البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟

كاتب المقال سامر أبو رمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9093


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سادت العلاقات الإسلامية المسيحية صفة القطيعة في الحوار حتى بدايات القرن العشرين؛ فكان الطابع الصراعي والعدائي هو الصفة المميزة للعلاقة بين الطرفين، وكانت المجابهة العسكرية والسياسية هي المسيطرة على تلك العلاقة ـ بما فيها العلاقات الدينية الأيديولوجية - أكثر من السلم والوفاق.

وبالرغم من ذلك فقد ظهرت بعض الدعوات التي سعت إلى التوافق والبحث في الأمور المشتركة، فشهدت الفترة من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بداية تشكل الإرهاصات الأولية - الممهدة فلسفياً ولاهوتياً- للحوار الإسلامي- المسيحي، وبدأ ظهور ظاهرة الحوار الإسلامي المسيحي بصورتها الحديثة و صيغتها التوافقية المؤسسية في منتصف القرن العشرين بصورة لم تظهر من قبل في التاريخ حيث أصبح هذا الحوار في أغلبه يتجنب القضايا العقائدية ، والعديد من القضايا الخلافية ،وعدم السعي إلى تغيير مبادئ الأخر، وقد تميز الحوار بعدة خصائص سياسية أبرزها الارتباط بالسلطات السياسية .
جاءت الانطلاقة الفعلية الأولى لظاهرة الحوار الإسلامي- المسيحي - كما يرى أكثر الدارسين- بعد إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد في الفترة 1962-1965 حول علاقة الكنيسة مع الديانات الأخرى، فشكل هذا الإعلان منعطفا مهما للتقارب الإسلامي ـ المسيحي، وأساساً للحوار الإسلامي- المسيحي؛ فلقد رأى البعض أنه و للمرة الأولى منذ أربعة عشر قرناً - من تجاور المسيحية والإسلام- يتحدث مجمع مسكوني كاثوليكي بصورة إيجابية عن الإسلام. كما أن هذا الإعلان قد شجع الجانب المسيحي على المبادرة إلى عقد ملتقيات حوار إسلامية مسيحية في العديد من بقاع العالم. فأنشأ الفاتيكان لجنة خاصة باسم "أمانة اللجنة الدائمة للعلاقات مع المسلمين"، وأصدرت عدة بيانات توضح أسس العلاقة بين المسيحية والإسلام، وشروط الحوار مع المسلمين، مثل بيان: نحو حوار مع المسلمين 1966، وما هو الموقف الديني الذي يجب أن يتبناه المسيحيون في الحوار مع المسلمين؟ إرشادات وتوجيهات من أجل حوار بين المسلمين والمسيحيين، خطوط عامة لحوار إسلامي مسيحي مخلص... وأخذت اللقاءات الفاتيكانية- الإسلامية تتزايد بشكل لم يسبق له مثيل.

ولكن ما الذي دفع الفاتيكان إلى هذا الحوار مع المسلمين؟ لقد تضمن إعلان المجمع المسكوني - إضافة إلى الحوار مع المسلمين - التبرئة التاريخية لليهود من دم المسيح – عليه السلام – حتى اشتهر الإعلان باسمها - وثيقة التبرئة - التي اعتبرت من أكبر الأسلحة المعنوية لإسرائيل والصهيونية العالمية، إيذانا ببدء علاقات الود والدعم، و انتهاء العداء الفاتيكاني التاريخي لليهود. ولذا فإن الحديث الإيجابي عن الإسلام والحوار معه جاء بالطريق تبعا لإرضاء اليهود. ومما يوضح ذلك ما نقله جورافسكي عن بطريرك الروم الكاثوليك ـ مكسيموس الرابع ـ حين أشار إلى أن المسودة المقترحة عن اليهود يمكن أن تقر وتصدر ـ فقط ـ في حال تحدثت الكنيسة عن ديانات أخرى، بما في ذلك الإسلام!!!
واستخدام الحوار من الطرف القوي كوسيلة ترضية وتهدئة للطرف الضعيف الخاسر وسيلة ما زالت تستخدم حتى وقتنا الحاضر في سياسات الدول؛ كي يحافظ القوي على موازين القوى بالرضا بالأمر الواقع. وما إعلان الحوار الأمريكي مع المسلمين بعد جرائمهم في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها عنا ببعيد.

وفي زيارة البابا الحالية لمنطقتنا لن تفوت دولة الكيان الصهيوني واليهود هذه الفرصة للحصول على تنازلات أخرى من رأس الدولة الكاثوليكية ونصف المسيحية في العالم، وربما يحصل العرب والمسلمون على فتات قليل بالهامش كوسيلة ترضية ـ كما حدث في السابق ـ فيطير العرب به فرحا، ظانين أنه انتصارٌ لهم، وهديه بابوية خاصة بهم!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الفاتيكان، الحبر الأعظم، البابا، بنديكتوس السادس عشر، فلسطين، مسيحية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، مجدى داود، صفاء العربي، فتحي الزغل، رافع القارصي، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، حسن عثمان، صلاح الحريري، أنس الشابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، سامر أبو رمان ، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمار غيلوفي، محمد العيادي، الهادي المثلوثي، إسراء أبو رمان، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، محمد الياسين، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، عزيز العرباوي، مصطفى منيغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، عبد الغني مزوز، عواطف منصور، يحيي البوليني، سامح لطف الله، أحمد بوادي، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، طلال قسومي، د - عادل رضا، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد العزيز كحيل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، علي عبد العال، أبو سمية، صباح الموسوي ، محمود سلطان، سيد السباعي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله الفقير، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، ياسين أحمد، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، المولدي اليوسفي، صفاء العراقي، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، د - محمد بنيعيش، العادل السمعلي، فتحـي قاره بيبـان، طارق خفاجي، سلام الشماع، رمضان حينوني، صالح النعامي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، تونسي، د. طارق عبد الحليم، د- جابر قميحة، د- محمد رحال، جاسم الرصيف، بيلسان قيصر، حاتم الصولي، د.محمد فتحي عبد العال، علي الكاش، فهمي شراب، د. صلاح عودة الله ، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله زيدان، د - مصطفى فهمي، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، مراد قميزة، محمد الطرابلسي، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، مصطفي زهران، محمد يحي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، كريم السليتي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، وائل بنجدو، حسن الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، أحمد ملحم، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، نادية سعد، محمد علي العقربي، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد اسعد بيوض التميمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة