د - الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3972 Dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قد لا نجد شعبا أو أمة لم يغز أو يستعمر كما لم نجد تقريبا شعبا خنع أو استكان للغازي أو المستمر لذلك تحررت الشعوب المغزوة من نير غاصبيها و مستعمريها ما عدا ثلاثة شعوب سنذكر اثنين تاركين اسم الثالث لاستنتاج القارئ:
-الشعب الأول : الهنود الحمر الذين غزاهم الغربيون و استأصلوهم بوحشية تستحي منها الضباع و الذئاب و الكلاب محتفظين بعينات منهم في " متاحف" حية تذكر أحفاد الغزاة الأول بشراسة أجدادهم البطولية !
- الشعب الثاني : الفلسطينيين الذين بوغتوا بتسلل أفواج من الشراذم شذاذ الآفاق اليهود إلى أرضهم يشجعهم المستعمر البريطاني و حلفاؤه آخذين في قضم و قطع أوصال الأرض الفلسطينية بأبشع وسائل القتل و التنكيل و التهجير معلنين عن إنشاء دولة يهودية لشعب يهودي في أرض فلسطين موطن الفلسطينيين منذ الأزل سرعان ما اعترف بها الغرب و " أممه المتحدة " كذلك .
-الشعب الثالث : شعبا نشأ عبدا مداسا ألفا و خمسمائة سنة يستثنى منها نصف قرن تقريبا من الحكم العربي الإسلامي ثم غزته قوات الخلاقة العثمانية 1576 طاردة منه الغزاة الاسبان الحاقدين عابثة به و مستغلة له فاحش الاستغلال و مهينة له ثم زايدته ( وضعته للمزايدة )لمن يدفع لها سنويا مبلغا ماليا كبيرا فكان من المزايدات التي عرفها هذا الشعب المزايدة التي نالتها أسرة يونانية دامت في نهب هذا الشعب و قهره و جلب مجرمي أوروبا و آسيا و قطاع طرقهما ليستوطنوا أرضه ثم أشركت معها فرنسا أواخر القرن 19 فكان القهر المزدوج و الفضاعات غير المسبوقة جعلت هذا الشعب المسكين البائس يعي و لو جزئيا أن له هوية و أرضا و حقا في العيش كريما لكن الأغراب الذين استوطنوا أرضه و استعبدوه مئات السنين و نهبوه و أهانوه تصدوا بعنف و تجبر لهذه التطلعات الشرعية لأن وعي أغلبية الشعب الأصيلة بهويتها و أرضها و حقها في الكرامة يفقدهم مصالحهم و حياة ترفهم و أبهتهم فاستغاثوا بالمستعمر فأغاثهم بعسكره و إعلامه و مخابراته كي يكونوا وكلاءه في أرض الشعب الأصيل المخدوع و مما أنجد به المستعمر الوافدين الأغراب على أرض هذا الشعب المسكين إنشاء حركات و أحزاب معادية لتطلعات الحركات و الأحزاب السياسية الوطنية الأصيلة و هذا ما أدى إلى تسليم المستعمر أغراب البلاد السلطة عند خروجه و بذلك أعتلى سدة الحكم أحفاد شذاذ الآفاق و المماليك و الانكشاريون و الغلمان و كانت المذابح و الزنزانات و الجوع مصير هذا الشعب الذي لم يعش يوما كبقية شعوب الدنيا فحتى " ثورته" الأخيرة أجهضت بفضاعة و تشف لم يسبق لهما مثيل كما أجهضت كل انتفاضته العصر الحديث بدأ ب 1864 .فمن هو هذا الشعب؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: