البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه

كاتب المقال مجدي داود - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5431 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مر يوم الحادي عشر من فبراير على خير، فشل الإضراب أو العصيان المدني، فرح من فرح بهذا الأمر، وحزن من حزن عليه، وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذه الدعوة للإضراب فإننا كلنا مخطئون، من دعا إليه وأصر على رأيه، ومن رفض الدعوة وهاجمها وحرم الإضراب والعصيان، وخون الداعين إليه، كلنا أخطأنا وكلنا سندفع الثمن قريبا في ظني.

كنت أحد المعارضين لهذه الدعوة، وكنت أراها خصما من رصيد الثورة، واستهلاكا لأحد أهم أسلحتها في غير محله، فالعصيان المدني سلاح مهم جدا من أسلحة الثورة، وما كان يجب اللجوء إليه إلا باتفاق معظم القوى السياسية ولا أقول إجماع لأنه مهما حدث لن نصل لهذا الإجماع، لهذا كان يجب على القوى الداعية إليه أن تتراجع عن دعوتها وألا تستهلك هذا السلاح وتقلل من أهميته، وغير ذلك فإنها صنعت له صورة سلبية في نظر الكثيرين من الشعب المصري الذين تأثروا بالحملة المضادة لهذه الدعوة.

المعارضون في الوقت ذاته، شنوا حملة كبيرة على فكرة الإضراب نفسها، ولم يفرقوا بين الإضراب كسلاح من أسلحة الاحتجاج السلمي، وبين الدعوة للإضراب في هذا اليوم تحديدا، أو في هذا الوقت، انتشرت فتاوى التحريم من هنا وهناك، من المؤسسة الرسمية وغير الرسمية، ولا أعرف من ذا الذي استفتاهم جميعا حتى يفتوا بنفس الفتيا "الإضراب .. حرام"، هذا التعميم الذي وقع فيه الكثيرون قد يضعنا في مأزق خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة.

لا يمكن بحال الثقة في وعود المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة كاملة والعودة إلى الثكنات، ولا يمكن بحال الثقة أنه لن تكون هناك أحداث شبيهة بأحداث بورسعيد، طالما أن المجلس العسكري يصر على أن يتستر على المجرمين والمدبرين لهذه الجرائم، ويصر على حمايتهم وعدم تقديمهم للمحاكمة على الرغم من أنه لو أراد محاسبتهم، فسوف يجمعهم في السجون في 24 ساعة على أكثر تقدير، ولكنه لم يفعل ولن يفعل، ولهذا لا نثق فيه، ولا نثق في وعوده، فقد وعدنا سابقا بأن عام 2011 لن يمر دون وجود رئيس منتخب، وقد أكره إكراها وبعد إراقة دماء على أن يكون هناك رئيس في 30/6 القادم.

في ظل هذه الظروف قد يكون السلاح الذي حرمه البعض ووصفه البعض بأنه تخريب وتدمير، سلاح مطلوب استخدامه في المرحلة المقبلة، إذا حاول المجلس العسكري إطالة أمد الفترة الانتقالية أو أصر على حماية المجرمين اللصوص والقتلة، وانتزع الصلاحيات من الأغلبية البرلمانية المنتخبة الممثل الشرعي عن الشعب المصري، أو حتى نفذ مخطط الانقلاب الناعم على التيار الإسلامي وحاول إغراقه في مشاكل لا حصر لها، أو كان ثمة إصرار على عدم تنفيذ بقية أهداف الثورة.
في هذه الأثناء سنلجأ إلى العصيان المدني أو الإضراب، وسوف تسبقنا أو تشاركنا التيارات الإسلامية، التي صبت جام غضبها على فكرة الإضراب والعصيان المدني، فبأي وجه ستدعو الناس وقتئذ للإضراب، وبأي حق ستمتنع عن العمل، وتحت أي مسمى سيتم تغيير الفتيا حينئذ، لتتحول من التحريم إلى الجواز أو ربما الوجوب، ألم يتعلموا من فتاوى تحريم الخروج على الحاكم؟! ألم يتعلموا التريث في الحكم على الأمور السياسية؟! وهل سيستجيب الناس لهم في ذلك الوقت؟!
ولهذا فإن الجميع قد خسر، ولكن في رأيي فإن من حرم وشوه صورة فكرة الإضراب والعصيان المدني هو الأفدح خسارة، ولسوف يدرك غدا كم ظلم نفسه بموقف متعجل مبني على مصلحة مؤقتة.

ولكن ثمة أمل ظهر من خلال هذا الإضراب، وهو أن صوت الثورة لا يزال هو الأعلى، صوت الثورة هو الأقوى، الكل يخشاه، الحكومة والمجلس العسكري، ولهذا جيشوا كافة مؤسسات الدولة وكافة الأجهزة الإعلامية المملوكة للدولة وأخرى خاصة لمواجهة الإضراب، حتى أكاد أجزم أن غالب الناس لم يسمعوا عن الإضراب إلا من خلال الحملة المضادة له، ولهذا فالأمل في انتصار الثورة وعبورها بمصر إلى بر الأمان موجود وينمو بفضل الله، وسوف تأخذ مصر مكانها بين الأمم بإذن الله.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات، الإسلاميون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الطرابلسي، يحيي البوليني، عراق المطيري، د. طارق عبد الحليم، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، نادية سعد، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد يحي، الهادي المثلوثي، عمار غيلوفي، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، صفاء العربي، سيد السباعي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، تونسي، حسن عثمان، محمد علي العقربي، الناصر الرقيق، محمد العيادي، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، سلوى المغربي، سلام الشماع، محمود فاروق سيد شعبان، رشيد السيد أحمد، المولدي الفرجاني، صفاء العراقي، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، علي الكاش، عواطف منصور، عبد الله زيدان، عبد الله الفقير، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، جاسم الرصيف، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي اليوسفي، إيمى الأشقر، سليمان أحمد أبو ستة، صالح النعامي ، عمر غازي، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، طارق خفاجي، د - عادل رضا، بيلسان قيصر، خالد الجاف ، علي عبد العال، أحمد ملحم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - الضاوي خوالدية، د. صلاح عودة الله ، مصطفى منيغ، حاتم الصولي، سعود السبعاني، صباح الموسوي ، فهمي شراب، طلال قسومي، أنس الشابي، رافد العزاوي، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، رضا الدبّابي، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، مجدى داود، أحمد بوادي، منجي باكير، محمود سلطان، الهيثم زعفان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، صلاح المختار، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، وائل بنجدو، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد شمام ، د. عبد الآله المالكي، إسراء أبو رمان، د. خالد الطراولي ، عبد العزيز كحيل، د. أحمد بشير، فوزي مسعود ، كريم السليتي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد النعيمي، أبو سمية، د - صالح المازقي، صلاح الحريري،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة