البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية

كاتب المقال مجدي داود - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5456 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لن نخوض كثيرا في رد الاتهامات والسباب الكثير التي وجهتها النخبة العلمانية والليبرالية، نخبة الاستوديوهات المكيفة، إلى الشعب المصري العظيم الذي خرج ليختار من يثق فيهم ليمثلوه في أول برلمان منتخب بحرية ونزاهة في تاريخ مصر، وهو كذلك أول برلمان بعد الثورة المصرية المباركة والناجحة بإذن الله رغم كيد الكائدين شرقا وغربا، ولكني سأبين هنا بعض التناقضات الفادحة في خطاب التيار الليبرالي والعلماني مما يدل على سطحية التفكير وفساد العقل والمنطق وتمكن الهوى من النفس، حتى صار الكذب قيمة واتهام شعب مصر خلق وفضيلة لدى هؤلاء.

فمن غرائب وتناقضات هذه النخبة أنهم في الوقت الذي اتهموا فيه الشعب بالجهل والأمية والتخلف والفقر والرجعية وكل هذه الأوصاف التي سمعناها، إلا أنهم اعتبروا نجاح الدكتور عمرو حمزاوي انتصارا للدولة المدنية وراحوا يمدحون الناخبين في هذه ويطلقون عليهم أفضل الأوصاف وأحسنها، مع أنهم هم نفس الناخبين الذين اختاروا حزب الحرية والعدالة ليحصل على نسبة تصل إلى 40 % من الأصوات، فهل يعقل أن يكون نفس الناخب مستنير ومتمدين (حسب وصفهم) لاختياره حمزاوي، وفي نفس الوقت واللحظة يكون رجعي وجاهل ومتخلف (حسب وصفهم) لاختياره الحرية والعدالة؟!

لقد ضرب مرشحو التيار الإسلامي من خسر منهم ومن فاز، نموذجا رائعا للقبول بنتائج العملية الديمقراطية، لم يظهره المتشدقون بالديمقراطية ليلا ونهارا، ولا مدعي الليبرالية الذين يزعمون أنهم مستعدون للقتال من أجل حرية الآخرين رغم أنهم يختلفون معهم، فالدكتور محمد سعد أبو العزم مرشح الحرية والعدالة في مصر الجديدة كان أول من هنأ الكتور عمرو حمزاوي عند فوزه بالانتخابات بشهادة حمزاوي نفسه، في حين أن الأستاذ جورج إسحاق أقام الدنيا ولم يقعدها وراح يتهم المرشح المنافس له الذي فاز بفارق ضخم جدا وهو الدكتور أكرم الشاعر مرشح الحرية والعدالة، وصاحب التجربة والخبرة البرلمانية العريقة، ويلقي أوصافا لا تليق بسياسي مثله، ويتهمه بالتكفير واستخدام الدين في الدعاية، وغيرها من الاتهامات التي لم تعد تجدي نفعا بعدما ثبت كذبها.

كذلك فعل البدري فرغلي أحد رموز حزب التجمع سابقا، فمع أنه فاز في الإعادة أمام منافسه الذي ينتمي إلى حزب النور، إلا أنه اتهم منافسه ومناصريه بأنهم أسوأ من الحزب الوطني، بالطبع فالرجل لم يكن يتصور أن يدخل إعادة مع مرشح لتيار ينافس في الانتخابات لأول مرة، وهو ما يوضح الفارق الكبير بين احترام الاسلاميين للشعب واحتقار غيرهم له.

ولم يكن ما حدث مع المهندس عبد المنعم الشحات إلا دليلا بينا واضحا لا مراء فيه على نفاق القوم، وكفرهم بالديمقراطية والليبرالية والحرية، فقد أخذوا كلامه الذي يؤكد رفضه للديمقراطية الغربية التي تبيح للشعب مخالفة شرع الله، وأكد أنه يقبل ما عدا ذلك، من حرية الشعب في اختيار حاكمه وحصوله على حقوقه كاملة ومحاسبة الحاكم ومراقبته بأي وسيلة ممكنة، إلا أنهم استغلوا الإعلام الذي بين أيديهم لإسقاط الرجل، ومع أنه دخل في منافسة شريفة إلا أنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وجيشوا أتباعهم لنصرة المرشح المنافس المدعوم من قبل الحرية والعدالة.

وهنا يظهر تناقض كبير، فحينما نقول لهم الليبرالية تعني الانحلال والتجرد من كل القيم والأخلاق والأعراف، يقولون لنا إن للتجربة المصرية خصوصيتها ولن تكون الليبرالية المصرية كالغربية، وستكون مقيدة بالأعراف والتقاليد ... إلخ -وهذا كله مجرد كلمات للتسويق الإعلامي فقط، ولكي يخدعوا المصريين، معتقدين أنه يسهل خداعهم- فلماذا تنكرون على الرجل إذاً أن يقول مثل ما تقولونه؟! أحلال لكم حرام عليه؟!.

ولقد غلبهم الرجل مرة أخرى حينما أظهروا شماتة غير أخلاقية بخسارته وفرحا لا ينم عن أي رقي أو تحضر، وإنما يدل على مدى حقدهم وغلهم، بينما هو قد قبل الخسارة بهدوء وبساطة، وأعلن أنه فرح لفوز منافسه المرشح المدعوم من الحرية والعدالة، وأكد أنه سعيد وأنه حقق إنجازا كبيرا بأن أجبر التيار الليبرالي والعلماني وكذلك الكنيسة على التصويت للمرشح الإسلامي الذي كانوا يرفضونه أيضا.

هذه بعض الأمثلة على التناقضات الصارخة في الخطاب الليبرالي والعلماني المصري، ولو أرادوا المزيد لزدنا، بل إن أردنا أن نصنفها في مجلدات لما وسعتنا المكتبات، فهل يراجع التيار الليبرالي العلماني نفسه؟! هل ينظر إلى أفعاله وأقواله ومبادئه وأفكاره التي تنصل منها وانقلب عليها مرتين خلال أقل من عام؟! هل نرى تصحيحا للوضع ورجوعا إلى الطريق الصحيح؟! أم نرى مزيدا من التطرف نحو العلمانية المقيتة؟!.
لا أرى ذلك حادثا، وهو ما ستكشف عنه الأيام والأشهر القادمة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، الإنتخابات، الإسلاميون، القوى الليبيرالية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-12-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، محمد علي العقربي، إسراء أبو رمان، تونسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، د. أحمد بشير، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، جاسم الرصيف، المولدي اليوسفي، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، حسن الطرابلسي، أحمد بوادي، فتحي الزغل، صفاء العربي، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، د. مصطفى يوسف اللداوي، طارق خفاجي، عمر غازي، مراد قميزة، صالح النعامي ، فوزي مسعود ، فهمي شراب، د- محمد رحال، عراق المطيري، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد النعيمي، د - المنجي الكعبي، فتحي العابد، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، سامر أبو رمان ، د- محمود علي عريقات، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، المولدي الفرجاني، فتحـي قاره بيبـان، د - عادل رضا، بيلسان قيصر، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. صلاح عودة الله ، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، العادل السمعلي، إياد محمود حسين ، د - محمد بنيعيش، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، وائل بنجدو، رضا الدبّابي، نادية سعد، محمود طرشوبي، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، خالد الجاف ، محمد شمام ، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، صباح الموسوي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، محمود سلطان، أنس الشابي، د - مصطفى فهمي، محمد العيادي، د. عبد الآله المالكي، محمد اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، د - الضاوي خوالدية، عبد الله الفقير، منجي باكير، رمضان حينوني، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، أحمد الحباسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي عبد العال، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، سعود السبعاني، الناصر الرقيق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد ملحم، مصطفى منيغ، يحيي البوليني، حسن عثمان، صلاح الحريري، ماهر عدنان قنديل، صفاء العراقي، عبد العزيز كحيل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة