د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5840
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أجلس بهدوء مع نفسي بعد الأحداث الكبرى لأحلل ما حدث بأمانة تامة و شفافية مطلقة وحين نظرت على إنتخابات الرئاسة وحللت نتائجها، ورغم كل الإيجابيات في إهتمام الناس بالمشاركة في تحديد مصير الوطن و النظام الحاكم فيه،
إلا أني للأسف رأيتها من مشهد آخر أقرب إلى إنتخابات الكُرهْ فقط بإنقسام الشعب لنصفين كل طرف لا يتحمل فيهما الآخر و لا يطيقه و لا يتقبل منه كلمة لأننا دخلناها وقلوبنا لا تعرف الحب ولا تعرف معنى الإختلاف وحقوقه و واجباته،
فالنصف يرى خصمه عدوا لدودا يكرهه لدرجة أنه بدل الأسماء فمن بدأ باسم المصطفى أحمد صار فشيق والآخر من بدأ بإسم نبي الرحمة محمد أصبح إستبن ولا أدري كيف سنلاقي الله يوم القيامة في قوله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " و كيف لا نستجيب لأمرنا بعدم التنابز بالألقاب،
العجيب أيضا أن هناك الكثيرين ممن إنتخب طرفا ليس حبا كاملا له وثقة لا نهاية فيه اللهم إلا فصائل معينة تنتمي له مباشرة ولكن الأغلبية إنتخبوا كرها في الآخر فليس جميع من إنتخب د. مرسي يؤمنون بفكر الإخوان و يسعدون به وربما أقرب فئات التيار الإسلامي السلفيين هم على خلاف سياسي وفكري مع تيار الإخوان وهناك أيضا من تيار الثورة والليبيراليين من إنتخبه وهو على طرفي نقيض معه تماما إنما الكره في المرشح الآخر هو ما دفعه على مضض لهذا الخيار،
ولو إنتقلنا للطرف الآخر فليس كل من إنتخب الفريق شفيق حبا وكرامة فيه بل إنتخبه كرها في الإخوان وخوفا من كل تيار إسلامي،
لذا فنحن أمام تيارات ومجاميع المشترك الوحيد بينها هو الكُره وليس الحب والدليل الأكبر على ذلك هو أن نرى مواقفهم تجاه بعضهم البعض لو جرت إنتخابات مجلس شعب يتنازعون فيها المقاعد معا وما أسرع الأيام و المواقف،
أيضا اللغة السائدة بيننا الآن هي التخوين الدائم والتشكيك في كل شيء، وعلى النقيض ثقة مفرطة فيما نعتقد أنه الصواب المطلق وكأن من نؤيدة نبي مرسل من السماء وأن من نعارضه شيطان فوق الأرض لا بد من رجمه حتى تصفد الشياطين،
المهم عندي الآن من الذي يستطيع أن يجمع هذا الشتات و يوحد تلك الفرقة ويوقف هذا الكُره ويزرع الحب ليصنع الأمل ويوحد الوطن،
والأهم هل يا ترى أن من فاز في الإنتخابات يدرك جيدا أن عدد أصوات من لم يختاروه مع عدد من أبطلوا أصواتهم أكثر عددا ممن إختاروه ليعلم جيدا حجمه ومدي تأييد الشارع له وما يتطلب عليه القيام به ؟،
لو وعى ذلك جيدا و فهمه ولم تغره شهوة الإنتصار سيكون قادرا على أن يضع قدمه على الطريق الصحيح ويبدأ الخطوات الأولى في طريق زراعة الحب،
نعم الواجب عليه تماما وعلينا جميعا الآن وبعد ن إنتهى العرس الديمقراطي أن نمد أيدينا لبعضنا البعض من أجل وطن ثبت لنا جميعا أن الآراء فيه مختلفة ومتفاوتة وأن الوطن للجميع أغلبية و معارضة و أننا لا نستطيع أن نقصي أحدا فيه مهما إختلفنا معه في الرأي وأن نبدأ حديث الحب والمصالحة والإتفاق بدلا من أحاديث الكره والإنقسام و الشقاق لأنه لو إستمر بنا هذا الحال فلن تقوم لنا قائمة وسندخل في دوامة لن تنتهي من الفتن والنزاع والشتات ولن ينفع الندم بعدها ولن نقول جميعا حينها إلا لك الله يا مصر، فهل ننتبه الآن أم ننتظر لبعد فوات الآوان ونحن ندور في فلك لعبة توازن القوى وتصارع السلطات،
للأسف من جعل حياته كرها فقط لن يجد فيها مكانا للحب و من إفتقد الحب إفتقد السعادة و راحة البال و إنشغل بالناس بدلا من نفسه،
فاللهم كما جاء في جميع الكتب السماوية فاهدي قلوبنا للحب والسلام والوئام .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: