البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

يا إلهي هل كانت مفاهيمنا خاطئة؟

كاتب المقال ضحى عبد الرحمن - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1064


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تربينا على مفاهيم تعلمناها في المدارس ومن أقوال وتصرفات أجدادنا وذوينا، وهي مفاهيم تربوية صرفة، تمت معنا وصارت ثوابتا، لا يمكن ان نستغني عنها، بالطبع كانت مفاهيم وطنية بنيت من أصول عقائدية وقانونية وأخلاقية صرفة. لكن التغييرات التي حصلت في العراق بعد الإحتلال الامريكي عام 2003 وتبعه الإحتلال الإيراني عام 2005، جعلنا في ريب من معتقداتنا السابقة، فجميع المفاهيم التي تعلمناها وتربينا عليها، تبين انها لم تعد صالحة للعمل، والأنكى منه، انها صارت باطلة ولا تتناسب مع الوضع الديمقراطي الجديد. صحيح ان تطور الحياة في مختلف الميادين يصاحبها تغير في المفاهيم، حيث ترتقي المجتمعات الى وضع أفضل من السابق، وتزدهر الحياة، وتتحقق التنمية والرخاء في جميع المجالات. ولكن من غير المعقول ان تدور عجلة الحياة الى الخلف عكس بقية الأمم.

لكن ما العلة؟
هل ما تربينا عليه من مفاهيم كانت خاطئة؟ أم ان المفاهيم الجديدة هي الخاطئة، وكنا نحن على صواب؟ أم ان الأوضاع الجديدة هي التي أسست لهذه المفاهيم الجديدة. ولأن الموضوع متشعب سنتناول جانبا هو الأهم برأينا، وسنناقش بقية الجوانب في المقالات القادمة.
هل الجيش سور للوطن؟

كنا نظن ان الجيش سور للوطن، وانه يحمي الحدود، وساحة عمله خارج مراكز المدن، ولقب ابو خليل من الخل لأنه خليل الشعب وحاميه من غدر الأعداء، وان ساحات العرضات أسست لتدريب الجنود هي ساحات الشرف والكرامة التي يستمد منها الجندي المعرفة والخبرة القتالية والضبط العسكري، وتعزز عنده مفهوم الوطنية، ولم نظن في يوم ما ان تتحول هذه الساحات الى للطم وقراءة معركة الطف والنوح والبكاء على الحسين بإشراف الآمرين والضباط. ويقوم رجل دين بإلقاء بكائية حسينية في ساحة العرضات.

كنا نؤمن بصحة شعار (الكلية العسكرية مصنع الأبطال) وان الضابط يهتم بإناقته العسكرية وعصا التبختر، والنجوم التي يحملها على كتفيه ترقيه الى السماء، ونقصد سماء الوطن، والرتبة العسكرية ، تترتب عليها مسؤوليات ضبطية واخلاقية وقانونية، حتى كنا نسمع المثل القائل (لو مُلازم لو مَلازم) فالفتيات يفضلن الزواج من الضباط الشباب. ولم يخطر في بالنا ان نرى صور ضابط برتبة نقيب يدلك قدمي زائر ايراني في كربلاء، أو مجموعة ضباط جالسون على الأرض وقد نزعوا البيريات العسكرية ووضع على رؤوسهم الفارغة صواني من الأكل للزائرين، وحلوا محل موائد الطعام، أو عقيد في الجيش بملابسه العسكرية يصنع الشاي للزوار، ولا القائد العام للقوات المسلحة يلبس دشداشة سورداء ويوزع السندويشات على الزوار كالبائعة الجوالين.

كنا نظن صحة الشعار القائل بأن (عرق التدريب يقلل من دماء المعركة)، وكنا نظن ان القيافة العسكرية لها قيمة عند مرتديها، وهي تشريف له، وان بيرية الرأس أشبه ما تكون بتاج للجندي يضعه على رأسه، كنا نظن ان القائد العسكري هو من يتدرج بسلم الرتب حسب الإستحقاق، ويدخل عشرات الدورات في مدرسة القيادة، وبعد ان يحظى بتوصيات من قبل القادة الذين عمل تحت إمرتهم بأنه يمكن ان يتولى منصبا قياديا، والقيادة كانت تكليف، وليس تشريف. لم يدر في خاطرنا ان معمما يتحول الى قائد عسكري، ولا بائع شاي يصبح نقيبا في الجيش، ولا عناصر مجرمة من الميليشيات يصبحوا قادة في الجيش العراقي وبرتب عليا.

كما نفخر بمنظر طلاب الكلية العسكرية وهم يرددوا القسم في باحة الكلية العسكرية، يقسموا بالله على حب الوطن وكرامته والدفاع عنه حتى الموت، ولم نظن ان الحسين سيسحب القسم من الله، ويكون قسم الخريجيين الجدد من الضباط في كربلاء ويقسموا بالحسين.

كنا نظن ان اللون الخاكي هو سيد الألوان، لأنه لون العز والشرف والكرامة، وهو لون الهوية الوطنية، ولم نظن ان الضباط والجنود نزعوا اللباس الخاكي وارتدوا بدلا عنه الدراكسوتات الرياضية الملونة، وحل ٌ اليشماخ محل البيرية، وحذاء الرياضة بدلا من البسطال.

كنا نظن ان العسكري يستلم الأومر حسب التسلسل القيادي، ولا يأخذ امرا ممن هو أدنى منه رتبه او من خارج قيادته العليا. وكنا نظن ان من يهرب من الواجب الألزامي في الحرب وحماية الوطن يعتبر من العملاء، إن ضفة الواجب الوطني تقابلها ضفة العمالة. ولم نتوقع ان يحكما العملاء والجواسيس ممن هربوا الى ايران وقاتلوا الجيش العراقي.
كنا نظن ان حب الوطن من الإيمان، وليس حب الجيران. ولم نظن ان يضحي عراقيون بوطنهم وينهبوا ثرواته ويعطوها لولاية الفقيه.
كنا نظن ان قوة الهجوم يكون ثلاثة أضعاف قوة الدفاع، وليس (300) داعشي يواجهوا اكثر من ثلاث فرق عسكريه، ويجعلوهم يفروا كالفئران من أمامهم.
كنا نظن أن كلمة سيدي كلمة مقدسة، لها مدلولات اخلاقية وضبطية، يقولها الإدنى للأعلى، حتى لوكان الفرق بينهما أسبقية التسلل الرقمي فقط، مع تماثل الرتبة والدورة العسكرية، ولم يدر على بالنا ان تستخدم كلمة (ابو فلان) و (مولانا) بدلا عنها.
كنا نظن ان العلم العراقي هو سيد الإعلام، وهو هوية الوطن، وما ظننا ان ترفع أعلام ايران وميليشيات ولائية بدلا عن العلم العراقي على المدرعات والدبابات والعجلات العسكرية، من لا يرفع علم العراق، لا يستحق العيش فيه.
كنا نظن ان القائد العام للقوات المسلحة هو الآمر الوحيد للقوات العسكرية، وأوامره تنفذ من قبل جميع القطعات العسكرية، ولم يخطر في بالنا ان تقوم عناصر من القوات المسلحة بسحق صور القائد العام للقوات المسلحة بالأحذية، ويشبهوا القائد بالمعز، ويهددوا بقطع إذنيه، ويبلع القائد العام الإهانه، ويصرف الرواتب لمن إحتذاه، ويرفع من مرتباتهم الشهرية.
كنا نظن ان الشهدا أكرم من من الأحياء، وكل دول العالم تحتفي بشهدائها الأبطال، ولم نظن ان يتحول (الشهداء) الى (أشخاص قتلوا في الحرب)، وتسحب من ذويهم الإمتيازات.
ملاحظة
العبارات العسكرية في المقال عرفتها بحكم كون زوجي من ضباط الجيش العراقي االسابق.

--------------
ضحى عبد الرحمن
العراق المحتل


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إيران، الجيش، الفساد، الفساد السياسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-05-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراث
  جميلات العرب
  مباحث في الأدب واللغة/ 76 مقاييس الجمال
  مباحث في الأدب واللغة/ 75 مقاييس الجمال
  مباحث في الأدب واللغة/74 الجمال في التراث العربي
  مباحث في اللغة والأدب/ 73 الجمال عند العرب
  مباحث في اللغة والأدب/ 72 القبيحة والجميلة من النساء في التراث
  مباحث في اللغة والأدب/71 الهرج والغوغاء
  مباحث في اللغة والأدب/70 الهمج والرعاع في التراث
  مباحث في اللغة والأدب/69 الغوغاء في التراث
  مباحث في اللغة والأدب/68 الغوغاء في التراث
  مباحث في اللغة والأدب/67 الطعام والمطبخ العربي
  مباحث في اللغة والأدب/66 الطعام والمطبخ العربي
  مباحث في اللغة والأدب/65 الطعام والمطبخ العربي
  مباحث في الأدب واللغة/64 الطعام والمطبخ العربي في التراث
  مباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
  مباحث في الأدب واللغة/62 إضاءات تأريخية عن بغداد
  مباحث في الأدب واللغة/61 مفاهيم دينية لا يعلمها البعض
  مباحث في الأدب واللغة/60 من تراث العراق
  مباحث في الأدب واللغة/59 عجائب الأرقام
  مباحث في الأدب واللغة/58 معلومات مهمة عن التراث
  مباحث في الأدب واللغة/57 العراق ما بين الماضي الزاهي والحاضر العاثر
  مباحث في الأدب واللغة/56 معلومات مهمة
  مباحث في الأدب واللغة/55 معلومات مهمة
  مباحث في الأدب واللغة/54 لمحات من تأريخ العراق الحديث
  مباحث في الأدب واللغة/53 معلومات مهمة
  مباحث في الأدب واللغة/52 معلومات مهمة
  مباحث في الأدب واللغة/51 معلومات مهمة
  مباحث في الأدب واللغة/50 معلومات مهمة
  مباحث في اللغة والأدب 49 أمثال عن زرقاء اليمامة اليمامه

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، محمد الياسين، علي الكاش، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - الضاوي خوالدية، صلاح المختار، د- محمد رحال، جاسم الرصيف، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، محمد شمام ، رافع القارصي، إياد محمود حسين ، محمد يحي، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، رمضان حينوني، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد، علي عبد العال، د - عادل رضا، فتحي العابد، عبد الله الفقير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عواطف منصور، رحاب اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، د. خالد الطراولي ، أ.د. مصطفى رجب، عزيز العرباوي، فوزي مسعود ، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، طلال قسومي، محرر "بوابتي"، سامر أبو رمان ، ماهر عدنان قنديل، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، د- هاني ابوالفتوح، الهيثم زعفان، كريم السليتي، سلام الشماع، د - محمد بنيعيش، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، أحمد ملحم، مصطفي زهران، المولدي الفرجاني، تونسي، محمد الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، إيمى الأشقر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، محمود طرشوبي، مراد قميزة، رضا الدبّابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافد العزاوي، سيد السباعي، صلاح الحريري، خالد الجاف ، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، سامح لطف الله، د- محمود علي عريقات، عبد الرزاق قيراط ، منجي باكير، د. أحمد محمد سليمان، د - صالح المازقي، محمود سلطان، ياسين أحمد، أبو سمية، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله، أنس الشابي، سفيان عبد الكافي، مجدى داود، عراق المطيري، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، العادل السمعلي، مصطفى منيغ، صفاء العربي، سعود السبعاني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة