فتحي الزغل - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5720
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كنت قد نظّمتُ و لا زلت زيارات إلى بعض الإدارات و المرافق العامّة ضمن نشاطي المدنيّ بجهة صفاقس، و ذلك لتحسيس الموظّفين و العاملين بهذه المؤسّسات العموميّة من الذين يمكن أن تجمعني بهم معرفة قديمة أو جديدة، بضرورة نبذ التّسيّب الإداري و الغياب أثناء فترة العمل. الظّاهرة التي لم نعد نستطيع تجاهلها في مرافقنا العامّة، و التي أضــــرّت و لا تزال تضرّ بمصالح المواطنين و مرافقهم، من حيث بطء الخدمة المُسداة إليهم، أو في بعض الأحيان غيابها.
و عند زيارتي لمقرّ مبنى محكمة الاستئناف بجهتي، و لمّا كنت بصدد تناول الموضوع مع أحد الموظّفين هناك، و الذي أخذ على عاتقه مشاركتي في رسالتي لإقتناعه بها، تفاجأت بأنّ المسؤول الأوّل في الإدارة و هو الوكيل العام، يدخل المكتب ليعلم السّيد الموظفِ أنّه بصدد جولة بين مكاتب إدارته لغرض حثّ جميع موظّفيه فيها على العمل و نبذ التّسيّب.
فما كان ردّ فعلي إلاّ أن شكرتُ الثّورة و عاتبتها في نفس الآن...
شكرتُها لأنها صيّرت مطلب المواطن و مطلب المسؤول واحد... و أنّها وحّدت تصرّفهم تجاه مشكل واحد.
و عاتبتها لأنّنا وبعد قيامها فقط، أصبحنا نشكو من ظاهرة التّسيب الإداري.
فهل يُمكننا الكلام عن اكتمال ثورة شعبية أنتجت تسيّبا في مؤسّساتنا العمومية ؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: