علمانيّة الرئيس المُبْصرة وعلمانية الآخرين العمياء
منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7358
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مـــــا حدث خلال كلمة الرئيس الدكتور المنصف المرزوقي في مؤتمر الحوار الوطني من تصرّف أرعن و حركة دنيئة ، تعيسة لا وجود لها و لا تفسير لها إلاّ في قاموس متاردفات الجهل الديمقراطي و الحقد الدّفين و التخلّف الحضاري،، و هي بالمناسبة كانت ترجمانا واضحا لما تحمله علمانية حفنة الفرنكوفونيين و ما تبطنه من عداء واضح لكلّ صوت حقّ أو حتّى إعتدال في الحكم على الأشياء و إيجاد أرضيّة مشتركة تجمع ولا تفرّق فضلاعن أنّها فاضحة لما يكنّون من عداء عميق للدّين الإسلامي،،،
حركة يترفّع الخصوم السياسيون الحقيقيّون و النّاضجون عن القيام بها حتّى و إن كانت ضدّ الرأي الذي يخالفهم و لا يصبّ في مصالحهم – خصوصا إذا كانوا أدعياء ثقافة و مجتمع مدني وحقوقي - فما بالك إذا كان الأمر يخصّ رمزيّة الدولة و ناموس هيبتها و هو رئيس التونسيين جميعا ، هذا الرّجل الآتي من الأوساط العلمية المتقدّمة و المناضل الحقوقي بلا مزايداة و الأصيل جدّا برغم واسع ثقافته الغربيّة .
لقد غاضهم هذا الرّجل الذي تمسّك بعلمانيّة معتدلة لا تبطر الحقّ و لا تنكر على أحد حريّته و حقوقه و لا تسعى لإقصائه لمجرّد فكره أو إنتماءه ، غاضهم أن علمانيّة الرّجل لم تطابق ما يحملون من مرض و حقد يريدون أن يزرعوه في أرضيّة ذات هويّة ضاربة و دين مترسّخ ، غاضهم أن علمانيّته كانت مبصرة و متفتّحة على الواقع التونسي فقدّر الأمور حقّ قدرها و لم يدْع إلى الإنبتات و التفسّخ و التعرّي و الشذوذ الفكري و الجسدي ، غاضهم أن علمانية الرئيس لم تنقَد في متاهات و لاءاتهم الغربيّة و لم تخدم أجندات أسيادهم و أولي نِعمهم و لم يدنْ بعلمانيتهم اللاّئيكيّة سليلة الفرنكوفونيّة التغريبيّة الحاقدة على الإسلام و المسلمين و السّاعية دوما إلى هدم التديّن و تجفيف منابعه و الخروج بالشعب عن دائرة عروبته ، فاجتهدوا قبْلاً لتشويه الرئيس إعلاميّا و سخّروا بيادقهم أدعياء الإعلام لإخراج الرّجل في كثير من الصّور الكاريكاتوريّة المزرية و التي تعكس فقط مستوياتهم الرّديئة و غيضهم الدّفين و تخلّفهم عن القيم التي يسوّقون لها ظاهرا ،،، ثمّ جاءت هذه القاصمة و من بعدها ما تفوّهوا به تعليقا على خطاب الرئيس .
هكذا جاءت هذه الحركة المُشينة كأصحابها لتكشف الغطاء لدى من لم تصله حقيقتهم بعد ، هكذا ظهر جليّا أن علمانيّة الرئيس كانت مبْصرة مقابل علمانيّتهم التي كانت عمْياء ..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: