عراق المطيري - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6303 Iraq_almutery@yahoo.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مما لا شك فيه أن الأيام القادمة حبلى بالأحداث الهامة على الصعيد القومي العربي والعراقي المحلي كنتيجة طبيعية لإصرار جماهير شعبنا المظلوم على إسقاط حكومة الاحتلال التي وصلت إلى نهاية مشوارها التعيس وهذا ما تلاحظه مع الحركة السريعة التي يبدو عليها الجميع مع اقتراب شهر رمضان الكريم من نهايته وبداية فترة جديدة تتجاوز خمول الصيام مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بلا كهرباء وقد تسبب هذا في حالة من الارتباك والرعب بينهم ترجمه تقاذف التهم بينهم في عمليات النهب المنظم على مستويات وزراء حكومة الاحتلال فدفعت تلك الحالة أقلامهم الخائبة إلى العودة للنيل من فترة الحكم الوطني وقيادتها المناضلة والعمل على خلق أرضية مناسبة يعتقدون أنها ستساعد في تخفيف الضغط الشعبي المتصاعد وكسر طوق العزلة والملل الشعبي الذي أصبح خانقا لهم يلاحقهم ليضعهم تحت مقصلة حساب الجماهير التي لا تتراجع عن حقها خصوصا بعد أن بلغ من عمر الاحتلال الأمريكي البغيض لقطرنا الغالي أكثر من ثمان سنوات جاهد فيها شعبنا بكل أطيافه جهاد الأبطال الرساليون بشكل قل نظيره بين شعوب العالم وبعد أن نجح شعبنا ومقاومته البطلة وتمكن من شل حركة العدو ومنعه من الاندفاع في تنفيذ مخططه الذي كان يستهدف كامل امتنا العربية ونجح شعبنا في دفع الغازي إلى حافة الهاوية باعتراف الأعداء وحسب ما تعلنه أركان إدارته ذاتها في اقتصاده وفي قدراته العسكرية القتالية واهتزت مكانته كأكبر قوة عالمية وفي تقنية سلاح الموت والدمار التي يمتلكها وعجزه عن صد هجمات المجاهدين الإبطال النوعية بل عجز حتى عن التقليل منها فكانت مردودات العدوان عكسية بكل نتائجها وانقلبت لصالح العراق شعبا ونظام حكم وطني وصدقت توقعات القيادة ورؤيتها في انهيار الأنظمة العميلة التي كانت نقاط مثابة لتدمير العراق تباعا رغم التطبيل والتزمير والحملات الإعلامية التي نلاحظها جميعا لتغير صورة الواقع الأليم الذي يعاني منه وجعل ارض القطر لهيب يحرق مرتزقته وعملائه وسيدفعه إلى الهروب يتبعه أذنابه خونة الشعب بعد أن دفعه إلى الاختباء في جحور محصنة كان يتصور أنها بعيدة عن نيران الإبطال دون أن يحقق أهدافه التي خطط لها.
إن حجم تضحياتنا كان كبيرا جدا وغاليا جدا لأنه من دمائنا وحياة شعبنا لكن انتصارنا كان أعظم واكبر جعل منها هينة رخيصة حيث تعمقت إلى ابعد حد أواصر التناخي والتعاون بين كل الشعب وقيادته لصد عدوان تحالف الاحتلال والشر خصوصا بعد أن انكشف زيف وبطلان كل الادعاءات التي كانت تسوق لشن الحرب والعدوان على عراقنا الغالي وانحطاط عملائه إلى قاع الرذيلة والعار.
خلال عقود كان الشعب العراقي ضحية لحملة إعلامية حاولت واهمة شيطنة نظام الحكم الوطني لتجعل حاجز عازل بين القيادة والشعب ليعيش كل منهم في وادي يسهل الانقضاض عليهما فلا ينجح أي جهد جماهيري بدون قيادة تخطط وتبرمج ذلك الجهد في نفس الوقت الذي لا تنجح أية قيادة في تنفيذ برامجها الإصلاحية والتنموية بدون قواعد شعبية لتنفيذ تلك البرامج تكون فيها غاية ووسيلة فقد انصب الجهد المعادي باتجاهين داخلي يشوه صورة كل المنجزات الجبارة ويقلل من قيمتها في نفس الوقت الذي يعمل على بث الإشاعات والفتاوى الدينية التي تحرف الشريعة وتجيز المحرم وسيل لا ينقطع من الأكاذيب والفريات التي تصب في اتجاه واحد ليحبط ويقلل أو يشوه حجم التلاصق الجماهيري مع القيادة وخارجي لتخويف دول الجوار من خطر غير موجود لتوسع عراقي على حساب دول الجوار العربية وغير العربية فدعوة القيادة العراقية الوطنية لإعادة تثبيت الحدود تعتبر أطماع والدعوة لتحرير الأراضي العربية المغتصبة كطنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى والاحواز العربية من دنس الاحتلال الفارسي مثلا لا حصرا كانت تفسر على أنها نوايا وتوسعات عراقية عدوانية على حساب دول الجوار.
إذا كان فينا من صدق تلك الادعاءات الكاذبة وتعاون لسبب أو لآخر مع المحتل أو مع عملائه بأي اتجاه كان فانه الآن أصبح على يقين انه أنساق في غفلة من نفسه وغفوة لضميره خلف من دمر بلده وأجاع شعبه وعاد إلى الصف الوطني تملؤه حسرة وندم اكبر منها ليشارك أخوته في الدفاع عن العراق العظيم ويعمل بجهد استثنائي ليعود إلى مكانه الطبيعي كلاعب أساس في المنطقة والعالم حتى أصبح العملاء وأسيادهم في عزلة تامة عن الشعب واتسعت الفجوة حتى صارت الفاصلة بينهم كل ارض العراق.
إن ما يثير الاستغراب والدهشة الآن أننا نشاهد من بقى من الطبالين للاحتلال لازال يصر بعناد بالغ على مغالطات الاحتلال التي روجها لتبرير غزوه البغيض للقطر أكثر من ذات الاحتلال لان مصالحه كانت معلقة أثناء الحكم الوطني أو خشية أن يفقد ما اكتسبه من السحت الحرام المسروق من قوت الشعب العراقي أو أملا في الحصول على منصب في هذه الكتلة أو تلك وكأننا لا نشاهد التصفيات الجسدية ولا نتعامل مع مليشيات القتل الجماعي بالمفخخات أو كأن مقابرنا خلت من الجثث المجهولة الهوية أو كأن الفضائيات لا تتحدث أبدا عن كشف السرقات والفساد المالي والإداري في حكومة الاحتلال أو كأن مفردات البطاقة التموينية صارت تفيض عن حاجة المواطن أو كأن الخدمات اكتملت حتى صار المواطن العراقي يتمنى أن ينقطع التيار الكهربائي ليتذكر طعم الحر ويعيش قيض العراق اللاهب ولو لساعة أو كأننا لا نعرف الكتل الكونكريتية وأكياس الرمل داخل المدن تقطع أوصالها وصرنا نبحث عن نقطة تفتيش في أي شارع من شوارعنا فلا نجدها وكأن البلاد عادت إلى سابق عهدها بلا أمي واحد بحسب إحصائيات الأمم المتحدة وكأن أطفالنا يرفضون مغادرة بنايات مدارسهم لأنها توفر لهم حتى ساحات اللهو واللعب وكأن حدودنا في ظل الاحتلال وحكومته آمنة مهابة لا تقترب منها حتى جرذان الدول المجاورة ولفرط الديمقراطية في بلادنا صرنا نسقط الحكومة في اقل من شهر لأنها لا تهتم بتوفير سيارات حديثة بآخر موديل بعدد أفراد الشعب ولا توفر سائقين بساراتهم لنقل كل طفل من أطفالنا الرضع على حده إلى مربياتهم لا بل صرنا نسقط الحكومة قبل تشكيلها لان نوع واحد من الدواء غير متوفر في إحدى المستشفيات ولديمقراطيتنا التي وفرتها لنا أمريكا صار في العراق سجن مؤقت واحد يتنزه فيه المجرم القاتل أن وجد عبارة عن فندق ما الضير من جعله عشرة نجوم ولان ديمقراطيتنا غاية في التفرد على طريقة العميل المزدوج نوري المالكي الذي قال (( هو احد يكدر يوصلها حتى ننطيها )) وبذلك اثبت الرجل أن لا مجال للطائفية في العراق الديمقراطي الحر ما بعد الاحتلال.
إن الخوف من نتائج السقوط القريب بإذن الله دفع بحكومة الاحتلال إلى البحث في كل الزوايا التي يمكن أن تمتص الغضب الشعبي وافتعال الأزمات والتسابق ظاهريا إلى الانحياز إلى خانة الجماهير وركوب موجة مطاليبها المشروعة ولكن حجم الهوة اكبر من أن يعالج فقد فات الأوان وتوحد صوت الشعب لطرد تحالف الاحتلال وإتباعه ولا بديل عن النصر الحاسم بإذن الله.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: