البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بيان في خصوص مسألة قانون تحصين الثورة

كاتب المقال فتــحي الزغــــــل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 11218


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على إثر موجة النّقاشات التي تتداولها وسائل الإعلام البنفسجية هذه الأيّام في خصوص عدم منع المنتسبين لحزب التّجمّع المنحلّ من ممارسة العمل السياسي، و ادعائها بأنّ قرارا كهذا يُعتبر إقصاءًا لهذه الشّريحة من الشّعب...و على إثر ما لاحظتُه من حملة مُمنهَجَة يقوم بها أزلام هذا الحزب في الإعلام وغيره... و الضّغوطات التي بدأوا يُسلّطونها على نُوّابنا في المجلس التأسيسي في اتجاه عدم إقرار قانون كهذا، و ما وصل إليه بعضهم من تهديد غير مباشر يقايِض به عودة الهدوء للبلاد مقابل عدم إقصائهم، ممّا يقطع الشّكّ من أنّهم الذين وراء سلسلة الفوضى التي أصبحنا نلحظها بشكل يكاد يكون دوريًّا... أسَجّل النقاط التالية:

1- أنّ الشّعب التونسي قد نادى في ثورته من جملة ما نادى به، خلع التّجمّع، و خلع أزلامــه في الإدارة و في المجتمع من البلاد، و ليس خلع رأس النظام فقط. لأنّ كلّ ذلك النّسيـــج الوصوليّ بطبعه و المُتواطئ مع الظلم، إنّما كان الأداة الطبيعـيّة التي استعملها الديكتاتور في الظلـم و القهر و الاستبداد في كلّ الجـــهات. و هم الذيـن كانوا يُصفّقون له و يُساعدونه على ممارساته و يُباركونها. و هم الذين "قوّدوا" بالشرفاء، و حرصوا على إقصاء غيرهم من السّاحة السياسيّة بزجّهم في السّجون و في المنافي و في العزلة الاجتماعيّة.

2- أنّ "التّجمّعيّين" و"الدّساترة" كما يُسمّي البعضُ منهم نفسه، قد حكموا البلاد ستّـين سنةً و لم يُفرزوا غير الاستبـــــــــداد و السّجون و المنافي و محاكم أمن الدولة، و السّرقات المهولة لمقدّرات الشّعب و لثرواته. و هم بذلك مسؤولون مسؤوليّةً سياسيّةً وقانونيّةً يجب أن يُحاكَموا عليها جزائيّا مثل محاكمتهم على فسادهم الماليّ. و أنّ ظهور فقاعاتهم هذه الأيّام راجعٌ لأنّ السّلطة القائمة بعد الثّـورة لم تتفطّن لخدعة الوقـت و الزّمن التي امتطوها بمكرٍ معهودٍ عليهم، ليخرجوا علينا اليوم بهذه الوقاحة، بعد أن لزموا جُحورَهم إبّان الثّورة خوفا من المقصلة. بل بقيت تُجاريهم في موضوع عدم المحاسبة على الخطأ السّياسي لعدم توفّر الوثائق التي تُدينُ تلك الأفعال، و قد ناديتُ في مناسباتٍ عِدّة أنّ ما كان يُسمّى بشريط الأنباء أيّام الديكتاتوريّة فيه من قرائن الإدانة ما يكفي لمحاسبتهم قضائيّا.

3- أنّ تجارب كلّ الدّول التي قامت بها ثورات شعبيّة تُـثبت أن إقصاء من كان يحكم قبل قيام الثّورة من الحياة السياسيّة، هو الضامن الوحيد لعدم عودتهم بعد سنواتٍ يمكن أن تكون قصيرة. و ما حكاية تخويف هؤلاء للشّعب التونسي بمثال العراق من أنّه تحوّل إلى فوضى بسبب قانون اجتثاث حزب البعث إلا مُغالطة كبيرة لأنّي أجزمُ أنّ فوضى العراق تلك مَردُّها تركيبتُه الطائفيّة، و قانونُـه الأساسي الذي أتى به "بول برايمر" فوق الدّبّابة الأمريكيّة و يُسمّى إلى اليوم باسمه، و الذي أحدث ما يُسمّى في ذلك الوقت بمجلس الحكم القائم أساسا على مُحاصصة سياسيّة طائفيّة ضيزى.

4- أنّي أدعو وأصرّ على الدّعوة لأن يقع إبعاد كلّ تجمّعي سابق تولّى مسؤوليّة ضمن حزب التّجمع المنحلّ من قواعده إلى ديوانه السّياسيّ، من كلّ عمل سياسيّ لكامل حياته. و عدم الدّخول في مهاترات تحديد عدد سنوات الإبعاد، الّتي نجــــــــحوا - بمعيّة الإعلام المتواطئ معهم - في تحويل الموضوع من أصله إليها.

5- كما أدعو إلى منع كل "مُخبرٍ" و "قوّاد" تواطأ مع هؤلاء المسؤولين في ذلك الحزب المنحلّ في اتجاه إلحاق أيّ ضررٍ بأيّ مواطن، و لو لم يكن ذلك المخبرُ من منتسبي هذا الحزب، من حقّ الانتــــــــخاب. و عليه فإنّ فتح تحقيقات عدليّة في هذا الصّدد واجب ثوريّ وطنيّ لم تُعِرهُ أيّ جهة الأهميّة التي يستحقّ سواء من السّلطة القضائيّة أو السّلطة السياسيّة التنفيذيّة. و سنناضل من أجل تحقيقه.

6- أدعو أعضاء المجلس التأسيسي إلى الوعي بمسؤوليّتهم التّاريخية أمام الشّعب و أمام الله بأن لا يَدَعُوا إمكانيّةً لعودة هؤلاء إلى السّاحة السّياسيّة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، قانون تحصين الثورة، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-06-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد يحي، وائل بنجدو، عبد الله زيدان، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، مراد قميزة، علي الكاش، حسن الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، المولدي الفرجاني، تونسي، د - الضاوي خوالدية، خالد الجاف ، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، حاتم الصولي، علي عبد العال، د - عادل رضا، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، فتحـي قاره بيبـان، رافع القارصي، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، العادل السمعلي، سفيان عبد الكافي، صالح النعامي ، نادية سعد، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد شمام ، د- محمود علي عريقات، رافد العزاوي، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، طلال قسومي، د- جابر قميحة، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، سلام الشماع، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، أبو سمية، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، عراق المطيري، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، محمد الطرابلسي، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، أنس الشابي، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، محرر "بوابتي"، د. أحمد بشير، محمود فاروق سيد شعبان، عمار غيلوفي، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الياسين، عمر غازي، يحيي البوليني، محمد العيادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحي الزغل، أحمد الحباسي، عبد الرزاق قيراط ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، جاسم الرصيف، إيمى الأشقر، كريم السليتي، سعود السبعاني، كريم فارق، د- محمد رحال، الناصر الرقيق، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، أ.د. مصطفى رجب، أحمد ملحم، صفاء العربي، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مجدى داود، عزيز العرباوي، فهمي شراب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة