د. ضرغام الدباغ - برلين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6301
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هل تنسحب القوات الأمريكية من العراق ....؟
لا يحتاج الأمر بتقديري لبصر وبصيرة خارقة ليكتشف المرء، أن ما جرى وسيجري إنما يتم بتفاهم قوى الاحتلال الثلاثة: الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية.
من سيرفض الوجود الأجنبي ...؟
هل يقوى من جاء على ظهر الأجنبي أن يتمرد اليوم ليرفض الاحتلال ..؟ ولماذا يرفضه ..؟ لقد وقعت ذات القوى السياسية التي تناقش التمديد اتفاقية مع الولايات المتحدة لا تقل سوءاً عن الوجود العسكري، بل هي تمهد له وتشرعنه، وتبرره. وإن شئنا أن نقيم مقارنة تاريخية، فهي أسوء بكثير من اتفاقية بورتسموث التي لم تجرأ على توقيعها حكومات طالما اتهما الشعب العراقي بكونها حكومات عميلة.
من المحتج على الوجود الأجنبي العلني والمخفي في العراق ...؟
قوى العراق الوطنية والقومية والإسلامية تناضل منذ اليوم الأول ضد الاحتلال بشتى الوسائل، بل أن هذا النضال قد تطور ليتخذ أشكال التظاهر والاعتصام والاضرابات، في عموم المحافظات العراقية، قد افتضحت اللعبة بصورة تامة، ولم يعد هناك عراقي يشك ثانية واحدة أن المحتلين وأعوانهم إنما يعملون بـأهداف متفق عليها، وتمزق ما يستر عورة الاحتلال، وتندغم جماهير بأعداد كبيرة في معسكر مناهضة الاحتلال الذي يتخذ اليوم أشكال وأساليب عديدة غير متناقضة طالما هي تسعى لهدف واحد: طرد الاحتلال وأذنابه.
هي تساؤلات مهمة وفي ثناياها تكمن الإجابة، وتكمن الحقائق التي تحاول قوى الاحتلال تبخيرها ولفها وطمسها بمجموعة خدع لا ينبغي أن تنطلي على أبسط مراقب.
ما يدور علنا أمام الجمهور، ما هو إلا ذر للرماد في العيون، والظهور بمظهر الحريص على استقلال الوطن، ما هو إلا تجسيد لما قد تم طبخه خلف الكواليس بين الأطراف، فأطراف الاحتلال الثلاثة، تواصل خططها ومشاريعها التي تضمن استمرار مصالحها اللاشرعية في العراق، كل بحسب ما يلائم ويتناسب مع قدراته، ولكل قواه العلنية وشبه العلنية والسرية، وليس هناك ما يشير إلى وجود خلاف بينها رغم تعقد العملية وضخامة الطبخة وبالتالي المائدة، وإن حدث شيئ من ذلك، سوء فهم أو سهو ميداني، تطوقه الاتصالات الثنائية بسرية وحرص، أن لا يبدر من أي طرف ما يشرذم التحالف، الذي صمد نيف وثماني أعوام عجاف على احتلال العراق.
قوى الاحتلال قد وحدت أهدافها وخططها، ورد عليها الشعب العراقي بتوحيد صفوفه، وستحمل المرحلة القادمة المزيد من الوضوح في تبلور المواقف، فيمن يقف مع معسكر الشعب بأشكال متعددة، ومن يقف مع قوى الاحتلال بأشكال متعددة.
الجيش الأمريكي يبني المزيد من القواعد وبأصناف مختلفة ولمهمات شتى، لتطال خريطة العراق بأسره، وليس لسلطة عراقية أن تسأل المحتل أي أسلحة يضع فيها، ولأية أغراض، وهو في ذلك ينفق الأموال الطائلة رغم أن الولايات المتحدة تعاني من أوضاع مالية حرجة، الاحتلال لن يغادر العراق إلا بالقوة، وبإرادة شعبية عراقية حرة، فأنفخوا علينا بغير هذه المزامير ....
ـــــــــــــــــــــــــ
* المقال جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 21 / أيار ـ مايو / 2011
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: