البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإمام البنا وعزة المسلم

كاتب المقال د- جابر قميحة - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5431 gkomeha@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من أهم الملامح التربوية وكذلك الفنية والموضوعية للإمام الشهيد في كتاباته ما يأتي :
1- الاعتزاز بالتراث الإسلامي والعربي الشامخ .
2- الربط بين الماضي الوضيء والحاضر المعيش.
3- كثرة الاستشهاد بآيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
4- القدرة على المزج بين عمق الفكر وحرارة الوجدان مع السهولة والتدفق والوضوح.

وفي 23 من أبريل سنة 1948 نشر في صحيفة الإخوان مقالا ، في وقت كان اليهود يستولون فيه على أرض فلسطين الشهيدة ، دعا فيه المسلمين إلى أن يتسلحوا عمليا بالشعور الناشط بالعوة الإسلامية. ومما جاء في المقال :
"... المؤمن يجب أن يعيش عزيز النفس، رفيع الرأس، يستشعر استعلاء الإيمان الذي تصغر أمامه كل صعوبة، وكل محنة؛ لأنه يستقي عزته من أفق علوي (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)) (سورة المنافقون: 8). وما كان للمسلم أن يطأطئ رأسه أمام أي إنسان، أو يخشى غير ربه، وعليه ألا تسجد جبهته إلا لله.

ولهذه العزة مقتضيات على المؤمن أن ينفذها ويأخذ نفسه بها. يقول تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)) (آل عمران: 139).

فالمسلمون هم الأعلون اعتقادًا وتصورًا للحياة وارتباطًا وصلة بالعلي الأعلى، وهم الأعلون شعورًا، وخلقًا وسلوكًا، ثم هم الأعلون قوة ومكانة ونصرة فمعهم القوة الكبرى قوة الله سبحانه وتعالى. يقول تعالى: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)) (سورة محمد: 35).

ومن مقتضيات عزة المسلم في وجهها السلوكي ما نجده في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) (سورة المائدة: 54).
ومن اهم مقضيات العزة رفض الظلم والخنا، والاستسلام لذوي الجبروت والطغيان.

والاعتزاز بالقدرات والإمكانات الذاتية وإبرازها وتوظيفها عند الحاجة، فهو من قبيل ما يسميه علماء النفس: "اعتبار الذات"، ولا يكون ذلك من قبيل الغرور أو الكبر ما حسنت النية، وكان القصد وجه الله، والمصلحة العامة.
واحترام الذات اعتماد المسلم على نفسه في كسب رزقه بالعمل، والسعي في الأرض.

***********

وبعد تصديره واحدا من مقالاته بقوله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾[الأنفال: 72-73]
يقدم الرواية الآتية:
في عهد مضى أعاد الله علينا دولته قال الراوي: "دخلتُ القسطنطينية تاجرا في عهد عمر ابن عبد العزيز، فأخذت أطوف في بعض سككها حتى انتهى بي المطاف إلى فناء واسع، رأيت فيه رجلا أعمى، يدير الرحى وهو يقرأ القرآن، فعجبت في نفسي، في القسطنطينية رجل أعمى يتكلم العربية، ويدير الرحى، ويقرأ القرآن!! إنه لنبأ!!، فدنوت منه وسلمت عليه بالعربية، فرد السلام، فقلت: من أنت يرحمك الله؟ ما نبؤك؟ فقال: أسير من المسلمين أسرني هذا الرومي، وعاد بي إلى بلده، ففقأ عيني، وجعلني هكذا أدير الرحى، حتى يأتي أمر الله. فسألته عن اسمه وبلده وقبيلته ونسبه، وما كان لي من عمل حين عدت قبل أن طرقت باب أمير المؤمنين، وأخبرته الخبر، فاحتقن وجهه، واحتدم غضبا، ودعا بدواة، وكتب إلى ملك الروم، " قد بلغني من الآن كذا وكذا، وإنكم بذلك قد نقضتم ما بيننا وبينكم من عهد: أن تسلموا كل أسير من المسلمين. فوالله الذى لا إله إلا هو لئن لم ترسل إلي بهذا الأسير لأبعثن إليك بجنود يكون أولها عندك، وآخرها عندي.

ودعا برسول فسلمه الكتاب، وأمره ألا يضيع وقتا في غير ضرورة حتى يصل، ودخل الرسول على ملك الروم، وسلمه الكتاب، فاصفر وجهه، وأقسم أنه ما علم من أمر هذا الأسير شيئا. وقال: لا نكلف الرجل الصالح عناء الحرب، ولكننا نبعث إليه بأسيره معززا مكرما. وقد كان".

ثم يختم الإمام الشهيد مقاله بتذكير المسلمين بالجرائم والمذابح التي ارتكبها الصهاينة في فلسطين في دير ياسين وغيرها ، داعيا إياهم أن يتقدموا لاستخلاص الوطن السليب بشعور المسلم الحقيقي ، وشعور العزة الإسلامية الحقة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حسن البنا، الإخوان المسلمون، تنظيمات إسلامية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقلام من عالم التشويه والتزوير
  العيدُ.. وغربة الشاعر
  بين الغرور العددي .. والقوة الإيمانية
  توفيق عكاشة أين الدين ؟ وأين المواطنة ؟
  من صور الادعاء وسقوط الرأي
  من أفذاذ أساتذتي في كلية دار العلوم الدكتور محمد ضياء الدين الريس
  إمَّا العدل وإمّا الموت..
  تعلمت من محمودالجميعي
  إمام المسلمين .. أبو الحسن الندْوي
  عندما يوثن الطاغية ذاته
  سطور عن قط مبارك المخلوع
  وفي عمرُ بن الخطاب الأسوة والقدوة
  صحيفة من المستنقع
  كونوا مع الله
  من أصوات العزة والشموخ
  صفحة من التخبط السياسي
  ملامح الدولة المصرية في ظل حكم محمد مرسي أو أحمد شفيق
  رسالة إلى الرئيس الجديد
  برنامج تهريجي وصباح لا خير فيه
  أقيموا شرع الله
  كلمات حق إلى الحكام العرب
  مفيش شيء اسمه إخوان
  العلاج خير من الوقاية
  حكاية البعوضة والنخلة
  عندما يتظرف الداعية ويتعالم
  الإخوان المسلمون والحملة الشيطانية
  مع الخليفة عمر والواقع الذي نعيشه
  الإسلام هو الحل
  خيرت الشاطر رجل عاش للمحن
  كلمات من القلب إلى خيرت الشاطر والذين معه

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، منجي باكير، بيلسان قيصر، محمد شمام ، نادية سعد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سيد السباعي، د - الضاوي خوالدية، محمد اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الناصر الرقيق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، ماهر عدنان قنديل، طلال قسومي، د- هاني ابوالفتوح، خالد الجاف ، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، عبد العزيز كحيل، محمد علي العقربي، د. أحمد محمد سليمان، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، محمود سلطان، أنس الشابي، صفاء العربي، د- محمد رحال، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، أحمد الحباسي، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، محرر "بوابتي"، جاسم الرصيف، عمار غيلوفي، محمد الياسين، عراق المطيري، فوزي مسعود ، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، فهمي شراب، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، العادل السمعلي، حاتم الصولي، د - محمد بن موسى الشريف ، رمضان حينوني، د. أحمد بشير، مراد قميزة، د - عادل رضا، حسن عثمان، د - محمد بنيعيش، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، أشرف إبراهيم حجاج، صباح الموسوي ، د. عبد الآله المالكي، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، د - صالح المازقي، سفيان عبد الكافي، د. صلاح عودة الله ، محمد أحمد عزوز، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، سامر أبو رمان ، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن الطرابلسي، طارق خفاجي، ياسين أحمد، د- جابر قميحة، رشيد السيد أحمد، يحيي البوليني، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلوى المغربي، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، كريم السليتي، سامح لطف الله، محمد يحي، أحمد بوادي، علي عبد العال، د - مصطفى فهمي، علي الكاش، فتحـي قاره بيبـان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عزيز العرباوي، صلاح المختار، رافع القارصي، إسراء أبو رمان، أبو سمية، إياد محمود حسين ، المولدي اليوسفي، خبَّاب بن مروان الحمد، عواطف منصور،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز