البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشباب بين تعسير الزواج وتيسير الزنا

كاتب المقال الهيثم زعفان   
 المشاهدات: 9497 Azeg333@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تألمت كثيراً حين قراءتي أمس لخبر إلقاء القبض على طالب جامعي -عمره 21 عاماً- وزميلته- والتي عمرها 20 عاماً- في وضع الزوجية بمسكن الطالب بعد إبلاغ جاره -عمره 51 عاماً- عنهما، وحزني كان مرده إلى وصم شاب مسلم وفتاة مسلمة بهذه الجريمة التي رُفع فيها ستر الله من عليهما فكانت الفضيحة لكلا الطرفين وأهلهما.

بعيداً عن تبرير جريمة الزنا التي وقع فيها الشاب والفتاة دعونا نفكر بمنطق الاحتياج الجسدي لا بنظرتنا نحن لهذا الاحتياج بعد أن ذقنا عسيلته وهدأت عاصفته وأصبح سبيله ميسوراً، ولكن بنظرتنا لهذا الاحتياج عندما كنا في سن هذا الشاب وتلك الفتاة وعليه نقيس الاحتياج الفعلي الراهن لهذا الجيل من الشباب.

إنها رغبة حقيقية ملحة بحاجة إلى الإشباع؛ والإسلام تكفل لنا بالإشباع التام لتلك الرغبة عبر قناته الشرعية المتمثلة في الزواج، والشارع الكريم وضع الضوابط الشرعية التي بها تتيسر منافذ الزواج، وكذلك الأحكام والحدود الشرعية التي تتعسر بها تماماً أبواب الزنا.

لكن! ما هو واقع المجتمع الآن مع تلك الرغبات الملحة؟ وهل ساهم هذا الواقع في جريمة هذا الشاب وتلك الفتاة؟
إن القاعدة الرئيسية والغالبة في المجتمع الآن هي تعسير الزواج وتيسير الزنا، والغالبية مشتركة في ذلك لا محالة إلا من رحم ربي.
فالعري في الشوارع والناتج عن دياثة الآباء والأزواج يدعو إلى الزنا، والمشاهد والأحداث الفاضحة في التليفزيون والسينما والمتهاون فيها تحت بند الإبداع المزيف يدعوان إلى الزنا، ومحتويات الإنترنت المتساهل في رقابتها من قبل المسئولين والآباء تدعو إلى الزنا، والاختلاط غير المبرر تماماً تحت بند التنوير والاقتداء بالغرب في المدارس والجامعات يدعو إلى الزنا رغم أن هذا الغرب المقتدى به بدأ يراجع نفسه في مسألة الاختلاط ويحمله مسئولية تفشي الزنا بين الطلاب، ومجهودات ناشطات المنظمات النسوية المتبنية لأجندات مشبوهة ومدفوعة بالتمويل الأجنبي لرفع سن الزواج وتضييق الخناق عليه تدعو بلا شك إلى الزنا، وتغييب العقوبات الشرعية الرادعة للمجتمع يدعو بدوره إلى الزنا، وإهمال الحكومة لخيرات البلاد من نيل وصحراء خصبة وعدم تبنيها لاستراتيجية عامة لتزويج الشباب يدعوان بدورهما إلى الزنا، وغياب دور الأغنياء في تزويج غير المقتدرين يدعو إلى الزنا، والتعنت الأحمق الناتج عن الكبر أو البخل أو الفهم الخاطئ لفقه الرزق من قبل الآباء في زيجات الأبناء بنين وبنات يدعو إلى الزنا، وانتشار المال الحرام بين الآباء وإطعام الأبناء منه بدوره يدعو إلى الزنا،
أبعد كل هذه الدعوات للزنا نقول للسمن بعد وضعه على النار لا تسيح؟!.

لو يعلم أي شاب وفتاة أن الطريق إلى الزواج ميسور وأن الفترة الزمنية بين إلحاح الاحتياج والإشباع الشرعي له وجيزة لهدأت النفوس واستقرت، لكن القلق وانحراف الضعفاء ناتج عن غياب الأمل القريب في رؤية يوم الارتواء.
رحم الله الأجداد كان العرف عندهم ينكر على من يؤخر زواج ابنه وليس ابنته لبعد البلوغ ببضع سنوات، ولا مجال لحجة التعليم الذي قدم الفقهاء الزواج عليه.

ليس هناك لمن يسير على الأشواك من الشباب إلا الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى لطلب العون في المنفذ الشرعي وهو الزواج؛ أما عن كلفة الزواج فليعلم يقينا أنه حق على الله عونه بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليدعوا ربه بدعاء سيدنا موسى " فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" تيمناً بما حدث بعد ذلك، وعن أخلاق الزوجة فأينما تكون أنت ستكون زوجتك بإذن الله ففتش في نفسك قبل أن تفتش عن الزوجة، وعن المعيشة بعد الزواج فلا تسأل عنها لأن الله سبحانه وتعالى يعدنا بالغني مع الزواج بقوله "وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "، وكبار السن يؤكدون بالتجربة أنه كلما تقدم العمر وزاد عدد الأسرة اتسعت المعيشة وتحقق الغنى، نسأل الله أن تيسر أبواب الزواج وتعسر أبواب الزنا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الزنا، الشباب، الزواج، الأسرة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-04-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  التعبئة الإغاثية لأهلنا في غزة
  هل سينجح الفلسطينيون في اغتيال نيتنياهو وقيادات الكيان الصهيوني؟
  المخاوف الصهيونية من الحرب الإلكترونية الفلسطينية
  هل تفجر الضفة الغربية الثورة الفلسطينية المسلحة الكبرى؟
  المقاومة المصرية والمقاومة الفلسطينية
  كتائب القسام ومعركة العبرية
  تساؤلات لبايدن قبل توريط أمريكا في حرب فلسطين
  الغرب ومعركة الرحم
  تساؤلات مشروعة حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمة الإسلامية
  وقفة مع اصطلاح "زواج البارت تايم"
  أكذوبة الإلزامية في اتفاقيات المرأة الأممية
   العمل الإغاثي وتقنية الطائرات بدون طيار
  قراءة في كتاب: التوجهات العنصرية في مناهج التعليم "الإسرائيلية"- دراسة تحليلية (*)
  تربويات المحن
  كتاب المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية، مع إشارة تحليلية لأبرز مصطلحات الحقيبة العولمية
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (6)
  العالم يتجه نحو تشجيع زيادة النسل!
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (5)
  وقفات مع مصطلح "السينما الإسلامية"
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (4)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (3)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (2)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (1)
  المرأة السورية وفشل الحركة النسوية
  الزكاة والإغاثة ... استحقاق أم َمنّ ؟
  على غرار الرسوم الدنماركية جريدة الأهرام تصدم مشاعر المسلمين برسم كاريكاتوري يسئ للإسلام ويحرف كلام الله
  بيزنس الكتاب الجامعي
  ساويرس وفضيحة التنصت على المحادثات وبثها فضائياً
  أسطورة كسر الضلع !
  التمويل الشيعي والطابور الخامس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، طلال قسومي، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح المختار، حاتم الصولي، أشرف إبراهيم حجاج، ياسين أحمد، جاسم الرصيف، سلام الشماع، أحمد الحباسي، وائل بنجدو، محمد الياسين، أحمد النعيمي، يحيي البوليني، أ.د. مصطفى رجب، محمد علي العقربي، المولدي اليوسفي، صفاء العراقي، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، مجدى داود، ضحى عبد الرحمن، د.محمد فتحي عبد العال، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي، فتحـي قاره بيبـان، د - مصطفى فهمي، حميدة الطيلوش، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، يزيد بن الحسين، سامح لطف الله، عبد الله زيدان، تونسي، محمود فاروق سيد شعبان، د - محمد بنيعيش، الهادي المثلوثي، عبد العزيز كحيل، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي الكاش، سلوى المغربي، رمضان حينوني، أبو سمية، الناصر الرقيق، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، فهمي شراب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خالد الجاف ، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، سامر أبو رمان ، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، حسني إبراهيم عبد العظيم، عراق المطيري، فتحي العابد، عمار غيلوفي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - شاكر الحوكي ، أنس الشابي، أحمد ملحم، محمد العيادي، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رضا الدبّابي، إياد محمود حسين ، أحمد بوادي، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، محمد الطرابلسي، منجي باكير، سفيان عبد الكافي، كريم السليتي، عمر غازي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد يحي، د - صالح المازقي، رافع القارصي، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، طارق خفاجي، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، صفاء العربي، د- جابر قميحة، بيلسان قيصر، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، إيمى الأشقر، سيد السباعي، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، د - الضاوي خوالدية، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، د. أحمد بشير،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز