البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية

كاتب المقال سامر أبو رمان    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8585 samirrumman@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك العديد من النظريات والمدارس التي سعت إلى تفسير العلاقات الدولية, ومن ابرز المواضيع التي تناولتها هذه المدارس موضوع الأخلاق ومكانتها في سلوك الدولة وعلاقتها مع الآخرين. فالمدرسة الواقعية سعت إلى تفسير دور الأخلاق في العلاقات الدولية ضمن نظرية القوة، حاذية حذو ميكافيلي" في تهميش دور الأخلاق في السلوك الدولي، وتعظيم هدف المصلحة القومية دون اعتبار للأخلاق والمباديء والقيم. ففي رأي " مورجانثو " – أحد كبار منظري نظرية القوة – فإن اعتبارات المصلحة القومية تنفي الحاجة إلى الالتزام بأخلاقيات دولية يمكن إن تشكل قيدا على حرية الدولة في الدفاع عن مصالحها بالشكل الذي تراه, وإن المباديء الأخلاقية لا تنطبق على تصرفات الدولة بصورة مجردة, وإنما يجب أن تخضع المقاييس الأخلاقية لظروف الزمان والمكان, ولذا فلا مجال للمقارنة بين الأخلاقيات الفردية والأخلاقيات الدولية؛ لان الذي يحكم على الأخيرة ويحدد مضمونها هو مقدار ما تساهم به في تدعيم أهداف السياسة الخارجية للدولة, فإذا شكلت عائقا أمامها أصبح التقيد بها لا معنى له.

وكذلك الحال عند "شومان" حيث لا يرى أية قيمة للمباديء الأخلاقية إلا إذا استغلت دعائيا أو إذا توافقت مع قوة الدولة, ولم تشكل عبئا عليها, أو عائقا في طريق تدعيمها وتنميتها.

وانطلاقا من تفكيرهم هذا رفض (الواقعيون) مبادرات الدولة وكبار السياسيين في إيجاد منظمات دولية ترعى الأخلاق؛ فلم يسلم " مورجنثو" بالأناشيد الولسونية في الأخلاق، ولا بالحملة التي شنها الرئيس " جيمي كارتر" لحقوق الإنسان العالمية.

و يتبع أغلب ساسة العالم الغربي أفكار هذه المدرسة، ويطبقون نظرياتها.

ولكن، هل الكيان الصهيوني في الحرب على غزة وما بعدها يعتبر ضمن النموذج الواقعي؟ أو أنه نموذج جديد في السلوك مع الأخر؟ وفي النظرة إلى الأخلاق في علاقاتها الدولية؟؟

قد يتبادر للذهن أن إسرائيل في سلوكها الهمجي في حرب غزة تنضوي تحت لواء المدرسة الواقعية, ولكن ثمة فرق كبير؛ وهو أن منظري ودعاة المدرسة الواقعية - وإن كانوا يرون أن المصلحة القومية هي المحدد الأساس والرئيس لسلوك الدول وعلاقاتها - فلا يمنع ذلك ـ أحيانا ـ من أن يكون للأخلاق اعتبار دعائي بما يخدم المصلحة القومية للدولة.

أما "إسرائيل" فلم تبالي بهذا كله في سلوكها الإجرامي في غزة ؛ فلم تحسب لهذا البعد الأخلاقي ولا للاعتبارات الدعائية حسابا، فقد استمرت في التقتيل والإبادة لأهالي غزة بفسفور أبيض وغيره من الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا، متجاهلة لحناجر الملايين، و لقرارات مجالس تحقيق الأمن - كما تدعي- فضلا عن الاستمرار باحتقار الأنظمة العربية وشعوبها وتجاهل مطالبها ، وبعد ذلك تطمئن عساكرها أن لا خوف عليكم من تعرضكم لمحاكم دولية في تهمة جرائم حرب و لا غيرها .

إن " إسرائيل " نموذجا شاذا، بل قذرا، بين مدارس العلاقات الدولية، تنطلق فيه من مباديء التوراة المحرفة في سلوكها مع الآخر، فلم تبال بمباديء أخلاقية ! وجرائم غزة خير دليل، و يا ليت الأنظمة العربية المثبطة للمقاومة و اللاهثة وراء السلام المزعوم تدرك هذا .

---------------
سامر أبو رمان
باحث أردني


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اسرائيل، علاقات دولية، مجزرة، جريمة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-02-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن عثمان، الهادي المثلوثي، محمد الياسين، د. أحمد بشير، رافع القارصي، مراد قميزة، مجدى داود، صباح الموسوي ، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، فتحي الزغل، خبَّاب بن مروان الحمد، ياسين أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، د- جابر قميحة، علي عبد العال، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، د - المنجي الكعبي، عمر غازي، خالد الجاف ، أحمد الحباسي، أنس الشابي، كريم فارق، عمار غيلوفي، الهيثم زعفان، أحمد النعيمي، سامح لطف الله، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، عراق المطيري، صفاء العراقي، طارق خفاجي، محمد أحمد عزوز، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، سلوى المغربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، محمد شمام ، أحمد بوادي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فهمي شراب، د - صالح المازقي، طلال قسومي، علي الكاش، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، عبد الله الفقير، نادية سعد، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، سليمان أحمد أبو ستة، د - عادل رضا، صلاح الحريري، أحمد ملحم، وائل بنجدو، محمد عمر غرس الله، أ.د. مصطفى رجب، يحيي البوليني، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمود سلطان، مصطفى منيغ، أبو سمية، مصطفي زهران، المولدي الفرجاني، عبد الله زيدان، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، سلام الشماع، محمد علي العقربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بن موسى الشريف ، تونسي، بيلسان قيصر، د - شاكر الحوكي ، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، صلاح المختار، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، د.محمد فتحي عبد العال، إيمى الأشقر، يزيد بن الحسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، المولدي اليوسفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد يحي، عبد العزيز كحيل، صالح النعامي ، كريم السليتي، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي، ضحى عبد الرحمن، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، محمد اسعد بيوض التميمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة