البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التدخل العسكري الإيراني السافر

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4173


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يحفل الموقف العراقي بمفردات وتفاصيل متداخلة غير متناسقة، تبدو في كثير من الأحيان غير مفهومة، فالفعاليات في هذه الجهة أو تلك، قد لا تعني أمراً خطيراً بحد ذاتها، ولكن العبرة تكمن في مجموع الفعاليات وفي مغزاها الإجمالي. وإن شئنا أن نقيم تحليلاً إجمالياً للأحداث فهناك مؤشرات جوهرية، ونتائج، نلاحظ أنها لم تحسم بعد، ويبدو لنا ولكل مراقب موضوعي أن الحسم ما يزال أمراً بعيد المنال لماذا ....؟

القوى الخارجية المتدخلة في الشأن العراقي صارت واضحة المعالم والأبعاد، ولكل منها برنامجها وخططها، كما لكل منها قدراتها المادية والسياسية المتفاوتة في التأثير على الأوضاع، سواء على الصعيد السياسي، أو الصعيد العسكري، تتفاوت حيناً تتناقض، وتلقي أحياناً، وفي النهاية العراق يدمر وشعبه يقتل تحت أي شعار كان.

ومن نافلة الكلام القول أن العراق اليوم وبأبسط المقايس الموضوعية لم يعد دولة مستقلة، حتى من حيث المظاهر الخارجية. وتشير الوقائع والأحداث التي تجري وراء الكواليس أو على مسرح الأحداث مباشرة، إلى تواصل أنحسار سلطة الدولة المركزية مقابل أتساع مطرد لهيمنة القوى الأجنبية الفعلي على الأحداث، فلا تتشكل حكومة إلا بأذن من الولايات المتحدة الأمريكية، والأشخاص المشاركين في الحكم، ثم لابد أن ينالوا ويحضوا بموافقة الدولة الصفوية الإيرانية، وكل من الطرفين المتعاهدين المتشاركين في أحتلال العراق، شخصياته وعناصره وخطوطه التي تتعاون معه، وكل طرف يضع الفيتو على هذه الشخصية أو تلك، واللعبة تدور أشبه برقصة بذيئة خالية من أي لمحة فنية.

الولايات المتحدة تقدم السلاح والمال والمعونة المباشرة لأي طرف بمقدار ما يتلائم ذلك مع خططها، وتدير إيران أكثر من 25 ميليشيا مسلحة وتنتهج حرباً طائفية ضروس، بما في ذلك أقتلاع مجاميع سكانية كبيرة في مدن وبلدان وقرى واكتساحها وجرفها ومحوها من الخارطة وتشريد أهلها، والقتل العشوائي بالقصف المدفعي والصاروخي وبالطائرات (كقصف الحويجة 3/ حزيران)، وبكافة الوسائل المتاحة، وبهذه الحالة فهم يرغمون الطرف الذي يتعرض للتجريف أن يفعل كل ما بوسعه فعله ليتجنب الإبادة.

هذه ملامح معركة شرسة، تختفي فيها الأبعاد الوطنية أو الإنسانية، مقابل تصاعد يومي في التشدد والتعصب، والنهج الطائفي، والميل للأنتقام والثأر، وصرف الأنظار عن جوهر التناقض والصراع، من إطاره الوطني والقومي، إلى إطاره الطائفي، واليوم تتضح أبعاد صورة جديدة عابرة حتى للطائفية، فإيران تعتبر كل من لا يسير وفق مخططها في أحتلال العراق والمشروع الفارسي التوسعي في المنطقة عدواً لها، والأمر مطروح اليوم بوصفه هيمنة وسيطرة إيرانية، بل هو أحتلال بمواصفات جديدة وبمقاييس الظاهر منها، ديني / طائفي، والباطن يشير إلى أطماع استعمارية توسعية في العراق وفي المنطقة، والشعارات السياسية لتسويق هذه السياسة هي لافتات ورقية هزيلة تشير إلى محتوى جوهري هو إقامة الامبراطورية الفارسية، وهو ما لم يعد سراً مخفياً.

إننا في المجلس السياسي العام لثوار العراق نخاطب معسكرنا المتمثل بجماهير الشعب العراق بأسره، ففي خططنا أن العراق وحدة لا تقبل التجزأة، ولا نضع أي خطوط من أي لون بين مدينة عراقية وأخرى، ولا بين فئة أو شريحة عرقية / دينية / طائفية وأخرى، كأداة للنضال السياسي بكافة أشكاله من أجل أستعادة الاستقلال. فالشعب العراق خاض معاركه وشيد حضارته في التاريخ القريب والبعيد كقوة واحدة، وسنواصل هذا النضال المشترك أعتماداً على هذه القوة، لأنها تمثل إرادة الشعب العراقي، ولا تعبث بها صنائع مسيرة، القوى الخارجية ستفشل في ترويض هذا الشعب، والهزيمة هي مصيرها المؤكد.

في التطبيقات العلمية للعمل السياسي، هناك قاعدة علمية واضحة، تنص : لكل فعل رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه، الاحتلال والهيمنة والتهميش والاستبعاد، وسياسة الاجتثاث العلنية، ودستور أعرج، وقوانين مصابة بالحول السياسي، سوف لن تورث إلا مثل هذه النتائج، وقد اعترف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش قبل أيام أن ما فعله في العراق يعتبر جريمة العصر، فماذا يمكن أن يسفر عن إزالة دولة وحل جيشها، وإلغاء القوانين، وتسريح قوى الأمن، وتسليط شلل من اللصوص والحثالات والجهلة على بلد كان على وشك أن يغادر قائمة البلدان النامية، ترى ماذا يمكن أن ينجم عن ذلك .... ماذا يمكن أن يحدث مثلاً إذا قبلنا أن يجري حداد عملية لعين مريض ؟

مثل هذه الأمثلة البدائية حدثت وما تزال تحدث في العراق تحت الاحتلال .... إنها عملية تصحر واسعة النطاق تجري، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، والعالم صامت يتفرج، وتجدهم يتذرعون بحقوق الإنسان، ويتشدقون بالديمقراطية، سفاح دمشق يعلن على رؤوس الأشهاد وفي بوسائل الإعلام الرسمية ... إما أنا أو أمسح البلد ... ويجلب 7000 مرتزق من إيران وأفغانستان ولبنان ليحموا له عرشه المتهاوي، عالم يصمت عن جرائم إسرائيل في حصار شعب بأكمله، يقتل عشوائياً النساء والأطفال والشيوخ، ويسمح له بالحديث عن الديمقراطية ....

جازماً نقول ... أن القوى العظمى هي عظمى حقاً، لديها اقتصاديات جبارة، وجيوش جرارة، بوسعها أن تشعل الحرائق حيثما تشاء، ولكنها عاجزة عن إطفائها، أو إنهاء الأزمات والحروب كما تريد وتشتهي، وعجزت وسوف تعجز عن فرض قوانين طبيعية جديدة، وسوف تنهزم هذه القوى العظمى، وفق قاعدة لا يصح إلا الصحيح.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. ضرغام الدباغ
الأمين العام للمجلس السياسي العام لثوار العراق

المقال جزء من مقابلة تلفازية مع قناة المجد / غزة الصامدة، بتاريخ 3 / حزيران / 2015



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إيران، داعش، الدولة الإسلامية بالعراق والشام، معارك الأنبار، التدخل الإيراني في العراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-06-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، عبد الله زيدان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسن الطرابلسي، أحمد الحباسي، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، إيمى الأشقر، وائل بنجدو، د - عادل رضا، خالد الجاف ، مصطفى منيغ، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، محمود فاروق سيد شعبان، محمود سلطان، محمد أحمد عزوز، د - محمد بنيعيش، د- هاني ابوالفتوح، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، د. عبد الآله المالكي، فتحـي قاره بيبـان، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. طارق عبد الحليم، فتحي الزغل، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، نادية سعد، المولدي الفرجاني، محمد العيادي، د - الضاوي خوالدية، د - شاكر الحوكي ، صلاح الحريري، ياسين أحمد، مجدى داود، حسن عثمان، محمد الياسين، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، خبَّاب بن مروان الحمد، سيد السباعي، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، إياد محمود حسين ، ماهر عدنان قنديل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رشيد السيد أحمد، محمود طرشوبي، رافع القارصي، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، يزيد بن الحسين، محمد يحي، محمد شمام ، فوزي مسعود ، أحمد النعيمي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، رمضان حينوني، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - مصطفى فهمي، الهادي المثلوثي، سلام الشماع، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، طلال قسومي، رضا الدبّابي، كريم السليتي، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، كريم فارق، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، أنس الشابي، علي عبد العال، د- محمد رحال، جاسم الرصيف، صفاء العربي، د - صالح المازقي، العادل السمعلي، علي الكاش، إسراء أبو رمان، عبد الله الفقير، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، سعود السبعاني، أحمد بوادي، عواطف منصور، عمار غيلوفي، حاتم الصولي، منجي باكير، أبو سمية،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة