معتقلات في التاريخ (4)
معسكر اعتقال آوشفيتس KZ Auschwitz
الموسوعة الألمانية ترجمة : ضرغام الدباغ
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2031
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
معسكر اعتقال (Konyentrationslager Auschwitz) ويطلق عليه اختصاراً (KZ Auschwitz)، كان معسكر وكمجمع اعتقال، في العهد النازي (ألمانيا)، يتألف كمجمع من ثلاثة معسكرات شيدت على التوالي. ومجمع المعتقلات هذا كانت واجباتها مزدوجة : كمعسكر اعتقال وكمعسكر إبادة.
ويتألف المعسكر من معسكر اعتقال آوشفيتس 1 (المعسكر الأصلي)، ثم معسكر الإبادة بيركيناو (Birkenau)، ثم معسكر الاعتقال آوشفيتس 2، ثم معسكر اعتقال مونوفيتس (Monowitz) ثم نحو 50 مجمع خارجي اعتبرت كملاحق، المعسكر كان يقع ضمن أراضي ألمانية، ثم اعتبرت بولونية بعد الحرب العالمية الثانية.
كانت قوات ال (SS) التابعة لوزارة الداخلية، هي من تدير هذا المعسكر وسائر معسكرات الاعتقال. منذ عام 1940 حتى عام 1945 على الأطراف الغربية للبلدة البولونية (Oswiecim) وأسمها الألماني الأصلي هو آوشفيتس (Auschtiz) واشتهرت بهذا الاسم.
كان يتم نقل من يجري اعتقالهم بواسطة القطار، من كافة أرجاء أوربا، إلى معسكر اعتقال أوشفيتس. كان اليهود يمثلون نحو 90% من المعتقلين، وكان انحدارهم الوطني : بلجيكا، ألمانيا، فرنسا، اليونان، إيطاليا، يوغسلافيا، لكسمبورغ، هولندة، النمسا، بولونيا، رومانيا، الاتحاد السوفيتي، تشيكوسلوفاكيا، وهنغاريا. وأعداد القتلى في هذا المعسكر فقط تربو على 1,100,000 إلى 1,500,000 إنسان بين رجل وإمرأة وطفل.
بتاريخ 27 / كانون الثاني / 1945، قام الجيش السوفيتي الأحمر بتحرير مجمع المعتقلات، ومنذ ما بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت أوشفيتس رمزاً للهولوكوست، (التصفية العرقية والإبادة البشرية) ويعتبر يوم تحرير معسكر آوشفيتس في ألمانيا، وفي العالم منذ عام 2005، رمزاً لضحايا النازية الهتلرية.
في 1 / شباط / 1940، أوعز قائد الحرس النازي (SS) هاينريش هيملر (وكان وزيراً للداخلية أيضاً)، إلى مفتش السجون والمعتقلات ريتشارد غلوكس، وأعطاه الإشارة ، الشروع بتأسيس سجون لتكون كمعسكرات اعتقال، وكمجمع معتقلات، على أن تقام في المناطق الشرقية من الأراضي الألمانية القديمة، التي أعاد الجيش الألماني احتلالها مجدداً بعد الحرب العالمية الثانية. وفي توجيه القائد هيملر، أشار إلى أسم آوشفيتس كموقع مقترح لهذا المعتقل.
وبعد اختبارين أجراهما غلوكس، ورودولف هوس (لاحقاً سيكون مديرأ للمعتقل)، توصلا إلى القرار إلى تأسيس معسكر اعتقال آوشفيتس، وبعد ذلك أمر هيملر في يوم 27 / نيسان / 1940 بتشييد معسكر اعتقال آوشفيتس.
كان اختيار الموقع موفقاً من حيث المواصلات. وبلدة أوشفيتس كانت في القرن التاسع عشر تعود لإمبراطورية النمسا والمجر، وفي ذلك الوقت تلتقي بخط سكة حديد فيينا ــ كراكاو. وهذه سهلت من عملية ترحيل اليهود من الكثير من أرجاء أوربا إلى آوشفيتس. وكانت البيئة المحيطة بآوشفيتس ذات الكثافة السكانية المنخفضة، بأنهارها الجارية، والموانع الطبيعية، تجعلها كمنطقة مغلقة، وتعيق عمليات الهروب. وبعيدة عن أنظار العامة.
والمعسكر الذي نطور وأشغل مساحة كبيرة، ابتدأ بمعسكر واحد سمي ب " معسكر التجميع " كان غالباً ما يطلق عليه ، معسكر اعتقال آوشفيتس (KL Auschwitz). وقد أقام رجال ال (SS) معسكر التجميع هذا في موقع معسكر سابق للجيش البولوني. وكانت أبنية المعسكر قد شيدت حديثاً نسبياً، لذلك كانت جيدة. وفي 20 / أيار / 1941 وصل أول المعتقلين إلى المعسكر.
ومعسكر التجميع أصبح لاحقاً مركزاً للإدارة. وفي آذار / 1941 أمر هيملر بتوسيع المعسكر، إلى قرية مجاورة، حيث شيد القسم 11 Block 11)) كان يضم سجناً (سجن داخل المعتقل ..!) وموقف ضيق للغاية لا يتيح الجلوس لمن يسجن فيه (للتعذيب)، ثم كان هناك جدار مصبوغ باللون الأسود لإطلاق النار على من يتقرر إعدامه. وبعد محاولة هروب، أرسل رجال الحرس من ال(SS) المعتقلين على هذا المكان وحكم عليهم بالموت جوعاً.
في 1 / آذار / 1941 أستلم مدير المعتقل رودلف هوس أمراً من هيملر بمناسبة زيارته التفتيشية لمعسكر التجميع. بتشييد معسكراً إضافياً للعمل يتسع 100,000 معتقل. وهذه الحجم أتسع فيما بعد ليبلغ 200,000 معتقل. ففي تشرين الأول / 1941 ابتدأت أعمال بناء المعسكر الثاني العملاق. وقد أجلي سكان قرية برزيزنكا (Brzezinka) وأسمها الألماني بيركيناو (Birkenau) وأقيم مكان البيوت مهاجع المعتقلين.
لجهة الإدارة كان معسكر التجميع قد عين مقراً لها. وفي منطقة أوشفيتس ــ بريكناو شيد رجال ال(SS) معسكر الإبادة، بهدف استخدام الصناعة في إبادة البشر. وفي هذا المكان جرى إبادة ما يزيد على المليون إنسان, الجزء الأعظم منهم كانوا من اليهود، والغجر، كان قد جيئ بهم من أرجاء أوربا.
كان هناك ما يسمى " البيت الأحمر " وهو بيت منعزل في أطراف المعسكر، أستخدم ابتداء من 20/ آذار / 1942 للمرة الأولى للإبادة بواسطة استخدام الغاز. ثم جرت تسميته بالبيت الأبيض واستخدم أبتداء من أواسط عام 1942 كموقع يستخدم به الغاز القاتل. وابتداء من النصف الأول عام 1943 بدأ تشغيل محارق الجثث الأربعة، والتي كانت في الطابق الأسفل لغرف الغاز الكبيرة.
كانت الأماكن المنفردة (عدا مهاجع المعتقلين) التي كانت تقدر ب 1,7 كيلومتر مربع كانت غرف الإبادة التي تتألف من الأقسام (وهكذاA, B, C, .... ) على التوالي، مخصصة للمجاميع التي يتقرر إبادتها. وكان هناك على الجانب الأيمن (على يمين المدخل) مهاجع من الخشب للنساء والأطفال من هم تحت سن ال14 عاماً.كما كان هناك معسكراً يسمى معسكر العائلات. وهو معسكر للنساء (القسم B4 ) وعلى الجانب الأيسر كان هناك أقسام من الحجر للرجال. ومنذ صيف عام 1944 أستلم السلطة في بودابست (عاصمة هنغاريا) القوميون الاشتراكيون، وكان الضابط النازي أيخمان يدعم هذه الحركة لذلك جلب المزيد من اليهود واعتقلوا في هذا المكان.
وإلى جانب اليهود، كان الغجر ملاحقون أيضاً والذين خصص لهم قسم خاص في المعسكر أطلق عليه " قسم الغجر ـ آوشفيتس ". وهنا كان جوزف منجيل يعمل في إجراء الاختبارات على البشر.
في معتقل أوشفيتس ــ مونوفيتس، سميت لاحقاً معسكر اعتقال مونوفيتس. كان على المعتقلين في هذا القسم القيام بأعمال السخرة (العمل القسري) . وكان هذا المعسكر متميزاً من بين معسكرات الاعتقال، شيدت بالمبادرة والتكاليف كمواقع عمل وإنتاج، منذ عام 1941 في هذا الموقع مونوفيتس، وجرى ربطها بسكة حديدية، افتتحت في 18/ تشرين الأول / 1942 وابتدأ بالعمل. وارتبطت منذ تشرين الثاني / 1943 مع المعسكر الأصلي وأيضاً معسكرات صغيرة بإدارة واحدة.
كانت المعسكرات الخارجية تعتبر إدارياً كملاحق تابعة للمعسكر الرئيسي أوشفيتس 1 حتى تشرين الثاني / 1943. ولكن ال(SS) كانوا يطلقون فيما بينهم عليها: معسكر العمل، المعسكر الخارجي، مقر القيادة، أو المعسكر الفرعي، أو ال (KZ) أو معسكر العمل (SS).
وكانت المعسكرات الخارجية في بعض الأحيان في موقع آخر وحتى خارج المكان إدارياً (ربما في ناحية أو قضاء آخر) وضمن منطقة نهري الفستولا وزولا، بمساحة تقدر بنحو 40 كيلومتر مربع غير بعيد عن معسكر آوشفيتس. ومن بينها معسكر: آلتهمر والمعسكر الخارجي بيلاشهمر، والمعسكر الخارجي آينتراختهوته، والمعسكر الخارجي فورست كروبه، والمعسكر الخارجي هيندينبيرغ، والمعسكر الخارجي سانينه كروبة، ومعسكر العمل (SS) نوي داخس، وكذلك معسكر العمل كراكاو ــ بلاسوف. وفي بعض المعسكرات الخارجية كان على المعتقلين العمل في المناجم، وفي أخرى الأعمال الزراعية .
الموقع الجغرافي
خلال "عملية هنغاريا" كانت المحرقة في معسكر آوشفيتس معبأة وتعمل بأقصى طاقة. ومن أجل أستيعاب زخم العمل، فقد أقيمت حفر للحرق إضافية سرية من قبل القائد البيرتو أيرا.
والمعسكر الرئيسي (آوشفيتس 1) والذي كان في السابق معسكراً بولونياً (للجيش) أسس ال(SS) معسكراً آخر إلى غربي مدينة آوشفيتس، في منطقة يتداخل فيها الحدود بين الحدود الألمانية القديمة، وتلك التي خسرها الألمان بنتيجة الحرب العالمية الأولى ومنها منطقة آوشفيتس تحديداً.
أما معسكر الإبادة بيركنباو (Birkenbau) أو (آوشفيتس 2) فقد تأسس في خريف عام 1941 على مبعدة 3 كيلومترات شمال غرب المعسكر الأصلي آوشفيتس 1. وبذلك اتسعت المساحة الإجمالية إلى نحو 40 كيلو متر مربع وهي منطقة على شكل مثلث.
كان معسكر (آوشفيتس 3) فقد تأسس في نهاية شهر تشرين الأول / 1942، بواسطة شركات إنشاء (I.G. Farben AG)، وكان يقع 6 كيلومترات شرقي المعسكر الأصلي على أراض معامل شركة بونا التابعة للشركة الأم (I.G. Farben AG).
نجحت الجهود بتأسيس خط سكة حديدية بأتجاه الشمال بأتجاه وارسو وبريسلاو، (ثم إلى برلين). وبأتجاه الجنوب بلغت شبكة السكك الحديدية بأتجاه براغ، بودابست، وفيينا، وبراتيسلافا. وطريقان يتجهان شرقاً بأتجاه كراكاو، ومن ثم إلى أوكرانيا والاتحاد السوفيتي.
هيكلية الإدارة العامة
بموجب الخارطة التي كانت من نتائج الحرب العالمية الأولى، كانت (Oswiecim) الأسم البولوني لما كان يسمى آوشفيتس في سياق التعديلات الاصلاحية، في إطار تعديلات إدارية غيرت من الخارطة شملت مدن وقرى أخرى. وبعد ثلاثة أيام فقط من بدء الحرب العالمية الثانية، في 4 / أيلول / 1939، أنتشرت وحدات من الجيش الألماني وأخذت بلدة آوشفيتس، وبعد شهر واحد استعادت الدولة الألمانية ما فقدته في الحرب العالمية الأولى. وإضفاء الشرعية من خلال الأحتلال الألماني للأرض حدث في 21 / كانون الأول / 1939 من خلال ما سمي " قانون إدخال الأراضي الألمانية في نظام البلديات في مناطق شرق ألمانيا" (5)
في 30 / تشرين الثاني / 1940 أصبحت المدينة التي استعادت أسمها القديم، آوشفيتس، المركز الإداري لمنطقة إدارية جديدة، تألفت هذه المنطقة الإدارية من بلدة آوشفيتس والبلدة المحيطة بها بابيتس، وبيركيناو، وبروشكوفيتس، دوريا، كلوتشنيكوفيتش، مونوفيتس، بوريمبا ــ فيلكا، ستارا ــ ستاوي، فولسينيتس، وزابروس الشرقية. والمنطقة المحيطة بآوشفيتس في القسم الغربي جزءاً من محافظة كاتوفيتس.
متزامناً تقريباً، مع قرار هيملر ببناء المعسكر، بدأت دائرة " دائرة الأراضي المركزية " كدائرة عمل خدمية تابعة ليهملر في مهمته " مفوض الرايخ لتعزيز الدولة الألمانية "، وفي نيسان / لعام 1940، بدأ مصادرة وطرد، ممن يعيشون في هذه المنطقة من السكان، وكان من بين من شملهم قرار الطرد من وصلوا إلى معسكر الاعتقال ومن هؤلاء شخصيات حكومية بولونية ورجال كنيسة.
في الوقت الذي أتخذ فيه قرار توسيع المعسكر في آذار / 1941، أعلنت قيادة ال (SS) أن المناطق المحيطة بالمعسكر هي مناطق خاصة، وحددتها وأعتباراً من 31 / أيار فصلت من الإدارة المحلية، وهذه كانت هي الخطوة الأولى فقط على طريق الاستيلاء على أراضي أخرى وتحويلها كملاحق لمعسكر أعتقال آوشفيتس التابع لإدارة ال(SS).
وكانت مفاوضات ال(SS) مع سلطات الإدارة المحلية المدنية في مزيد من الاستيلاء على الأراضي وتحويلها لمعسكرات أعتقال في المنطقة ذاتها، تواصل حتى أواسط عام 1943. في هذا الوقت كان مجموع مساحة المعسكر تابعة إدارياً لمنطقة (Gutsbezirk) ومن بينها معسكر الإبادة المسمى بيركيناو، ومعسكر العمل الذي يسمى مونوفيتس والذي كان خارج حدود منطقة ال(SS).
في 31 / أيار / 1943 تمكن رئيس الإدارة في منطقة شليزيا العليا فريتز براخت، أعتباراً من 1 / حزيران / 1943 تأسيس إدارة محلية للمنطقة التي يقع فيها مجمع معتقلات آوشفيتس. ومن الآن فصاعداً ينبغي أن يكون ممسكاً بوظيفة مفوض المكتب مع كافة سلطات الإدارة المدنية. الهيكلية الإدارية لإدارة المحافظة، كانت موجودة حتى تحرير المعسكر بواسطة القوات السوفيتية.
غرف الغاز ومحارق الجثث.
القتل الجماعي بواسطة وسائل صناعية، حدثت في العديد من الأبنية والمواقع. البناية الرئيسية لرجال (SS) هي صب المادة السامة (Zyklon B) في أجهزة غرف الغاز. ومن أجل السلامة النفسية لرجال ال(SS) كانوا يختارون فرقة من المعتقلين ويرغموهم على العمل (قتل زملاؤهم) في نقل جثث الموتى المعدومين في غرف الغاز، من غرف الغاز إلى محارق الجثث، في الأفران أو في حفر الحرق.
مسيرات الموت / تحرير المعسكر.
بين 17 ــ 23 / كانون الثاني / 1945، قام رجال ال(SS) بإخلاء نحو 60,000 معتقل من المعسكر. وهذا يعني أن قسم منهم قد إعدامهم رمياً بالرصاص، وآخرين اقتيدوا في مسيرة موت بأتجاه الغرب. وبتاريخ 27 / كانون الثاني / 1945 تم إنقاذ ما تبقى منهم أحياء وتحريرهم من قبل الفرقة 322 مشاة السوفيتية التابعة للجبهة الأوكرانية الأولى. توفي منهم في الأيام التالية نحو 7000 معتقل بعد تحريرهم لسوء حالتهم الصحية رغم تقديم المساعدة الطبية لهم، إذ كانوا في الرمق الأخير. وفي الأيام التالية تحرر عدد آخر يناهز 600 ـ 830 معتقل.
أعداد الضحايا.
بين عامي 1940 وعام 1945 تم تسجيل أكثر من 400,000 معتقل في معسكرات الاعتقال الثلاثة آوشفيتس ومعسكراتها الفرعية. كان حوالي الثلثين من المسجلين من الرجال، والثلث الآخر من النساء.
ولكن الأعداد الحقيقية لمعتقلي آوشفيتس في الواقع أعلى بكثير، ومعظم المعتقلين لم يسجلوا، وأخذوا فوراً من الاستلام إلى غرف الغاز. في العقود الأولى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اختفت بعض سجلات المعتقلين، وفي كثير من الحالات كان الأمر يجري بالتقديرات فحسب. وأعداد الذين قتلوا في أوشفيتس يتراوح بين 1,1 مليون إلى 1,5 مليون ضحية.
المتعلقات الثمينة للقتلى جمعها رجال (SS) في عدة غرف من معسكر الاعتقال، ثم أرسل الذهب خاصة إلى العاصمة برلين.
تمكنت أعداد قليلة من المعتقلين الأوائل من الهروب في مرحلة بناء المعسكر، وتمكنوا من إيصال تقارير حول الموقف والوضع في المعسكر إلى حكومات الحلفاء. وفي مرحلة ما بعد الحرب استفاد الحلفاء من هذه التقارير في محاكمات آوشفيتس.
الملاحقة القانونية لفريق الحراس، وموظفي المعسكر.
القسم الأعظم من منتسبي ال (SS) وكانوا نحو (8000) شخص كانوا في العمل داخل المعسكر، كانوا يعملون بدرجة رئيسية كحراس من وحدات خاصة وقياداتهم. وقيادة ال (SS) لكافة المعتقلات، كانت تعين الأشخاص والموظفين سواء في المعتقلات أو الملاحق التابعة لها.
مرحلة بعد التحرير.
مساعدة المعتقلين
مباشرة بعد تحرير مجمع المعتقل بدأت جهود تقديم الإسعافات والمساعدة لمن تبقى من المعتقلين، قدمها الجيش السوفيتي وموظفي الصحة البولونيين، والمواطنين البولونيين عامة. وساهم أيضاً الناجين من آوشفيتس بما فيهم الطبيب بيرتولد أبشتاين، والطبيب أوتو فولكن. والباقين ممن كانوا بدرجة لياقة صحية تسمح لهم بمغادرة المعتقل وعادوا إلى بيوتهم.
تلقى أكثر من 4,500 من المعتقلين المحررين ينتمون إلى أكثر من 20 بلد قدمت لهم العناية الصحية في مستوصف السجن. وكان أغلب المعتقلين يعانون من إسهال الجوع، توفي الكثير من المعتقلين المحررين بالرغم من تقديم المساعدات الطبية لهم. كما كان نقص عدد الموظفين الصحيين سبباً في ذلك.
بعد وقت قصير من التحرير كانت هناك ممرضة من الصليب الأحمر تعتني ب 200 مريض. ثم بدأ الوضع يتحسن. ثم تم تأسيس قسم خاص في المستشفى لعلاج المعتقلين المحررين، بما في ذلك قسم أمراض السل والطب الباطني، والطب النفسي.
وكان على المرضى الناجين (المعتقلين الأحرار) أن يتناولوا الغذاء بحذر شديد، وبسبب خبرتهم في حياة المعتقل كان كثير ممن تجري العناية بهم وقد أصيب الكثير منهم بصدمات نفسية لذلك كانوا يرفضون ويقاومون حقن الأبر للعلاج، لأن وجودهم الطويل في المعتقل كانوا يعلمون أن رجال ال (SS) كانوا يحقنون المعتقلين بحقن الفينول القاتلة (Pfenol)، وتدريجياً بدأ المعتقلون المرضى ممن بقي على قيد الحياة من مغادرة المعتقل في الشهور اللاحقة نيسان وأيار / 1945.
الاستخدام المؤقت كمعسكر اعتقال.
وحتى نيسان / 1945 أسست الإدارة العسكرية السوفيتية (SMAD) على ارض ما كان يدعى بمعسكر التجميع، ومعسكر بيركيناو مخيمات تسفير كمحطات. ألمان الرايخ، وسجناء حرب، ومدنيين ولا سيما من مقاطعة سيلزيا العليا اعتقلوا وبقوا هناك حتى خريف عام 1945 ومطلع 1946، بعدها سفروا إلى الاتحاد السوفيتي. ومجموعهم الكلي بلغ حوالي 12,000 معتقل. وبين نيسان 1945 وأيار 1946 توفي نحو 150 من هؤلاء المعتقلين. (6)
تقويض جزئي للمعتقل.
بعد تحرير معسكر اعتقال آوشفيتس، قامت الإدارة العسكرية السوفيتية بنقل ما هو قابل للنقل من المعدات بما في ذلك آلات من المصانع إلى الاتحاد السوفيتي. وكان من بين ما نقل أيضاً الوثائق، بما في ذلك 46 من سجلات الوفيات، كلها نقلت إلى الاتحاد السوفيتي، ولم تعاد إلى بولونيا إلا في عام 1992 حيث عرضت في متحف الدولة البولوني.
وعلى الأرجح منذ بداية عام 1946 قامت السلطات البولونية أيضاً بنقل ما تبقى من موجودات من المعقل. وفي عام 1964 وحده ثم تقويض نحو 200 من المهاجع الخشبية (البراكات) في بريكيناو، وأيضا قام سكان المناطق المجاورة بشراء مواد البناء وغيرها مما يمكن نقله من الموجودات.
1. سيلاحظ القارئ أن معسكر اعتقال آوشفيتس هو عبارة عن عدة معسكرات ضخمة، يلتحق بها معسكرات أصغر منها، وهكذا فإن هذا المعسكر هو في الواقع عقدة معسكرات عديدة، ضمت على مدار سنوات العمل فيها على ملايين من البشر, والعبرة من هذا التقرير هو ملاحظة أن النظام النازي قد أوجد فن إدارة معسكرات التصفية والإبادة. / المترجم.
2. سيرد كثيراً مصطلح ال(SS)
3. الأقسام أو المهاجع أسمها الأصلي (Barcke) وتقام عادة من الخشب، والأسرة بثلاثة طوابق من الخشب أيضاً والحشيات هي من القش.
4. المحرقة هي فرن لإبادة الجثث وجعلها رماداً، وهي مألوفة في أوربا، إلى جانب الدفن.
5. خسرت ألمانيا أجزاء واسعة جداً من أراضيها شرق ألمانيا، كما خسرت روسيا القيصرية جزءاً آخر، وتأسست على أراضي دولة بولونيا التي لم تكن موجودة ككيان سياسي، وفي الحرب العامية الثانية استعادت ألمانيا الأجزاء التي خسرتها، وكذلك فعل الاتحاد السوفيتي، ولكن بنهاية الحرب العالمية الثانية، كما استعادت بولونيا ما خسرته من أراض، بل وأضافت عليها، في حين لم يعد الاتحاد السوفيتي ما حصل عليه. / المترجم
6. عندما بدأت القوات السوفيتية تتقدم في المناطق السوفيتية والدول المجاورة وتطرد القوات النازية، عثرت على الكثير من ضباط الأمن الألمان، ورجال من جنسيات مختلفة كانوا عوناً لقوات الاحتلال، والحقوا الأضرار بالجيش السوفيتي وبالمقاومة ضد النازي، جرى اعتقالهم ومحاكمتهم. / المترجم
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: