المؤتمر الدولي الثالث في التفسير الأدبي للقرآن الكريم:
قضايا البلاغة والإعجاز البياني في كليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي
عزيز العرباوي - المغرب
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5676
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
القرآن الكريم هو الترجمة الأزلية لكل الكائنات، والترجمان الأبدي لألسنتها التاليات لآيات التكوينية، ومفسر كتاب العالم،... وكذا هو كشافٌ لمخفيات كنوز الأسماء المستترة في صحائف السماوات والأرض، وكذا هو القول الشارح والتفسير الواضح والبرهان القاطع والترجمان الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه... وكذا هو مربٍ للعالم الإنساني، وكالماء وكالضياء للإنسانية الكبرى التي هي الإسلامية... وكذا هو الحكمة الحقيقية لنوع البشر، وهو المرشد المهدي إلى ما خلق البشر له...
في هذا الإطار أقيم "المؤتمر الدولي الثالث في التفسير الأدبي للقرآن الكريم" تحت شعار: "قضايا البلاغة والإعجاز البياني في كليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي" برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجدية يومي 8 و 9 ماي 2012، بتنظيم كل من الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى في مجلسها المحلي بالجديدة، ومختبر الحضارة: تواصل وتنمية، ومؤسسة إستانبول للثقافة والعلوم .
في الورقة التقديمية للمؤتمر برئاسة الأستاذ "حسن مسكين"، أستاذ بكلية الآداب بالجديدة، قدم الأستاذ "عبدالهادي دحاني" وهو بدوره أستاذ بالكلية ذاتها، ورقة تقديمية في الموضوع بعنوان "التفسير الأدبي في رسائل النور: مقوماته وخصائصه"، تطرق فيها إلى شخصية سعيد النورسي وعلاقته بكليات رسائل النور، وسبيله إلى نشر هذه الرسائل وترجمتها إلى اللغة العربية على يد الأستاذ "إحسان قاسم الصالحي". كما تطرق الأستاذ دحاني أيضاً إلى التفسير الأدبي في هذه الرسائل من خلال تعريفه وأدواته المختلفة المتمثلة في البلاغة، والفصاحة كوسيلة لتلقي القرآن، معرجاً على مظاهر التفسير الأدبي المتمثلة في صيانة الإيمان من العبث والضياع، وخدمة القرآن، وعلى خصائصه الأسلوبية ومنهج تدبير القرآن وأسلوب التمثيل في الرسائل، وكذلك أسلوب التعليم والإفهام .
أما الأستاذ "إحسان قاسم الصالحي" وهو أستاذ باحث وأكاديمي في مؤسسة إستانبول للعلوم والثقافة فقد تطرق في كلمته المعنونة "النورسي مفسر العصر: قراءة كتاب الكون"، إلى طبيعة العصر الحديث ومميزاته، كما بين أستاذية القرآن الكريم عند النورسي، من خلال لغة رسائل النور ومنهجها الجديد لإعجاز القرآن، ومفتاح منهج النور، موضحاً أن القرآن عند النورسي هو قراءة لكتاب الكون من خلال الإعجاز القرآني وعلاقته بالإعجاز الكوني، وجمعه بين القراءتين: قراءة كتاب الله المتلو، وقراءة كتاب الله المنظور .
وتطرق الأستاذ "حميد سمير" وهو أستاذ التعليم العالي بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية في مداخلته "المعاني والمباني في النظم القرآني، دراسة في إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز لبديع الزمان النورسي"، إلى موضوع النص ومشكل المعنى كقضية مثيرة للجدل والاختلاف عند تحليل الخطاب، كما تحدث عن مفهوم النظم السياقي عند النورسي من خلال تفسيره وقراءته العلمية لسورة الفاتحة وثلاث وثلاثين آية من سورة البقرة. بينما تحدث الأستاذ "سعيد الغزاوي" وهو أستاذ بكلية ابن مسيك بالدار البيضاء في مداخلته "من أسرار النظم في سورة الفاتحة: مقارنة بين رؤية البرزخ عند ابن عجيبة ورؤية المعراج عند النورسي"، عن نظرية النظم عند كل من النورسي وابن عجيبة، وخاصة نظرية النظم عند الجرجاني، كما تطرق إلى بعض دواعي المقارنة بين هذين الرجلين وبعض مظاهر التشابه بينهما أيضاً مثل: الأوضاع السياسية والزهد في السياسة، محاسبة النفس والجسد، الانتساب الصوفي، وتطرق أيضاً إلى البرزخ الصوفي عند ابن عجيبة والمعراج القرآني عند النورسي واضعاً مقارنة بينهما .
بينما تطرق الستاذ "خليل جيجك" عميد كلية الإلهيات بجامعة أنقرة، في مداخلته "قراءة بلاغية للنورسي في إعجاز القرآن من الجزء إلى الكل ومن التنظير إلى التطبيق"، إلى الكيان البلاغي الذي أتى به النورسي والذي لم يعهده الأوائل ولم يعلمه الأواخر، والذي يندهش من روعته وتعمقه وإحاطته ودقته وجزالته وبراعته كل من أرباب البصر والبصيرة وأصحاب الحكمة والحنكة في العلم والمعرفة، فالنورسي يعتني بالجانب التطبيقي لعلمي البلاغة والبيان، وبالجانب البلاغي للقرآن الكريم وتبيان جوانب إعجازه. وتحدث الأستاذ "خليفة بوجادي" وهو أستاذ مشارك بجامعة اسطيف بالجزائر في مداخلته "التفسير البياني بين الدرسين البلاغي واللساني في إشارات الإعجاز للنورسي"، عن القيمة البلاغية لإشارات الإعجاز والخصوصيات العلمية والأسلوبية للنورسي، وكذلك عن القيمة اللسانية لهذه الإشارات .
ويرى الأستاذ "عاشور مزيليخ" أستاذ محاضر بجامعة الجزائر في مداخلته "مفهوم القراءة والتواصل الأدبي عند بديع الزمان النورسي"، أن النورسي حرص على مراعاة أحوال من نزل فيهم الخطاب، أدت إلى الاختلاف في التأويل خصوصاً ما تعلق بالبناء الدلالي بين الألفاظ التي تحمل معنى أولاً ومعنىً ثانياً، إضافة إلى دراسة رسائل النور في التلقي ومفهومه للتواصل الأدبي في ضوء دراسته للنظم في القرآن الكريم. وبدوره يرى الأستاذ "عزيز محمد عدمان" وهو أستاذ محاضر في جامعة الجزائر في مداخلته "مفهوم البلاغة عند النورسي: قراءة في المصطلح وأبعاده القرآنية"، أن النورسي قد سلك مسلك الاسترسال والتكرار دون التقيد بأصول التصنيف المعرفي لاعتبارات تاريخية وسياسية ومراعاة غايات التدريس ومقاصدها المعرفية والتربوية وصفاء ذهن المتلقي .
وتطرق الأستاذ "عثمان محمد غريب" وهو أستاذ بجامعة الموصل بالعراق في مداخلته "آية التحدي في سورة البقرة من منظور النورسي"، إلى أن النورسي كان يفكر ملياً كيف يبني أمته من جديد بعدما خُرِب عامرها وكيف يعيد إليهم رشدهم. وقد عمل النورسي على تفسير آيات التحدي والبحث عن أسرار القرآن الكريم. وتحدث الأستاذ "محمد خروبات" أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بمراكش في مداخلته "المعايير الأخلاقية في أسلوب رسائل النور"، عن تفرد هذه الرسائل عن مجمل الكتابات في القيم والأخلاق بالجدية والرصانة مع الدقة والغيرة والأصالة، وهذا راجع إلى معايير علمية واقعية وشرعية. وبدوره أشار الأستاذ "خلاف الغالبي" أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بوجدة في مداخلته "العلم بين القرآن والإنسان عند بديع الزمان النورسي"، إلى أن رسائل النور قد تحدثت عن العديد من فقراتها عن ماهية العلم مبرزة شرفه وعلو قدره وسموه، وجعلت من العلم سر تفوق الإنسان حتى على الملائكة التي تسبح بحمد الله وتقدس له. وبدوره تحدث الأستاذ "أبوبكر العزاوي" أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب ببني ملال في مداخلته "أسلوب الحوار والإقناع، نماذج من رسائل النور"، عن أهمية الحوار والتفاعل مع الغير وعلاقة الحوار الحجاجي والإقناعي وصلتهما بالاختلاف والوحدة والاتفاق من خلال رسائل النور، وعن موقف النورسي من الخلاف والاختلاف وعن علاقتنا بالغرب وغير المسلمين ...
يذكر أن الملتقى قد عرف حضوراً متميزاً من الأساتذة الباحثين والمتتبعين ومن الطلبة المهتمين ...
-----------
تم الاختصار الطفيف للعنوان الأصلي لطوله، وذلك من دون الاخلال من معناه
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: