فتحي الزغل - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4686
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قبل انتخابات المجلس الوطني التّأسيسي الأخيرة، و عندما عُرف عنّي نيّة الترشّح على رأس قائمة مستقلّة، تهافت عليَّ العديد من الذين قدّموا أنفسهم ليكونوا معي في القائمة... وإلى حدّ الآن فالخبر عاديّ جدّا. لكن ... إذا قلت لكم أنّ كثيرا من هؤلاء، كان من المنتسبين للتّجمع المنـــــــحلّ، أو من عُرف عنه اللّـــــحس و التزلّف لأسياده في الإدارات كما في الحزب...و أنّهم أجمعوا على البحث منذ قيام الثّورة على طريقةٍ للرّجوع إلى المناصب مهما كانت درجتها. كما أنّهم اشتركوا في سلوك واحد، هو تلميع كلّ منهم نفسه مقارنة بغيره و شهادته على نفسه بأنّــــه من بنى محراب الاستـــقامة، و أنــــّه كان من المعارضين التّجمعيين – و هذه لم أفهمها- و أنّ الثّورة لم يكن لها أن تندلع و تنجح، لو لم يبدأها هو عندما كان مسؤولا في حيّه أو في قريته أو في مدينته... بل أنّ بعضهم ذكر أنّه هو خطّط للثّورة و أنجزها و أطاح بالنّظام. و لا ينتظر رغم ذلك على ما قام به جزاءا و لا شكورا، فما قام به صدقة على الشّعب يرجوها جارية ما اختلف اللّيل و النهار.
كما اشتركوا كلّهم في تعديد مناقب التّجمّعيين في الإدارة وعلمهم بصنوفها و خباياها. و أكّدوا على أنّ البلاد ستهوى إذا ما تمّ إقصاؤهم، فهم وحدهم الذين خبروها و مارسوها دون غيرهم، و مصالح النّاس ستتعطّل لا محالة إذا ما انتقلت مقاليد الإدارة إلى سواهم.
لكن الذي أثار دهشتي، هو أنّ كلّ منهم قدح في من كان مثله و لأمس قريب زميلا له في الحزب أو في النّشاط الاستخباري، و أنّ كلاّ منهم نعت بأبشع النعوت من كان يُسمّيه بالأمس أخًا، و كال له تهما عديدة مع استعداد صريح بالشهادة ضدّه ليكشفه و ليفضحه أمامي و أمام أيّ ملأٍ أختارُه.
لكنّك قد تسأل عن سبب كتابة هذه الأسطر اليوم؟ و عن علاقة هذه الوقائع بما نعيشه هذه الأيّام؟ وجوابي هو أن كلّ فكرة وردت تسألني عن موضعها، إنّما هي إهداء إلى... جامعِ هؤلاء بنداءٍ لا ينفع.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: