البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها

كاتب المقال مجدي داود - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4884 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تابعت كغيري من المصريين نتيجة الانتخابات الرئاسة، و"المندبة" التي أقامها تجار الثورة على نتائجها، فكلنا ساءتنا تلك النتيجة، والكثير صدم منها، لكنها أبدا لم تكن مفاجأة صادمة لمن كان يقرأ المشهد بعناية وتركيز وعمق، حذرنا منذ شهور أن الانتخابات لن تكون نزيهة، وعندما استبعدت اللجنة حازم أبو إسماعيل ضاربة بعرض الحائط حكم المحكمة، وكذلك خيرت الشاطر، ثم قبلت طعن شفيق بعد إغلاق باب الطعون في فضيحة قانونية، وسكتت جل القوى السياسية، وعلى رأسها هؤلاء التجار الماهرين، تجار الثورة من الأحزاب والفصائل الكرتونية، والقوى الثورجية، صرنا على يقين من التزوير، وعندما ذبح أنصار حازم أبي إسماعيل في العباسية وسط صمت الجميع، فقدنا الأمل في تلك الثورة، وأدركنا أنه لم يتبق منها إلا النذر اليسير.

"المندبة" التي أقامها تجار الثورة وإيهام الناس أنهم بين خيارين أحلاهما مر، فإما سرطان شفيق أو طاعون الإخوان حسب مسمياتهم، دليل على أنهم لا يعرفون معنى النزاهة ولا تقدير الظروف ولا يعرفون للحق سبيلا، وسارع هؤلاء التجار البارعين في فرض الشروط والمساومة الرخيصة التي تدل على أنهم يمارسون "الدعارة السياسية"، فهم يطالبون الإخوان بتقديم الضمانات وإلا فسوف يؤيدون شفيق، وصار كل تاجر من هؤلاء يضع شروطه، وحينما نظرت في تلك الشروط نظرة متفحصة بعيدا عن صخب الإعلام وجدت أنها في حقيقتها كالآتي:

1. حل جماعة الإخوان المسلمين، تلك الدعوة المباركة والجماعة العظيمة –التي أختلف معها ومع قادتها اختلافا واضحا بينا- فهم يريدون التخلص من تلك الجماعة للأبد، فهي شوكة في حلوقهم جميعا، وهي الجماعة التي تحملت ضربات الأنظمة المستبدة، وقاومت الظلم والطغيان، وحمت دعوة الإسلام في وقت لم يكن أحد يرفع فيه لواء الدعوة غيرهم، وحل الجماعة هدف مشترك لأنظمة الفساد والاستبداد والتيارات العلمانية، وطالما بقيت الجماعة فستكون الحرب ضدها مستمرة.

2. أن يكون الرئيس "طرطورا": فهؤلاء لا يريدون أن يكون للرئيس -إذا كان من الإخوان- أي قيمة تذكر، ولا أي سلطة فعلية، وبالطبع فهم لا يريدون نظاما برلمانيا، بل يريدون أن تكون هذه السلطات لهم، فيكونون هم النواب بيدهم كل شئ، يحركون الرئيس يمينا ويسارا كيفما يشاءون.

3. أن يصيروا أغلبية برلمانية: بمعنى ألا يصدر قانون من مجلس الشعب إلا بموافقتهم، رغم أنهم قلة والإسلاميون أغلبية مطلقة، إلا أنهم يريدون فرض رؤيتهم على الجميع، فهذه هي الديمقراطية عندهم، إما أن تجعلهم أوصياء على الناس والسلطة وإلا فسيقفون ضدها ويحاربونها ويكفرون بها.

4. أن يكفر الإخوان: نعم هم يريدون من الإخوان أن يكفروا بالله، يريدونهم أن يزعموا أن الشريعة تخلف، وأن الإسلام رجعية، يريدون أن يقولوا أن لا يوجد شئ اسمه شريعة، وأن النصارى ليسوا كفارا وهم كالمسلمين سواء بسواء في كل شئ، يريدونهم أن يبيحوا الزنا والشذوذ وكذلك الدعارة والخمور، وأن يبحن للنساء أن يسرن عرايا تماما في الطرقات... إلخ.
هذه الشروط الأربعة هي اختصار لتلك العرائض الكثيرة المليئة بالضمانات المطلوبة من الإخوان المسلمين، ولن يرضوا عن الإخوان ما لم يستجيبوا لتلك الشروط الأربعة، وهؤلاء ليسوا بشركاء سياسيين، ولا يشرف الإخوان ولا أي قوى سياسية وطنية محترمة أن تتعاون معهم.

هؤلاء تجار الثورة، أما الثوار الحقيقيون فقد أعلنوا أنهم سيقفون مع مرسي ضد شفيق، مع ما تبقى من الثورة ضد الظلم والفساد، حتى ولو بدون ضمانات، إلا أنهم يريدون الاطمئنان، وهذا أمر طبيعي وليس مذمة في حد ذاته، لأن الإخوان أخطأوا كثيرا منذ رحيل مبارك وحتى الآن، وأفقدوا الكثيرين الثقة فيهم، ولهذا فعلى الإخوان أن يقدموا ضمانات مادية للمجتمع قبل كل شئ، وهؤلاء الثوار لا يريدون بذلك المساومة ولا الشروط التعجيزية كالتي يريدها تجار الثورة، وهؤلاء لو رفض الإخوان إعطائهم ما يريدون، فلن يجدوا بدا من التصويت لمرشحهم ضد نظام مبارك.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات الرئاسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مجدى داود، رافد العزاوي، محمد يحي، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد العزيز كحيل، الهادي المثلوثي، محمد الياسين، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله زيدان، علي الكاش، محمود طرشوبي، أحمد بوادي، فتحـي قاره بيبـان، فتحي الزغل، محمد شمام ، أنس الشابي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. خالد الطراولي ، عمار غيلوفي، طارق خفاجي، منجي باكير، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، العادل السمعلي، محرر "بوابتي"، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، حسني إبراهيم عبد العظيم، أبو سمية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، صلاح الحريري، بيلسان قيصر، د- جابر قميحة، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، سلوى المغربي، سامر أبو رمان ، فهمي شراب، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، فوزي مسعود ، علي عبد العال، عزيز العرباوي، د - عادل رضا، سيد السباعي، طلال قسومي، المولدي اليوسفي، جاسم الرصيف، حسن عثمان، عبد الغني مزوز، رضا الدبّابي، محمد علي العقربي، محمد عمر غرس الله، حميدة الطيلوش، د- محمد رحال، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، إياد محمود حسين ، د. عادل محمد عايش الأسطل، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، محمود سلطان، محمد العيادي، د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، كريم فارق، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، صفاء العراقي، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، سفيان عبد الكافي، د - المنجي الكعبي، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، محمد أحمد عزوز، وائل بنجدو، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد النعيمي، عواطف منصور، يزيد بن الحسين، د - محمد بنيعيش، تونسي، أحمد ملحم، مصطفى منيغ، مراد قميزة، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، رافع القارصي، مصطفي زهران، ياسين أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، يحيي البوليني، حاتم الصولي، نادية سعد، أحمد الحباسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة