جوجل ترفض حذف الفيلم المسيئ للنبي وتحتفل بذكرى ميلاد نصير الدين الطوسي
يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4988
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عرض الفيلم المسيئ للنبي صلى الله عليه وسلم وتسبب في إثارة مشاعر كل المسلمين في العالم وادى إلى العديد من مظاهر الغضب للنبي الكريم , وطلب الكثيرون من الحكومة الأمريكية أو من إدارة جوجل التي تملك موقع اليوتيوب حذفه من على منصتها إلا ان هذه المطالبات الكثيرة قوبلت بالرفض
وعندما حكمت محكمة مصرية بحجب خدمات جوجل عن بلد إسلامي واحد لمدة شهر فإذا بجوجل تحاول جاهدة ان توقف قرار الوقف وعرضت حذف الفيلم المسيئ .
عندما ننظر لتلك الأحداث نتصور أن عامل الربح هو العامل الأول والأهم في إدارة شركة جوجل وان الضغط المادي عليهم يجدي نفعا ويصلح في جعلهم يمتثلون لقراراتنا ويحذفون ما يتعارض مع ديننا أو ما يمس عقيدتنا .
ولكن بتدقيق النظر نجد ان عامل المال ليس العامل الأول على الدوام بل ان هناك عاملا يعتبر الأكثر بروزا وأهمية وهو عامل العقيدة الدينية ونصرتها وهو العامل الذي يجب ان نحسن النظر إليه وفهمه فهما دقيقا .
فمؤسسو ومالكو جوجل ينتمون بأصولهم إلى الديانة اليهودية , ويساعدون بأموالهم المؤسسات اليهودية , فسيرجي برين الشريك الأول أمريكي يهودي من اصل روسي والآخر لاري بيج ولد لأبوين يهوديين وان كان يعتبر الآن بلا دين .
ولقد أعلنت منظمة يهودية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها عام 2009 عن تلقيها تبرع من برين قدره مبلغ مليون دولار , وهذه المنظمة اليهودية معنية بتوطين المهاجرين اليهود في إسرائيل , وجاء التبرع بمناسبة الذكرى الثلاثين لخروج أسرة برين من الاتحاد السوفيتي واستقرارها بأمريكا , في حين أعلن برين ان المبلغ المتبرع به من قبله يبلغ 30 مليون دولار .
ولهذا لا يعتبر إصرار جوجل على بقاء الفيلم المسيئ للنبي صلى الله عليه وسلم من رغبة في تحقيق الربح بقدر ما يأتي من رغبة في إظهار الولاء للصهاينة ومحاولة للإساءة للنبي الكريم .
ويعزز ما ذكرناه حادثة لاعب الكرة المصري محمد أبو تريكه يوم الأحد 27 يناير 2008 خلال مباراة المنتخب المصري و نظيره السوداني حينما رفع على قميص يرتديه جملة " تعاطفا مع غزة " فقامت شركة جوجل بحذف هذه الصورة من نتائج البحث الصوري الخاص بها استجابة لطلبات إسرائيلية .
ومما لا شك فيه عند كل مسلم سني يعي حقيقة الشيعة انه لا يوجد خلاف بين اليهود والشيعة ولم يكن في وقت من الأوقات , وبالتأمل في يوم 18 فبراير 2013 يجد ان جوجل تحتفل على واجهتها الرئيسية بذكرى مرور 802 على مولد جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي المعروف في التاريخ الإسلامي باسم نصير الدين الطوسي , وهو عدو الإسلام والمسلمين وهو الذي تمتلئ الكتب التاريخية وكتب السير بمخازيه وحربه للإسلام والمسلمين وتمكين أعداء الدين وموالاتهم على المسلمين وذلك عندما مهد بخيانته ودخوله هو والوزير الشيعي ابن العلقمي في جيش هولاكو ضد الخلافة الإسلامية العباسية في بغداد مما ادى لهدم وتدمير دار الخلافة وسقوط منصب خليفة المسلمين لعقود من الزمان وقتل ما يزيد على مليون مسلم .
فقد قال عنه العلامة ابن كثير رحمه الله: " كان النصير وزيرًا لشمس الشموس ولأبيه قبله علاء الدين بن جلال الدين، وكانوا ينسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي، وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة – أي في واقعة بغداد 656هـ - هون عليه الوزير – الطوسي – ذلك فقتلوه رفسا، وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه وأشار الطوسي بقتل جماعة كبيرة – من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء وأولي الحل والعقد – مع الخليفة فباء بآثامهم"
وحسبه من سجل الخيانة ما ذكره ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان : "ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد، وزير الملاحدة النصير الطوسي وزير هولاكو شفا نفسه من أتباع الرسول الكريم – وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ورام تغيير الصلاة وجعلها صلاتين فلم يتم له الأمر وتعلم السحر في آخر الأمر، فكان ساحرًا يعبد الأصنام، وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر " .
ولم تكن تلك الخيانة منكرة أو مستترة من طرف الشيعة بل يعدونها من مفاخرهم ومفاخره فيقول يقول أحد كبار علمائهم وهم محمد باقر الموسى في كتابه روضات الجنات في ترجمة الطوسي " " هو المحقق المتكلم الحكيم المتجبر الجليل , ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي جنكيز خان من عظماء سلاطين التتارية، وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان مؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد؛ لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد دائرة الجور والإلباس بإبداد دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام في أتباع أولئك الطغاة إلى أن سال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار" .
فهذا هو من يحتفل به جوجل بينما يترك الفيلم الذي أساء للنبي الكريم دون ان يحذفه , فهل يشك أحد أنهم ينطلقون في جوجل وغيره من المؤسسات التي نساهم نحن المسلمين بضعف إنتاجنا العلمي في تحقيقهم للمليارات التي يعيدون ضخها أسلحة توجه إلى صدور أبنائنا وأسلحة فكرية لتدمر شبابنا ؟
------------
المصدر : مركز التاصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: