بعض مشاريع الوحدة العربية (الحلقة 2)
مشروعي الهلال الخصيب وسوريا الكبرى
عراق المطيري
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 10658
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مع نهاية العقد لثالث من القرن العشرين وتصاعد حدة المعارك في الحرب العالمية الثانية , أخذت بريطانيا تلوح للهاشميين بوحدة الهلال الخصيب(1),حتى يظل في نفوسهم الأمل قائما في استعادة حلم جدهم الشريف حسين بن علي بإنشاء دولة عربية لأسرته , وأرادت بريطانيا من وراء هذا التلويح تحقيق هدفين رئيسيين, أولهما زعزعة النفوذ الفرنسي في سوريا ولبنان , وثانيهما الإبقاء على ولاء الهاشميين لها ما دام هذا الأمل حيا في نفوسهم , وتأصل هذا الأمل في نفوس الهاشميين , حتى باتت الفرصة سانحة لتحقيقه عام 1941 , حيث استطاعت بريطانيا تحرير سوريا ولبنان من الانتداب الفرنسي (( علما إن الولاء الشعبي في كلا القطرين كان موالي لدول المحور)),ووجدت بريطانيا نفسها من الناحية المادية في وضع يسمح لها بان توجه السياسة العربية في الشرق الأوسط باجمعه(2).
ومن جهة أخرى فان الأزمات الخانقة السياسية والعسكرية والاقتصادية التي واجهتها بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية , والتي تمثلت في التدخل الألماني في شمال أفريقيا , وهزيمة فرنسا , وازدياد النفوذ المحوري في المنطقة العربية , وخاصة في سوريا , وتحالف روسيا مع الألمان , وعدم دخول الولايات المتحدة الأمريكية ضد المحور , وازدياد مد التيار القومي العربي , وما أبدته ألمانيا من تعاطف معه , وأخيرا ثورة مايس بقيادة رشيد عالي الكيلاني والضباط القوميين عام 1941 في العراق , التي لقنت بريطانيا درسا قاسيا جعلتها تغير من موقفها المتصلب في تجاهل أماني الوطنيين العرب , كل هذه الأحداث أرغمت بريطانيا على تقديم بعض التنازلات, ومغازلة منها للعرب وعزفا على أهم وتر في أمنيات العرب فتمثلت المبادرة البريطانية بتصريح وزير خارجيتها آنذاك أنتوني آيدن تماشيا مع كل ما سبق في 29آيار1941 أي في نفس اليوم الذي صفيت فيه حركة رشيد عالي الكيلاني, حيث أعلن فيه تأييد وعطف بريطانيا على ما يرجوه مفكروا العرب للشعوب العربية من وحدة اكبر مما تتمتع وقتذاك معبرا عن ذلك بأنه من الطبيعي ومن الحق وجوب تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية بين البلدان العربية وكذلك الروابط السياسية أيضا , وختم تصريحه بان حكومة جلالته " أي الملك البريطاني " من ناحيتها سوف تبذل تأييدها التام لأية خطة تلقى موافقة عامة(3).
يعتبر التصريح البريطاني أشبه ما يكون بمناورة سياسية بارعة من جانب بريطانيا, تستهدف تحقيق ما وراءها من المصالح البريطانية , فقد تبنت بريطانيا مشروع للوحدة العربية باعتباره ضرورة من ضرورات الحرب وكعامل من عوامل مواجهة الروح والمد القومي المتنامي في العالم العربي والتماشي معه , وكان للتصريح هدف استراتيجي سياسي وهو إتاحة المجال لربط الدول العربية الخاضعة للنفوذ البريطاني , وغير الخاضعة له أيضا , وتمهيد الطريق أمام تقارب الدول العربي وائتلافها في حلف أو تضامن يسهل على بريطانيا التعامل معها مجتمعة , بدلا من الاتصال بكل دولة على حدة , فهي (( أي بريطانيا )) أرادت أن تعود إلى رفع علم الوحدة العربية بعد أن غدرت به , وأرادت أن يقف شعب سوريا ولبنان موقفا وديا منها , نظير تحريرها لهم, وان يرحب أهالي المنطقة بزوال الحدود السياسية المصطنعة , فتستطيع بريطانيا عندئذ تعزيز مركزها بتأييد المصالح الهاشمية , إضافة إلى التخلص من النفوذ الفرنسي في المنطقة (4).
أثار تصريح أيدن ردود أفعال مختلفة لدى دول المنطقة ودول الحلفاء على حد سواء , فقد أثار التصريح مخاوف فرنسا الحرة واليهود , لأنهم وجدوا فيه تحيزا من جانب بريطانيا إلى جانب العرب بصورة خاصة , أما الهاشميون فقد استقبلوه بالغبطة والترحيب , فأعلن الأمير عبد الله استعداده لتحرير سوريا ولبنان , وأيد العراق تصريح أيدن في العام التالي , على حين لم تعر الدول العربية الأخرى التصريح أي اهتمام , فقد واجهت مصر أول زحف ألماني على حدودها فانشغلت به , إضافة إلى سوء الحالة الاقتصادية , وأزمة التموين فيها , وانقسام قادة الرأي بخصوص موقفهم في بريطانيا , ومع ذلك فان صدور هذا التصريح أثار عدة مناقشات في الصحف والمجلات عن هوية مصر, وهل تعتبر وجهتها افريقية أم عربية , أم إنها تنتمي إلى نوع من الحضارات السائدة في حوض المتوسط تسمى (( بالحضارة المتوسطية )) وهي مناقشات قديمة تجددت في هذه المناسبة(5), وفي السعودية بقي عبد العزيز بن سعود يراقب تطور الأحداث الدولية , وظل الإمام يحيى في اليمن يعيش في عزلة تامة , أما المغرب العربي في الشمال الأفريقي فكان أيضا في عزلة عن الأحداث حيث كان مقسم الأوصال تحت نير الاستعمار ومحاولات طمس الهوية العربية(6).
إن الترحيب الهاشمي بتصريح وزير خارجية بريطانيا أيدن في 29 مايس 1941 لم يكن جديدا على السياسة العربية في خطوطه العامة , فالملك فيصل الأول كان يرجو أن يتحقق اتحاد سوريا والعراق وبذل لتحقيق ذلك مساعي عديدة , إلا إنها ذهبت هباءا بسبب المعارضة الفرنسية(7),وقد جاء تبني نوري السعيد لفكرة الهلال الخصيب على اثر ذلك التصريح لاعتبارين, الأول, كعرفان لجميل الهاشميين باحتضانه طيلة الفترة الماضية من حكمهم للعراق , والاعتبار الثاني في تبنيه لفكرة الوحدة العربية لضنه بقوة العرب في ذلك على أساس من مساندة دول الحلفاء الذين ترتبط أكثر دول المشرق العربي معهم باتفاقيات وتحالفات (8), حيث اعتقد نوري السعيد إن الظروف التي استجدت بسبب اندلاع نيران الحرب العالمية الثانية سوف تساعد على تطوير آراءه الوحدوية , وان جمع شمل العرب في إطار تعاون سياسي سوف يقضي على التنافر والحزازات , وانه مكسب تستفيد منه جميع الأطراف المعنية دون استثناء وانه يعتقد إن الدول العربية جميعا تعتبر متأخرة بالنسبة إلى سواها , وهي تحتاج إلى الترقي على خطط حديثة , وهي تستطيع أن تتعاون مع بعضها البعض في هذا السبيل , فقد اعتقد إن التاريخ سيعيد نفسه إذا نقلت هذه الأفكار إلى حيز التنفيذ , وان العرب سيحصلون على عهود ومواثيق من الحلفاء , ولاسيما البريطانيين في حربهم الجديدة , توازي, أو ربما تفوق ما نالوه في سنوات الحرب العالمية الأولى(9).
بدأ نوري السعيد نشاطه الوحدوي الواضح في حفل غداء أقيم في القاهرة بتاريخ 20 كانون الثاني للوفود العربية المتوجهة إلى لندن للاشتراك في "مؤتمر الدائرة المستديرة " حيث قال انه يأمل أن يتحول هذا الاجتماع التاريخي إلى حفل لوضع حجر الأساس لجامعة دولية للعرب , والأقطار الشرقية الممثلة في الاجتماع (10) , كما أجرى نوري السعيد بعد ذلك مباحثات في أواخر عــام 1942 مع عدد من القوميين السورييـن واللبنانيين والأردنيين , ثم طرح فكرته في 17 كانون الأول من نفس العام أثناء زيارته برفقة الوصي عبد الإله إلى مصر على رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس الذي لم يستحسنها , كما حصل لقاء لنوري السعيد مع ريتشارد كيسي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط المقيم في القاهرة , وقد بين نوري للوزير البريطاني ضرورة تحقيق الوحدة العربية المنشودة , وأكد له إن الأمر يتفق مع ما ورد في تصريح أيدن , وان تحقيقه ليس فوق طاقة بريطانيا بعد أن انفردت بشؤون الشرق الأوسط اثر سقوط فرنسا , وردا على ذلك طلب منه كيسي عرض وجهة نظره بخصوص الموضوع ضمن مذكرة رسمية , وذلك بوصفه رئيس حكومة حليفة لبريطانيا من ناحية , وباعتباره خبيرا في شؤون الوطن العربي , ومعاصرا لإحداثه القومية من ناحية أخرى(11).
بعد عودته إلى بغداد كتب نوري السعيد مذكرة إلى ريتشارد كيسي تحت عنوان "استقلال العرب ووحدتهم " بعثها إليه في 14 كانون الثاني 1943(12) , وفضلا عن ذلك وزع نوري عدد محدودا من المذكرة نفسها توزيعا شخصيا على عدد من الزعماء العرب, واطلع على مضمونها العديد من البرلمانيين البريطانيين والأمريكان , وسرعان ما طبعت المذكرة في كتيب أنيق الغلاف ازرق, فأصبح يعرف بـ " الكتاب الأزرق " الذي غدا مضمونه متداولا على نطاق واسع مع انتهاء الحرب(13).
لقد اهتمت الدوائر البريطانية المسئولة بالمشروع الذي أعده نوري السعيد بإيعاز من بريطانيا , ويشير نوري من خلال رسالته إلى أن العراق ليس مجرد جار للدول العربية الأخرى , بل هو مرتبط بها ارتباطا وثيقا بأقوى الوشائج اللغوية والعنصرية والدينية , والثقافية والاقتصادية , وغيرها من الروابط , كما أن العراق يشارك جيرانه الأقطار العربية في استهداف الوحدة العربية , لان بغير هذا الاتحاد لا يتمكن العرب أبدا من الحصول على مكانهم في العالم , وإعادة مجدهم السالف الذي يفخرون به بحق (14), والعراق بالإضافة إلى هذا يؤيد الدول العربية في موضوع الوحدة العربية التي يرجو أن تتحقق في النهاية , وأعرب عن اعتقاده بان علاقات العراق بعرب سوريا التاريخية أقوى مــن علاقاتــــه مـــع عـــــــرب شــــــبه الجـــزيـــرة العربيـــــــة , بالـرغــم مــن ارتبــاط جـميـــع العــرب بالـلــغة والـعــادات والديــن , وذلك لان اقـتصــاديـات ســـوريـــا والعــراق تختــلــف عــن بـقيـــة الــدول العربيــــة وأعــلن إن الـعــراقـيـيـن يــؤمنـــون بان مثل هـــذا الاتحاد العربي لا يتحقق إلا بالحصول على الاستقلال التام لــجميـع الـدول العربيــة التي ســتختار بمرور الزمــن نـوع الاتحاد الذي يوافقها والذي من شانه أن يضمن لها مصالحها ورغباتها (15) , ولمزيد من الإغراء انتقل نوري السعيد بمشروعه إلى الناحية الاقتصادية , فامتدح تعاون البلاد العربية في نطاق الاتحاد المقبل , وذلك بسبب وجود البترول في هذه البلاد والذي أعطاها موارد اقتصادية لم تتيسر لها من قبل , فبينما يحتاج العراق إلى منفذ إلى البحر المتوسط لبتروله ومنتجاته الأخرى , تحتاج فلسطين ومنتجاتها الصناعية إلى العراق أو إلى وقود وهذه حقائق يجب أخذها بعين الاعتبار, أما عن مصر والسعودية فقد وضح حسب منظوره إلى العلاقة مع البلدين , فانه على الرغم من عناصر اللغة والعادات والدين التي تقرب دول شبه الجزيرة العربية من العراق , فان اقتصادياتها مختلفة , ثم إن تعداد مصر يزيد كثيرا عن تعداد دول الهلال الخصيب , ولمصر مشاكلها الخاصة في السودان وغيره , وذلك فان هاتين الدولتين لن تميلا أول الأمر للانضمام إلى جامعة أو اتحاد عربي , بيد انه لو نجحت مثل هذه الوحدة بين العراق وسوريا , فمن المحتمل جدا إن ينضما إليها فيما بعد(16).
اختتم نوري السعيد رسالته بقوله, إن الحل في رأيه, ولضمان سلم دائم ورخاء وتقدم في المناطق العربية هذه " أي العراق وسوريا بحدودها الطبيعية " أن تعلن الأمم المتحدة ما يلي:
1- إعادة توحيد سوريا ولبنان وشرق الأردن من جديد في دولة واحدة .
2- إن نظام الحكم في هذه الدولة – سواء كان ملكيا, أو جمهوريا متحدا أو اتحادا يجب أن يقرره أهالي هذه الدول أنفسهم.
3- أن تنشأ جامعة عربية تنضم إليها العراق وسوريا مباشرة , ويجوز أن تنضم إليها الدول العربية الأخرى متى شاءت .
4- أن يعين أعضاء مجلس الجامعة من الدول الأعضاء , ويرأسه شخص يتم اختياره بطريقة تتفق عليها الدول ذات الشأن .
5- أن يعين مجلس دائم للجامعة مسؤول عن الدفاع , والشؤون الخارجية, والعملة , والمواصلات , والكمارك , وحماية حقوق الأقليات .
6- حق اليهود في فلسطين في إدارة أقاليمهم في المدن والريف, بما في ذلك المدارس, والمؤسسات الصحية, والبوليس, مع الخضوع لإشراف الدولة السورية.
7- أن تجعل القدس مدينة مفتوحة لمعتنقي جميع الأديان لأغراض الحج والعبادات وتنشأ لجنة خاصة مؤلفة من ممثلي الأديان الثلاثة لضمان مثل هذا الأمر .
8- يمنح الموارنة في لبنان , إذا رغبوا , نفس الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في أواخر العهد العثماني .
وأصبحت رسالة نوري السعيد أساسا لما دار حوله الحديث بعدها عن مشروع الهلال الخصيب , أو سوريا الكبرى , كما صارت أساسا لمشروع إنشاء جامعة الدول العربية , وقد فسحت بريطانيا المجال أمام مصطفى النحاس لمزاحمة نوري السعيد خلال 1942- 1944 على زعامة البلاد العربية
-----------------------------
المراجع والهوامش:
1. المقصود بـ "الهلال الخصيب" هو السهل الشاسع المترامي الأطراف والذي تجري فيه مجموعة من أهم الأنهار ,هي دجلة والفرات والأردن , ويبدو على الخريطة شبيها بالهلال , يبدأ قرنه شرقا من الخليج العربي داخل جنوب العراق ويمتد شمالا إلى محافظة نينوى والحدود التركية العراقية وينحرف غربا بمحاذاة سلسلة جبال طوروس التركية إلى سوريا ولبنان ويظم سوريا وفلسطين , أما من الجهة الجنوبية فتتاخمه جزيرة العرب وهي لا تدخل ضمن مدار " الهلال " , أما دلتا مصر فقد يمتد قرن الهلال غربا فيحتويها إلا إنها لا تعتبر في العرف السياسي على الأقل ضمن مدار هذا " الهلال " .
2. د. جهاد مجيد محي الدين – العراق والسياسة العربية 1941—1958- مطبعة الإرشاد – بغداد- 1980- ص67.
3. د. ممدوح الدوسان- العراق وقضايا الشرق العربي القومية 1941- 1958- المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت- ط1- 1979- ص84.
4. د. جهاد مجيد محي الدين – المصدر السابق – ص 70.
5. ياسين الحافظ – في المسألة القومية والديمقراطية – دراسات الفكر العربي- الهيئة القومية للبحث العلمي لمعهد الإنماء العربي- بيروت- 1990- ص97.
6. خيرية عبد الصاحب وادي – المصدر السابق – ص82.
7. د. جهاد مجيد محي الدين – المصدر السابق - ص 72.
8. ربطت بريطانيا الدول التي تمارس عليها الانتداب باتفاقيات وأحلاف دفاع مشترك, كاتفاقية 1930 مع العراق ومعاهدة التحالف والصداقة سنة 1936 مع مصر؛ انظر السيد عبد الرزاق الحسني – تاريخ العراق السياسي الحديث – دار الكتب- بيروت – 1983 – ج2 – ط6- ص 205؛ وكذلك انظر د. عبد الخالق لاشين – مصريات في الفكر والسياسة سينا للنشر- القاهرة – 1993- ط1- ص200.
9. سعاد رؤوف شير محمد – نوري السعيد ودوره في السياسة العراقية 1932- 1945- ط1- بغداد1988- ص 248 ((وتستطرد السيدة سعاد رؤوف شير محمد في اعتقادات نوري السعيد وأحلامه بالمزيد من الوعود من دول الحلفاء, متناسية معاهدة "سايكس – بيكو" التي قسمت المشرق العربي بين نفوذ بريطاني وآخر فرنسي , أثناء المراسلات التي جرت بين شريف مكة حسين بن على , والسير مكماهون , القائم بالأعمال البريطاني في مصر؛ انظر محمد عزيز دروزة – مصدر سابق- ص63, ووعد بلفور الذي على أساسه قام وطن قومي لليهود في فلسطين والذي أصبحت محور القضايا العربية بل وحتى العالمية؛ انظر د. إبراهيم خليل احمد- مصدر سابق – ص 426 , وكل المعاهدات التي وضعتها دول الحلفاء مع الأقطار العربية, انظر السيد عبد الرزاق الحسني- مصدر سابق – ص205 وما بعدها , علما أن نوري السعيد نفسه لا يتوقع من ريتشارد كيسي , وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط المقيم في القاهرة , أن يراجع تفاصيل العهود والوعود المقطوعة قبل أربع وعشرين عاما , ومطالعة جميع المناقشات التي جرت منذ ذلك الحين ؛ انظر سعاد رؤوف شير محمد – مصدر سابق – ص 251)).
10. بعد اقل من شهر من ذلك الاجتماع عقد اجتماع في لندن لمناقشة القضية الفلسطينية أطلق علية " مؤتمر الدائرة المستديرة" حضره ممثلو حكومات العراق ومصر والسعودية واليمن وشرق الأردن إضافة إلى الوفد الفلسطيني وتفاديا للاحتكاك بفرنسا لم تدع الحكومة البريطانية ممثلين عن سوريا ولبنان ؛ انظر سعاد رؤوف شير محمد- المصدر السابق- ص229؛ وانظر محمد عزيز بشير- جنوب السودان- ترجمة اسعد حليم- الهيئة المصرية العامة – د.ط – د.م- 1971- ص 23 .
11. المصدر السابق – ص 249.
12. د.جهاد مجيد محي الدين – المصدر السابق – ص 71.
13. سعاد رؤوف شير محمد – المصدر السابق – ص 250.
14. خالد صبحي احمد الخيرو- السياسة الخارجية العراقية بين 1945- 1953- ط1- بغداد 1986- دار القادسية- ص69
15. د. جهاد مجيد محي الدين – المصدر السابق – ص73.
16. المصدر السابق – ص 74؛ وانظر سعاد رؤوف شير محمد- المصدر السابق – ص250 وما بعدها , (( باعتقادنا حاول نوري السعيد إبعاد مصر عن هذا الاتحاد لما لمصر من ثقل سكاني من الممكن أن يؤثر في قيادة هذا الاتحاد , وفيما لو كان التمثيل فيه أو قيادته حسب الكثافة السكانية , كما أن التمثيل الدبلوماسي البريطاني فيها آنذاك كان على درجة وزير مفوض , وهذا يعطيها حضوه اكبر مما لنوري لدى البريطانيين , أي إن قيادة هذا الاتحاد بأي حال من الأحوال سوف تكون بيد المصريين , وهذا ما كان لا يرجو أن تصير الأمور إليه , أما عن المملكة العربية السعودية , فانه حاول إبعادها في بداية الاتحاد لما معروف من عداء بين الأسرة الهاشمية والأسرة السعودية , إضافة إلى الاقتصاد السعودي الذي بدأ ينمو بشكل واضح بعد اكتشاف النفط فيها , وارتفاع فائض الأموال بالقياس إلى عدد نفوسها , وهذا بطبيعة الحال يعطيها ثقلا اكبر في قرارات هذا الاتحاد , ومن الاطلاع البسيط على سياسة نوري السعيد طيلة الفترة التي شارك فيها بصناعة القرار في العراق , أي منذ تشكيل أول حكومة عراقية تحت الانتداب البريطاني , إلى هذه الفترة كان نوري يحاول أن يبرز نفسه فوق الأحداث , ويرضي طموحاته الشخصية , وفي مشروعه هذا أراد أن يكون صاحب السبق والمتبني الأفضل للمشروع الجماهيري العربي , وكان يعتقد إن الالتزام البريطاني له مطلقا , على انه حتى في حالة اختلافه مع أسياده البريطانيين يهرول مسرعا للاعتذار لهم عن اختلافه معهم , فبعد أن انتهى من خطابه في مؤتمر لندن " أو اجتماعات الدائرة المستديرة " بخصوص القضية الفلسطينية قال ما نصه " أود أن لا أكون قد صدرت عني كلمة ما تجرح شعور أي فرد بريطاني , إذ إنني اعلم بان البريطانيين أصدقاء صميميون لي , فإذا صدر مني ما يجرح الشعور فيكون عذري في ذلك شعوري بالواجب الذي يحتم علي إعلامكم كيف تنظر البلاد العربية إلى سيادتكم " ؛ انظر سعاد رؤوف شير محمد – المصدر السابق – ص 234 .
07-08-2008
|