البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(113) تحذير إلى طلاب العلم الشرعي

كاتب المقال د. أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8180


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في محاضرة له بعنوان "حاجة طالب العلم الشرعى إلى العلوم الاجتماعية" نُشرت في موقع kantakji كتب الدكتور "أبو بكر باقادر" يدعو طلاب العلم الشرعي إلى الاستفادة من العلوم الاجتماعية.

استخدم الدكتور باقادر عبارات: "أثابكم الله"، و"أعزكم الله"، و"أصلحكم الله" و"رعاكم الله" و"دعونى أهمس في أذنكم"، وبدأ بالقول: "اعلموا أثابكم الله أن ابن خلدون وثلة من العلماء المسلمين - منذ قرون - اهتموا وبشكل علمي بدراسة حالة المجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ساعين للتوصل إلى التعرف عن قوانين كبرى يمكن أن تفسر ما يجري في حياة المجتمعات، بدلا من التوقف فقط عند الينبغيات الأخلاقية".

ثم حاول أن يقنع مستمعيه بأن جهود ابن خلدون وعلماء المسلمين هي التي أدت إلى اهتمام المفكرين الغربيين وغيرهم بتقديم نظريات تسعى لتفسير واقع المجتمعات الإنسانية وتُعنَى بتعلم دروس التاريخ.

والحقيقة أن رجال الاجتماع العرب قد درجوا على وضع لافتة ابن خلدون مع الإشارة إلى العلماء المسلمين كوسيلة لتخدير مستمعيهم من المسلمين حتى يكسروا حدة مقاومتهم لما يدعون إليه من فكر لا ينتمي أصلا لثقافة ابن خلدون ولا لثقافة علماء المسلمين ، بل لا ينتمي إلى الإسلام بالكلية.

الدكتور أبوبكر باقادر: هو أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ولد في مكة المكرمة عام 1950م. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تخصص (الرياضيات )، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة وسكنسن - ماديسون في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو عضو في العديد من الجمعيات العلمية، منها: الجمعية السعودية لعلم الاجتماع ، والجمعية العربية لعلم الاجتماع، والجمعية الأمريكية في علم الاجتماع، وكذلك الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، وشغل منصب نائب المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، وزميل مدى الحياة بجامعة كمبردج. وأستاذ وباحث زائر في العديد من الجامعات الأمريكية والإسلامية. شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات محلياً وعربياً، وله أكثر من خمسة عشر كتابا بالإضافة إلى العديد من المقالات في الدوريات العلمية بالعربية والإنجليزية.

ملأت العلوم الاجتماعية - التي تعلمها الدكتور باقادر من الغرب - عليه كل تفكيره وعقله، فلم يعد يرى الأشياء إلا في ضوء علوم الغرب. ولو اقتصر الأمر عليه وحده لما كانت هناك مشكلة، لكنه ادعى بأن طلاب العلم الشرعي في حاجة إلى العلوم الاجتماعية، ولم يوضح الدكتور باقادر لطلاب العلم الشرعي حدود هذه الحاجة.

لا يؤمن الدكتور باقادر بأن هناك فارقا بين التأثر بثقافة الآخر وبين الانتفاع بها؛ فالتأثر بالثقافة يعنى دراستها وأخذ محتويات أفكارها وإضافتها إلى الثقافة الأصلية، إما لوجود أوجه تشابه بينهما وإما لاستحسانها، ويؤدى التأثر بثقافة الآخر إلى الاعتقاد في أفكارها، وإلى اختلاط الأفكار مع بعضها وضياع الأفكار الأصلية منها. أما الانتفاع بثقافة الآخر فيبدأ بدراسة هذه الثقافة دراسة عميقة، ومعرفة الفروق بينها وبين الثقافة الأصلية، واستعارة المعاني والتشبيهات دون أن يتطرق التناقض للثقافة الأم، ودون أخذ أو تبنى أفكار الثقافة الأخرى عن الحياة والتشريع بحيث لا تؤثر مطلقا على وجهة النظر في الحياة. الفارق إذن بين موقف المسلمين الأوائل من ثقافة الآخر يختلف عن موقف المثقفين العصريين كالدكتور باقادر من هذه الثقافة. فالدكتور باقادر درس ثقافة الآخر واستحسنها، واستدمجها في عاطفته وعقله، ولهذا دعا طلاب العلم الشرعي إلى إضافتها إلى ثقافتهم الإسلامية بالرغم من تناقضها معها تناقضا صريحا. (انظر مقالتنا على شبكة الانترنت "الدين الضائع بين الانتفاع بثقافة الآخر والتأثر بها"، موقع بوابتي تونس).

أسهب الدكتور باقادر في محاضرته في عرض ما أطلق عليه "طبقات" المفكرين الغربيين، وملأ محاضرته بأسماء عشرين منهم، فذكر على وجه التحديد: هوبز، ولوك، وروسو، وأوجست كونت، وسبنسر، وماركس، وليفي بريل، وإميل دوركايم، وماكس فيبر، وباريتو، ومارشال، وبارك، وجورج هربرت ميد، وبيتر بيرجر، وجيدنز، وهايبرماس إلى جانب فيذرستون، وهنتجتون، وفوكوياما. كما أغرق أسماع مستمعيه بالحديث عن الأفكار والمدارس الغربية التي ما عرفها الإسلام، وما كان بحاجة إليها أبدا، فذكر منها: الاغتراب، والتشيؤ، والأزمات الدورية، والصراع الطبقي، والأنومي، والمدرسة الوظيفية، والتفاعلية الرمزية، ومدرسة الصراع، ونظرية الأنساق الاجتماعية، والإثنوميدولوجيا، والظاهراتية، وغير ذلك. ونقول مرة أخرى أنه لو كان الدكتور باقادر قد دعا طالب العلم الشرعي إلى الإلمام بكل هذا الغثاء من باب التعرف على ثقافة الآخر، ومعرفة الفارق بينه وبين ثقافته الإسلام ، لكان الأمر هينا، لكنه دعا إلى استدماج هذا الغثاء مع الثقافة الأم، وهو أول من يعلم بتناقض الأصل الذي تقوم عليه ثقافة الإسلام وثقافة الغرب كما أشرنا في الفقرة السابقة.

ما أردنا هنا إلا أن نحذر طلاب العلم الشرعي من الاستجابة إلى دعوة الدكتور باقادر، وأدلتنا في هذه القضية لا تحصى، أوردناها في كتاب خاص عنوانه: "علماء الاجتماع وموقفهم من الإسلام" أعيد طبعه تحت اسم "اعترافات علماء الاجتماع"، نشره المنتدى الإسلامي في لندن عام 1993م. وهناك مقالات عديدة على شبكة الإنترنت منها: علم الاجتماع أقصر الطرق إلى الإلحاد، و أسطورة علم النفس: عقم في النظرية، وقصور في المنهج، وازدراء للدين (موقع نور الإسلام)، العلوم الاجتماعية والدين: تعايش أم تصادم، أسلمة المعرفة والخوض فيما لا يفيد، علم الاجتماع: قرن كامل من الفشل، الأساس الإلحادى للمفاهيم الغربية، فهم الإسلام عبر الاصطلاحات الغربية (موقع بوابتي تونس)، وجهة نظر حول مشروع أسلمة العلوم (مجلة البيان). ونبين في كل هذه المقالات خطورة جهود التكامل بين العلوم الاجتماعية والدين على الإسلام.

اتجاهات علماء الأنثروبولوجيا نحو الدين - على سبيل المثال - اتجاهات سلبية عدائية، ويوقن رواد الفكر الأنثروبولوجي الأوائل تماما بعدم مصداقية الدين المنزل، ويرون أن كل العقائد نسبية، وأن الدين عديم الفائدة، ويجب استئصاله والتقليل من آثاره وإنقاص هيبته بالتقدم العلمى.

ورغم أن الدكتور باقادر قد أوضح بأن الأنثروبولوجيا الحديثة يمكن أن تدرس علاقة العلماء والفقهاء والحركات الإسلامية مؤسسياً في سعيها لتقديم الإسلام للدولة الحديثة، وأن هناك دراسات تناولت مؤسسات الفتوى ممثلة في دور المفتي والمجمعات الفقهية، وكيف تواجه القضايا المعاصرة سواء كانت سياسية أو أخلاقية أو ثقافية، فهذا لا ينفى أنها تنطلق أساسا من مبدأ احتقار الدين وعدم الاعتراف به. أما علم الفولكلور والأدب الشعبي - الشديد الارتباط بالأنثروبولوجيا - فهو ذوق ساذج متخلف، وسطحية تلائم البدائيين والجهال، وتأثيره الخطر على الدين أنه يحوله إلى نوع من الفولكلور فيضيع في الموروث الشعبي، ويختفي جوهره العقدي، وتُسْتبدل شعائره التي تفرضها الشريعة والتي تحدد طريقة أدائها في صيغة تفصيلية، بطقوس أخرى فولكلورية تتعارف عليها الجماعة، وتتبناها، وتدافع عنها، وتصل بها أحيانًا إلى حدٍّ من القطيعة التامة أو الناقصة مع الشعائر الأصلية. (انظر مقالتنا: علم الفولكلور والأدب الشعبي: ذوق ساذج متخلف وسطحية تلائم البدائيين والجهال المنشورة في موقع الألوكة).

ولنقف قليلا عند بعض الأسماء التي ذكرها الدكتور باقادر لنعرض بإيجاز كيف أن جهرهم بالإلحاد هو العلامة البارزة التي ميزت كتاباتهم:
أوجست كونت مثلا: رأى أن الديانات ولدت من الخزعبلات القديمة، وأن الدين يجب أن يبقى شكلا، لكن محتواه يجب أن يتغير، وقام في أواخر حياته بصياغة دين عالمي بلا إله أبقى فيه على الطقوس. وسعى إلى إبعاد الله باسم الدين، وقال أنه مستعد لتقدير "الله" تاريخيا بشرط الانتهاء منه وعدم ذكره نهائيا. (جان لاكروا، أوجست كومت، ترجمة منى النجار الرافعي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت. ص 89-90).

إميل دوركايم: يهودي ملحد دعا إلى دين وضعي، ورأى أن الأخلاق يجب ألا تستند إلى الدين، وأنه لا بد من إشعار الأطفال بعدم صحة الرموز الدينية وبعدم الرجوع إلى الدين، وأنه لا بد من الاستعاضة عن الدين بالعقل (السيد بدوى، التربية الأخلاقية).

باريتو: كان يرى أن القضايا الدينية و الأخلاقية ليست ذات قيمة علمية، وكان له مقولة ساخرة يقول فيها: "لا تحفل بالدين، لأن الرواسب لا تتغير، وسوف تنشأ معتقدات جديدة دائما.. ".

بارسونز: كان يرفض الدين بشدة، وقال عنه زملاؤه: "إن حديثنا عن الدين يعنى العودة لموضوع رفض بارسونز الإيمان به".

ماركس: أمره معروف، فهو صاحب النظرية المادية التي ترى أن الحياة والكون والإنسان مادة تتطور من نفسها تطورا ذاتيا، فلا يوجد خالق ولا مخلوق وإنما تطور ذاتي في المادة. ورغم هذا الوضوح الكامل في إلحاد ماركس وانهيار الكتلة الشيوعية التي قامت على أساس فكره، فإن الدكتور باقادر يقول عنه: "أن أفكاره وطروحاته لا تزال - دون مبالغة - نابضة بالحياة وقادرة على إنتاج فريد من التأمل والتفكير".

أما بيتر بيرجر: فقد أصدر كتابه "الظل المقدس" وهو من أكثر كتبه احتقارا للدين، وكان يرى أن فهم الدين يجب أن يقوم على افتراضات إلحادية واضحة. والدين عنده اختراع إنسانى، والله والملائكة والجن عنده هي أفكار لم يعد لها وجدان الآن في الفكر الديني الحديث.

أكد بيرجر على العلمانية وقال ما نصه: "إذا كان هناك آخر يتحدانا - أي الله - فإنه يجب أن يتحدانا باستمرار كما كان يفعل من قبل.

أما ماكس فيبر: فهو الرجل الذي يكِّن له الدكتور باقادر احتراما عميقا، وكان يسعى نحو الإسهام في تأسيس ما يسمى بالمكتبة الفيبرية، بالرغم علمه بعداء فيبر الفاضح وكراهيته الشديدة للإسلام الذي كان ينظر إليه على أنه دين تزمت، وشهوانية جنسية، وحريم، وشعوذة، وفوضى.

يقول فيبر: "إن الطبيعة كما يفسرها العلم وكما تعالجها التكنولوجيا ليس فيها متسع لسحر الدين وأساطيره القديمة، ويجب أن ينسحب الإيمان ليعيش في عزلة مع الضمير.

ترجم الدكتور باقادر كتابًا خاصة ألفه "برايان تيرنر" بعنوان "علم الاجتماع والإسلام" يتحدث فيه عن موقف فيبر من الإسلام، لم تكن هناك نقيصة ألصقها فيبر وغيره من الغربيين بالإسلام، إلا وترجمها الدكتور باقادر كما هي بحجة الأمانة العلمية، ولم ينبس بكلمة واحدة دفاعا عن هذا الدين وعن نبي هذا الدين الذي اتهمه فيبر بأنه صاغ رسالته التوحيدية في ضوء المصالح العسكرية، وأنه تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها لكي يدخل في جماعة الصفوة من أصحاب رؤوس الأموال والتجار، وأن الشهوة الجنسية عنده كانت هي أساس تعاليمه القرآنية.

الإسلام في نظر فيبر دين فقهي جاف، وأن الحج طقس وثنى، وأن الإسماعيلية هي المذهب الذي استطاع أن يقدم إطارا كاملا من المعتقدات تصلح أن تكون بديلا فكريا للسنة. كل هذا ترجمه الدكتور باقادر بأمانة علمية دقيقة خلت حتى من مجرد التعليق ولو في الهامش. فكان أمينا مع أعداء الإسلام، ولم يكن أمينا على الإسلام، وما كانت الأمانة العلمية أبدا هي الإفساح في عرض بيان وجهة نظر، وحجب وإغفال وجهة النظر الأخرى المقابلة لها. (انظر فصل: المسلمون الفيبريون: نموذج آخر لمعاداة الإسلام، في كتابنا: اعترافات علماء الاجتماع).

ما نود أن نقوله هو أن الإلحاد هو الأصل في العلوم الاجتماعية، وعند العلماء الاجتماعيين، وقد تعلمنا من علماء الشرع أن الفرع مبني على أصله، يصح بصحته، ويفسد بفساده، ويتضح باتضاحه، ويخفى بخفائه، والأصول منوط بعضها ببعض في التفريع عليها. وكل وصف في الأصل مثبوت في الفرع ولو وقع في بعض الأصول خلل لزم سريانه في جميعها. وهذا يعنى أن كل ما نتلقاه من العلماء الاجتماعيين في الغرب فاسد لفساد أصله، حتى وإن كانت هناك فرعيات فيها تشابه بيننا وبينهم.

الذي فات على الدكتور باقادر في كل ترجماته عن الغرب هو أن شريعة الإسلام - كما يقول الإمام الشافعي - شريعة عربية لا مدخل فيها للألسن الأعجمية، وأن القرآن عربي نزل بلسان العرب، ولا سبيل إلى فهمه من غير هذه الجهة، ولا يستقيم للمتكلم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم فيهما فوق ما يسعه لسان العرب، وذلك لأن لسان بعض الأعاجم لا يمكن فهمه من جهة لسان العرب لاختلاف الأوضاع والأساليب. ومن هنا لا يجوز أن يضاف إلى القرآن مالا يقتضيه، كما أنه لا يصح أن ينكر منه مالا يقتضيه، ومن ثم يلزم الاقتصار على فهمه على كل ما يضاف على العرب، ومن طلبه بغير ما هو أداة له ضل عن فهمه، وتقول على الله ورسوله فيه، فالشريعة جارية على مذاهب أهلها وهم العرب.

قد يدعى الدكتور باقادر بأن دين وعقيدة العلماء الاجتماعيين منفصلة عن أفكارهم ونظرياتهم، وأن لهم دينهم ولنا كتابتهم ونظرياتهم.

هذا القول قد يصدق على أصحاب العلوم التجريبية والتطبيقية التي يجوز لنا - كما أفتى علماؤنا - بأخذها من الكافر وغير الكافر، أما العلوم الاجتماعية فإنها تحمل فكرا، وفكر المنظر ليس مسألة عقل أو منطق، إنه يعكس أصلا افتراضات وعواطف، وأفكاره النظرية تضرب بجذورها في مشاعره، وأحاسيسه، وما تشربه من ثقافته التي تربى عليها، والمُنظّر شأنه شأن أي شخص آخر يترسب في كيانه مجموعة من الأحكام والافتراضات، ليس هناك ما يقيه من التأثر بها، فهو كائن يعيش في ثقافة ذات دين معين ومنظور معين للكون والإنسان والحياة، لابد أن تدمغ هذه الثقافة المُنظّر بطابعها وتلقى بظلالها على تفكيره وآرائه.

الأمر الذي لا يتطرق إليه الشك، هو أن هناك حصنا منيعا يتحصن بداخله طلاب العلم الشرعي لا تستطيع الكلمات الناعمة المدغدغة للعواطف للدكتور باقادر مثل "أثابكم الله"، و"أعزكم الله"، و"أصلحكم الله" و"رعاكم الله"، ولا حتى همسه في آذانهم أن تخترق هذا الجدار إلا إذا خرج هؤلاء الطلاب من هذا الحصن فأصبحوا عرضة لاصطياد الدكتور باقادر لهم بسهولة ويسر.

يرتكز هذا الحصن على دعائم صلبة قوامها ما يأتي:
أولا: أن هذا الدين قد اكتمل بتقرير الله تعالى لذلك، واكتماله يعنى توحيد المصدر، أي وجود مصدر واحد يتلقى منه المسلمون منهجهم، ونظام مجتمعهم، وشرائعهم، ومصالحهم إلى يوم القيامة. ويعنى اكتمال الدين أنه لا تعديل فيه، ولا تغيير، ولا عدول عنه إلى منهج آخر أو شريعة أخرى، أو استبداله أو إضافة شيء إليه من صنع البشر.

إن أي تعديل، أو أي إضافة إليه كإنكاره كله لأنه إنكار لما قرره الله تعالى من تمامه وكماله، ورفض للإيمان وخروج عن دين الله مهما أعلن الدكتور باقادر أنه يحترم العقيدة، وأنه مسلم، فدعوته إلى اتباع غير شريعة الله يكذب زعمه. وهذا الدين كل لا يتجزأ، والخروج عن جزئية واحدة منه يعدل الخروج عنه بالكلية. واكتمال الدين يعنى كذلك أنه لا يمكن تصور أن بهذا الدين - بمعناه هذا- نقصا يستدعى الإكمال، ولا قصورا يستدعى الإضافة، ولا محلية أو زمانية تستدعى التطوير أو التحوير، ومن قال ذلك فما هو بمرتض ما ارتضاه الله للمؤمنين. وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا الدين هو الرسالة الأخيرة للبشر اكتملت وتمت ورضيها الله للناس دينا فمن شاء أن يضيف أو يبدل أو يحور أو يغير أو يطور، إلى آخر هذه التعبيرات التي تلاك في هذا الزمان فليبتغ غير الإسلام دينا، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه.

ثانيا: الكمال ثابت لله تعالى ولا وجود لكمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت لله، وأنه تعالى هو الصمد المستحق للكمال، وهو السيد الذي كمل في سؤدده، والشريف الذي كمل في شرفه، والعظيم الذي كمل في عظمته، والحكم الذي كمل في حكمته، فكيف يأتي الدكتور باقادر ويهمس في آذان طلاب العلم الشرعي بعد أن يدعو لهم بالصلاح والمثوبة والرعاية من الله باتباع آراء ثلة من المفكرين الغربيين ليسوا كفؤا له وليسوا كمثله، ولا يساوونه في الكمال..

ثالثا: من المسلم به عند طلاب العلم الشرعي أن عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أكمل عقول أهل الأرض على الإطلاق وأنه هو الغاية في كمال العلم، والأحرص على هدى الخلق، وأنه لو وزن عقله بعقولهم لرجحها.
ولهذا لا يجوز لأحد أن يجعل الأصل في الدين لشخص إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لقول إلا لكتاب الله عز وجل، ومن ثم لا يستقر للعبد قدم في الإسلام حتى يعقد قلبه على أن الدين كله لله وأن الحق دائر مع رسول الله وجودا وعدما، فكيف يظن الدكتور باقادر بأن غير رسول الله أعلم منه، وأحرص على مصلحة الخلق وهداهم منه. لقد علَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته كل شيء حتى آداب الغائط، قبله، وبعده، ومعه، وآداب الوطء، والطعام والشراب. وقد توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يطير بجناحيه في السماء إلا ذكر منه لأمته علما، وقال لهم: ((تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك))، وقال: ((ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم)).

رابعا: أنكر الله على من لم يكتف بالوحي فقال: ﴿ أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمـــة وذكرى لقوم يؤمنون ﴾ [العنكبوت: 51].

إنه من المسلم به أن الأمة لا تحتاج مع رسولها وكتابها إلى نبي آخر وكتاب آخر فضلا عن أن تحتاج إلى شيء من البشر الآخرين.

جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، إني أمرت بأخ يهودي من بني قريظة فكتب لي جوامع التوراة، ألا أعرضها عليك؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، فسرى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى - عليه السلام- حيا ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين)). (مسند الإمام أحمد ابن حنبل).

وأخرج أحمد وابن أبي شيبة والبزار من حديث جابر، أن عمر رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء، فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو باطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني.

وقال تعالى: ﴿ اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه من أولياء قليلا ما تذكرون ﴾ [الأعراف: 3]، فأمر باتباع الوحي المنزل وحده ونهى عما خالفه، وأخبر أن كتابه بينة، وهدى، وشفاء ورحمة، ونور مفصلا وبرهانا، حجة وبيانا.

إن ما تحصل به السعادة والنجاة من الشقاوة، وما يأمر به غير المسلمين من الأخلاق والأعمال وحتى السياسات، بل وغالب ما عندهم منه - كما يقول علماء المسلمين- ليس عندهم أصلا، أوليس بمتيقن معلوم، كما قال تعالى: ﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ﴾ [الروم: 7]، ولهذا فإن من يريد أن يسلك طريقهم يريد أن يوفق بين ما يقولونه، وبين ما جاءت به الرسل، يدخل من السفسطة والقرامطة في أنواع المحال الذي لا يرضاه عاقل.

خلاصة ذلك:
أن الله تعالى بيَّن بجلاء ضلال من تحاكم إلى غير الكتاب والسنة، وإن زعم أنه يريد التوفيق بين الأدلة الشرعية وبين ما يسميه عقليات الأمور المأخوذة من أهل الكتاب والمشركين.

لعل أهم ما فات على الدكتور باقادر أيضا، هو أن كل كلمة، أو شرع، أو عرف، أو تصور لم ينزله الله عز وجل، هو خفيف الوزن، سريع الزوال. فالفطرة تتلقى هذا كله في استخفاف، فإذا جاءت الكلمة من الله استقرت وثقلت، ونفذت إلى الأعماق، لأن فيها سلطان الله الذي يودعها إياه.

إن هذه الثقة في الله هي مناط القوة التي يستشعرها طلاب العلم الشرعي، فهم على يقين من هزال الباطل، وضعفه، وخفة وزنه مهما انتفش واستطال واستخدم ترسانة ضخمة من المصطلحات والمفاهيم الغامضة التي إذا جردت من أغطيتها الفنية وطبقاتها اللفظية التي تحتمي بها، فإنها لا تختلف كثيرا عن المعرفة اليومية لكل الناس.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العلم الشرعي، التحريف، الكتاب والسنة، فقهاء السلطان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-07-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سيد السباعي، الهيثم زعفان، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، محمود طرشوبي، حسن الطرابلسي، محمد يحي، محمد العيادي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمار غيلوفي، عبد الله زيدان، ماهر عدنان قنديل، عبد الله الفقير، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، إيمى الأشقر، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، د. أحمد محمد سليمان، رمضان حينوني، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، أحمد الحباسي، علي عبد العال، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صباح الموسوي ، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، يحيي البوليني، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، د- جابر قميحة، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، جاسم الرصيف، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، صفاء العربي، مصطفي زهران، د. طارق عبد الحليم، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صفاء العراقي، تونسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، عبد الرزاق قيراط ، محمد الياسين، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، ياسين أحمد، طلال قسومي، فهمي شراب، أشرف إبراهيم حجاج، كريم فارق، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، محمد أحمد عزوز، الناصر الرقيق، فتحي العابد، سامح لطف الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد اسعد بيوض التميمي، د - الضاوي خوالدية، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، أبو سمية، رحاب اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، د - شاكر الحوكي ، حسن عثمان، صلاح الحريري، د - عادل رضا، مجدى داود، حاتم الصولي، علي الكاش، محمد شمام ، فتحي الزغل، عمر غازي، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة