البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المسرح والدعوة إلى التجديد(5)

كاتب المقال عزيز العرباوي - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5380


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


التأليف المسرحي
الكتابة تهدف إلى تحقيق هدف ما وتحاول الرجوع إليه. أي منه وإليه. ويقال: من ألف فقد استهدف. فهي عمل يسعى إلى تجاوز كل الأفكار الجاهزة والتميز عليها. كما أنه عمل ينتصر على الكاتب وصاحب الفكرة المكتوبة من حيث الأسلوب والموضوع والشكل. إذن، فالكتابة إبداع يفوق الذات الكاتبة ويفوق الفكرة الجاهزة والمسلمات عند أغلب الناس .

والكتابة هي أكبر من الكل. وبذلك يصبح الكاتب والمؤلف مجرد نموذج ثقافي يبحث عن قراء يتصفون بصفات متنوعة يتعاطون مع إبداعه وكتاباته بأساليب شتى في عملية القراءة. ولذلك لا يمكن للمؤلف أو الكاتب أنيسقط في فخ المباشرة والسطحية أمام قرائه ومتتبعيه .

إن الكتابة عمل انتقائي يأخذ من الذاكرة المختزنة للفكر والموقف. ولذلك فكل كتابة تنحو نحو التسطيح والرداءة في ممارستها تصبح كتابة مبتذلة. والمسرح كذلك تأليفا وتمثيلا لا يمكنه أن يبحث عن التسطيح والابتذال لكي يجذب الجمهور والمتتبعين، وإلا فهو مجرد فعل فني وثقافي لا قيمة له إذا ما خرج عن هذه الأمور وذهب إلى البحث عن المادي والسطحي لكي يستمر ويعيش في مجتمع أمي يلتقط السلبي أكثر من الإيجابي ويتشبع به ثقافيا .

فالمسرح فن يختصر كل الحياة، وكل التاريخ الإنساني، ويقدم إبداعا مفعما بالعديد من الآلام والهموم والأحلام والأهداف المرتقب تحقيقها داخل مجتمع مثقف. ولذلك يجب على الكاتب المسرحي أن يعتمد نظرة متماسكة إلى التاريخ والعادات والقيم والإنسان. فالمسرح هو مجموعة من القيم الفنية والثقافية التي تشكل هوية فكرية وثقافية جديدة، ولذلك يفترض في الكاتب المسرحي أن يضع نصب عينيه هذه النظرة لإبداع نصوص مسرحية متميزة تجلب المشاهد والقارئ معا .
إن المسرح تجربة خاصة وعامة في آن معا. خاصة بالكاتب عندما يحاول استغلال قناعاته الفكرية والسياسية في إبداع نصوص مسرحية، وعامة عندما يستلهم عادات وقيم وتاريخ مجتمعه ووطنه والعالم كله خلال عملية الكتابة. وهذا ما يخلق قراءة وجمهورا كبيرا يرفع من شأن الإبداع المسرحي الحقيقي الذي يبتعد عن الابتذال والتسطيح والرداءة .

إن المسرح هو تلك المعركة الثقافية والسياسية بين أغلب الاتجاهات والحساسيات في مجال الإبداع المسرحي، لأنها معركة فكرية تستلهم كل المواقف الفكرية والسياسية والثقافية عند المبدعين. فأغلب المسرحيات التي اتفق النقاد على تميزها تطرح هذه الأمور والقضايا وتعالجها فنيا. ويقترن ظهورها وتأليفها بمثل هذه القناعات والمواقف المذكورة .

نكاد نجزم أن هناك غيابا تاما للكتابة المسرحية في عالمنا العربي، بحيث يمكننا أن نجزم أيضا أن غياب الكاتب المسرحي العربي المتخصص واضح للعيان. فأغلب الذين يتعاطون مع المسرح في العالم العربي يتجهون نحو الترجمة أو إلى الاقتباس من نصوص غربية أو غير غربية تركت بصمات واضحة في المسرح العالمي. ويقول الكاتب والمسرحي العراقي فاضل خلف: ) إن من أهم أسباب غياب النص العربي، تكمن في صعوبة الكتابة للمسرح، وأن أغلب الذين مارسوا الكتابة له انطلقوا من وهم: أن المسرحية ليست أكثر من حوار –ديالوج- بين اثنين من الممثلين، وأن المسرح لا يعدو أكثر من وسيلة للتسلية.... إن غياب هذا النوع من النصوص جعل المخرجين يبحثون عن البدائل لغياب النص الذي يطمحون إليه، فلجأوا إلى الإعداد والاقتباس والترجمة عن النص الأجنبي( .

إن عدم الاهتمام بالتأليف المسرح العربي والاعتماد على الترجمة والاقتباس هو الذي يقف حجر عثرة أمام التجديد المسرحي العربي عموما والرفع من وتيرة الإنتاج المسرحي كتابة وتمثيلا وإخراجا .

عزيز العرباوي
كاتب وباحث


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المسرح، دراسات نقدية، النقد الفني، النقد الأدبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الروائية زهرة المنصوري في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة قراءات نقدية في أعمالها الروائية
  العدد الثامن من مجلة "الموروث" يحتفي بالثقافة الشعبية وموروثها الثقافي
  مجلة ذوات (41) تناقش موضوع "الإسلام السياسي والثورات العربية"
  العدد 40 من مجلة ذوات: الإسلام السياسي وأزمة الانتماء
  في عددها 34: مجلة "ذوات" تحتفي ثقافيا بالكتابة النسائية في مواجهة العنف
  مجلة "ذوات" تثير سؤال التاريخ في الدراما التلفزيونية
  مجلة "ذوات" تفتح ملف المنظمات الإسلامية في العالم العربي ودورها التضامني الإنساني
  الأدب الشعبي والموروث الثقافي: عناوين العدد الثاني من مجلة "الموروث"
  ينظم المرصد المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم بشراكة مع مجموعة البحث في الثقافة الشعبية والفكر الصوفي ندوة دولية بعنوان: "من أجل بيداغوجية جامعية تنفتح على المحيط وتتفاعل معه"
  عبد الله سليماني: بقدر ما أنا سعيد بحضوركم المميز بقدر ما أنا حزين بانتهاء الدورة الثالثة للمكتبة الشاطئية
  سعيد عاهد: ذاكرة متشظية وعلاقات متعددة
  لقاء الشعر: مع سعيد التاشفيني ومراد الخطيب
  "عزلة الكاتب" لمحمد عبد الفتاح، و"مسار طفل" لمحمد الشعالي في مساء السرد
  ياسين عدنان: رواية "هوت ماروك" رواية تعبير عن التلفيق والتدليس في الدورة الثالثة للمكتبة الشاطئية
  "هسيس الذاكرة": توقيع ديوان الشاعر مراد الخطيبي بالمقهى الثقافي لمخيم ميموزا
  الشعر المغربي الحديث، موضوع العدد الجديد 15/16 من مجلة عبقر السعودية
  "قفل فرنسا 1880" جديد الإصدارات القصصية للكاتب المغربي إبراهيم الحجري
  بمناسبة اليوم العالمي للشعر: المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني تنظم ملتقى "أشعار وأوتار"
  العولمة وأثرها على اللغة العربية
  "أزمة النخب العربية: الثقافة والتنمية": قراءة في كتاب الدكتور حسن مسكين
  الدورة التكوينية الثانية في الطرق الحديثة لتعديل سلوك طفل التوحد
  المفسرون المغاربيون المعاصرون (*)
  تباعد الأزمنة وتقارب الغايات: قراءة في كتاب "رحلتان إلى اليابان"
  صدور العدد 19 من مجلة "الثقافة الشعبية"
  علي القاسمي يلقي مرساة الغربة في رواية "مرافئ الحب السبعة"
  العقل السياسي: رؤية نقدية
  السياسة وتطلعات المواطن
  المؤتمر الدولي الثالث في التفسير الأدبي للقرآن الكريم: قضايا البلاغة والإعجاز البياني في كليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي
  المسرح والدعوة إلى التجديد(5)
  المسرح والدعوة إلى التجديد(4)

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد الحباسي، أحمد بوادي، كريم فارق، طلال قسومي، عواطف منصور، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أبو سمية، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، المولدي اليوسفي، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح المختار، العادل السمعلي، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، صالح النعامي ، إسراء أبو رمان، د - عادل رضا، محرر "بوابتي"، علي الكاش، إيمى الأشقر، محمد علي العقربي، د. أحمد بشير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ياسين أحمد، د- محمود علي عريقات، تونسي، ماهر عدنان قنديل، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، طارق خفاجي، جاسم الرصيف، د.محمد فتحي عبد العال، محمد عمر غرس الله، أنس الشابي، فتحـي قاره بيبـان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، خالد الجاف ، حسن عثمان، د - شاكر الحوكي ، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، سامح لطف الله، فتحي الزغل، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، أشرف إبراهيم حجاج، مجدى داود، أحمد ملحم، صلاح الحريري، محمد شمام ، صفاء العراقي، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، رضا الدبّابي، كريم السليتي، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. طارق عبد الحليم، عبد الله زيدان، يزيد بن الحسين، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، فتحي العابد، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، عبد العزيز كحيل، عمر غازي، بيلسان قيصر، رافع القارصي، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، أ.د. مصطفى رجب، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، سلوى المغربي، محمود طرشوبي، مراد قميزة، د- جابر قميحة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، عزيز العرباوي، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، محمد اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، منجي باكير، د - المنجي الكعبي، محمد الياسين، صفاء العربي، إياد محمود حسين ، محمد أحمد عزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، محمد يحي، المولدي الفرجاني، حسن الطرابلسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة