البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اللهم لا أسألك رد القضاء، ولكني أسألك اللطف فيه

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5661


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ كنا أولاد يافعين، نسمع من آبائنا وكبارنا، أن الإنسان يموت عندما تسقط ورقته من شجرة الحياة، ولا مجال لتبديل هذا القضاء. ولكننا علمنا أن الأجل يأتي بطرق مختلفة، ولله في خلقه شؤون وحكم والعبر أيضاً. فهناك من يغادر الحياة بلمح البصر دون أن يشكو من علة أو مرض، وآخر يتقلب على سرير المرض شهور، وربما سنتين، وهنا بيت القصيد.

قبل شهور كتبنا أن الحكم العائلي السوري يعاند قضاؤه، والله يريد أن يطيل في عمر النظام لأمد وغاية لا يعلمه إلا هو سبحانه، ومن المؤكد أن في ذلك عبرة لبني البشر، للحاكم الجائر والمحكومين المسحوقين. فطول الاحتضار مؤلم، ولكنه ينطوي حتماً على العبرة، ومن ذلك أن يدرك الحكام الظالمين في كل آن وأوان، أن نهايتهم تحل حتى وإن فعلوا المستحيل ليحولوا دونه فالموت آت وإن كنتم في بروج مشيدة، وكل من يعلم بدخائل الشؤون السورية، أدرك أن الثورة بمجرد انقضاء أسبوع واحد عليها، أنها ستتواصل حتى تتطيح بمن وصل لحكم تسلطوا عليه في مسيرة هيمنت عليها أجواء الدسائس والتآمر والغدر والاغتيال، واكتملت حلقات فصول الاستيلاء خلال عقود أربعة ونيف، خيل لهم بعدها أنهم تمكنوا من البشر عندما تمكنوا من تركيب جيش البلاد بما يفيد غايات السلطة والعائلة، وأحكموا حلقات الأمن والمخابرات وكل صنوف التجسس والتصنت على الشعب، حتى غدت آله القمع لا يماثلها جهاز قمعي في العالم، بل وصدروا ونشروا أنشطتهم خارج البلاد إلى ما يجاورها.

اليوم: كل ذلك قد أنتهي وحلت النهاية، القاصي والداني بات مقتنعاً بذلك إلا قادة العصابة المافيوية التي تسمي نفسها زوراً دولة ونظام. تريد أن تواصل الكابوس المرعب، وزعماء العصابة يبحثون عبثاً عن بصيص أمل، ينقذ الزورق المحطم ويفلت من نهايته المحتومة، كل الخدع والأضاليل انكشفت، فلا لافتات الممانعة المزيفة، ولا الشعارات القومية، اليوم سيقفون أمام شعبهم للحساب بعد سنوات طويلة من العبث المجنون، واحتقار الشعب.

العصابة كانت قد استعدت لهذا اليوم، فوفرت مصالح من ضاقت به الحيل، موسكو التي تبحث عن موطئ قدم، فمنحها قواعد بحرية وجوية كانت تحلم بها لقرون طويلة منذ عصور القياصرة، وطهران اللاهثة الباحثة عن موضع مسمار صدئ تبث من خلاله سمومها ومؤامراتها، ونظام الأسد العائلي لا علاقة له بالدين إلا بمقدار ما يمنحه هذا شيئ من الأمان، وحليف يستقوي به يوم الملمات والشدائد، وطهران بدورها فهمت الأمر كذلك، فغدت دمشق ورقة في يد مفاوضي النظام الأكريليكي الطائفي، نعم ورقة مصالح يعبر عنها بصراحة لا لبس فيها. وفي الداخل، فتش النظام عن حليف الشيطان فلم يجد سوى حزباً معادياً للعروبة بل أشتهر بهذا التاريخ الأسود الحافل بالاغتيالات والتآمر، فتطابقت المصالح، وحفنة من شخصيات رهنت حركاتها فأرتهنت كصدى للعصابة الحاكمة، وانظمت إلى معاداة الشعب، بل بعضهم لعب دور الشبيح فأسقط نفسه وتاريخه.

معسكر الشعب يكبر، خندق العصابة يضيق، وتقل فرصه، ونهايته تلوح، وعصابة الحكم تفقد احترام حتى أصدقائها وحلفاؤها. الحكم العائلي تحول إلى مشكلة، وهو لا يعيش أياماً أو ساعات إضافية إلا لأن رحيله يقلق الجهات المعادية للأمة من الصهاينة، ومن معهم ومن خلفهم، وكيانهم المهتز الذي تعصف بجنباته الرياح، فعواصف الثورات العربية لا حدود لها، وستبلغ كل بؤرة من بؤر الظلم والعسف، وتقتلع كل الطواغيت، وهو أمر بدأ يثير القلق والتخبط في الدوائر الغربية بوضوح كاف، وما يدور هو خارج التخطيط للمرة الأولى في تاريخ الشرق بل في تاريخ العرب الحديث.

ولكن عقارب ساعة التاريخ لن تعود إلى الوراء، ليس بوسع أحد أن يقاوم قدره ومصيره، ومن يعتقد بذلك إنما يطيل في عذابه لنفسه، ويحرم نفسه حتى من نهاية كريمة أو شبه كريمة، لن تعلو إرادة على إرادة الشعب الزاحف صوب النور والحرية، ولن يستطيع أكبر دجال أن يفلسف للقمع والطغيان، ولو تعلق بأهداب السماء...... هذه مرحلة انتهت، والنظام وأعوانه في الداخل والخارج نسوا أو تناسوا حكمة تاريخية بليغة:

إذا حلت المقادير بطلت التدابير.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الثورة السورية، المعارضة السورية، بشار الأسد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-12-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، د - المنجي الكعبي، د - صالح المازقي، حسن عثمان، فتحي العابد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح الحريري، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، د - محمد بنيعيش، أحمد الحباسي، محمد عمر غرس الله، سيد السباعي، مجدى داود، د - مصطفى فهمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- جابر قميحة، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، الهيثم زعفان، حاتم الصولي، محمد الطرابلسي، مصطفي زهران، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، بيلسان قيصر، جاسم الرصيف، د. أحمد بشير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، أحمد ملحم، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، رضا الدبّابي، سليمان أحمد أبو ستة، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، عواطف منصور، محمد الياسين، د- محمد رحال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، محمد علي العقربي، د- محمود علي عريقات، العادل السمعلي، صلاح المختار، محمود طرشوبي، د - عادل رضا، د- هاني ابوالفتوح، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، د.محمد فتحي عبد العال، علي الكاش، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، حميدة الطيلوش، د. عادل محمد عايش الأسطل، المولدي الفرجاني، د. صلاح عودة الله ، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، طلال قسومي، ماهر عدنان قنديل، إسراء أبو رمان، أحمد بوادي، محمد العيادي، سامح لطف الله، فهمي شراب، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، صفاء العراقي، طارق خفاجي، د. أحمد محمد سليمان، تونسي، خبَّاب بن مروان الحمد، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله الفقير، الهادي المثلوثي، عبد العزيز كحيل، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم فارق، منجي باكير، عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، علي عبد العال، مصطفى منيغ، صفاء العربي، سلام الشماع، محمد يحي، عبد الله زيدان، مراد قميزة، عبد الرزاق قيراط ، رافع القارصي، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، رشيد السيد أحمد، محمد شمام ، عراق المطيري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. خالد الطراولي ، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، عمر غازي، المولدي اليوسفي، إياد محمود حسين ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز