د - الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4544 Dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رأيت أن أوجه هذا الالتماس الاستعطافي إلى رجال الإعلام بمناسبة احتفالهم بعيد تأسيس تلفزتهم الخمسين الذي تزامنت ذكراه ببداية وعيي، و أنا تلميذ ، بأن التلفزة و اختها البكر الإذاعة لم تكونا يوما ، منذ إعلان فرنسا رفع يدها عن تونس ، فاهمتين دور الإعلام في رفع مستوى الشعب توعية و تنمية و تربية و تحديثا حضاريا كما هو باد تأثيره الحاسم في الهند و الصين و ماليزيا و كوريا ... و أن ما فهمتاه أنهما بوقان و طبلان و بنديران لنظام بورقيبة و بن على و حزبيهما أو حزبهما و ليس ما تورطتا فيه من خدمة أفراد على حساب شعب قصورا ذهنيا و إنما هو وصولية و ضيق أفق ثقافي و انبتات و ضعف فادح طبعا في قيمة الوطنية جعلتهما متفانيتين في حماية نظام بورقيبة وبن على و حزبهما و من ورثهما منفذتين جهلا أو تعمدا توجهات أو مخططات ضارة بل مدمرة لقيم الشعب و ثقافته و هويته بل معطلة لكل تطور تحديثي حقيقي و هذه بعض المعالم الفاضحة لإعلام نظام بورقيبة و بن على و ورثتهما نختزلها في لغة الخطاب الإعلامي و مضمونه فاللغة تفصح عن ضعف المستوى العلمي و التربية الأخلاقية و الانتماء الوطني من ذلك الازدواج اللغوي الذي انفرد به هذا الإعلام التابع للنظام و الخاص أيضا متمثلا في التداخل بين لهجة عامية ركيكة سوقية و كلمات فرنسية غالبا ما تكون مشوهة لا تنبئ عن انبتات مستعمليها و تغريبيتهم و عقدهم فقط و إنما أيضا تجعل التونسي محل سخرية لدى العرب بل لدى غيرهم أيضا حدثني أحد التونسيين العاملين في فرنسا 24 و إذاعة مونتكارلو أن منتدبيهم من الفرنسيين يخصونهم بتحذير صارم مفاده من يدخل كلمة فرنسية في حديثه الاذاعي أو التلفزي تنته صلوحية عقده مع المؤسسة، قد يعترض على نقدى هذا بعضهم بقولهم.
إن الإعلاميين في تونس يطبقون أوامر و خططا آتية ممن نعرف و ممن لا نعرف مثلهم مثل رجال أمن الهراوات القمعية المنتدبين من جهات محرومة مقموعة مجلودة بأيدي أبنائها "المرتزقة" !فأقول كان عليهم لو كان لديهم ذرة من كرامة أن يبحثوا عن عمل آخر أو يهاجروا كما هاجر بعضهم الذين أصبحوا مشهورين في قنوات فضائية عربية و أجنبية .أما المضمون فحدث و لا حرج من ذلك تتفيه القيم العليا التأصيلية و التحديثية و السخرية منها مما شكل مع الزمن نموذجا تونسيا ضائعا مائعا تائها مستهلكا همه في بطنه و فرجه لا مرجع له و قدوة و لا رادع ، و طرح قضايا تافهة ملهية مضللة غرائزية.. و السخرية من جهات معينة و تشويه كل من يبدو عليه أنه يزاحم أهل الحل و العقد التاريخيين و الجميع يتذكر حملة وسائل الإعلام الدستوري التجمعي الندائي التشويهية على الرئيس منصف المرزوقي و حركة النهضةجاعلة من المرزوقي نموذجا للجلف البدوي الذي لا يعرف ربطة العنق و البدلة الأوروبية الحداثية و إنما معرفته محصورة في البرنس رمز البداوة المعادية للحداثة الدستورية و جاعلة من حزب النهضة رمزا للقروسطية و الحريم و تعدد الزوجات و قطع الأيدي و الغلمان و الإرهاب، سألت أحدى العجائز عن من ستنتخبيه؟ فقالت: قالولي : شطب على قائمة الإرهابي الغنوشي و صوت للباجي و قائمة النداء !هذا غيض من فيض .
و أختم بتذكير حداثيي إعلام نظام حزب الدستور و التجمع و النداء أن الحداثة ليست تغريبا و تبعية و تذللا كما هو سار في تونس و إنما هي تفجير الثقافة الوطنية بإعادة قراءتها على ضوء مناهج العصر و استخلاص روحها الحية الوثابة دوما لأن لكل ثقافة شعب نوعيتها و خصوصيتها اللتين تجعلان استيراد غيرها دمارا لأهلها.
و أخيرا أقول : الملتمس منكم ياحداثيي إعلام "تونس" بعض الحياء و بعض المستوى! و الاستمتاع بهذه الأبيات من شعر أحمد مطر :
وسائل الإعلام في أوطاننا طبول
غفوتنا تأتي على فرقعة الطبول
...إعلامنا :إعدامنا
يركلنا
يشتمنا
يبصق في وجوهنا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: