د - الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4783 Dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كان الله ، قبل الإسلام ، يتولى معاقبة الفسدة بإبادتهم لتطهير المجتمع من شرورهم و فسادهم و تمكين الصالحين من حمل الأمانة الحضارية فعقابه عز و جل " الفاسدين : فــ"أخذتهم الصيحة بالحق فجعناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين" ( المؤمنون 41) " فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين" ( القصص 40) "فخسفنابه و بداره الأرض" ( القصص 81)" فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين" ( العنكبوت 37)" فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا و منهم من أخذته الصيحة و منهم من خسفنا به الأرض و منهم من أغرقنا و ما كان الله ليظلمهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون " "العنكبوت 40).
لكن ربنا الرؤوف بعباده خلفائه في الأرض ختم رسالاته المنزلة بالقران / الإسلام هذا الدين الذي أسسه الله على حرية اختيار الإنسان أي العقل المميز بين الخير و الشر ( البعد التخييري لدى العبد العاقل ) و بهذه الحرية و بهذا العقل حمل الله عباده مسؤولية معالجة أمراضهم السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الأخلاقية معالجة تراعي بدقة نوع المرض / الفساد ، إن كان المرض لمما من السيئات فالعلاج قد يكون بوازع التربية الدينية و الوطنية و إن كان المرض فسادا في المجتمع فالعلاج استئصالي أو لا يكون لأن الفاسد لا يصلح إلا بالمشرط، و لو كان الفساد يعالج بالتسامح و حسن النية و عفا الله عما سلف لما كانت الثورات و لما كانت الحداثة و لما كانت الديمقراطية ، هل يكمن لفرنسا أن تصل إلى ما وصلت إليه لو كانت ثورتها تسامحية ؟ و قس على ذلك كل الثورات الناجحة في العالم التي يقول فيها النبي نوح لربه :" وقال نُوحٌ ربِّ لا تذرْ على الْأرْضِ مِن الْكافِرِين ديّارا إِنّك إِنْ تذرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادك ولا يلِدُوا إِلاّ فاجِرا كفّارا " ( نوح 26-27).
لقد أوصل التسامح الغبي و النخب البلهاء " ثورة " تونس إلى هذه الحال المزرية التي أصبح الفساد المدمر لشعب و تاريخ تدمير ممنهجا حداثة ووطنية و مقاومة للرجعية الإسلامية!
قال أحمد مطر :
نحن في أوطننا صرنا سبايا
و مطايا للمطايا
و عراة في العراء
و جياعا فقراء
غير أنا
ننزف الثروة و الزاد لأصحاب الحوايا
و لأصحاب الثراء
و كفاهم رحمة
أن يتركوا من دمنا فينا ...بقايا
... أن يمنحونا الذل مجانا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: