فتحي الزغل - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5403 groupfaz@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
السّــــــــــلام عليكم...
أعرض، بعون الله المرتجى، عبر هذه الأجزاء، ملخّصا لكتابي الذي لم أنشره بعد، و الذي اخترتُ له من العناوين "الإسلام و الديمقراطية" و الذي شرعتُ في تأليفه منذ سنة 2007، و أنا بتقديمي لكم هذا الملخّصات، إنّما رجاءً في أن أبسّط مفاهيم تُتداول بيننا، و علاقة كنهها بديننا الحنيف، و ذلك لبنةً منّي في بناء فكريٍّ يزيد كلّ ساعة عظمة و علاء.
الجزء الثاني
…إلاّ أن هذه المفاهيم و النّظريات قد وجدت صعوبة في تطبيقها لدى مختلف الشّعوب المعروفة في القرن الحالي بأنّها عريقة في هذا المضمار. إذ لا أكاد أرى ديمقراطيّة بمعانيها الأساسيّة و تطبيقاتها المُعدّدة سابقا في هذه الشعوب، بقدر ما أجد محاولة لتطبيق أقصى حدود الممكن منها...
فنحن لا نلاحظ مثلا احتراما و اعترافا بأقليّات عرقيّة أو فكريّة لدى هذه الشعوب كالنّازيين في أوروبا، و السكّان الأصليين في الولايات المتحدة الأمريكيّة (و هنا أقصد الهنود الحمر إلا أنّي أعتبر هذه التّسمية خاطئة تاريخيّا و انثروبولوجيا). و نلحظ بالمقابل قيام هؤلاء بموجة من القهر و الظّلم وسفك الدّماء على غيرهم من البشر، عبر الاستعمار و تحرّكات الإذلال المنظَّمة. فالاستعمار بوجهه الذي عُرف به في التاريخ المعاصر، يُعدّ إخلالا بتطبيق أساس في الديمقراطية، و هو الحقّ في تقرير المصير. و يُمثّل درجة قصوى من الأنانية الفرديّة المنتظمة داخل المجتمعات البشريّة، و أعلى درجات الظــلم و القهر و الصّلف.
كذلك نلحظ دون مشقّة، قمّة تكريس الأنانيّة في النُّظم الاقتصاديّة التي تتبّعتها هذه الشّعوب منذ تبنيّها للدّيمقراطية... أنانيّة تتعارض مع أسس هذا المنهج المذكورة في أوّل هذا التحليل، لإفرازها وحوشا ضارية تلتهم كل ثانية جائعا من الجائعين تحت مسميّات عديدة سواء من داخل تلك الشعوب أو من وراء حدودها... أنانيّة أفرزت قناعة بفشل تلك النّظم الاقتصادية من قبل عتاة المنظّرين لها، لأنّهم خلصوا إلى أنهم بمفهوم الديمقراطية المطلق، إنّما عوّضوا سلطة الحاكم المستبّد بسلطة المال الجشع. و للسّلوكين نتيجة واحدة وهي... تهميش أغلبيّة تُسمّى بالفقراء في القاموس الاقتصادي، ضمن أقليّة تُسمّى أثرياء في نفس القاموس، لا تعترف الثانية بالأولى إلاّ أيّام وضع ورقة في صندوق لاختيار حاكم لكل الشعب، لا يكون في أغلب الحالات سوى من الأثرياء وذلك... لحكم الأغنياء بلطف و الفقـــــــــــــــراء بعنف.
و هو ما يُعدُّ مناقضا تماما لمبادئ الديمقراطية و لتطبيقات مفهومها العام.
لكن أين نحن المسلمين من مفهوم الدّيمقراطية؟ و هل في تاريخنا منهج للحقّ المدني؟ وهل في موروثنا الأدبي و السّياسي ما يمكن دراسته في هذا المضمار؟ و هل لِديننا الإسلاميّ باع في الشّأن السّياسي المدني والاقتصادي الاجتماعي؟
كلّ هذه الأسئلة ستكون محور الجزء القادم من هذا التلخيص إن شاء الله.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: