البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

منتدى أمريكا والعالم الإسلامي
إستراتيجية المحافظة على موازين القوى

كاتب المقال سامر أبو رمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7764 samirrumman@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ينعقد في هذه الأيام اللقاء السنوي السادس لمنتدى أمريكا والعالم الإسلامي، الذي بدأ بالدوحة منذ عام 2004، بعد الغضب العربي الإسلامي على الاحتلال الأمريكي للعراق، والإرهاصات الأولية لسؤال الساسة الأمريكيين: " لماذا يكرهوننا؟"

يعتبر هدف امتصاص الغضب الإسلامي بعد كل جريمة يقترفها الغرب من الأهداف المهمة في نشأة الحوارات الدينية في العصر الحديث؛ فظاهرة الحوار الإسلامي المسيحي، بصيغة الحوار التوافقي، انطلقت فعليا منذ إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد في الفترة 1962-1965 و المعروف بإعلان Nostra Aetate حول علاقة الكنيسة مع الديانات الأخرى، حيث تحدث للمرة الأولى منذ أربعة عشر قرنا مجمع مسكوني كاثوليكي بصورة إيجابية عن الإسلام؛ مما ساهم في انعقاد سلسلة من الحوارات الإسلامية المسيحية في العديد من بقاع العالم.

وبالرغم من أن الكثير قد طار فرحا بهذه التحول الكاثوليكي تجاه الإسلام، إلا أن القضية ليست بهذه السطحية، فقد تضمن هذا الإعلان التبرئة التاريخية لليهود من دم المسيح، وحيث إن هذين القرارين لا سابق لهما في التاريخ: إقرار الحوار مع الإسلام، وتبرئة اليهود من دم المسيح، إلا أن القرار الأخير هو أهم ما يميز الإعلان، حتى اشتهر باسم "وثيقة التبرئة"؛ لما أثاره من ردود فعل مختلفة خاصة من الجانب الإسلامي. فبالرغم من إيمان المسلمين بأن المسيح "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شّبه لهم"، إلا أن هذا يعتبر محطة تاريخية ومحورية في التقرب الفاتيكاني إلى اليهود، وهو من باب التسليح المعنوي لإسرائيل و الصهيونية العالمية، فبعد هذه الوثيقة ازداد التقارب الكاثوليكي اليهودي بشكل بارز، وتوالت سلسله التنازلات الكاثوليكية لليهود لغاية وقتنا الحاضر في الاعتذار البابوي عن المحرقة وغيرها.

تدل عدة مؤشرات على أن الحديث الايجابي عن الإسلام والحوار معه جاء تبعا لإرضاء اليهود، منها ما نقله جورافسكي في كتاب الإسلام والمسيحية عن بطريرك الروم الكاثوليك ـ مكسيموس الرابع ـ حين أشار على أن المسودة المقترحة عن اليهود يمكن أن تقر وتصدر فقط في حال تحدثت الكنيسة عن ديانات أخرى بما في ذلك الإسلام؟
فهذه دلالة واضحة على أن الدعوة للحوار مع المسلمين كانت وسيلة ترضية بعد زرع الكيان الصهيوني في جسد أمتنا، وما تضمنه الإعلان من دعم معنوي ومادي كبير لليهود وإسرائيل لم يسبق له مثيل؟

وإذا عدنا إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين التي شهدت بداية تشكل الإرهاصات الأولية - الممهدة فلسفياً ولاهوتيا- للحوار الإسلامي المسيحي، وكان ذلك على أيدي بعض المفكرين، أبرزهم الفرنسي لويس ماسينيون الذي كان خادما في وزارة المستعمرات الفرنسية، وانخرط في النشاط السياسي والدبلوماسي بشكل فعّال؛ حيث ألحق بوزارة الشؤون الخارجية، ودُعي للمساهمة في المهمة البريطانية الفرنسية؛ مهمة سايكس وبيكو. ومعلوم ما اكتنف هذه المرحلة التاريخية من أحداث عسيرة من تكالب الدول الغربية على أمتنا في الاستعمار، والخيانة البريطانية الفرنسية للحسين بن علي، ووعد بلفور. فنشطت حينئذ أفكار ماسينيون الفلسفية في الحوارات الدينية، فلا أدل من ذلك في الكشف عن البعد السياسي في امتصاص الحقد والغضب في العالم الإسلامي آنذاك؟

وبالرغم من قناعتي بأن ظاهرة الحوارات الدينية ـ ومنها الحوار الإسلامي المسيحي ـ ظاهرة متشعبة المستويات، ومتعددة الأشكال والأهداف، إلا أنها كانت وما تزال وسيلة ترضية، ووسيلة للمحافظة على الأمر الواقع؛ فدعوات الحوار تحمل في طياتها تكريساً لموازين القوى ليبقى القوي قويا والضعيف ضعيفاً، من خلال إطفاء جذوة الصراع التي تحمل في طياتها التمرد على الوضع الراهن لإحداث التغيير المطلوب.

ولعل كل ما سبق يوضح بعضاً من غايات منتدى أمريكا والعالم الإسلامي، و دعوة الحوار الأمريكي مع المسلمين.


(سامر أبو رمان - مؤلف كتاب الأبعاد السياسية للحوار بين الأديان)

------------------
سامر أبو رمان
مركز عالم المعرفة لاستطلاعات الرأي
المركز العلمي للدراسات السياسية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حوار الاديان، الغرب، رجال دين، مسيحيون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-02-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - الضاوي خوالدية، حسن عثمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، تونسي، رشيد السيد أحمد، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل، د. خالد الطراولي ، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، د - صالح المازقي، سلام الشماع، د- محمود علي عريقات، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، حسن الطرابلسي، علي الكاش، سفيان عبد الكافي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، العادل السمعلي، المولدي الفرجاني، فتحي العابد، إياد محمود حسين ، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، عبد الغني مزوز، حميدة الطيلوش، فتحـي قاره بيبـان، خالد الجاف ، صفاء العراقي، عواطف منصور، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، أبو سمية، محمد الياسين، وائل بنجدو، كريم السليتي، أحمد ملحم، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، رضا الدبّابي، محمد الطرابلسي، ياسين أحمد، إيمى الأشقر، منجي باكير، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، يحيي البوليني، صلاح المختار، د. عبد الآله المالكي، نادية سعد، رافد العزاوي، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، محمد العيادي، محمد اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، عمر غازي، سامح لطف الله، حاتم الصولي، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفى منيغ، الناصر الرقيق، عبد الله زيدان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد يحي، د- جابر قميحة، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، طلال قسومي، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، صفاء العربي، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد شمام ، صباح الموسوي ، فهمي شراب، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد أحمد عزوز، سعود السبعاني، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي الزغل، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة