(185) 92- الأمم المتحدة والدعوة إلى حرية المرأة فى التصرف فى جسدها عبر برامج الصحة الإنجابية وتمكين المرأة
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6151
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مازلنا مع كتاب الدكتورة "ست البنات خالد محمد محمود " القيم الذى غفل الكثير من الناس عنه والمعنون بـ " مخاطر خفية وراء برامج خدمات الصحة الإنجابية ".
القضية التى اخترنا عرضها من هذا الكتاب هى قضية دعوة منظمات الأمم المتحدة إلى حرية المرأة فى التصرف فى جسدها كيفما ترى أو ما يسمى بحق المراة فى كمال جسدها : (Bodily Integrity).
تعتبر هذه القضية من أهم وأخطر المواضيع المطروحة فى برامج الصحة الانجابية والجنسية للمرأة التى تدعو إليها الأمم المتحدة من خلال برامج تمكين المراة. والهدف من هذه الدعوة هو : " توعية المراة بضرورة ان تتمسك بحقها فى جسدها وكماله، وان تكون هى المسؤلة الوحيدة فى استخدام هذا الجسد كيف شاءت ومتى شاءت و مع من تشاء، وتحمى نفسها من سيطرة الرجل على جسدها، واعتقال ذاتها وحريتها كفرد له وعيه وإرادته الخاصة حتى تتمكن من تقرير حقوقها الجنسية و الانجابية وتحديد نسلها، وانواع ممارساتها الجنسية وتحديد الشريك على ان تكون بطريقة آمنة تحميها من الحمل غير المرغوب فيه و من الامراض المنقولة جنسيا بما فيها مرض الايدز ".
تقول الدكتورة " ست البنات " فى ربطها المميز والرائع بين الدعوة إلى جمال وكمال الجسد وبين الدعوة إلى (الجندر) والشذوذ الجنسى ممثلا فى اللواط والسحاق : " إذا طورنا تفكيرنا فى مسألة الشريك، وأدرناها على نحو أكثر ارتباطاً بما يسمونة بالنوع الاجتماعى ( الجندر) لجرنا هذا إلى تفسير لبعض العلاقات المثلية، حيث تمثل النموذج الأكثر فجاجة للحرية الفردية، فهى من ناحية رمزية نكوص جسدى واكتفاء وانكفاء على الذات المتمثلة فى النوع الواحد، وتعبير صارخ عن فكرة العزلة، والخوف من الآخر، وذلك بسجن رغبات وطموحات الذات داخل الجسد، أو داخل النوع الواحد، عندئذ لايصبح الجسد نافذة الذات على الآخر بل يصبح مقبرة لها،والمثلية فى النهاية تجسد خوف الإنسان المعاصر من طبيعة المسؤولية التى تنشأ عن اختياره لمن يشاركه جسده. أذن فلا عجب حين نجد ان المنادين بسلامة وكمال الجسد (Bodily Integrity )هم من المثليين واصحاب العلاقات الشاذة ".
ثم تتساءل الدكتورة ست البنات : "هل يعنى هذا أن الحرية الفردية تهدد الوجود الإنسانى وتسم العالم بالفوضى والتشوه وانعدام المسؤلية الأخلاقية والاجتماعية والدينية ؟. تجيب الدكتورة "ست البنات " :" إن صيانة الجسد واحترامه، وإن كانت تعبر عن أصفى درجات الحرية الفردية إلا إنها لاتتم إلا فى سياق مجتمعى فالفرد لايمكنه حماية جسده، وإنما تحميه القوانين والأعراف والضوابط الاجتماعية، ومن ثم فأمر الجسد يخص الشرائع أكثر من أى شئ آخر، وإن بدت هذه الشرائع فى ظاهرها متعارضة مع الحرية الفردية، لكنها فى جوهرها تضمن حياة الفرد وتحمى جسده ".
وعن موقف الإسلام من قضية الفصل بين الإنسان والجسد تقول الدكتورة "ست البنات" : " أن الأصول الشرعية للإسلام لا تعرف هذه الفصل بين الإنسان وجسده ولاتتجاهل مطالبه وحاجاته، بل الإسلام يراعى ما للجسد من حاجات ، فقد جاء فى صحيح البخارى قوله صلى الله عليه وسلم :"إن لجسدك عليك حقاً "، وثمة إشارات عديدة فى القران الكريم توثق العلاقة بين الإنسان وجسده وتطالبه باحترامه، فأعضاء الجسد قد تشهد ضد أو مع صاحبها يوم القيامة منها قوله عز وجل :{ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون } النور 24. كما أن الإسلام لا يفصل بين النفس والجسم بل يعتبر كل منها مرادفاً للآخر، فالإشارة إلى تحريم قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، تتضمن مجازاً عن تحريم إهلاك الجسد وتمنحه المكانة الرمزية التى نتصور فيها النفس، كما جاء فى قوله عز وجل : {ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق } الأنعام 151
المصادر:
المصدر الأساس : ست البنات خالد محمد محمود، مخاطر خفية وراء برامج خدمات الصحة الإنجابية،( بتصرف) www.umatia.org/booksumatia
ولمزيد من الإيضاح عن مؤامرات الأمم المتحدة على شعوب العالم وعلى الأسرة والمرأة بصفة خاصة. انظر مقالات الدكتور أحمد إبراهيم خضر على موقع بوابتى : ( الأمم المتحدة والدعوة إلى نظام عالمى جديد – الأمم المتحدة والدفاع عن اللواط والإباحية الجنسية – أهداف البرامج والأفكار الدولية المطروحة على المسلمين – حقيقة مفهوم تمكين المرأة – حقيقة مفهوم الجندر – الفهم المغلوط فى شعار المرأة نصف المجتمع- الأمم المتحدة والوسائل التسع لتدمير حياة الأسرة ) وانظر كذلك : ( أحمد إبراهيم خضر،هل يضمن تعليم الفتاة محافظتها على عفتها www.alukah.net/Social/0/28461 - لماذا تكره المرأة المتعلمة المتحررة الإسلام، فى : أحمد إبراهيم خضر، علاقة المصالح والمنافع بكراهية الإسلام عقيدة وتطبيقا، www.alukah.net/Culture/0/26592).
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: