البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(126) الليبراليون العرب الجدد
في مرآة دافيد جورفن والجنبيهي ومحمد محمد حسين

كاتب المقال د. أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5830


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في مقالٍ سابق بعنوان: "الليبراليُّون عدوٌّ قديم: معادٍ للشريعة، وللإسلاميِّين، وللأنظمة .. قراءة في تقرير قدَّمه الليبراليون العرب للأمريكيِّين" - عرضْنَا لأهمِّ الأفكار الأساسية التي يتبنَّاها الليبراليُّون العرب كما حدَّدتْها واحدةٌ من أبرز قيادات الليبرالية في مصر والعالم العربي وهي الدكتورة "هالة مصطفى".

وفي هذا المقال نقدِّم تحليلاً للفِكر الليبرالي العربي الجديد، ولكنْ مِن وجهة نظر "دافيد جورفن" أحد كتَّاب الدورية الشهيرة Middle East Quarterly، ثم نعرِض لتحليلين آخرين لهذا الفِكر، أحدهما للشيخ "محمد الجنبيهي" المتوفى عام 1346 هـ، والآخر للدكتور "محمد محمد حسين".

تبيَّن لنا من تحليل الشيخ "الجنبيهي" أنَّ جوهرَ الفكر الليبرالي القديم والجديد واحدٌ، وهو "تدمير ثقافة المجتمع" عن طريق فِكرة "الانطلاق البهيمي"، وإنْ كان الليبراليون الجُدد قد كسَوْه بغِطاء الجدل السياسي، والتحوُّل الديموقراطي، وثورة الاتصالات، والعولمة، وما إلى ذلك.

أمَّا الدكتور "محمد محمد حسين"، فقد أكَّد في تحليله أنَّ الصدام مع الليبراليين أمرٌ طبيعي، وضروري لسلامة المجتمع، وهو وإنْ كان يرى أنَّ هناك ضحايا لهذا الصدام، فإنَّ محصلتَه النهائية النفعُ والخير لهذه الأمَّة.

امتدح "جورفن" "هالة مصطفى" كثيرًا، ووصفَها بأنَّها امرأة رائدة وشجاعة، وتقدميَّة، وذات توجه غربي، لدَيْها القدرة على التعبير عن آرائها في مجتمع أبوي، وأنَّها رمزٌ لليبرالية، سواء في مصر، أو على امتدادِ العالَم العربي.

كتَب "جورفن" عن السِّيرة الذاتية والمهنية لـ"هالة مصطفى" في مصر ودراساتها في الولايات المتحدة وفرنسا، كما كتَب كذلك عن آرائها وعن دِفاعها عن مبادئ الثوْرة الفرنسية، وردِّها على الانتقادات التي وُجِّهت إلى الرئيس الفرنسي السابق "شيراك " بخصوص مسألة "غطاء رأس المرأة"، تحدَّث "جورفن" عن مؤلفاتها ضدَّ ما أسماه بـ"الإسلام الراديكالي"، وأشْفَق عليها ممَّا أسْماه بالظروف الصَّعْبة التي تعمل فيها، كالرِّقابة الأمنية التي تُحيط بها، واتِّهامها بأنها عميلٌ سري للولايات المتحدة.

دافع "جورفن" عن مقابلة "هالة مصطفى" للسفير الإسرائيلي في القاهرة بمكتَبها في مركز جريدة الأهرام، وكتَب عن استدعاء نِقابة الصحفيِّين لها، وتهديدها بالحِرْمان من عضوية النقابة بمخالفتها قرارَ النقابة برفْض التطبيع مع إسرائيل، يقول "جورفن": إنَّ موقف الصحافة المصرية والإعلام العربي الأَوْسع يعكس الصعوباتِ الشديدةَ التي تواجهها ليبراليةٌ بارِزة مثل "هالة مصطفى".

وفى ثنايا عرْضه ودِفاعه عن آراء "هالة مصطفى" حلَّل "جورفن" تاريخَ ومنظوراتِ الليبراليين العرب في مقالة له بعنوان "هالة مصطفى ومأزق الليبراليِّين العرب"، يقول "جورفن":
1- إنَّ الليبرالية ما كانت أبدًا منتشرةً في دول الشرق الأوسط، وإنَّ الاعتقاد بأنَّ بعض هذه الدول تحمل إرثًا ليبراليًّا، ما كان أكثر مِن لحظات بدَا فيها الطريق مفتوحًا لمشاهدَ جديدة في بلادٍ أراد فيها بعضُ مواطنيها أن يحطِّموا ما أسموه بالتقليدية، والديكتاتورية، وما يسمُّونه أيضًا بالظلامية الدِّينيَّة.

ومع ذلك فإنَّ الليبراليِّيين العرَب متفائِلون من إمكانية نشْر الليبرالية في العالَم العربي، ويُبرِّرون ذلك بحيوية الحياة الثقافية، والجدل السياسي والمجتمع المدني في العالم العربي، وكلُّها تدعم الاتجاهَ بنشأة ليبراليةٍ علمانية قوية.

2- يحتلُّ الليبراليُّون المصريُّون وضعًا مركزيًّا بيْن جماعة الليبراليِّين العرَب الجُدد، بسبب عددهم الكبير، ورنين أنشطتهم العالي، وبسبب الإرْث التاريخي والسياسي والثقافي المصري مع الإرث الليبرالي النسبي، كلُّ هذا أعْطى الليبراليِّين المصريِّين دورًا بارزًا في الخِطاب الليبراليِّ العربيِّ، بالرغم مِن ضغوط الأنظمة عليهم، ومواجهةِ الإسلاميِّين المستمرَّة لهم.
3- ينظُر الليبراليُّون العرَبُ على أنهم ورثةٌ وخلفاء الليبراليِّين العرب، والمسلمين النشطين في القرْن التاسعَ عشرَ، وفترة الخمسينيات، ويتميَّز الليبراليُّون العرَب الجُدد عن سابقيهم الأوائل بميزتين أساسيتين: الأولى: هي تركيزُهم على قضايا سياسية خاصَّة تتعلَّق بالإصلاح الداخلي، والدعوة إلى نِظام ديموقراطي، والثانية: هي نظرتُهم الإستراتيجية والعقلانية للحقائق السياسية والعالمية.

4- ينقسِم الليبراليُّون العرَبُ ثلاثَ فئات أساسية: الليبراليون الحكوميون، والليبراليون غير المنفصِلين عن الحكومة، والمستقلُّون.

الليبراليون الحكوميون هم موظَّفون بأجْر، تابِعون للدولة؛ وبسبب هذه التبعية تقلُّ قدرتهم على المناورة، في الوقتِ الذي ينفّذون فيه تعليماتِ الحكومة، وهذا مِن شأنه أن يُقلِّل من قدرتهم على نقْد النظام، ويضرب "جورفن" مثالاً لهذا النوْع من الليبراليِّين برئيس مركز البحوث الإستراتيجية بجريدة الأهرام المصرية وهو "عبد المنعم سعيد"، وهو في نظر "جورفن" ليبرالي حكومي متوحِّد مع النِّظام.

أما الليبراليون غير المنفصلين عن الحكومة، فهُم موظَّفون يتقاضَوْن رواتبَهم من الحكومة أيضًا، لكنَّهم قادرون على نقْدِ الحكومة، والاعتراضِ على سياستها الرسميَّة، وهذا مِن شأنه أن يُعرِّض أوضاعهم الرسمية وسياقَهم المهني للخطَر.

من أمثلة هذه الفِئة من الليبراليين النسويَّة المعروفة "هالة مصطفى"، و"أسامة الغزالي حرب" رئيس تحرير مجلَّة السياسة الدولية، و"أحمد البغدادي"، و"خالد الدخيل"، و"عبدالحميد الأنصاري"، الثلاثة الأخيرون خليجيُّون.

هناك البعضُ مِن الليبراليين المستقلِّين يعيشون في بلادهم، مثل: "سعد الدين إبراهيم"، و"أمين المهدي"، وهناك ليبراليُّون مستقلُّون عديدون آخرون يعيشون خارجَ العالَم العربي، يَسمح لهم وجودُهم خارج البلاد بتحرير أنفسهم مِن القيود المفروضة على حريَّة التعبير في بلادهم الأصلية، ومن أمثلة هؤلاء: "جورج طرابيشي"، و"برهان غليون"، وهما مِن سوريا أصلاً، ويعيشانِ في باريس، وهناك "شاكر النابلسي" الأردني الأصْل، ويعيش في الولايات المتحدة.

5- يختلِف الليبراليُّون العرَب في دِياناتهم أولاً، فهناك عددٌ لا بأسَ منهم نصارى، يتركَّز نشاطهم في دول الشَّرْق الأوسط، وأوربا، وأمريكا الشمالية، كما يختلفون ثانيًا في درجة استقلالهم عن المؤسَّسات السياسية وعلاقتهم الإيديولوجيَّة بالعُروبة والإسلام، ويختلفون ثالثًا في موقفهم مِن بعض القضايا العمليَّة، مثل: درجة التسامح مع الإسلاميِّين في النظام السياسي، ودرجة قَبولهم للتطبيعِ مع إسرائيل، ومدَى قَبولهم لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة.

6- يُقِرُّ الليبراليُّون أنفسُهم بأنه على الرغم مِن انتعاشِ الفكر الليبرالي وانتشاره، حتى في المقاهي والأندية في أواسط وأواخر القرن الماضي، وترديده المطالبةَ بنسق حكومي على النمط الغربي وغير ذلك، فإنَّ الخِبرةَ الليبرالية لم تنجحْ في إيجاد طبقةٍ بورجوازية كما حدَث في أوربا.

وهم يُعلِّلون ذلك بضعْف الأساس السياسي في البلاد، وعدمِ وجود قوَّة اجتماعيَّة كافية لنشْر الأفكار الليبرالية، والأهم مِن هذا وذاك ظهورُ الحركات والجماعات الإسلاميَّة المقاوِمَة للفكر الليبرالي، والتي تقِف عائقًا أمامَ تأسيس جسْر بيْن الإسلام والحداثة، كما يرَى الليبراليُّون أن الحماسةَ الثورية لفِكرة القومية العربيَّة خلالَ الخمسينيات قد أثَّرت سلبيًّا على تطوُّر الاتجاه الليبرالي.

7- كانتْ هناك وقفاتٌ عديدة برَزَتِ الليبرالية فيها، لكنَّ أهمَّ هذه الوقفات كانتْ في أوائل التسعينيات، حينما ظهرَتْ على السطح جماعةٌ تتكوَّن من مثقَّفين عرَب، عُرِفوا في الأدبيات العربية بـ"الليبراليِّين العرب الجُدد".
تأسَّست هذه الجماعة بصورة غيرِ رسمية، وتلَتْ أحداثًا جسامًا إقليمية وعالمية أحاطتْ بالعالم، منها:
انهيار الاتِّحاد السوفياتي والأنظمة الشيوعية التابعة له في أوربا الشرقيَّة (1989-1991)، وغزو الكويت في عام 1991، وإلْغاء سياسة التمييز العُنصري في جنوب إفريقيا، وانتهاء الحرْب الباردة في عام 1992

أسهمتْ كل هذه الأحداث في التبشير بنِظام عالميٍّ جديد، يُضاف إلى ذلك كله ارْتِخاء التوترات السياسية، وما صاحَبَه من الاتجاه نحوَ العولمة، وثورة الاتصالات، وما ارتبط بها من ظهورِ الهاتف الخلوي، وشبكة (الإنترنت)، وكان من شأن هذا كله أنَّه فتَح الطريق أمامَ إمكانيات جديدة للتعاون الدولي، وحريَّة التعبير.

كان لهذه الأحداث تأثيرُها الكبير على مثقَّفي الشَّرْق الأوسط، وشجَّعتِ الليبراليين العرب على المبادرة بإحْداث جدَلٍ واسع يُنادي بالحاجة الملِحَّة إلى التغيير في بلادهم، وما زال هذا الجدل مستمرًّا ومتمركزًا حولَ قضية الإصلاح السياسي والليبرالي في العالَم العربي.

8- عَكَس هذا الجدلُ بوضوح المأزقَ الذي وقَع فيه المفكِّرون الليبراليُّون المعاصِرون، فإنَّ هؤلاء الليبراليين على درايةٍ عميقة بالتغيرات كبيرةِ الحجم التي تحدُث حولَهم، لكنَّهم يدَّعون بأنَّ جهودهم في إحْداث التغيير تَعوقُها مواجهةُ الأنظمة لهم، أو ما يسمُّونه بـ"الحرب الصامتة" مِن قِبل الجهات الأمنية، وهذه الحرْب - كما يرونها - تُقيِّد الصفوة الليبرالية السياسية، وتجعلها غير فعَّالة.

وقد اشتكى بعضُ الليبراليِّين غير المنفصلين عن الحكومة مِن الرقابة الصارمة التي تُحيطُهم بها أجهزةُ الأمن، سواء على مكالماتهم الهاتفية، أو تصريحاتهم العَلَنية، ويتجاهل الليبراليُّون أن علاقاتهم الخارجية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، كمقابلةِ البعض منهم السفير الإسرائيلي، وحضور حفلات أعيادِ الاستقلال لسِفارات الدول الأوربية، والولايات المتحدة - تضعُهم في بؤرة اهتمامِ سلطات الأمن، ومحطًّا لمخاوفها.

كما يتجاهلون أيضًا تأثيرَ هذه العلاقات على الهيئات والمؤسَّسات الحكومية وغيرِ الحكومية، فعلى سبيلِ المثال استدعتْ نقابة الصحفيِّين المصرية الليبرالية المعروفة "هالة مصطفى"، التي قابلتِ السفير الإسرائيلي في مكْتَبِها بجريدة الأهرام، وهددتْها بالحِرْمان من عضوية النقابة.

ويَعتبر "جورفن" أنَّ اعتراض الصحافة المصريَّة، والإعلام العربي عمومًا، وما يُسمِّيه بتعصُّب الرأي العام، وقصور الحكومة في التعامُلِ مع هذه الاعتراضات على هذه الزِّيارة - من الصعوبات التي تحدُّ من حريَّة حركة الليبراليِّين العرَبِ، وتحدُّ كذلك من نشْر الديمقراطية في العالَم العربي.

9- يهدف الليبراليُّون العَرَبُ الجُدد إلى إحْداث تغيير سياسي عميق في بلادِهم، وتأسيس دول ديمقراطية على امتدادِ العالَم العربي، تتمثَّل فيها القِيَم الديمقراطية على مدًى واسع، وهم ينادُون بمركزية الفرْد، والحقوق المدنيَّة، والحريَّات الأساسية، والمساواة، والتعدديَّة، والتقدُّم، والعِلم، وتمكين المرأة، وتطوير فِكرة المواطنة.

والمعروف أنَّ العلمانية هي المكوِّنُ الأساس للتطوُّرات الديمقراطية، لكنَّ الليبراليِّين العرب يتجاهلونها عن عمْدٍ؛ بسبب وقْعِها السيِّئ على مسامعِ المسلمين، ولأنَّ معظمَ المسلمين يعتقدون – عن عدم دراية - أنَّ الديمقراطية هي الطريقُ الوحيدُ لحماية الحريَّة والكَرامة الإنسانية؛ لهذا كانتِ الديمقراطية مقامًا مشتركًا بيْن المجتمع والليبراليِّين، لكنَّ الواقع هو أنَّ الليبراليِّين يرَوْن أنَّ الحريةَ وحقوقَ الإنسان تطوَّرَتْ في إطار العلمانية، وأنَّ العلمانية هي التي مهَّدتِ الطريق للتسامُحِ والحرية، والمسؤولية السياسية، وهذا كلُّه هو الذي أنْهى ما يُسمُّونه بالاستبدادِ بكلِّ أشكاله الدِّينية والسياسية.

10- يُركِّز الليبراليُّون العرب الجُدد على التعامل مع الصفوة الاجتماعية والحكومية، يتحدَّثون إليهم مباشرةً في الوقت الذي يجعلونهم هدفًا لانتقاداتهم!

يشرح "النابلسي" الليبرالي الأردني ذلك بقوله: "ليس الخِطاب الليبرالي أغنيةً شعبيَّةً يتمايل على أنغامها السكارَى يمينًا ويسارًا، ليس الخِطاب الليبرالي خطابًا شعبيًّا يرْوِي عطش وميول العامة، إنَّه خطاب موجَّه أولاً وقبل كلِّ شيء نحوَ الصفوة المتعلِّمة، إنَّ هذه الصفوةَ هي الفئة الوحيدة القادرة على خلْق التاريخ، وليس هذه الحشود عالية الضجيج".

11- فتحتْ ثورةُ الاتصالات والمعلومات الواسِعة في التسعينيات المجالَ لوجود مستمعين جُددٍ للخطاب الليبرالي بعيدًا عن رقابة الدولة، واستطاع الليبراليُّون عبرَ انتقاداتهم للأنظمة العربية التأثيرَ على قطاع عريض مِن الناس، وهذا ساعَد بدَوْره على توليد جدل شعبي يُطالب بالحاجة الملحَّة للإصلاح السياسي.

12- وجد الليبراليُّون العربُ أنفسَهم في مأزق صعْب عندما وجدوا أنفسَهم محاصرين بيْن مطرقة الحكومة، وسَنْدان ما يسمُّونه بالإسلام المتشدِّد، خاصَّة فيما يتعلَّق بأهمية الدِّين والثقافة العربية في المجتمع العربي، وللتغلُّب على هذه المشكلة اشتغلَ الليبراليُّون - بجد - بمحاولةِ إيجاد شرعية لهم، فحاولوا ربطَ الليبرالية بالعُروبة والإرْث الإسلامي، في محاولةٍ منهم لإظهار شمولية القِيَم الديمقراطية، وانسجامها مع القِيَم الإسلامية.

لكن المشكلة التي تواجِهُ الليبراليِّين عند التعامل مع الحرَكات الإسلامية هي أنَّ هذه الأخيرة ترفُض الاعترافَ بالدولة كمصدرٍ أعْلى للسلطة السياسية، وتتمسَّك بقاعدة أنَّ الحاكمية إنَّما هي لله وحْده، ومن هنا يُصرُّ الإسلاميون على إلْغاء التشريع المدني الحديث، وضرورة استبدال الشريعة الإسلامية به.

إنَّ حدوثَ مثل هذا الأمر قد يؤدِّي إلى إحْداث تغيُّرٍ عميقِ الجذور في نظام الدولة الحديثة، والأساس الذي تقوم عليه.

يرفض الإسلاميُّون - كما يرى الليبراليون - حقَّ الشعْب في اختيار بديل عن الإسلام، وأي بدائل أخرى معترَف بها خلاف الإسلام، ويرى الليبراليُّون كذلك أنَّ الإسلاميين يرفضون حريةَ الرأي والفِكر والمعتقد، وهم يعيبون على الإسلاميِّين رغبتَهم الاسمية في قَبول الديمقراطية ورَفْضهم قَبول مبادئها الأساسية.

13- يرى الليبراليُّون العرَب أنَّ هناك حاجةً ماسة إلى وجود ثقافة سياسية ديمقراطية ليبرالية تشتَمِل على كل القضايا التي مِن شأنها أن تمهِّدَ إلى نشأة مجتمع ديمقراطى، ويرون أنَّ الحاجة لهذه الثقافة أهمُّ مِن بناء المؤسَّسات الدستورية، كالأحزاب السياسية، والكيانات التشريعيَّة، فهي - أي: هذه الثقافة - تلعَبُ الدور الهامَّ في الإسراع أو الإبطاء بالتغيُّر المنشود، وهي التي سوف تُعطي المؤسَّسات والقوانين الديمقراطية معنًى.
ولهذا السببِ يرَى الليبراليُّون أنَّ دعوة الولايات المتحدة إلى الديمقراطية، والمشاركة السياسية، وخاصَّة للمرأة في العالَم العربي - هي دعوةٌ صحيحة، لكن البيئة الاجتماعية والثقافية في العالَم العربي لن تستجيبَ لهذه الدعوة وللمطالِب الأمريكيَّة، ويمكن القولُ بصورة أخرى: إنَّ التأييد العربي للمبادرات الأمريكيَّة وغيرها لن ينجحَ إلا إذا كانتِ الثقافة العربية ذاتها مرحِّبة بهذه المبادرات؛ ذلك لأنَّ التغيُّرات التي تحدُث في المنطقة العربية يجب أن تكون مطابقةً لقِيَم وثقافة هذه المنطقة؛ لذلك ينصح الليبراليُّون الولايات المتحدة باختيار بديلِ الليبرالية التدريجية في العالَم العربي عن طريق إجراء اتصالات مع بعض القادة العرَب تدعوهم للانفتاح السياسي، والعمل على زِيادة مشاركة المرأةِ في الحياة العامَّة، مع تحديثِ النظام التعليمي، وإصْلاح القضاء، وإدْخال الإصلاحات السياسية بالتدريج... إلخ.

14- يرَى الليبراليُّون أنَّ أهم عوائق الليبرالية في المجتمع العربي هو أنَّ الثقافة العربية تفتقِد الإحساسَ بالفردية؛ لأنَّها تؤكد على أسبقية الانتماء القَبَلي والعشائري، والروابط الأُسرية على الفرد، وكلُّ ذلك يؤكِّد أنَّ هذه الثقافة تُعطي أهمية كبرَى للرُّوح الجماعية على حساب الرُّوح الفردية، في حين أنَّ الليبراليين يرَوْن أنَّ الفرد هو جوهرُ بناء المجتمع، وأساس نهضته.

15- مِن بيْن الانتقادات التي وجَّهها الليبراليُّون إلى دعاة القوميَّة العربية والحرَكات والجماعات الإسلامية: أنَّ هذه القُوى تركِّز على إنكار الآخر - الذي يَعْنون به الغرب - ورفْض قِيَمه وثقافته، والعمل على هزيمته، ومحاولة فرْض القِيَم العربية أو الإسلامية على المجتمع، كانتْ هذه الانتقادات أحدَ أسباب وصْم الليبراليِّين بوصمة "أنهم عملاء للغرْب"، ممَّا يعني استمرارية الوجود الاستعماري، وقد خرّبت هذه الوصمةُ - بلا شك - ما يدَّعيه "جورفن" بمصداقية الليبراليَّة العربية.

هذه هي الأبعادُ الأساسية لتصوُّرات "جورفن" عن الليبراليِّين العرب الجُدد، دخَل في هذه الأبعاد الجانب السياسي والإستراتيجي، والبعد الديمقراطي والعولمة....إلخ، ورغمَ ذلك فإنَّ أهداف الليبراليِّين القدامى والجُدد تظلُّ واحدةً، وهي: "تدمير ثقافة المجتمع"، وبناء ثقافة جديدة على النمط الغربي، هذه هي الغايةُ الأساس التي انطلق نحوَها الليبراليُّون القُدامى، وحمَلَها الليبراليون الجُدد، ولكن تحت سِتار التغيُّرات الإقليمية والعالمية الجديدة، والثوْرة في عالَم الاتصالات والتكنولوجيا.

منذُ ما يقرب من خمسة وثمانين عامًا وضَع الشيخ "محمد الجنبيهي" تصوُّرًا محدَّدًا لأهداف الليبراليِّين، الذين أطلق عليهم "الأحرار"، ويدور هذا التصوُّرُ على أنَّ الفكرة الأساس التي ينطلقون منها هي فكرةُ "الانطلاق البهيمي"، وأهم خطوط هذا التصور الآتي:
1- أنَّهم يتوهَّمون أنَّ معنى الحرية: أنَّ الإنسان لا يتقيَّد بالقيودِ الأدبية، لا في العِلم ولا في العمل، ولا في الاعتقاد ولا في الفِكر؛ لأنَّه حُرُّ الضمير - كما يقولون.

2- أنَّ مفهوم الحرية في اصطلاحهم بالنسبة للمرأة هو: أن "....تتوجَّه المرأة بِكرًا كانتْ أو ثَيِّبًا إلى بنك أورباوي عارية المنكِبين، بارزة النهدين، مكشوفة الساقين، أو مزيَّنة بما يسمُّونه لحمَ الهوانم، فتجد في ذلك البنك حلاقًا "أورباويًّا" يُقصِّر لها شعرَها، الذي جعله الله زِينةَ النساء، ثم تخرج من ذلك البنك مبتهجةً بذلك العمل القبيح، متباهيةً بحالها المذموم، متهتكةً في الأسواق، كما كانت تتهتَّك الراقصة في الزمن الماضي، هذه هي حريةُ النساء في هذا العصر المشؤوم".

3- أنَّ مفهومَ حرية الرجال عندهم هو: أنَّ على الإنسان أن يكون حُرَّ الضمير في البحْث الصحيح؛ بمعنى أنْ يتجرد عن دِينه وعن قوميَّته، وعن كل معلوماته التي كان يعلمُها مِن قبل.

يقول الشيخ الجنبيهي: "فكان هذا "الانطلاق البهيمي" هو السُّنةَ التي دأب عليها زعماءُ التنوير، والأدباء المهذَّبون".
كما وضَع الشيخ "الجنبيهي" التصورَ الحقيقي لمفهوم التنوير والتنويريِّين، وما يرتبط به مِن مفهومي الحريَّة والأحرار، فقال:
"وما هذه واللهِ أفكارُ المتنوِّرين، ولا أعمال المهذَّبين؛ لأنَّ القاعدة التي كان عليها رجالُ النظر والاستدلال من علماء القرون الماضية، هي أنَّ الإنسان إذا أراد أن يسلكَ طريق النجاة التي جاءتْ بها الرُّسل، ونَزَلت بها الكُتب السماوية، لا بدَّ له من الاستدلال على صِحَّة حاله، وصِدْق مقاله، وصلاح أعماله، بما كان عليه أهلُ التحقيق، والأدب الذوقي الديني، مِن قَبلِ وجود ذلك المستدلّ، ثم يطبق ما عَلِمه مِن أعمالهم، وأقوالهم، وأحوالهم على الكُتب السماوية، وسُنَّة الرسل النبويَّة، فما وجَدَه موافقًا لأوامر الله ونواهيه، اتَّبعَه وتمسَّك به، وما وجَدَه مخالفًا لأوامر الله ونواهيه تباعَدَ عنه.

وقد فازَ بذلك أهلُ النظر والاستدلال فوزًا عظيمًا، وجعَلَهم الله أئمَّةً يَهْدُون بأمْره، ويُرشدون الناس إلى سواء السبيل، وكان العبد "الحر" في اصطلاحهم هو الذي لا تَملِكه نفسُه الأمَّارة بالسوء، ولا يَستولي عليه هواه، وأغْراضه، ولا يستفزُّه الغضبُ في أي حالٍ مِن الأحوال، ولا تَكتب عليه الملائكةُ سيئةً أصلاً، ولا يراه الله - سبحانه وتعالى - في مخالفةٍ ولا عصيان، ولا متبعًا لهوى نفسِه، ولا ميالاً للمباحات، هذا عندَهم هو "الحر"، الذي يدخل الجنة بغَيْر حِساب، ولا تَحْزُنه أهوالُ المواقف، ولا يخاف ولا يحزن ممَّا يخافه المضلُّون يوم القيامة.

هذه واللهِ هي "الحرية" الصحيحة التي تجعلَ العبد "حرًّا" في نظَرِ الله - سبحانه وتعالى - ونظَرِ ملائكته، ونظَرِ عباده الصالحين، ولكنَّ فريقَ الأشقياء الذين اتَّبعوا أئمَّةَ الضلال، وغلبتْهم أغراضهم، وتمكَّنتْ منهم شهواتهم، قد ضلُّوا سواء السبيل، وتوهَّموا في هذا العصر المشؤوم أنَّهم هم المحقُّون، وأنَّها لمهواة الشَّقاء مَن سقط فيها اختطفتْه الشياطين، ووقع في مهواة الذلِّ والغمِّ المديد، في دُنياه وآخرته، وأولئك الذين عنَاهم الله بقوله: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ [الأعراف: 179]، وأولئك هم المشار إليهم بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾} [الأنفال: 22 - 23]؛ وذلك لأنَّهم خُلِقوا لغاية لا يميل الساعي إليها إلى الموعِظة، ولا إلى قوْل الحق، وما سمَّاهم الله بُكمًا إلا لأنَّهم لا ينطقون بحقٍّ أصلاً، والناطق بالباطل هو والأَبْكم سواء؛ لأنَّه لا يَهدي إلى صراط مستقيم، وذلك كله مِن عمل المقادير التي لا تقاوم".

أمَّا الدكتور "محمد محمد حسين" فقد تناول قضيةَ الليبراليِّين من زاوية مختلفة تمامًا، تقوم على مرتكزات أربعة على النحو التالي:

أولاً: أنَّ الصِّدام بيْن الليبراليين والمحافظين أمرٌ طبيعي في المجتمعات البشريَّة، وهو سُنَّة الله في خلْقه:
يقول الدكتور "محمد محمد حسين": "إنَّ صِدام المذاهب والآراء أمرٌ طبيعي في المجتمعات البشريَّة على اختلافها، وهو سُنَّة مِن سُنن الله في خلْقه، في أكثرِ الأحيان يتَّخذ هذا الصدامُ شكلَ الصراع بيْن أنصار القديم الموروث من المحافِظين، وبيْن أنصار الجديد المبتكَر والمستجلَب من دعاة التطوُّر، فهو معركةٌ قديمة جديدة دائِمة؛ لأنَّه مظهرٌ من مظاهِر الحياة في المجتمعات البشرية؛ ولأنَّ الجمود صفةٌ لا وجودَ لها في الحياة، فالحياة حرَكة، ولو أراد الناس الجمودَ وقصَدوا إليه، ما استطاعوا، فكلُّ شيء في الحياة متغيِّر، والناس مضطرون إلى أنْ يلائِموا بين أنفسهم، وبيْن الواقع المتغيِّر، ما داموا لا يستطيعون دفْعَه وتغييرَه".

ثانيًا: أنَّ المعركة بين الليبراليِّين والمحافظين ضروريةٌ لسلامة المجتمع:
يقول الدكتور "محمد محمد حسين": "الواقِع أنَّ المعركة بيْن أنصار القديم الموروث، والجديد الطارئ، ضروريةٌ لسلامة المجتمع، فالمحافِظون يحدُّون من طيش المندفعين إلى طلَبِ كلِّ غريب وطارئ، وبيْن نزق الذين يَجْرُون وراءَ كلِّ طريف برَّاق، مما يُفقد الحياةَ ما يلزمها من الاستقرار الذي يُحقِّق الطمأنينة، ويمكن مِن البناء، ودعاة التطور يحولون بيْن المحافظين وبيْن الرُّكود إلى الكَسَل، ويُخرِجون الجماعاتِ عمَّا تُصاب به من التبلُّد والجمود والرُّكود.

إنَّ دعاة التطوُّرِ يُجبِرون المحافظين على الدِّفاع عن أنفسهم، فيحتاجون في هذا الدِّفاعِ إلى التسلُّحِ بأسلحة خَصْمهم، ودراسةِ ما يستطرفون مِن مذاهب، في حين أنَّ مهاجمة المحافظين لدُعاة التطوُّرِ تضطرُّهم إلى الحدِّ مِن غلوائهم، وتنبُّه المجتمع إلى مواطنِ الضعْف والشرِّ فيما يستجلبون.
ومن الطبيعي أن يُوجَد متطرِّفون في كلٍّ من الجانبين، ولكن البقاء في كلِّ ذلك للصالِح دائمًا، وللصالح وحْدَه، تلك هي فطرة الله التي فطَرَ الناس عليها، الخلق كله، وناموسه الذي لا يتبدَّل، والذي اقتضَى أنْ يختلط الحقُّ بالباطل، وأن تتباينَ مَسَالِك الناس، وتتنوَّع مذاهبهم وتجارِبهم، باختلاف طبائعهم، وبيئاتهم؛ وذلك لكي ينقُلَ بعضُهم عن بعض، ويتعلَّم بعضُهم من بعض".

ثالثًا: أنَّ هذا الصِّدامَ لا بدَّ له من خسائرَ، وخاصَّة في جانب المحافظين:
يقول الدكتور "محمد محمد حسين": "ذلك هو مثل القديم والجديد، والمعرَكة بينهما هي المعرَكة التي تقوم بيْن جراثيمِ الأمراض الدخيلة الغازية، وبيْن كُرات الدم البيضاء النافِعة، فالمعركة بينهما هي نفسُها مظهرٌ طبيعي لسلامة الجسم.
ومن الحقِّ أنَّ كثيرًا من الناس يسقطون صرْعى في المعركة إذا تغلَّبت الجراثيمُ الدخيلة الغازية، كما تسقُط بعضُ الأمم، ويَفنَى كيانها، وتزول خصائِصُها ومقوماتها تحتَ تأثير الدخيل مِن الآراء والعادات، إنْ أُتيح له الظهور، ولكنَّ في ذلك خيرًا شاملاً عامًّا، لا يدركه إلا مَن يُحيطُ بالمعركة كلها مِن أوَّلها إلى آخرِها، زمانًا ومكانًا، وسبحان مَن أحاط بكلِّ شيء علمًا! وكذلك تقوم المعارِكُ بيْن الغريب الطارئ من العادات، وبيْن الموروث التالِد من التقاليد".

رابعًا: أنَّ الصِّدام بيْن الليبراليِّين والمحافظين لا بدَّ وأن ينتهي إلى نفْعٍ وخيرٍ للأمَّة:
يقول الدكتور "محمد محمد حسين": "مِن عدْل الله - سبحانه وتعالى - ودقيقِ حِكمته، وخفي ألْطافه: أنَّ هذا الصِّراع الدائم بيْن الحق والباطل، وهذا التبادُل المستمر بيْن المعارِف والتجارِب، لا ينكَشِف آخرَ الأمر إلا عن النَّفْع والخير، وما أروعَ تصويرَ القرآن الكريم لهذه الحقيقة الكبرى حين ضرب لها مَثَلين: أولهما من السُّيول التي يختلط ماؤها الصافي بالرِّمم والجِيَف، والأقذار والصخور والأوحال، ثم لا يبقَى لها على طولِ الطريق وتوالي المتعرِّجات إلا الأنهارُ العذبة الفيَّاضة بالخير والبَرَكات، والثاني مِن المعادن التي تُتَّخذ من بعضها الحُلي كالذَّهب والفِضة، وتُتخذ من بعضها الآخَرِ الأدواتُ والأمتعة، والحديد والنحاس، فهي لا تُستخرَج نقيةً خالصة، ولكنَّها مخلوطةٌ دائمًا بالعناصر الغرِيبة التي لا تلْبَث أن تصهرَها النار، ثم لا يبقَى إلا "الحُر" الخالِص من جواهرها النافعة؛ يقول الله - تعالى -: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17].

المصادر:


1- David Govrin، Hala Mustafa and the Liberal Arab Predicament، Middle East Quarterly، Spring 2010، pp. 41-52
2- أحمد إبراهيم خضر، "الليبراليُّون عدوٌّ قديم: معادٍ للشريعة، وللإسلاميين، وللأنظمة - قراءة في تقرير قدَّمه الليبراليون للأمريكيِّين" (موقع الألوكة).
3- محمد الجنبيهي، "بلايا بوزا"، مصور إلكترونيًّا، وغير محدَّد المصدر، (ص: 33).
4- محمد محمد حسين، "أزمة العصر"، دار الرسالة، الرياض، 1978، (ص 10 – 12).


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

ليبيرالية، الليبيراليون العرب، الحداثة، التحديث، الحداثيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد محمد سليمان، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، د- محمد رحال، صالح النعامي ، فتحي العابد، منجي باكير، سلوى المغربي، فوزي مسعود ، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود طرشوبي، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهادي المثلوثي، د. عبد الآله المالكي، حاتم الصولي، عبد الغني مزوز، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، سعود السبعاني، عواطف منصور، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافع القارصي، د - صالح المازقي، يحيي البوليني، عزيز العرباوي، صلاح المختار، محمد يحي، د- هاني ابوالفتوح، وائل بنجدو، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، صفاء العراقي، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، كريم فارق، رضا الدبّابي، رافد العزاوي، أحمد ملحم، سلام الشماع، صباح الموسوي ، حسن الطرابلسي، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، يزيد بن الحسين، علي عبد العال، د- محمود علي عريقات، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، أنس الشابي، ياسين أحمد، فتحي الزغل، تونسي، ماهر عدنان قنديل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - عادل رضا، د. طارق عبد الحليم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفي زهران، حميدة الطيلوش، د - المنجي الكعبي، محمد العيادي، عمر غازي، صلاح الحريري، أحمد بوادي، سامر أبو رمان ، ضحى عبد الرحمن، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، عمار غيلوفي، سيد السباعي، محمد الياسين، محمد أحمد عزوز، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، محمد شمام ، سامح لطف الله، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، أحمد الحباسي، طلال قسومي، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، رمضان حينوني، فهمي شراب، كريم السليتي، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، رشيد السيد أحمد، مجدى داود، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، مصطفى منيغ، محمد اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله زيدان، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، حسني إبراهيم عبد العظيم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة