د - الضاوي خوالدية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9868 khoualdia@yahoo.fr
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا ثورة في العالم الحديث و المعاصر تسمح للمثور عليهم لفسادهم و إفسادهم و جرائمهم و تخريبهم بالوجود السياسي قبل تحقيق أمرين متلازمين، أولهما تأسيس دولة الثورة و استقرارها و تجذرها و شروعها في الإثمار، و ثانيهما محاسبة المثور عليهم ( أعمدة النظام المتعفن المبتور و أعوانهم ...) محاسبة عسيرة دقيقة عميقة تميز المجرمين في حق الشعب عن غيرهم من الأعوان الذين لم تلوث أيديهم بعرق المواطنين و دمائهم، و بعد الغربلة القضائية و اشتداد عود دولة الثورة يمكن السماح لنظيفي الأيدى أن ينشطوا سياسيا و مدنيا بشرط واحد هو الاعتذار عن سنوات عملهم ضمن مؤسسات دولة الغََرور و حزبها، أما أن نرى دساترة و تجمعيين ثبت إجرام بعضهم و لم تفحص ملفات البعض الآخر يصولون و يجولون و يؤسسون أحزاب الغرور.
و الثورة عليهم مازالت تتقد أو بالأحرى لم يتجاوز عمرها أشهرا و يعلنون متحدين شعبا نكبوه و أهانوه و قهروه و نهبوه و جلدوه طيلة خمسين سنة أن هدفهم العودة إلي حكم ضحيتهم التاريخية.
إن طمع هؤلاء و استصغارهم الشعب و استهانتهم به و صمت الحكومة الانتقالية ( الدستورية التجمعية حتى النخاع) و تكالب أغلب الأحزاب الموالي منها للسلطة المخلوعة و الانتقالية و غير الموالي للسلطة الهاربة على احتلال موقع في الدولة الجديدة المأمول إنشاؤها مهما كان الثمن و الوسيلة المؤدية إليها و إن كانت التحالف مع الدساترة و الطرابلسية و كبا " الكروش" و القروش الراضعة للدم التونسي الناهشة للحمه سيؤدي جميعه، و الثورات العربية في أوج عنفوانها و عنفها و كنسها الفسدة، إلى ثورة تصحيحية للأولى ليس الياسمين صفتها و لا وزارة الداخلية نهاية زحفها و لا كواليس القصر و سماسرة العهدين مكانا لدق عنقها و لا أدعياء لأبوتها على تبحرهم في الوشاية و العمالة و الخيانة و لا أمل لسارق قطرة عرق أو قطرة دمَ من الإفلات من حسابها العسير... و لا لمحام أو قاض أو مدعي الحقوقية أو ناشط في المجتمع المدني أو في حزب تعامل مع أعداء الشعب من دفع ما اقترفه مضاعفا أضعافا .
أحذر الأحزاب السياسية الوطنية و الحكومة الانتقالية الغافية و هيئة حماية الثورة و الاتحاد العام التونسي للشغل
و المجتمع المدني النقي و الأثرياء ( الخائفين من نجاح ثورة الفقراء و أهل الكرامة ) و حتى أحزاب الغََرور من أن تفادي ثورة جديدة كاسحة قد لا تكون طاقة الشعب التونسي حسب تقدير بعضهم قادرة على تحمل زلزلتها و تبعاتها
و ارتداداتها ممكن بشروط أهمها و أكثرها حسما:
أولا : ما يتصل بالحكومة :
• كشف حجب الغموض و التعتيم و التغطية و ذلك بمصارحة الشعب بكل خطوة سياسية و كل قائمة للفسدة قضاة أو محامين أو صحفيين أو مثقفين ...و كل تواصل مع الخارج و خاصة دول أروبا و أمريكا الشمالية.
• حزم الحكومة في التعامل مع المندسين الدساترة المعطلين للحركة الاقتصادية و المثيرين للنعرات القبلية : المتلوي، سبيطلة، قبلي، المظيلة، قابس ....و كشفهم و ضربهم بيد من حديد .
• تسريع المحاكمات و التدقيق مع المحاكمين الفاسدين حتى لا يطلق سراح مجرم في حق الشعب و الوطن و لو كان إجرامه جنحة أو إثما لمما .
• التخلي عن محاكمة المجرمين الكبار في القضايا التافهة و التركيز على جرائمهم العظمى كالقتل و النهب ...
• إسراع الحكومة بإجراء عمليات جراحية دقيقة شجاعة و حاسمة لاستئصال الأورام السرطانية التي عششت في جسم القضاء و وزارات الداخلية و أملاك الدولة و وزارات الأخرى و دواوين كثيرة و شركات كثيرة...
ثانيا : ما يتصل بالأحزاب و المنظمات و الجمعيات:
• على الأحزاب الوطنية المضحية في سبيل تونس طيلة سنوات الجمر و القهر أن تجتمع سريعا لتحديد الشروط الأساسية لفوز الشعب التونسي الثائر و نخبه النظيفة النقية الملتحمة بالثورة في الانتخابات القادمة فوزا مؤزرا و تعبئة القواعد و الأنصار و قوى المجتمع المدني و الاتحاد العام التونسي للشغل و المثقفين للانبثاث في كل الجهات و الأرياف و المدن و القرى التي ظلمها النظام البائد و جوعها وقهرها و دمرها بحث الناس على القيام بواجبهم الانتخابي و مساعدتهم على شطب كل اسم مترشح نجاح صاحبه يعني نجاح المخلوعين وأتباعهما .
• على الأحزاب و المجتمع المدني و وسائل الإعلام الوطنية الصميمة أن لا تتسامح مع صنف من مثقفين و أساتذة جامعة... خدموا النظام البائد و سوقوا أكاذيبه و بيضوا وجهه الوسخ عبر الكتابة و الإذاعات
و المحاضرات و رئاسة البعثات الدينية و خطب المساجد... بالانخراط أو بث محاولاتهم إنكارهم خدمتهم للنظام السابق عشرات السنين
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: