د.محمد فتحي عبد العال - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2688
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حينما نتحدث عن الزعيم في اصطلاحنا العربي فضع تحته كل ما هو منزه وكل ما هو فريد من الصفات والخلال والتي ترفع صاحبها الي مصاف الالهة احيانا ...
اما ظليل الزعيم فهي المساحة النفسية المقابلة للتنزيه والتي تعبر عن الشخصية الحقيقية بما تحمله من جوانب انسانية طبيعية ومتنوعة انها المساحة التي نلتقطها من مذكرات الزعيم او من لحظات صدق افضي بها الي مقربيه او من هفوات الزعيم التي تكشف عن مكنون نفسه دون ارادة منه ..ظليل الزعيم هو الزعيم كما يري نفسه و بوجهه الانساني الخفي بضعفه وقوته وشجونه وافراحه وسقطاته وانجازاته الحقيقة بعيد عن التزيين والتكلف ...
كلما قطعنا شوطا بعيدا في التاريخ وخاصة لو وصلنا به الي العصور الوسطي اصبحت مسألة التماس القرب من ظليل الزعيم لا ملجأ لها الا من خلال كتابات المقربين والذين قد لا يكونوا محايدين في احيانا كثيرة ..اننا لا نعني ابدا بعدم حيادهم كونهم غير صادقين بل بالعكس قد يكونوا صادقين تماما ولكن الاشكالية لدينا اننا لم نقرأهم بلغة ازمنتهم !!.
من الحكام الذين ظلمهم التاريخ المعاصر كان صلاح الدين الايوبي والذي اجتزأ من سياق عصره وحمل زعامة تتناقض افعاله في احيان كثيرة مع الصفات القدسية التي افترضتها واحتضنتها هذه الزعامة في نظر ايدلوجيات معاصرة شتي فهو عند الاشتراكيين عنوانا للوحدة والتآخي والتعايش السلمي وعند الاسلاميين فارسا وموحدا للامة علي قلب واحد ومحررا للقدس ...
ولنبدأ قصة صلاح الدين أو يوسف بن ايوب من البداية ...يختلف المؤرخون حول نشأة يوسف بن ايوب او كما اشتهر في التاريخ بصلاح الدين وهو الاسم الذي اختاره لنفسه فمنهم من يزعم انتماءه الي الاكراد وتحديدا الي اسرة كردية نزحت من اذربيجان واستعربت بالعراق ويري أخرون ان جذوره عربية وتحديدا الي مروان بن محمد اخر الخلفاء الامويين وان ابوه كان حاكما لقلعة تكريت ثم بعلبك ..
كان سطوع نجم صلاح الدين مع تحولات سياسية خطيرة في مصر استدعت تدخل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي سلطان الشام لنجدة الفاطميين في مصر ...
كان الحكم في مصر في نهاية عصر الفاطميين بيد الوزراء وفي عهد الخليفة العاضد لدين الله اخر خلفائهم شب الخلاف بين وزيري الخليفة ضرغام والذي استعان بالصليبين وشاور الذين استعان بقوات نور الدين محمود والذي ارسل حملة لمصر بقيادة اسد الدين شيركوه عم صلاح الدين فتغلب علي ضرغام واستتب الامر لشاور والذي سرعان ما تنكر لحليفه نور الدين محمود واستعان بملك بيت المقدس عموري الاول والذي استطاع اجلاء قوات شيركوه عن مصر فأنفذ نور الدين حملة جديدة علي مصر بقيادة اسد الدين شيركوه ويعاونه ابن اخيه صلاح الدين استطاعت في النهاية السيطرة علي مصر .
عين العاضد اسد الدين شيركوه وكلمة شيركوه (كلمة كردية تعني اسد الجبل)..وزيرا ولكنه مات من التخمة الشديدة حيث كان كثير الاكل بحسب معاصروه !!! وذلك بعد شهرين من توليه الوزارة تاركا خلفه مالا كثيرا وخمسمائة مملوك شكلوا ما عرف بالمماليك الاسدية وهو ما يمكن اعتباره من البدايات لفكرة المماليك او الجنود المرتزقة المجلبون من كل حدب وصوب ليكونوا بديلا عن الشعب المصري الذي كان من المفترض ان يكون نواة الجيش المنوط به الدفاع عن مصر وهو ما انتهجه الايوبيون طوال دولتهم .فعين العاضد صلاح الدين والذي كان الساعد الايمن لعمه اسد الدين شيركوه وخلع عليه لقبه الذي نعرفه به الان الناصر : ناصر أمير المؤمنين العاضد بالله الفاطمى....وهنا يظهر صلاح الدين بشخصيته السياسية لقد عاش البطل السني عند الملايين من علماء السنة في كنف الدولة الفاطمية الشيعية لم يفكر يوما في تغيير نظام الحكم بها بشكل مباشرعلي الرغم من ضعف الخليفة الواضح وتمكن صلاح الدين من السيطرة الكاملة علي زمام الامور ...
الحقيقة التي يبتعد عنها السلفيون المعاصرون والمتدينون الحالمون بعودة صلاح الدين أن الخط الديني لم يكن ابدا المحرك لصلاح الدين او السابقين عليه والذين تأثر بهم ولنستدلل بشخصية عماد الدين زنكي الزعامة الاسلامية الاخري لدي الاسلاميين فحينما استولي علي حلب اضهر تسامحا كبيرا مع الشيعة واقرهم علي آذانهم (حي علي خير العمل) طوال حياته وهذا ليس مستغربا فهو جزء من لعبة السياسة والحكم والمكيافيلية القديمة التي سادت هذة العصور وهي بعيدة تماما عن المثاليات التي نفترضها ....
كان تعيين صلاح الدين لمنصب الوزارة موغرا لصدور كثيرا من القادة والسياسيين في البلاط الفاطمي مما ولد معارضة شديدة ضده وهو الهابط عليهم من بيئة مختلفة ولديه طموحات مقلقة لهم وكان لصلاح الدين ضيق واضح بالمعارضة ولا يتعامل معها الا بالقتل فدبر لقتل كبير الطواشيه بقصر العاضد (وهو منصب رفيع اشبه بقائد الحرس الملكي بلغتنا المعاصرة) أو "مؤتمن الخلافة" :جوهر السودانى غيلة مبررا ذلك بعلاقته مع الصليبين وانه اكتشف رسالة من مؤتمن الخلافة مرسلة الي الصليبين ومخبأة في نعلين !!!مع انه لو كان هذا الزعم حقيقيا فلما لم يحاكمه علنا وقد قبض علي رسوله؟! واظهر حقيقته امام اعوانه وبالتالي جنب الدولة مغبة مواجهة مسلحة مع عشيرته حيث أثارت هذه الخطوة بالطبع ثورة السودانيين والنوبيين فشكلوا جيشا ضخما للثأر لمؤتمن الخلافة، اشتبك معهم صلاح الدين بقواته كما ارسل قواته لحرق مركزهم بالمنصورة واعمل فيهم السيف حتي ابادهم واحرق أسرهم دون هوادة فهل هذه كياسة من قائد تصلح سيرته لكل زمان !!! ام انه قائد في عصره وفي حيز مفاهيم العصور الوسطي في التعامل مع المعارضة ؟!!
وبمقتل جوهر أصبح الطريق ممهدا أمام صلاح الدين لأحكام قبضته علي قصر العاضد فاستعان بأحد اعوانه في ادارة شئون القصر الفاطمي وهو خادم خصي يدعي بهاء الدين قراقوش احد اكبر اعوان الجور والاستبداد واكثرهم كراهية لاي بؤر معارضة...ويعتبر كتاب الفاشوش في حكم قراقوش للاسعد بن مماتي من الكتب الهامة في تصوير طريقة حكم قراقوش والحقيقة اننا نختلف عن الكثيرين ممن يقللون من قيمة الكتاب ويضعونه في مصاف الكتب الهزلية ذلك ان ابن مماتي بالاضافة الي كونه حاذقا باللغة وآدابها كان مسؤول عن ديوان الجيش والمال وهي مسؤوليات كبيرة في عهد صلاح الدين وبالطبع كان قريب من قراقوش بحكم مهامه مما يجعل كتابه شهادة علي العصر وليست من قبيل الهزل ..
بوفاة العاضد المبكرة تتجلي لنا صورة صلاح الدين الانسان الذي لم ينسي عشرة العاضد فبكي لوفاته بشدة واجل اعلان انتهاء دولته..لكن اعتقد ان استعجال نور الدين لهذه الخطوة هو الباعث لحركات صلاح الدين المتسارعة بأعلان الكثير من الاجراءات التي كانت ممكن ان تسير بشكل هاديء لو تحلي صلاح الدين ومن فوقه نور الدين بقدر من الكياسة والدعة فلا يمكن انهاء معالم دولة استمرت لاكثر من مئتي عام بين عشية وضحاها !! ومن هذه الاجراءات :اعلان انتهاء الدولة الفاطمية وقطع الدعاء للخليفة الفاطمي واغلاق الازهر وحركة الاعتقالات الواسعة التي طالت امراء البيت الفاطمي وترك نسائهم مستباحه للعوام وبيع كتب الفاطميين بمكتبة دار الحكمة بالبخس وفي بعض الروايات حرقها خاصة ان هذا السيناريو مشابه لما فعله نور الدين مع شيعة حلب بعد وفاة ابيه عماد الدين زنكي وان لم يكن بنفس الضراوة والشراسة ولعل اكثر خطوات صلاح الدين تكتيكا هي تسريح الجيش الفاطمي بمصر والذي كان يضم امراء مصريين وخليط من السودانيين والارمن واستبداله بجيش جديد من المماليك الاتراك والاكراد وعلي رأسهم مماليك عمه الاسديين الذين اغدق عليهم الاقطاعات ليكون ولائهم لصلاح الدين ومن وقتها اصبح استبعاد المصريين عن الجندية بشكل جذري تقليدا لقرون طويلة حتي مجيء محمد علي باشا !!!!
كان اسلوب صلاح الدين المروع في اجتثاث بقايا حكم الفاطميين سببا مباشرة في انطلاق الثورة عليه من الصعيد في مدينة قفط تحديدا وعلي غرار طريقة الحكام العرب في التعامل مع المعارضة كان السيف مقدما علي اية تفاهمات فقتل خلقا كثيرا في الثورات ضد حكمه .. ..
لم يكن الوازع الطائفي ابدا محركا لصلاح الدين في تقرير اعدائه فكما اوقع بالفاطميين فقد قتل الاديب والمحدث والفقيه السني عمارة اليمني وهو سني شافعي متشدد وصلبه علي باب بيته وذلك علي خلفية اتهامه هو وعبد الصمد الكاتب، والقاضي العويرس، وداعي الدعاة وأخرون بالعمل علي عودة الفاطميين بمعاونة الصليبين اثناء غياب صلاح الدين بالكرك ..صحيح ان عمارة كتب اشعارا في الحنين الي ايام الفاطميين الا ان هذا لا يمنع حقيقة انه قاوم كل محاولات الفاطميين لتشييعه وترك مذهبه السني وهو ما أكد عليه في كتابه النكت العصرية ..
كانت دولة صلاح الدين دولة عصرية مدنية وليست دينية ابدا فالقائم علي بيت المال كان الاسعد بن مماتي وهو من أسرة قبطية وحديث العهد بالاسلام كما كان طبيب قصره رئيس الطائفة اليهوديه موسي بن ميمون وهو من أهم اللاهوتيين اليهود في العصور الوسطى وهو الذي تظاهر بالاسلام هروبا من الموحدين في المغرب وحينما اتي مصر ارتد صراحة وعيانا بيانا عن الاسلام !! فما الذي دفع السلطان الذي استل سيفه علي معارضيه ببينة وبغير بينة الي غض الطرف و اسقاط حد الرده بحق طبيبه ام ان الامر لم يكن يعنيه لانه قائد سياسي برجماتي في الاساس ..المدهش ان صلاح الدين نفسه أمر بقتل ابو الفتوح يحي بن حبش السهروردي وهو من المتصوفه بشبهة الالحاد ولم يكلف خاطره محاكمته والاستماع اليه خشية ظلم بريء !!!
اللافت هومنح صلاح الدين اليهود بايعاز من طبيبه اليهودي حق التملك و والذي كان مسلوبا منهم بحكم العهدة العمرية وحق الاقامة ببيت المقدس وبناء مدارس وكنس لهم !!!سابقا بذلك بلفور صاحب الوعد الشهير في التاريخ العربي الاسرائيلي !!! كما ان عقيدة صلاح الدين لم تكن محل اتفاق بين معاصريه فمنهم من هو قائل انه كان علي الطريقة القادرية اي سني متصوف ومنهم من هو قائل انه كان اشعريا اي سنيا سلفيا ؟!!!وشتان بين الطريقين
ومن صلاح الدين السياسي والحاكم الي شخصية صلاح الدين القائد والفارس والذي استطاع انزال هزيمة كبيرة بالجيوش الصليبية في حطين حيث نجح في تعطيشهم وشطر جيوشهم الي قسمين ...الا ان صلاح الدين مني بهزيمة كبيره من ريتشارد قلب الاسد في ارسوف ..الا ان انقلابا علي ريتشارد من اخيه جون بانجلترا وفي الوقت ذاته تهديدا لاح في الافق من نور الدين محمود والذي يزعم بعض المؤرخين انه خشي من استقلال صلاح الدين بمصر فقرر غزوها مما جعل من مسألة التفاوض والصلح امرا لا مفر منه لكلا الطرفين ريتشارد وصلاح الدين....ووقع الطرفين صلح الرملة ..ومن هذا الصلح نكشف عن وجها اخر لصلاح الدين وهو صلاح الدين المسالم ...فالحاكم الذي طارد الشيعة في كل مكان ولم يرض بغير قتلهم كما قتل معارضيه بحجة الاتصال بالصليبين هو نفسه الذي سالم الصليبين وهو ذاته الذي دخل في علاقات ودية مع طائفة الحشاشين الباطنية وزعيمهم رشيد الدين سنان وهي طائفة من القتلة وقطاع الطرق والمجرمين ولهم علاقات وطيدة مع الصليبين والذين حاولوا اغتياله بينما كان يحاصر قلعة حلب وفشلوا كما استطاعوا التسلل الي معسكره اثناء حصار قلعة عزاز واستطاعوا اصابته لولا الخوذة الحديدية والدروع التي كان يرتديها صلاح الدين حالت دون اصابته بأصابات بالغة فحاول صلاح الدين الرد بحصارهم في قلعة مصياف دون جدوي لاستئصال شوكتهم فلجأ الي اتخاذ احتياطات امنية صارمة للحفاظ علي حياته منتهيا بمسالمتهم ..وفي مكيافيلية رائعة تضاف الي صلاح الدين رجل الدولة وتتناقض مع اخلاقيات الفارس المثالية استطاع استخدام الحشاشين في اغتيال كونراد مونفيرا ملك بيت المقدس حيث تخفوا في زي رهبان مسيحين وقتلوه !!!
نأتي الي مسألة اخيرة الا وهي فكرة الوحدة التي ما أن يأتي ذكرها الا وجاءت مقترنة بصلاح الدين ..والحقيقة انني بحثت في تاريخه عما يدعم هذه الفكرة دون أن اقف علي أثر لها فبوفاة نور الدين محمود تولي صلاح الدين الوصاية علي ابنه الصالح اسماعيل وأوجد لذلك مسوغا شرعيا بزواجه من عصمة الدين خاتون امرأة سيده السابق نور الدين وام خليفته ولم يكن للصالح اسماعيل ايه صلاحيات او سلطات في ظل الوجود الطاغي لصلاح الدين فأقام بحلب حتي توفي في ريعان شبابه رافضا ان يتناول الخمر كعلاج وصفه له اطباؤه وبوفاته احكم صلاح الدين قبضته علي الشام بشكل كامل ومطلق...مشهد لن تخطئه في مئات القصص التي يحفل بها التاريخ الاسلامي فهل هذا هو تعريف الوحدة ؟!!وحتي نبرهن انه لم يكن صلاح الدين يعرف فعلا معني الوحدة بالمعني الذي ينشده المعاصرون الان من محبيه فقد قسم مملكته وكأنه تركة بين ابنائه واشقائه قبل وفاته بشكل مستقل علي نحو ينذر بوقوع الشقاق والشرر بينهم وهو ما حدث بالفعل فيما بعد ...اننا لا نريد ان نحاكم او نقلل من صلاح الدين كشخصية تاريخية لعبت دورا هاما ومؤثرا في التاريخ الاسلامي ولكنها لعبت هذا الدور بمفاهيم عصرها ومعطيات هذه الحقب القديمة .ما نريده ان نتخلص من ربقة اسقاط الملامح الوهمية لهذه الشخصية وغيرها علي عصرنا الحديث وتمني ظهوره يوما وكأنه المستقبل المشرق الذي ينتظرنا ..اننا الامة الوحيدة في هذا العالم التي تلتمس الخلاص من اوزارها بتمني ظهور رجالات من تاريخها الماضي وهذا اصل الداء ...فلو عاد صلاح الدين فهذا هو صلاح الدين كما شاهده معاصروه فهل سنطالبه باحترام حقوق الانسان والاعتراف بالاخر وحقه في ان يكون له رأيا مغايرا وان يكون منتصرا لفكرة تداول السلطة ونستعين بتجربته في بناء وحدة اسلامية ؟!!!بالطبع لا فهو ابن عصره وزمنه وزماننا مختلف لا يصنعه شخصا من عصور غابرة انقضي وانقضت ملابسات عصره اختلفنا او اتفقنا حولها..ان ما يصنع واقعنا ومستقبلنا ان ننقلب علي فكرة الزعامة الواحدة والعقل الواحد والشخصية الواحدة المثالية التي لا يشوبها شائبة وان نبني واقعنا ومستقبلنا علي فكرة البناء الجماعي والفكر المشترك دون اقصاء.
----------
مراجع المقال:
1- البستان الجامع لجميع تواريخ اهل الزمان – العماد الاصفهانى – المتوفي 597 هـ
2- الفتح القسى فى الفتح القدسى – العماد الاصفهانى
3- الكامل فى التاريخ – ابن الاثير – المتوفي 630 هـ
4- النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية – ابن شداد – المتوفي 632 هـ
5- البداية والنهاية – ابن كثير – المتوفي 774 هـ
6- السلوك لمعرفة دول الملوك – المقريزى – المتوفي 845 هـ
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: