البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العيد:رمزُ القوةِ والاستعلاء ‏

كاتب المقال أحمد بن عبد المحسن العسَّاف – الرياض    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 10208


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


العيدُ مظهرٌ خاصٌ لكلِّ أمة؛ فكما تختلفُ الأممُ في مللِها وعاداتِها تختلفُ تبعاً لذلك في أعيادِها ومواسمِ الفرحِ والزينةِ وأيامِ البهجةِ والأُنسِ بما يحققُ الاستقلاليةَ للشعوبِ حتى لوْ كانتْ واقعةً تحتَ نيرِ الاحتلالِ كما نراه في أقطارِنا المسلمةِ المبتلاةِ بالعدوانِ الصليبي. والعيدُ أيامٌ تعودُ في ذاتِ الزمانِ منْ كلِّ عامٍ وسنة ؛ وهي في ديننا مقصورةٌ على الفطرِ والأضحى كعيدينِ سنويينِ وعلى الجمعةِ عيدنا الأسبوعي العظيم.

ومن لوازمِ العيدِ ومقتضياته الفرحُ والاجتماعُ والزينةُ والتلذذُ بالمطاعمِ والمشاربِ والتوسعةُ على الأهلِ والجيرانِ والشعوب والانسلاخُ من الثاراتِ والإحن ، ومنْ سماتِ العيدِ سموُ النفوسِ وتكاتفُ المحسنين على إخفاءِ معالمِ الفقرِ والبؤسِ في هذه الأيامِ السعيدةِ بإغناءِ المحتاجين وإزالةِ عوزهم حتى لا يتخلفوا عنْ جماعةِ النَّاسِ ولا تفوتُهم مباهجُ العيدِ ومسراتُه في صورةٍ مثاليةٍ منْ المسؤوليةِ الاجتماعية.
وتتميزُ الأعيادُ الإسلاميةُ عنْ أعيادِ الأممِ الأخرى وعنْ الأعيادِ البدعيةِ بمزايا عدَّة منها:
* أنَّها ربَّانيةٌ أمرَ اللهُ – سبحانه - بها وبلَّغَها الرسولُ - صلى الله عليه وسلم – قولاً وفعلاً وإقراراً لأمته.
*أنَّها تجيءُ بعدَ موسمينِ عظيمين وبعدَ أداءِ ركنين منْ أركانِ الإسلام.
*أنَّ إطعامَ الفقراءِ وإغنائهم في هذين اليومين واجبٌ أوْ فضيلةٌ تتضاعفُ بشرفِ الزمان.
*ليسَ في أعيادِنا استباحةٌ للمحرمات؛ فلنا أنْ نفرحَ ونلهو بكلِّ حلالٍ لا حرجَ فيه على الدِّينِ أوْ المروءة.
*أنَّهما يجيئانِ في جميعِ فصولِ السنةِ كمزيةٍ للتقويمِ الهجري خلافاً لأعيادٍ محبوسةٍ على فصولٍ لا تبرحها.
*أنَّها فرصةٌ لاجتماعِ الأمةِ على مستوياتٍ مختلفةٍ في الصلواتِ واللقاءاتِ العائليةِ والإقليميةِ أوْ على الصعيدِ الطاهرِ في الموسمِ الميمون.
*أنَّها خُصتْ بأسماءٍ شرعيةٍ مثل: "الفطر" وَ "الأضحى" وَ "يوم الجوائز" وَ "يوم الحج الأكبر".
*أنَّ العيدَ عبادةٌ وتعبيرٌ عنْ السعادةِ بتمامِ الطاعةِ وسؤالِ القبولِ منَ الربِّ الكريم.
*أعيادُنا شُرعتْ لذكرِ الله وشكرِه وتكبيرِه وحمدِه ؛ فهي أنسٌ بالله وفرحٌ بدينه مع ما فيها من جوانبَ دنيوية.
*الفضائلُ الكثيرةُ ليومِ الجمعة؛ ويكفي أنَّ اللهَ – سبحانه- أضلَّ عنه أهلَ الكتابِ وهدانا له وجعلَهم لنا تبعاً.

ومعَ هذهِ المزايا لأعيادِنا وغيرها إلاَّ أنَّنا نلاحظُ أنَّ عيدَ الأمةِ المحمديةِ ليسَ لهُ من الحضورِ العالمي ما لأعيادِ النصارى التي يتسامعُ بها النَّاسُ شرقاً وغرباً؛ وتتعطلُ لأجلها المصالحُ والأعمالُ ويحتفلُ بها أهلُها بعزةٍ وغيرُهم بذلةٍ وضَعَة! ومنْ ذلكَ جعلُ الجمعةِ سابعَ أيامِ الأسبوعِ وهو أولهُا بنصِّ الحديثِ الصحيحِ عن نبينا -عليه الصلاة والسلام-. وقدْ يهونُ علينا خطبُ الإهمالِ منْ قِبَلِ الأممِ الأخرى بيدَ أنَّنا نقفُ كثيراً عندَ انصرافِ عددٍ منْ البلدانِ والمجتمعاتِ الإسلاميةِ عنْ أعيادِنا التي تُمثِّلُ خصيصةً سياديةً للبلدِ وأهله.

ومنْ مفرداتِ هذا الانصرافِ الذهولُ عنْ فضائلِ يومِ الجمعةِ وصرفِ خيريتهِ تجاهَ السهرِ قبلَه وداخلَ الفُرشِ الوثيرةِ خلاله؛ وكذلك ضمورُ الفرحِ الشرعيِّ بالأعيادِ خلافاً لما يحدثُ أيامَ ميلادِ المسيحِ -عليه السلام- ورأسِ السنةِ الميلاديةِ في كثيرٍ منْ بلدانِ المسلمين المأمورينَ باجتنابِ شهودِ الزور. ومنْ المؤسفِ أنْ يُعظِّمَ اليهودُ يومَ سبتِهم متجاهلينَ المصالح الدولية ولا نفعلُ شيئاً معقولاً منْ ذلكَ تجاهَ أعظمِ أيامِ الأسبوعِ حتى ولوْ كانتْ مصالحُ الآخرين تحتَ سيطرتِنا ليستمرَ العالم في غفلتهِ عن أعيادِنا.

ومعَ تجدُّدِ هذه المناسبة نتمنَّى أنْ تكونَ برامجُ العيدِ العامةِ متوافقةً معَ الشرعِ الحكيمِ الذي سنَّها ابتداءً ، وملتزمةً بالأنظمةِ المُعلنةِ التي لا تناقضُ أحكامَ الله ، ومراعيةً لمصالحِ المجتمعِ وأعرافهِ المقبولة ، حتى يفرحَ الجميعُ بيومهم المباركِ بلا تنغيصٍ منْ منكراتٍ أوْ سوءِ تنظيم ؛ وحتى تظلَّ عواصمُ المسلمين ومدنُهم محافظةً على هويتِها في كلِّ مناسبةٍ وتخالفَ ما يدعو له شياطينُ الأنسِ تحتَ غطاءِ البسمةِ والفرح ؛ إذْ البسمةُ يمكنُ تحقيقُها بلا آثامٍ والفرحُ عبادةٌ ومنْ الخزي جعلُه معصية.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-10-2007  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أزياء بنات الجامعة!
  الأعمال الكاملة لشيخ الزَّيتونة والأزهر
  رسائل من غبار السِّنين
  التَّوانسة: شعب أراد الحياة!
  العيد: لُّحمةٌ ورحمة
  ليبيا.. وأربعونَ عاماً منْ الأغلال
  جوائزٌ للإنصافِ الغربي
  الخطباءُ وأفكارُ المنبر
  ابنُ جبرين..والدِّيارُ التي خلتْ!
  الطِّفلُ الملِكيُ والقُنصلُ الفرنسي!
  المهنيةُ إذْ تشتكي...
  مجتمعُنا والثقافاتُ النَّادرة
  الأيامُ العالميةُ: احتفالٌ أمْ إهمال؟
  ابحثْ عنْ الطفلِ الذي يحكُم!
  غزَّةُ هاشم: وخزَةُ الماردِ النائم
  عِبَرٌ منْ غزَّةَ بلا عبَرات
  غزَّة: القطاعُ الكاشف
  العيدُ: اجتماعٌ وفرحة
  العيد: يومُ الزِّينةِ والبسمة
  رمضان: الضيفُ المُعَلِّم
  رمضان: بوابةُ التحسينِ والتغيير
  رمضان:موسمُ العزَّةِ وشهرُ التربية
  وماذا بعدَ البيانِ والبُهتانِ حولَ المسعى؟
  الملتقياتُ العائليةُ: المجتمعُ الجديد
  المرأةُ على خطِّ المواجهة!
  كيفَ يبني المربي ثقافتَه ؟
  المهندسون: عقولٌ وآمال‏
  حَيَّ على الزواج
  المبادئُ الثابتةُ أمْ الرموزُ القابلةُ للتحول ؟‏
  أبناءُ الأكابرِ والمسؤولية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محرر "بوابتي"، سعود السبعاني، محمد شمام ، د- محمود علي عريقات، د. أحمد محمد سليمان، نادية سعد، عزيز العرباوي، د. أحمد بشير، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، أحمد ملحم، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، د. طارق عبد الحليم، صلاح المختار، محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، أحمد الحباسي، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، سامح لطف الله، أنس الشابي، د - شاكر الحوكي ، تونسي، د - الضاوي خوالدية، محمد أحمد عزوز، عراق المطيري، مجدى داود، د - عادل رضا، فهمي شراب، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، سيد السباعي، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طلال قسومي، د- جابر قميحة، محمد الياسين، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي الزغل، عبد الغني مزوز، عواطف منصور، يحيي البوليني، أحمد النعيمي، حسن عثمان، علي الكاش، صفاء العربي، حسن الطرابلسي، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، مصطفي زهران، ماهر عدنان قنديل، د. خالد الطراولي ، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، حسني إبراهيم عبد العظيم، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، علي عبد العال، سلام الشماع، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، عمر غازي، عمار غيلوفي، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، محمد العيادي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، سلوى المغربي، رافع القارصي، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، د- محمد رحال، العادل السمعلي، أ.د. مصطفى رجب، حاتم الصولي، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم السليتي، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، رضا الدبّابي، إياد محمود حسين ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة