تدمير القدرات الكيماوية السورية
حسابات الربح والخسارة والفرح الساذج
د. ضرغام الدباغ - برلين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4584
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في الخامس من أيلول الجاري كتبت مقالاً بعنوان " لنبك على الشعب لا على الجزار " نشر في مواقع عديدة، سأقتطع منه مقاطع بدون تغير، للتذكير والتأكيد :
* في جميع الأحوال أشدد أن لا ينبغي أن نقبل بخيار التدخل الأجنبي بأي شكل من الأشكال، لسبب أجده جوهري ويتقدم على جميع الأسباب، وهو أن الأجنبي عندما يدخل يضرب ويحرق ويدمر (بلا وجع قلب ولا وخز ضمير)، فهؤلاء لا يحبونا، ولا يريدون لنا الخير، وعندما يتجشمون عناء قتلنا فلابد أن في ذلك مصلحة عظمى لهم أولاً، وللكيان الصهيوني المدلل على قلب الغرب الرأسمالي الإمبريالي / العولمي.
* التدخل الأجنبي في المشكلة لا ينطوي على حل كل المشكلة من الجذور حتى الفروع.
* نظام يطمئن الجميع عدا شعبه.
* الأوربيون والأمريكان والمدللة إسرائيل يريدون لهذا النظام أن يبقى، ولكن بطل الجريمة خرج وأبتعد كثيراً عن النص وحدود المسموح لذلك يستحق (العقاب) إلى جانب حقائق أخرى.
* الغرب ليس حريصاً على دمائنا لهذه الدرجة، النظام وليس سواه من أخطأ في إدارة الأمر من التململ حتى التذمر، والتظاهر، وأرغم الشعب على الثورة المسلحة. نطلق كلمة تحذير، أن أحذروا .... أحذروا ....... أحذروا ........ الآخرين يدققون في أدق التفاصيل، يفترشون الخرائط ويسيرون ببوصلة محكمة، ونحن نبكي مرة على الخروف ومرة على الجزار ...! بلا ملل أعيد التحذير .
والآن .... وبعد مفاوضات طويلة درست فيها أبعاد هذه القضية وأخرى غيرها، في منطقتنا العربية وفي العالم، في أتفاق هو أشبه بيالطا جديدة وخروج للقمقم الروسي، وإطلالة جديدة على السياسة العالمية في وقت تراجع أمريكي وغربي واضح، تم التوصل (14/ أيلول) في المقر الأوربي للأمم المتحدة بجنيف / سويسرا، وبحضور المندوب الأممي الإبراهيمي، لأتفاقية (تقول مصادر الخارجية الأمريكية أنه ليس أتفاقاً بل هو ضمن إطار تفاهم شامل) من بين بنودها جرد الأسلحة والمخزون الكيمياوي السوري وتدميره، وتذهب تفسيرات إلى تدمير البنى الأساسية لإنتاجه، وأخرى تذهب إلى الأسلحة الناقلة.
وما يهممنا هنا رصده وتحليله من المعطيات المادية العلنية :
1. أن الطرف الذي يفاوض على ما ينبغي أن تكون عليه الأمور في سوريا، هو روسيا ووزارة الخارجية الروسية، وهو تعامل غريب وكأن سوريا دولة ناقصة السيادة، وهذا غير مألوف في العلاقات الدولية.
2. أن المسافة بين المطالب السورية، وهي لا تتعدي تواصل حكم الرئيس الأسد فقط، أن لا تفاوض تحت التهديد، فرد الأمريكان أن التهديد باستخدام السلاح قائم، بل وسيصار لأستخدمه لدى المماطلة والتسويف.
3. نص الأتفاق على (بين المزدوجات هي نصوص مترجمة من وكالة الأنباء الألمانية ): " الولايات المتحدة وروسيا تطلبان من منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية الموافقة على إجراءات غير عادية " خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك " لتدمير برنامج الأسلحة الكيماوية السوري على وجه السرعة والتحقق بطريقة صارمة من ذلك ".
4. وجاء في الاتفاق الأمريكي الروسي حول الأسلحة الكيماوية السورية أن " الولايات المتحدة وروسيا تعملان معا على تبني قرار للأمم المتحدة بسرعة يضع موضع التنفيذ قرار منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك خطوات لضمان التحقق من التنفيذ وفاعليته. ويتعين على سوريا ضمان حق تفتيش أي المواقع وكل المواقع في سوريا على الفور ودون قيود".
5. " إذا لم تلتزم سوريا، بما في ذلك النقل غير المسموح به أو الاستخدام لأسلحة كيماوية من جانب أي طرف في سوريا، أنه يجب أن يفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراءات بموجب قرار يصدر على أساس الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ".
6. كما ينص الاتفاق الأمريكي على أنه يجب على سوريا أن تقدم في غضون أسبوع " قائمة شاملة تتضمن أسماء وأنواع وكميات أسلحتها الكيماوية وأنواع الذخائر وموقع وشكل التخزين والإنتاج والأبحاث ومنشآت التطوير. " وحسب الاتفاق فإن الطرفين الأمريكي والروسي يريدان أن يكون "تدمير الأسلحة خارج سوريا إذا أمكن ذلك". ويقول الاتفاق إنه " يتعين القضاء على منشآت تطوير وصنع أسلحة كيماوية ونظم إطلاق الأسلحة ".
7. ولعل أهم بند أثار ردود فعل مختلفة هو الإطار الزمني للقضاء على ترسانة النظام السوري الكيماوية. فقد حدد الاتفاق على أن " يتم القضاء الكامل على كل مواد الأسلحة الكيماوية ومعداتها في النصف الأول من عام 2014 ".
8. أعلنت سوريا وعلى الفور وعلى لسان مسؤولين رفيعي المستوى، أن سوريا ترحب بهذا الأتفاق وتتخلى عن ترسانتها من الأسلحة الكيميائية.
9. سارع المندوب السوري في الأمم المتحدة إلى الإعلان أن سوريا صارت رسميا عضوا في معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. بيد أن متحدثا باسم الأمين العام للأمم المتحدة نفى ذلك وأكد أن دمشق قدمت طلبا، لكن الإجراءات لم تنته بعد.
10. أعلنت مصادر علمية ألمانية عن استعدادها للمشاركة بتدمير الترسانة الكيميائية السورية، ويقدر خبراء أن عملية التدمير لها تكاليفها التي تفوق بعشرة أضعاف كلفة إنتاجها.
11. يقدر الخبراء أن ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية تبلغ بين 1000 ــ 1200 طن من أنواع مختلفة من الغازات السامة، وأشارت إلى ضرورة تأسيس مفاعل يولد طاقة حرارية عالية جداً تصل إلى 1200 درجة حرارة مئوية، وسيستغرق تدميرها فترة طويلة مخلفاً أبخرة بيضاء سيتم التعامل معها أيضاً لتلافي أضرارها، وستستغرق مدة نصب المعدات عاماً كاملاً، فيما سيستغرق التدمير وقتاً أيضاً يتعذر تقديره بحسب الكمية وسير عملية التدمير.
12. أعلنت مصادر علمية متخصص أن عملية التدمير ستكلف بين مليار، ومليار ونصف دولار.
وحري بنا أن نذكر في إطار حسابات الربح والخسارة :
1. أن سوريا كونت هذه الترسانة على مدى حوالي 40 عاماً.
2. عولت القيادة السورية أن هذا المخزون من الأسلحة سيشكل الرادع الاستراتيجي مع السلاح النووي للعدو الصهيوني ..!
3. بحساب كلفة إقامة المنشئات والأسلحة الكيمائية، وظروف إنتاجها في بلد نام كسوريا، فإن التكلفة كانت بالتأكيد باهظة قياساً إلى موارد بلد كسوريا.
4. النظام السوري لم يستخدم هذا السلاح ولم يلوح به قط أمام العدو المحتل لأراضيه الوطنية منذ عام 1967.
5. أستخدم النظام هذا السلاح عدة مرات بلغت ربما 11 مرة في أرجاء متفرقة من سورية ولكن بعبوات مخففة، لإخفاء آثارها، ولعدم إحداث ضجة دولة كبيرة.
6. أستخدم النظام الاسدي هذه الأسلحة في غوطة دمشق في أغسطس الماضي، بعبوة سامة ثقيلة على غير عادته، لأن رئيس النظام استشاط غضباً لقصف موكبه في دمشق في أول أيام عيد الفطر.
7. روسيا تتنكر لكل ما هو منطقي وعلمي وتقني وتدعي أن المعارضة قصفت نفسها، بغاز هرب إليها من جزر القمر ...!
8. متحدثة رفيعة ! أكدت أن المعارضة جلبت قتلى غارة الغاز من الساحل وقتلهم في غوطة دمشق، وأمنت لنفسها بذلك وظيفة في أفلام الفنتازيا في هوليود ...!
9. الغرب يريد ما يتكأ عليه ليلملم الفضيحة، ويقذف بالملف في سلة المهملات.
10. الأسد بكامل وعيه كرئيس عصابة، يهدد بأشعال الشرق الأوسط إذا تهدد، ووكيل وزارة خارجية النظام يقول لا يهمنا إن نشبت الحرب العالمية الثالثة.
11. نظام ملالي طهران، يهددون كالعادة بمسح الجيران وما وراء الجيران.
12. عندما تراجع الأمريكان عن الضربة العسكرية المحدودة، بمكانها وتوقيتها، ملالي طهران (علي لاريجاني) يقولون إنها دلالة على عقلانية الغرب، ومتى كان الغرب غير عقلانياً يا نظام الملالي ؟ هل كان احتلال أفغانستان مثلاً غير عقلاني ؟ أم احتلال العراق الذي عملتم فيها يداً بيد مع الأمريكان والإسرائيليين ؟.
13. العدو الاسرائيلي يريد تفاحتين بيد واحدة : بقاء النظام الاسدي لأنه أفضل ضمانة له، وتجريده من السلاح الكيماوي ليزيد إذلاله وإركاعه. وها هو قد حقق الأمر ويمسك بالتفاحتين بيد واحدة.
زبغنيو برجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق يطلق تصريحات مهمة :
ـ أن أمريكا أخطأت عندما طالبت برحيل الأسد.
ـ مصالح روسيا وأمريكا تتناقض أحياناً، ولكنها قد تتفق أحيانا.
ـ سر حماسة الروس، أنهم قلقون من انتشار (التطرف) إلى القوقاز.
ـ الولايات المتحدة تتصرف ويحكمها هاجس انحسار نفوذها في الشرق الأوسط.
ـ التدخل الأمريكي في سوريا مؤسف وتدمير الترسانة السورية سيضرنا على المدى البعيد !
ـ أبداء قلق حول مصير الأسد
ـ الروس تجنبوا حصول أمر لا يرغبون به.
ـ أخطئنا في سوريا، وينبغي أن لا نلجأ للقوة، إلا إذا كان الأسد غبياً وأستخدم الكيماوي مرة أخرى.
يلاحظ القارئ أني محيط بالأمر إحاطة جيدة، ولكن شيئ واحد لم أفهمه، أو تفهمه : كيف ولماذا ابتهلت عصابة الأسد وحلفاءهم، واستعادوا أنفاسهم المتقطعة حتى من مجرد تلويح بالقوة، حين صفحت عنهم أمريكا وقررت أن لا تضربهم اليوم، رغم أن عقلاء الدنيا كانوا يشمون رائحة اللعبة وليس صوت المفرقعات سوى عتاد خلبي في هذه المناورة (مجرد صوت مفرقعات) منذ بداية المناورة نعم مناورة فحسب.
لماذا كل هذا الأبتهاج بالتنازل عن أسلحة استراتيجية سواء من السوريين أو الإيرانيين، وأين أصبحت استراتيجية الممانعة الخرافية ! فما يحدث هو مأساة بكل المقاييس، هي في إطار تدمير الأمة وقدراتها، وهي ليست بعيدة عن ذلت المخطط الأمريكي ـ الإيراني ـ الإسرائيلي. فهذا المخطط يدور بوجوه جديدة، بأدوار جديدة، ولكن بنفس الهدف.
لا أحد يعتمد على دعم أجنبي ..... القوى الخارجية لا ترى القانون والأخلاق إلا عندما تتأثر مصالحها، الاعتماد كله أولاً وأخيراً على الشعب، فليس هناك مسؤول عما حدث ما سيحدث من كوارث سوى العصابة الاسدية ومن يقف خلفها ومعها، يفلسف ويبرر لها، وقد أصبح لعبة تتقاذفها السياسة الدولية، والسبب كله لأنه لا يريد أن يسلم بإرادة الشعب.
لا أحد يثق بالغرب بمقدار أنملة، وهل هذا معقول، فأيديهم وأيدي المتحالفين معهم والملوثة بالفساد والمؤامرة، والاتفاقات السرية، وتقاسم الأدوار، ما عرف منها وما بطن، هي ما تزال تمزق أحشائنا في العراق وأفغانستان، ناهيك عن الجرح النازف في فلسطين منذ 65 عاماً ....؟
ينطبق عليهم المثل البغدادي البليغ : بيع وأضحك، وعد الدخل وأبكي
------------
الملحق طياً :
(اتفاقية) وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في جنيف / سويسرا في 14 / أيلول ــ سبتمبر / 2013
إطار عمل للقضاء على الأسلحة الكيميائية السورية
( ترجمة غير رسمية )
آخذتين بعين الاعتبار قرار الجمهورية العربية السوري الانضام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، والتزام السلطة السورية بها بصورة مؤقتة قبل دخولها حيز النفاذ، تعلن الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية عن تصميمهما المشترك لضمان تدمير برنامج الأسلحة الكيميائية السورية ( CW) في أقرب وقت ممكن وأسلم طريقة ممكنة.
لهذا الغرض، إن كلا من الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية سيقومان خلال الأيام القليلة القادمة بإعداد وتقديم مشروع قرار يتضمن الإجراءات الخاصة بالتدمير السريع لبرنامج الأسلحة الكيميائية السورية والتحقق الصارم منه، ليصار إلى تقديمه إلى المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وسيستند هذا مشروع القرار، برأي الطرفين( الروسي والأميركي)، إلى المبادىء الواردة في الملحق( A) من هذا الإطار. وتعتقد الولايات المتحدة والاتحاد الروسي أن هذه الإجراءات غير العادية اقتضاها استخدام سابق لهذه الأسلحة في سوريا وتقلبات الحرب الأهلية السورية.
تتعهد الولايات المتحدة والاتحاد الروسي بالعمل معا من أجل اعتماد عاجل لقرار من مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يعزز قرار المجلس التنفيذي للمنظمة. وسيتضمن هذا القرار أيضا الخطوات اللازمة لضمان التحقق و التنفيذ الفعال، ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة، بالتشاور مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ، تقديم توصيات إلى مجلس الأمن للأمم المتحدة على أساس مستعجل بشأن دور الأمم المتحدة في القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية السورية.
الولايات المتحدة والاتحاد الروسي متفقان على أن قرار مجلس الأمن الدولي هذا ينبغي أن يكون خاضعا للمراجعة الدورية المنتظمة لجهة التقيد به وتنفيذه في سوريا وفق قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وفي حال عدم امتثال(الحكومة السورية) به، بما في ذلك النقل غير المصرح به للأسلحة الكيميائية، أو استخدامه من قبل أي شخص في سوريا، ينبغي على مجلس الأمن الدولي فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
إن مشروع قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ، المعد من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، يدعم تطبيق المادة الثامنة من اتفاقية الأسلحة الكيميائية، التي تنص على إحالة أية انتهاكات له إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتعزيزا لهدف القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية السورية، توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الروسي إلى تقويم مشترك لحجم ونوع الأسلحة الكيميائية (السورية)المعنية. ويلتزم الطرفان(الأميركي والروسي) برقابة دولية فورية على الأسلحة الكيميائية ومكوناتها في سوريا . وتتوقع الولايات المتحدة والاتحاد الروسي من سوريا أن تقدم، في غضون أسبوع، قائمة شاملة بأسلحتها الكيميائية، بما في ذلك أسماء وأنواع و كميات عناصر الأسلحة الكيميائية الموجودة لديها، وأنواع الذخائر، ومواقع وأشكال تخزينها وإنتاجها وبرامج الأبحاث والتطوير الخاصة بها ومرافقها.
إننا (الولايات المتحدة والاتحاد الروسي) مصممان على أن السيطرة الأكثر فعالية على الأسلحة يمكن تحقيقه عن طريق إزالة أكبر كميات ممكنة منها تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ، و تدمير تلك الأسلحة خارج سوريا إذا كان ذلك ممكنا. وقد وضعنا أهدافا طموحة لإزالة وتدمير جميع أنواع الأسلحة الكيميائية والمواد والمعدات المتعلقة بها واستكمال تلك الإزالة والتدمير في النصف الأول من العام 2014. وستشمل عملية القضاء على الأسلحة الكيميائية السورية، بالإضافة إلى المخزونات والذخائر نفسها، تدمير التسهيلات والمرافق المتعلقة بتطويرها وإنتاجها. ويتضمن الملحق"ب" وجهة نظر الطرفين بهذا الخصوص.
قررت الولايات المتحدة والاتحاد الروسي كذلك أنه لتحقيق مسؤوليتهما عن الأسلحة الكيميائية(السورية)، يجب على السوريين منح منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة والطواقم الخاصة بهما الحق الفوري وغير المقيد في تفتيش جميع المواقع في سوريا. وينبغي أن تشمل الإجراءات الاستثنائية المقرر أن تقترحها الولايات المتحدة والاتحاد الروسي لاعتمادها من قبل المجلس التنفيذي للمنظمة، وبقرار معزز من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما هو موضح أعلاه، آلية لضمان هذا الحق .
وفي هذا الإطار، ينبغي على المنظمة ومفوضية من الأمم المتحدة أن ترسلا طواقمهما في أسرع وقت ممكن لتعزيز عملية السيطرة على الأسلحة الكيماوية وتدميرها وإزالتها.
تعتقد الولايات المتحدة والاتحاد الروسي أن عمل المنظمة والأمم المتحدة يمكن أن يستفيد من مشاركة خبراء من البلدان P5 ( البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن).
الولايات المتحدة والاتحاد الروسي تجددان بقوة موقفهما من سوريا كما ورد في البيان الختامي لقمة "مجموعة الثماني" في أيرلندا الشمالية في حزيران / يونيو 2013، خصوصا فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية .
إن الجانبين ينويان العمل معا بشكل وثيق، ومع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة و جميع الأطراف السورية، ومع الدول الأعضاء المعنية الأخرى ذات القدرات في هذا المجال، من أجل ضمان أمن بعثة الرصد والتدمير، ويقران بالمسؤولية الأساسية للحكومة السورية في هذا الصدد .
إن الولايات المتحدة والاتحاد الروسي يدركان أن هناك تفاصيل من شأنها أن تعزز تنفيذ هذا الإطار تحتاج إلى أن تعالج على وجه السرعة في الأيام المقبلة، والعمل لإتمام هذه التفاصيل في أقرب وقت ممكن عمليا، ويدركان أن الوقت هو أمر جوهري نظرا للأزمة في سوريا .
الملحق " A "
مبادىء لقرار يصدر عن المجلس التنفيذي لمنظمة نزع الأسلحة الكيميائية
1 . ينبغي أن يستند القرار على الفقرة 8 من المادة الرابعة و الفقرة 10 من المادة الخامسة من اتفاقية نزع الأسلحة الكيميائية.
2 . ينبغي على القرار معالجة الطابع الاستثنائي لحالة الأسلحة الكيميائية السورية .
3 . ينبغي للقرار أن يأخذ في الاعتبار إيداع سوريا طلبها الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية .
4 . ينبغي أن ينص القرار على تهيئة إمكانية الوصول السهل للدول الأطراف (في اتفاقية حظر الأسلحة) إلى المعلومات المقدمة من سوريا .
5 . ينبغي أن يحدد القرار المعلومات الأولية التي ستقدمها سوريا إلى السكرتاريا التقنية للمنظمة وفقا لجدول زمني محدد بإحكام، ويحدد أيضا موعدا مبكرا لتقديم إعلان رسمي اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية .
6 . القرار يجب إلزام سوريا بالتعاون بشكل كامل على جميع جوانب تنفيذه.
7 . ينبغي على القرار أن يضع جدولا زمنيا للتدمير السريع لقدرات الأسلحة الكيماوية السورية . هذا الجدول الزمني ينبغي أن يأخذ في الاعتبار التواريخ المستهدفة التالية :
A. انتهاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من التفتيش الأولي للمواقع المعلن عنها بحلول نوفمبر تشرين الثاني / نوفمبر (2013).
B. تدمير وسائل إنتاج ومزج وتعبئة الأسلحة الكيميائية بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر (2013) .
C. القضاء التام على جميع الأسلحة الكيميائية والمواد والمعدات في النصف الأول من العام 2014.
وينبغي أن يتضمن القرار موعدا نهائيا ، فضلا عن المواعيد النهائية الوسيطة (لكل مرحلة)، لجهة ما يتعلق بتدمير قدرات الأسلحة الكيماوية السورية.
8 . ينبغي أن يتضمن القرار توفير تدابير صارمة خاصة بالتحقق، تبدأ في غضون أيام قليلة، بما في ذلك آلية لضمان الحق الفوري وغير المقيد بتفتيش أي موقع.
9 . ينبغي أن يتضمن القرار معالجة مسألة واجبات "السكرتاريا التقنية" للمنظمة في هذه الحالة وحاجتها إلى موارد إضافية لتنفيذ القرار، لاسيما ما يتعلق بالموارد التقنية والبشرية، وأن يطالب الدول ذات القدرات في هذا المجال بالمساهمة في تحقيق هذه الغاية .
10 . ينبغي أن يشير القرار إلى أحكام الاتفاقية لجهة التزام المجلس التنفيذي ، في حالات عدم الامتثال لأحكام الاتفاقية، بلفت انتباه الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مباشرة إلى الأمر .
الملحق " B "
إطار عمل مشترك على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية
اتفقت روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة التخلص السريع من الأسلحة الكيماوية السورية، وبالتالي تقليل التهديد الذي يتعرض له الشعب السوري. وأبدى الطرفان استعدادهما لتكريس أعلى مستويات الاهتمام والموارد لدعم بعثة عملية المراقبة والتدمير التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، سواء بصورة مباشرة أو بالتعاون مع الأمم المتحدة والدول المعنية الأخرى. واتفق الطرفان على تحديد هدف طموح للقضاء على التهديد بطريقة سريعة وفعالة.
اتفق الطرفان على أن صورة واضحة عن حالة الأسلحة الكيميائية السورية يمكن أن تساعد في دفع عجلة التعاون وتطوير خيارات تدميرها، بما في ذلك احتمالات التخلص من الأسلحة الكيميائية خارج الأراضي السورية. كما واتفقا على أهمية التدمير السريع للفئات التالية:
1ـ معدات الإنتاج
2 ـ معدات الخلط والتعبئة
3 ـ الأسلحة المعبأة وغير المعبأة وأنظمة التسليم ( الصواريخ، القنابل، الألغام..إلخ).
4 ـ العناصر الكيميائية (غير المجهزة كسلاح) والمنتجات الكيميائية. وبخصوص هذه المواد، سوف يتبعان نهجا متعدد الأساليب، أي مزيجا من إزالة المواد من سوريا وتدميرها داخل سوريا، وهذا يتوقف على الظروف الخاصة بكل موقع. وسوف ينظر الطرفان أيضا في إمكانية التجميع والتدمير في المنطقة الساحلية من سوريا.
. 5 ـ المواد والمعدات ذات الصلة بأبحاث وتطوير الأسلحة الكيميائية.
اتفق الطرفان على الاستفادة من "مصفوفة عالمية"، وضعت في سياق المشاورات التي جرت بين مجلسينا للأمن القومي، كأساس لوضع خطة للتنفيذ.
كما واتفقا على أنه يجب اعتبار القضاء على الأسلحة الكيميائية في سوريا مسألة عاجلة لتنفيذها خلال أقصر فترة ممكنة.
اتفق الطرفان على وضع التواريخ المستهدفة التالية :
1 ـ الانتهاء من تحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الميداني بحلول شهر تشرين الثاني-نوفمبر(2013).
2 ـ تدمير معدات الإنتاج والخلط والتعبئة بحلول شهر تشرين الثاني – نوفمبر(2013).
3 ـ الانتهاء من إزالة كافة معدات الأسلحة الكيماوية وموادها في النصف الأول من العام 2014.
ستعمل روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الاميركية معاً بشكل وثيق، إلى جانب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة والأطراف السورية لتأمين مهام المراقبة والتدمير، مع الإشارة إلى المسؤولية الأساسية للحكومة السورية بهذا الخصوص.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: