د - الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7489 Dr_khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كنت، قبل أن أعي و أنا شيخ، أنقد بشدة و قسوة الفاسدين و المفسدين في تونس لكن الوعي الحداثي المفاجئ نبهني إلى أن الفساد للفساد رذيلة و خيانة و كبيرة و الفساد الحداثي فضيلة و وطنية و حسنات.
لذلك انقلبت على من احترمت سابقا و هي السيدة المناضلة سهام بن سدرين و هيئتها الحقيقة و الكرامة التي كنت، قبل الوعي الذي أصابني، أؤيدها و أجلها و أدافع عن مشروعها لكن وعيي الجديد بين لي أن هيئة الحقيقة و الكرامة مؤسسة تحارب الحداثة التونسية البورقيبية و البنعليية مصداق ذلك أن انجلاء الرعب المسهل لبطون فسدة حزب الدستور و التجمع بفعل الانتفاضة الشعبية جعلهم ينطلقون في هجوم مضاد كاسح لتبيان حداثتهم و فضلهم على تونس إذ لولاهم و فسادهم لبقي الشعب التونسي متخلفا قروسطيا ، إن فضل الفساد و الإفساد الحداثيين على تونس كبير أذ لولاهما لبقيت تونس بؤرة تخلف كالهند و الصين و كوريا و ماليزيا و اندونيسيا...الآن!!!.
و هذه نبذ من الفساد و الإفساد الحداثيين اللذين كانا نعمة على شعب صنعه بورقيبة من عدم صناعة حداثية تولاها ورثته بكل جدارة و اقتدار منها :
- مسخ الهوية و الاستهزاء بالعقيدة :يري الحبيب بورقيبة أن الأضحية و الصوم و الحج تقاليد بالية و أوهام فاسدة و خرافات قديمة ( خطابه 18/02/1960)،و يقول في خطابه يوم 18/03/1974 :إن القرآن متناقض حوى خرافات مثل قصة أهل الكهف و عصا موسى.
- التمييز بين التونسيين ( النازحين و المستقرين) قضاء و تنمية :لقد اتهم بورقيبة البدو النازحين إلى المدن هربا من الجوع و الأوبئة و البطالة و بحثا عما يسد الرمق بأنهم سبب الجرائم المقترفة في المدن داعيا القضاة إلى عدم الرأفة بهم في الأحكام مؤكدا على ضرورة التمييز بينهم و بين بقية السكان على المستوى الإداري (خطاب 21/07/1963)
- إطلاق أيدي الحاشية القريبة و البعيدة في ممتلكات الشعب "المستردة " من المعمرين : ضيعات شاسعة غناء مثمرة، و من أعوان المستعمر : العقارات و غيرها، و في ممتلكات الشعب الأخرى التي منها بنت الحاشية الموسعة القصور في الداخل و الخارج و النزل السياحية و هربت المليارات و حرمت ثلثي الشعب التونسي من حقه في التنمية فما نراه الآن من مآس متعددة الأوجه ( الأكواخ القذرة، المياه الملوثة، البطالة، الأمراض، وعورة الطرقات و المسالك :البدائية الحقيقية بعد 60 سنة من الحداثة )في حياة سكان ولايات القصرين و قفصة و جندوبة
... أيدل على أن هذه المناطق تعيش في القرن 21 و مستقلة منذ 60 سنة؟إن مشهد ثلثي تونس ليذكر بحال الشعب في القرن 18 و 19 الذي قال عنه أحد الأمراء الألمان الذي زار تونس :أقل ما يقال في هذا الشعب انه ملعون إلهيا.
وعلى ذلك فثمن الحداثة غال و لعل ما زاد ثمنه ارتفاعا خصخصة بن علي للفساد و الإفساد إذ رأى ببصره و بصيرته الثاقبة و علمه الغزير أن الفساد الحداثي يجب أن يخصخص إذ من غير المعقول في عهد العولمة أن يبقى الفساد الحداثي شبه عام في نخبة الأسرة الدستورية ، فحصره في آسرته و أسرة حرمه المصون و بذلك تمفيز الفساد لأن المافيا ظاهرة حداثية، و لم يقف الفساد الحداثي عند حد، رغم الانهيار الاقتصادي المروع و عصابات التهريب المدعومة و البطالة المستفحلة و التلوث المميت الذي عم البحر و الأودية و الصحاري و الذي حسدنا عليه الكثيرون و الطرقات التي يستحيل سير فيها بالأرجل و العربات ، فما أثلج صدور جميع الحداثيين ( الذين التحقت بهم أخيرا)أن رأينا تمثال المجاهد الأكبر الحداثي منصوبا من جديد في شارعه راكبا حصانه الحداثي الراكض، و هو ثابت ،نحو ما بعد الحداثة ركضا يستحق صرف المليارات على حساب قوت الجائعين كما رأينا " رجالات " "المشروع " و "الحرة " تتناسخ أرواحهم مع روح مثالهم و قدوتهم الحداثي .
ألا تستحق الحداثة أكبر فساد و إفساد في التاريخ!!
قال أحمد مطر :
أدع للحكام بالنصر علينا
يا مواطن
... أعطهم موهبة أكبر
في ملء الزنازين و تفريغ الخزائن
رب ساعدهم علينا!!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: