د- جابر قميحة - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5506 gkomeha@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما أكثر المصائب و الكوارث التي نزلت بالمصريين في عهد حكم الفرعون المخلوع حسني مبارك، إنها مصائب تقضي على البشر والأخضر واليابس، وتريق الدماء، وتشرد المستقرين في بيوتهم.
ومن عجب، ـــ بل من أسى ـــ أن يتصدى لها الكبار ببرود وغباء، ووعود براقة. من منا ينسى حريق دار الأوبرا ؟ وحريق قطار الصعيد ؟ وحريق بني سويف ؟ وحريق مجلس الشورى ؟ وانهيار عمارة الأسكندرية .
وغير ذلك من بيوت وعمارات. ومن ينسى كارثة العبارة إياها ؟ وغرق معديات النيل ؟ وغرق مئات الشباب الذين ابتلعهم البحر وهم يفرون من مصر إلي إيطاليا و اليونان بعد أن ضاق بهم العيش في مصر " المخروسة ".
وكارثة الكوارث تتمثل فيما نزل بمنطقة الدويقة : صخرة بل صخور ضخمة تندفع لتكتسح كل ما أمامها وكل من أمامها من بيوت و" مخلوقات " نائمة في جحورها التي تسمى مجازا بيوتا، فقتلت العشرات وجرحت العشرات، ودفن مئات تحت الركام القاتل، لايقلون عن 500 " مخلوق " يعيشون على هامش الحياة.
**********
وكان رد الفعل ما صرح به المخلوع من توجيهات عاجلة من مبارك للحكومة بتوفير مساكن بديلة للمنكوبيين وتعويض أسر الضحايا.
إنها اللامبالاة وانعدام الشعور بالمسئولية.
إن كل أمم الأرض تؤمن عمليا بأن الوقاية خير من العلاج ,أما كبارنا ـ على ما يبدو- فيؤمنون بأن العلاج خير من الوقاية ـ وغالبا ما يكون العلاج خائبا، أو من قبيل المسكنات، وانعدام الجدية و التصدي للكارثة، وإلا فما قيمة التصريح الرئاسي بأن حريق مجلس الشورى لم تتعد خسائره 150 مليون جنيه ستتحملها الدولة. والأدق من ذلك أن يقال يتحملها الشعب المصري عن طريق الدولة برفع الاسعار، ومزيد من الضرائب... الخ
**********
ولو أخذ المسئولون الكبار بقاعدة الوقاية خير من العلاج لما وقعت هذه الكارثة.
وأدعو القارئ أن يقرأ معنا الخبر التالي الذي نشرته أغلب مواقع النت :
تحت عنوان :
الحكومة تلقت أموالاً لإنهاء أزمة الدويقة منذ 7 سنوات!!
كشف محمد الحلو مسئول الوحدة القانونية بالمركز المصري لحقوق الإنسان أن المركز لديه معلومات ووثائق تُفيد بأن الأمم المتحدة قدَّمت حزمةً من الأموال للحكومة المصرية منذ سبع سنوات لإنهاء أزمة منطقة الدويقة، مشيرًا إلى أن هذه الأموال غير معلوم أوجه صرفها حتى الآن. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تابعت القضية منذ بدايتها، وطالبت محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق في عام 2001م بضرورة اتخاذ الإجراءات التي تكفل حماية الحق في السكن بصفة خاصة في مجال ضحايا الإخلاء القسري كما هو في حالة سكان الدويقة.
وعبَّرت الأمم المتحدة في 2001م عن انزعاجها من استخدام العنف ضد المواطنين أثناء الإزالة وتحطيم أثاثات منازلهم، مؤكدةً أن هذا يخالف حقوق الإنسان بشكلٍ عام والحق في السكن بشكلٍ خاص، وطالبت بضرورة التزام المعايير الدولية والتزام مصر بتطبيق العهود والاتفاقات الدولية الخاصة بالحق في سكن مناسب.
وكانت محافظة القاهرة قد قامت بإزالة 25 منزلاً لسكان الدويقة في 21 مارس 2001م بالقوة الجبرية، وأدَّت إلى تشريد 32 أسرةً ما زالوا يقيمون في نفس المكان بين الأنقاض "
وهذا يعني أن دم هؤلاء الضحايا في عنق الدولة لأنها قامت بما يسمي في القانون "جريمة قتل بالترك ".... وربما كان الأصح أن نقول إنها جريمة قتل بالنهب.
*********
وهناك من الخبراء المتخصصين من قدم دراسة وافية عن كوارث ماحقة قادمة في منطقة المقطم مؤداها أنها كلها غير صالحة للبناء. ومن أهم هذه التقريرات تقرير الدكتور خالد عودة.
*وخلصت اللجان التي حذَّرت بناءً عليها من مثل هذه الحوادث؟
** هذه اللجان خلصت إلى أن الحجر الجيري المكوِّن لجبل المقطم يذوب بسبب تسرب المياه إليه، خاصةً مياه الصرف الصحي، وأن الشقوقَ بين الصخور تزداد اتساعًا وتتآكل، وأن هذه كلها شواهد تُنبِئ بانهيار حواف الجبل.
ومع ذلك لم يلتفت واحد من المسئولين إلى هذا التقرير الخطير الذى كتبه رجل من أبرع المتخصصين علي مستوي العالم كله.
وفي النهاية نقول : حماك الله يا مصر... حماك الله يا مصر.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: