د- جابر قميحة - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5675 gkomeha@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن الشعب المصري في انتظار أن يقول كلمته النهائية فيمن يختاره رئيسا لهذا الشعب.
والعاقل من اقتدى واهتدى بأصحاب العزة والقدرة والشموخ من سلفنا الصالح.
وفي تاريخنا كان عمر بن عبد العزيز هو خامس الخلفاء الراشدين. وقد حكم لمدة ثلاثين شهرا كانت كلها عدلا وإنصافا ورخاء، فلم يكن هناك محتاج لدينار أو درهم واحد من الزكاة، أو ميزانية الدولة، يستوي في ذلك المسلمون، وأهل الذمة من يهود ونصارى، ويروى أنه كان يأمر بأن ينثر الحب على رؤوس الجبال، فتلتقطه الطير، وكان يبتسم ويقول :
"... حتى إذا ما مرت ببلاد أخرى قالت أطعمني المسلمون من طعامهم ".
ويروى أنه عندما تولي عمر بن عبد العزيز الخلافة بدأ بأهل بيته، فأخذ ما كان في أيديهم ، وسمى ذلك " المظالم ". ففزعت بنو أمية إلى فاطمة بنت مروان عمته - وكان يعزها ويكرمها - وسألوها أن تكلمه فيما اعتزم فقال لها : ( إن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ سلك طريقاً. فلما قبِض سلك أصحابه ذلك الطريق الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما أفضى الأمر إلى بعضهم جره يميناً وشمالاً، وأيم الله لئن مُد في عمري لأردنه إلى ذلك الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ) .
وقد توفي عمر بن عبد العزيز في الخامس والعشرين من رجب سنة 101 هـ بدير سمعان، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وبضعة أيام وبوفاته آلت الخلافة إلى يزيد بن عبد الملك .
وعاش عمر – رضي الله عنه – عيشة الفقراء، كان يأتدم خبز الشعير في الزيت، وربما أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب، ويقول لأطفاله : " هذا خير من نار جهنم ".
ومن أشهر ما يروى أن أحد الولاة أرسل إليه يطلب مالا لإقامة سور يحصن به المدينة خوفا من غارات الأعداء. فكتب إليه عمر : " حصنها بالعدل، واحمها من الظلم ". لأنه يعلم أنه لا قيمة لسور حول قلوب مخلوعة، ونفوس هزها الظلم والاستبداد.
أما النفوس التي تتمتع بالعدل والحرية، فإنها تبادل حاكمها حبا بحب، وتنظر إلى وطنهم على أنه في داخل قلوبهم، وليس بنيانا من حجر وطين.
فالسور لا يفيد قوما ذوي شخصيات منخورة، وقلوب مهزومة، وقيم متآكلة وصدق خليل مطران إذ قال :
فأبر من تضييق دنياهم بــــــــــه = أن ترحُبَ الدنيا بهم ما ترحبُ
لا يعصم الأمُمَ الضعيفة فَــطـــــرة = إلا فضائل بالتجارب تـُكـســـبُ
فتكون حائطها المنيعَ على المدى = وتكون قوتها التي لا تـُغـْـلـــبُ
*********
واقتداء بخامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز، نقول للرئيس القادم :
" إن عليك أن تكون عادلا، منصفا، لكل طبقات الشعب بصرف النظر عن ديانته وحسبه ونسبه، وأن ترعى الله في سلوكك وأعمالك وأقوالك، وتكون قدوة حسنة للشعب في مأكلك ومشربك ومسلكك. فإن وطننا محط أنظار أعدائنا من صهاينة، ومطمع للسير في ركاب الاستعمار الأمريكي والخضوع لإرادته وتوجيهاته.
وفقك الله، وألهمك الحكمة والرشاد، وحُسْن إدارة شئون مصر كنانة الله في أرضه، ففيها خير جنود الأرض.
*********
وصدق الله العظيم إذ قال : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا " النساء (58).
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: