د- جابر قميحة - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6063 gkomeha@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من الآيات البينات ما يجعل إيمان المسلم بالعقيدة هو الأساس الأكبر لكل القيم التي يؤمن بها المسلم، ففي سبيل عقيدته يستهين بالدنيا ومتاعها، ويجعل عمله كله خالصا لوجه الله. والشاهد على ذلك قوله تعالى :
(... كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) البقرة.
وفي السطور الآتية نعرض لوقائع ومعارك تقطع بصدق الآية السابقة :
غزوة بدر
تعتبر غزوة بدر الكبرى، أولى المعارك الفاصلة في الإسلام، وبداية المواجهات الحاسمة بين المسلمين - وبين المشركين من أهل مكة.
وقد وقعت هذه المعركة الحاسمة يوم الجمعة في السابع عشر من شهر رمضان للسنة الثانية من الهجرة النبوية.
فخرج مع رسول الله (ص) من المهاجرين والأنصار ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً بلا عدّة ولا استعداد، وإذا بهم يقفون وجهاً لوجه أمام ما يقرب من ألف رجل من صناديد قريش، مدججين بالسلاح، غاطسين في الحديد، محاطين بكل وسائل الرفاهية والخيلاء، وكانت المعركة الفاصلة، التي خلدها الله سبحانه وتعالى في كتابه الخالد، وتركها آيات تتلى أبد الدهر، منها قوله تعالى :
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران
أجنادين
وكانت الوقعة بأجنادين لليلة ست خلت من جمادى الأول سنة ثلاث عشرة من الهجرة النبوية وذلك قبل وفاة أبي بكر بثلاث وعشرين ليلة وكان قائد المعركة هو خالد بن الوليد، وهزم40 ألف مسلم 90 الفا من الروم هزيمة نكراء.
اليرموك
في سنة 15 هـ (636م) وقف جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد في أربعين ألف مقاتل في مواجهة جيش الروم الذي كان في 240 ألف مقاتل, أي ستة أمثال جيش المسلمين, وانتصرت القلة المؤمنة ـ بل سحقت ـ الكثرة الرومية الباغية.
حطين
كانت معركة حطين (583هـ-1187م), هي المعركة التي أنزلت بالصليبيين هزيمة ساحقة, فقد فتحت أمام المسلمين أبواب فلسطين كلها, وكانت بداية قوية لانهيار حكم الصليبيين في المشرق العربي , كانت قوات الصليبيين لا تقل عن خمسين ألفًا, وجيش صلاح الدين لا يزيد علي نصف هذا العدد, وتمخضت المعركة عن انتصار ساحق مبين للمسلمين, وقُتل من الأعداء قرابة ثلاثين ألفًا, وأُسر غيرهم آلاف, منهم ملوك وأمراء مثل "الملك غي", والأمير "رينو دي شاتيون", قال ابن الأثير: "وكثر القتل والأسر فيهم, فكان من يري القتلي منهم لا يظن أنهم أسر منهم أحد, ومن يري الأسري منهم لا يظن أنه قُتل منهم أحد",
وكان انتصار حطين نقطة انطلاق لجيش صلاح الدين إلي التحرير الشامل.
عين جالوت
وفيها انتصر الجيش المسلم بقيادة قطز انتصارا ساحقا على التتار في مصر وخارجها فأنقذ العالم منهم.
معركة أنوال
في 21 يوليو 1921 تعتبر من المعارك الشهيرة في التاريخ العسكري. حيث انتصر المقاومون المغاربة الريفيين في شمال المغرب بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي على أسبانيا. فئة قليلة من الريفيين وبوسائل بسيطة حققوا نصرا على جيش عتيد وأسلحة متطورة فتاكة، وتمكن اهل الريف من قتل 25 ألف عسكري مستعمر من الأسبان.
**********
ما ذكرناه من معارك ووقائع ــ وهو قليل من كثير ــ تشترك كلها في ثلاث سمات حاسمة :
الأولى : قلة عدد جند المسلمين إذا قيس بعدد أعدائهم.
الثانية : تحقيق الانتصارات الباهرة على أعدائهم.
الثالثة : ربانية الهدف وقوة الإيمان التي كانت المحرك القوي الدافع لخوض هذه المعارك.
**********
وإذا ما نظرنا إلى الحزب الوطني رأيناه مغرما بـ " الأرقام " :
ـ فهو حزب الأغلبية، ويكفي أن فيه ثلاثة ملايين عضو من أصحاب البطاقات. ونسي هؤلاء الكبار أنها بطاقات " للانتفاع وتمشية الحال ". وإلا فإني سائل : كم عضو من هؤلاء على استعداد أن يعتقل في سبيل مبدئه ولو ليوم واحد ؟ وكم عضو منهم مستعد للتضحية بموقعه أو مكانه الوظيفي في سبيل حزبه، كما نرى في أعضاء الإخوان المسلمين، أو "الجماعة المحظورة " كما تسمونها ؟
ــ وأحمد عز يعلن أن " المحظورة " لم يعد لها مكان في الشارع المصري. وما حققوه في انتخابات 2005 كان نتيجة لأخطاء وقع فيها الحزب الوطني، ولن يتكرر ذلك.
ــ ومن يراجع مقاليه في الأهرام بتاريخ 23 و24 / 12 / 2010 يراه من أكبر المغالطين في تاريخ مصر كلها : فهو يبرر " اكتساح " الحزب الوطني، ذاكرا أرقاما مفصلة، ما أنزل الله بها من سلطان.
ــ وشهد اليوم الأول إعادة انتخاب د.فتحي سرور للسنة ال21 وللمرة الخامسة رئيسا لمجلس الشعب , ونجح بحصوله على 505 أصوات، في حين حصل منافسه الدكتور محمد عبد العال، رئيس حزب العدالة الاجتماعية على صوت واحد فقط.
مع ملاحظة : أن هناك 1150 طعنا أغلبها من أعضاء الحزب الوطني... ونقول لقد شهد شاهد من أهلهم.
**********
ومن عجب أن يقف رئيس الجمهورية في افتتاح مجلس الشعب وهو يقول : " إن انتخابات مجلس الشعب التي جرت مؤخرا كانت نزيهة.... وأن الجماهير قد أقبلت على المشاركة في تلك الانتخابات عن وعي كامل لأهميتها.
كما صرح النائب اللواء محمد عبد الفتاح عمر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب توعد فيه نواب الإخوان في إحدى الجلسات بأنهم لن يروا هذا المجلس مرة أخرى.
ورأينا مفيد شهاب يصرح أن المعارضة بالكيف لا بالكم.
ونهض محمد أبو العينين يصرح بأن المعارضة ليست بالكم، ويمكن لأربعة نواب معارضين أن " يوقفوا المجلس على رجل ".... فالمهم في نوعية المعارضة، ومن الذي يعارض، وما هي ثقافته،... والمعارضة داخل الوطني أقوى من المعارضة الخارجية، ولكنها ليست معارضة تتخطى الخطوط الحمراء التي تشوه سمعة مصر في الخارج ".
**********
وهم يصفون الإخوان بأنهم قلة قليلة لا تأثير لها على الشارع المصري، وسرعان ما اكتشف حقيقتهم، ونحن نذكر هؤلاء :
بما قاله السموأل بن عادياء الشاعر اليهودي في الجاهلية :
تـعـيرنا أنـا قـليـل عـديـدنـــــــا = فقلـت لهـا إن الكرام قليــــــل
ومـا ضرنـا أنـا قـليل وجـارُنـا = عـزيز وجـار الأكثريـن ذليــل
ومـا قل من كانـت بقايـاه مثلنا = شـباب تسـامى لـلـعلا وكهول
يـقرب حـب المـوت آجـالـنا لـنا = وتـكـرهه آجـالـهم فتـطـــــول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترى هل سيأتي الوقت الذي يؤمن فيه كبار هذا الوطني أن المسألة ليست مسألة أرقام، لأن الحقيقة الخالدة التي قطعت بها وقائع التاريخ هي قوله تعالى : " (... كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) البقرة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: