حكاية لقب: بن متيشة أو بن تيشة؟
حكاية مثل: من أشبه "جده" فما ظلم!
د - الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5479 Dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن اللقب القسم الثالث من أقسام أسماء الأعلام ( الاسم و الكنية و اللقب) يلصقه المجتمع بصاحبه على ضوء سمة خلقية أو خلقية أو إبداعية أو حدث مميز... يصدق فيها قول أحدهم: الألقاب تنزل من السماء مشتسهدا بالبيت التالي :
و قلما أبصرت عيناك من رجل إلا و معناه، إن فكرت، في لقبه
و اللقب قد يتطور من مفردة إلى مركب لأسباب يطول شرحها لكن اللافت في تونس أن الأسماء عرفت تغييرات عميقة بعد 1960 لكن تغييرات الألقاب كانت دون ذلك، و على ذلك فان ألقاب فئة من التونسيين ذات العلاقة المصلحية العضوية بالمستعمر الفرنسي قد عرفت في الثلاثينيات من القرن العشرين تحولات في بنياتها اللفظية اشترطها المستعمر على كل من يسعى إلى التجنس بالجنسية الفرنسية من " التونسيين و الجزائريين" هادفا منها إلى قطع الصلة الصوتية بالعربية و توطيدها بالفرنسية، و قد أكد المؤرخون أن الأسر" التونسية " المجنسة ما بين 1926 و 1936 بلغ عددها 2000 أتلفت وثائقها حاشية بورقيبة ما بين 1955 و 1956، و قد يكون اللقب ( بن متيشة) غيرته الأسرة إلى ( بن تيشة) عند تجنسها لأن مؤسسها مصطفى بن متيشة كان قايد الأعراض عهد علي باشا الحسيني اليوناني (ت 1169-1756) و كان شديد الكره لسكان قيادة قفصة و بوزيد كما سيفصل أدناه المؤرخ التونسي أحمد بن أبي الضياف.
دعاني إلى الكتابة في هذا مطالبة حفيد القايد المذكور حكومته بإخضاع مواطني قفصة و المناجم للحكم العسكري لجبر البطالين المضربين و المعتصمين على الاستكانة و نسيان الحقوق المهدورة مئات السنين و تسهيل تدفق الفسفاط إلى أهل الحظوظ دولارات . " و من أخبار علي باشا الدالة على بعد صيته، إيقاعه بالهمامة، و ذلك أن الهمامة كانت طاعتهم لعلي باشا ممرضة، شأنهم مع سائر الملوك، لبعد ناجعتهم و كان مصطفى بن متيشة شديد البغضاء لهم، لكثرة ما يقع بينهم و بين أهل عمله عرب الأعراض من الفتن و الغارات، و كانت نفات من عرب الأعراض حلفاء للهمامة فأرهقهم ابن متيشة فهربوا منه و التجؤوا إلى الهمامة فطلبهم فمنعهم الهمامة فأغرى بهم علي باشا و حرضه على أخذهم و سهلهم عليه فخرج ابن متيشة بمحلة الأعراض و خرج الباشا للجريد في ثلاث محال : محلة بها ابنه يونس باي معه عسكر الرجل من الترك أبقاها بتوزر و محلة فيها ابنه سليمان باي و تقدم بمحلته، و حصر ابن متيشة الهمامة عن التوغل في مهامه الصحراء، و حشد إليهم الأعراب، حتى وصل الباشا لمحل يقال له :" الدوارة " ( منطقة أم العرائس الآن) و نازلهم من جهة و ابنه سليمان من جهة، حتى نزلوا على حكمه، فاستاق سائر ما يملكونه من الإبل و كانت ثلاث عشر ألف بعير، وسمها كلها بوسم الدولة و خضد شوكتهم و داس منعتهم".( ابن أبي الضياف : الإتحاف ج2 ص 160-162) و قد ألقى بالمناسبة شاعر علي باشا محمد الورغي ( ت 1776) قصيدة فخرية مدحية ترسم مشاهد من فتك سيده الاستئصالي الدموي بالهمامه منها :
شقوا العصا و أشادوا مجمعين علـــــــــى ** ما فيه نقض الهدى يا بئس ما ارتكبوا
و استضعفوا الامر من أقصى الجريد الى ** ما دون صبرة لا ينهاهم رهب
و أودعوا همهم في كل مــــــــــــــــاهية ** و ذاك ما دل عن مضمونه اللقب
ظنوا الدوارة تحميهم و حق لــــــــــــها ** لكن بعض ظنون المدعي كذب.
فدستهم أيها المولي بحاميـــــــــــــــة ** تشوي الصلى و على الأصلاب تنصلب
و حاز حوزتهم ذات اليمين و قـــــــــد ** نضا سيوفا بها كل الدما كلب
و بات يكبسهم في الثالجات و فــــــــي ** أنحاء زمرة حيث القلب ينشعب
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: