مرضا النخبة "التونسية" الخبيثان: الوصولية و الضحالة الفكرية
د.الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6806 Dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن المجمع عليه لدى دارسي الشخصية التونسية من علماء الاجتماع و الأنتروبولوجيا و الحضارة أنها، عبر تاريخها، وصولية همها تحقيق مآربها لا أخلاق تردعها و لا وازع ديني يصدها عن تحقيق امتلاك ما طمعت فيه و لذلك لم تكن يوما مع المستضعفين من الشعب أو مع الثائرين في سبيل الحرية و الانعتاق للشعب
( علماء المالكية يشجعون الباي اليوناني الحسيني على عدم العمل بدستور 1864
– عداء علماء الزيتونة لثورة علي بن غذاهم
– تأييد عامة النخبة احتلال تونس
– النخبة عهد بورقيبة دستورية مخبرة في مجموعها
- النخبة تسطو على ثورة 2011 ممتصة بعض دمها ملوثة البعض الآخر بفيروسات فتاكة مرجعة الثورة جثة إلى بيت طاعة أسيادها الأول ...)
إن ما أشرت إليه من وصولية النخبة لمعروف لدى الجميع لكن ما يبدو مستغربا أحيانا، على أن مصدره النخبة التونسية أيضا، هو ضحالة ثقافتها ( أو جهلها التام) الملاحظ تفشيها لدى نخبة تونس و هذه بعض ملامحها:
حداثيو تونس يعلنون الحرب الحامية الشاملة على إسلامييها الذين قد يهددون مصالحهم الموروثة "شِيخ عن شيخ و خليفة عن خليفة و ڨومي عن ڨومي و قواد عن قواد و صبايحي عن صبايحي"...جاهلين أنّ الحداثة ليست تغريبا و انبتاتا و تبعية و أنها، الحداثة، تنفجر من الثقافة الأم مستأنسة بتيارات الفكر الحر العالمي أما حداثتهم فسلفية متخلفة إذ السلفية هي أن تستعير إنتاجا فكريا أو ماديا من زمان آخر ( و لو كان مكانه مكانك) أو من مكان آخر ( و لو كان زمانه زمانك) مع العلم أن الذي بهر النخبة التونسية المتفرنسة هو فرنسا القرن XIX الذي هو نتاج لتطور فرنسي أوروبي بدأ منذ القرن XVI. فمتى يصبح الصراع في الساحة التونسية مقودا بالأفكار و البرامج و التعدّدية و المواطنة؟
و لعل ما يدعو إلى انفجارات ضحكية ما يذاع الآن من أن اليسار الدستوري ! الذي بينه و بين النهضة داء الضرائر مصاب بهيام غير قابل للاحتمال لبورقيبة و فكره "الحداثي" و سياسته "الرشيدة" دون أن يجد، هذا اليسار الهائم، من يرشده إلى أن بورقيبة سلفي تغريبي رأى في حضارة الغرب الكمال و المثال الأعلى، وهو عقدة الشعور بالنقص التي دمّرت شعبا، وفي حضارة العرب المسلمين التخلف البواح و أن سياسة بورقيبة الرشيدة وصفها أحمد التليلي أحد أعضاده المقربين في رسالته إلى بورقيبة 26 جانفي 1966 ( بعد 10 سنوات من استلام بورقيبة حكم تونس)
و إليك أيها اليساري الدستوري التجمعي و رفاقك أربع فقرات منها تصور منهجية بورقيبة في تدمير البلاد
يقول أحمد التليلي:" في الوقت الذي يمر فيه الشعب التونسي بفترة من أخطر فترات تاريخه يفرض عليّ الواجب أن ألح لديكم على مراجعة السياسة أو على الأصح – و دون انفعال – مراجعة طرق الحكم التي أردت بالبلاد اليوم في حالة من الخطورة تهدد بجعلها في المستقبل القريب منسدة الآفاق" " إن نظاما يفرض نفسه على شعب بالقوة و يرفض تشريكه في التصرف في شؤونه هو نظام محكوم عليه حتما بالفشل" " إن المجاعة لتنتشر تعاضدها البطالة المستفحلة، رغم الإعانات الأجنبية السخية، و في نفس الوقت تتكون طبقة جديدة تثرى على حساب الشعب الغارق في الفقر و البؤس و الرشوة... إنه السباق نحو تجميع الثروات و بناء القصور و امتلاك الضيعات و تهريب الأموال إلى الخارج" " تهشيم الاتحاد العام التونسي للشغل" و تدجينه و تعطيل سيره ثلاث مرات في أقل من تسع سنوات من "الاستقلال": " 1956-1963-1965"...
هذا بعيد ما يسمى بالاستقلال بعشرة سنوات، لو امتد عمر أحمد التليلي إلى الآن لانتحر في ساحة عامة كمدا على وطنه.
يا سعد من بـــــــــــــاع دار ه
و م المال حصل نصيبــــــــه
في البحر ركب صغــــــــاره
..... و لا ڨعادك في بر تونس
كل يوم تسمع غريبــــــــــــه
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: