تونس بعد الثورة المجهضة بين حكام أمس وتوافقيي اليوم
د.الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4036 dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إنّ نجاح الثورة يعني إزالة طبقة الحكم البيّنُ فشلها وفسادُها وإحلال مكانها طبقة حكم جديدة وطنية أصيلة ثورية ديمقراطية عادلة صاحبة مشروع مرتكزاتُهُ المؤسسات المنتخبة.
أمّا إذا انتصرت الثوره المضادة واستمرّ حكّام أمس في حكمهم فهذا لا يعني غير الكارثة العامّة فحاكم الأمس/اليوم الفاشل طيلة ستين سنة ليس له ما يقدم اليوم غير التشبث المجنون بالسلطة واغتنام الفرصة وقضاء المصالح وتوزيع المناصب والتشفي.
ألا يري التونسي أنّ حكومة النداء تُخطّط ولا تنفّذُ وتعد ولا تفي وتفتعل قضايا تُلهي بها الرأي العام كالمساواة في الإرث وزواج المسلمة بغير المسلم(لتشنيج الإسلاميين وترقيصِ بُلْهي "الحداثيين") حاشدةً ميليشياتها الإعلامية التاريخية لجعل الشعب المسكين الغارق في وَحَلِ الأزمات القاتلة نشوانا بمأساته. من الأمثلة على ذلك:برنامج "أمور جدية" و"عندي ما انقلك" و"نسيبتي العزيزة" والخيانة الزوجية واستعراض مشاهد المصطافين وراقصي المهرجانات.....
إنّ اللافت جدّا لدى يوسف الشاهد أنّه تلميذٌ نجيبٌ جدّا لحزب الدستور وتلميذٌ نجيبٌ جدّا لأوروبا وأمريكا فتتلمُذُهُ على أسلوب حزب الدستور في الحكم وإتّباعُهُ نهج بورقيبة وبن علي والمبزّع والمرزوقي وجمعة...يكادُ يكونُ حرفيا من ذلك وعوده الفارغة التي قدمها للجهات المنكوبة كما قدّمها أسلافه من قبل من قبيل الباهي الأدغم والهادي نويرة وصفر والقروي....
أمّا توافقيي اليوم فهم أهل قناعة لم يطلبوا من النداء الحاكم غير :"نفَيّسْ من كلّ سبيّسْ ينتشي به النداء".
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: