لهم السابقون، وقد بلغهم عن نبيهم ما يجرى من الاختلاف بعد القرون الثلاثة، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم حدث حدث بعدهم فما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم، واختار ما نحته فكره على ما تلقوه عن نبيهم، وتلقاه عنهم من تبعهم بإحسان.
ولقد وصفوا منه ما يكفى، وتكلموا منه بما يشفى. فمن دونهم مقصر، ومن فوقهم مفرط. ولقد قصر دونهم أناس فجفوا، وطمح آخرون فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم " ( مجموع الفتاوى لابم تيمية،4/7-8)
59- حماية القلب من الهزيمة وتزويده بالثقة والطمأنينة
عندما يواجه الإنسان شرورا من الناس غير الخيريين، يحتاج إلى أن يشعر أنه ليس مغلوبا على أمره معهم. فإذا أراد ذلك فعليه أن يستند إلى القوة التى يستند إليها الخير، وهى القوة التى لا قوة سواها، والحقيقة التى لا حقيقة غيرها. يستند إلى الرب الملك الإله المسيطر على الخلق كله. وعلى الإنسان أن يعلم أن الشر يستند إلى الشيطان , وأن هذا الشيطان يضعف عند المواجهة ويخنس عند اللقاء وينهزم أمام التعوذ بالله. هذا الشيطان، الله تعالى آخذ بناصيته ولا يسلطه إلا على الذين يغفلون عن ربهم وملكهم وإلههم. فإذا استقر هذا التصور فى أعماق الإنسان حمى قلبه من الهزيمة وجعله مفعما بالثقة والقوة والطمأنينة.
60- أمة بغير فكرة يسحقها التاريخ
من هم العرب بغير الإسلام ؟ وما هى الفكرة التى قدموها للبشرية أو يملكون تقديمها إذا هم تخلوا عن هذه الفكرة ؟ وما قيمة أمة لا تقدم للبشرية فكرة؟ إن كل أمة قادت البشرية فى فترة من التاريخ كانت تمثل فكرة. والأمم التى لم تكن تمثل فكرة كالتتار الذين اجتاحوا الشرق، والبرابرة الذين اجتاحوا الدولة الرومانية فى الغرب لم يستطيعوا الحياة طويلا، إنما ذابوا فى الأمم التى فتحوها. والفكرة الوحيدة التى تقدم بها العرب للبشرية كانت هى العقيدة الإسلامية، وهى التى رفعتهم إلى مكان القيادة، فإذا تخلوا عنها لم تعد لهم فى الأرض وظيفة، ولم يعد لهم فى التاريخ دور...وهذا ما يجب أن يذكره العرب جيدا إذا هم أرادوا الحياة، وأرادوا القوة، وأرادوا القيادة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: