البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من ينصر مسلمي بورما ؟

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5461


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تثبت الأيام أن تعامل المسلمين مع قضية مسلمي بورما وما يحدث لهم من هذه الإبادة الجماعية الوحشية أقل بكثير من تعامل أبناء الأمة الإسلامية مع قضايا الرفق بالحيوانات – وهو خلق الرحمة الذي حثنا عليه الإسلام - التي تنال اهتماما منا أكثر من دماء إخواننا التي تسيل كل لحظة في بروما .

ففي بورما لا تسل عن حق التعبير عن الرأي , ولا حتى عن الحق في الحفاظ على الممتلكات والأموال , بل لا تسل عن حرمة الأعراض ولا عن انتهالك آدمية الأطفال , فتلك حقوق يعتبرها أهل بورما من الترف الذي لا يعرفونه , بل لا يجرئون حتى على أن يحلموا به , وما لهم من ذنب ولا جريمة سوى أنهم مسلمون .

فحينما يتبرع ثري عربي بـ«4.5» مليون دولار من أجل إنقاذ حياة حيوان الباندا من الانقراض , وحينما يتبرع ثري عربي آخر بـ 700 ألف يورو لبلدية فرنسية من أجل تمويل المتنزه العام للمدينة ليحافظ على الأشجار والطيور والنسيم العليل للعشاق الذين يرتكبون فيه كل المنكرات , وحينما يتبرع حاكم عربي بمبلغ عشرة ملايين جنيه إسترليني لحديقة الحيوان في لندن لتدفئة الحيوانات – المساكين - في فصل الشتاء , وغيره يتبرع بمبلغ ثلاثة ملايين دولار للقطط التائهة في فلوريدا , حينما تقرأ كل ذلك وأنت تطالع أخبار بورما تعلم أننا نسير في الطريق الخطأ , وأن العفوية الشديدة تنتظر كل من تخاذل عن نصرة إخوانه بما يملك ويستطيع .

فماذا فعلنا ونحن نشاهد شريط الفيديو التي نشرته "بي بي سي" والذي يظهر قتل الجماعات البوذية للمسلمين وحرق بيوتهم وتدمير ما يملكه المسلمون بل , ويظهر رجلا مسلما قد اشتعلت النيران في جسمه , وكل ذلك تحت سمع وبصر وحماية الشرطة البوذية البورمية ؟ .

ولم تكتف الشرطة بمجرد المشاهدة بل صدر صوت آمر في الشريط المصور يرجح أنه لرجل الشرطة ذاته يطالب الحضور قائلا لهم:"لا تصبو عليه الماء , اتركوه ليموت".

كما ظهر في الفيديو الذي يرجع تاريخه للشهر الماضي عندما تم قتل 43 مسلما على الأقل في مذبحة بقرية ميكتيلا , فظهرت فيه مشاهد مروعة عن التفنن في القتل تحت سمع وبصر الشرطة ودون خشية من تصوير لتلك الجرائم , فمن سيحاسبهم ومن سيعاقبهم ومن سيطالبهم بالتوقف وسفارات بورما لا تزال مفتوحة في الدول العربية والإسلامية , وكأن شيئا لم يكن وكأنهم لم يفعلوا مع إخوتنا شيئا .

وفي الفيديو أيضا مقطع لرجل مسلم يتخبط هاربا من هول ما يقع عليه من الطعنات , فيمسك به مجموعة من الأشخاص بينهم راهب بوذي , فيضربونه حتى الموت , بينما يظهر آخر يُطعن بالسيف ويترك مضرجا في دمائه ليستكمل نوف دمه حتى موته.

وقد أعلنت منظمات عدة – رغم أنها لم تظهر الحقيقة كاملة – مثل هيومن رايس ووتش بعضا من مآسي شعب الروهينجا المسلم الأعزل الذي لا حول وله ولا قوة بعد أن جرد حتى من الأسلحة البدائية التي كان يملكها , فصار نهبا مشاعا لكل بوذي يريد أن يعتدي على مال أو ممتلكات أو أعراض أو دماء أي مسلم بورمي , وأصبح مسلمو بورما اليوم بلا ثمن مستباحي كل شئ .

إن ما يحدث الآن لا يمكن وصفه , ولم يحدث على مدار التاريخ الإنساني إلا في اشد لحظات الظلم والقهر والتخلف , ولا يمكن قبوله في ظل وجود مليار وسبعمائة مسلم على وجه الأرض ولا يمكن قبوله في ظل وجود 54 دول مسلمة في رابطة العالم الإسلامي .

وأخشى أن تقع العقوبة علينا بسبب تقصيرنا في حقهم وتفريطنا في نصرتهم - إن لم نتحرك وبسرعة - , فقد جاء عن جابر وأبي طلحة مرفوعا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته " .

-----------
المصدر : مركز التاصيل للدراسات والبحوث


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بورما، ميانيمار، اضطهاد المسلمين، الكفر، أصحاب الأخدود،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-04-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، عمر غازي، حسن الطرابلسي، فتحي العابد، محمد العيادي، رمضان حينوني، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، ضحى عبد الرحمن، محمود سلطان، عبد الله الفقير، د- جابر قميحة، يزيد بن الحسين، محمد اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، د. صلاح عودة الله ، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، فتحي الزغل، وائل بنجدو، خالد الجاف ، إياد محمود حسين ، فهمي شراب، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محرر "بوابتي"، حسن عثمان، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، فوزي مسعود ، د. خالد الطراولي ، د - عادل رضا، محمد علي العقربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مجدى داود، الهيثم زعفان، محمد الياسين، صالح النعامي ، د - محمد بن موسى الشريف ، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، أبو سمية، طارق خفاجي، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، د- محمد رحال، صلاح المختار، سلام الشماع، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، سعود السبعاني، ياسين أحمد، سامر أبو رمان ، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، بيلسان قيصر، د. أحمد محمد سليمان، نادية سعد، د. أحمد بشير، عبد العزيز كحيل، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، أحمد الحباسي، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي، الهادي المثلوثي، رشيد السيد أحمد، سامح لطف الله، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، إيمى الأشقر، عمار غيلوفي، المولدي اليوسفي، سلوى المغربي، عواطف منصور، صفاء العراقي، مراد قميزة، سفيان عبد الكافي، مصطفي زهران، محمد الطرابلسي، تونسي، أحمد بوادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، محمود طرشوبي، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الرزاق قيراط ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. طارق عبد الحليم، كريم السليتي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العربي، صلاح الحريري، صباح الموسوي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة